رواية جديدة لكاتبة رائعة القصول من 13-18
اخبرهما الطبيب أن ليلى ستفيق قريبا وان انخفاض ضغط ډمها المفاجئ هو سبب هذا الاغماء وحذرهما بشدة من ارتفاع الضغط وانخفاضه وطلب منهما الحفاظ على حالتها النفسية
أفاقت بعد قليل وسمح لهما برؤيتها لتندفع مريم ترتمى فوق صدر امها تكمل بكاءها تربت ليلى على كفها الذى تشبث بملابسها وتقول بضعف بس حبيبتي انا كويسة
تبتعد عن امها فورا وهى تكفف موعها وتقول لا خلاص
نظرت ليلى ل رائد بإمتنان فها هو للمرة الثانية بجوارها يساندها ويرعاها وابنها غائب ربما لم يفكر حتى فى تفقدها ربما لم ولن يعرف أين تكون الان
اقترب رائد بحب من ليلى يقبل رأسها وهو يقول ألف سلامة عليكى يا ماما كدة تخضينا عليكى
امسك كفها وهو يتكأ جالسا على الفراش ويقول صباحية ايه بس!! انت اهم حاجة فى الدنيا
غامت عينيها وسيطرت سحابات الحزن على محياها هذا هو من نعتوه باللص!!
هذا هو من سبوه بالسړقة!!
هذا هو من نعت بالطمع والحقارة !!!
إن كان هذا بما وصف فلمن خلقت الرجولة والشهامة!!! لمن وجدت المروءة والاستقامة!!
احاطتها نظرات متسائلة من رائد وليلى التى قالت موافقة على ايه هو اصلا ماطلبش يتجوزنى
تحولت نظرات التعجب والتساؤل لتحيط ب ليلى وهى تقول هو قال كدة ل ماجد علشان يبعد عنى امبارح
كان سامى قد وصل بالفعل واستمع إلى الجزء الأخير من الحوار ليفتح الباب بهدوء ويدلف بنفس الهدوء وهو يقول بس انا فعلا عاوز اتجوزك
شعرت مريم براحة حين تأكدت من صدق نيته يمكنها الان الاطمئنان على والدتها فهذا الرجل سيعتنى بها جيدا يمكنها الان ان ترتاح أن تهدأ فوالدتها لا تقاسى الوحدة
فتح سامى ذراعيه وجذب مريم ورائد قبل رأسيهما وهو يقول مبارك حبايبى
انها المرأة وقلبها الذى ينبض للحياة حين يستشعر الاهتمام النابع من قلب محب ولو بلغت من العمر مائة عام سيظل قلبها يخفق للحب سيظل شبابها ينبض للحب سيظل عمرها فى اوج شبابه حين يكون الحب يظلل عليه
هذه هى المرأة أيها السادة
الخامس عشر
منذ غادر سامى فى المساء وليلى تفكر هى لم تكن تنوى الزواج ولم تضعه خيارا لاستكمال الحياة لكن بعد ما حدث اصبح خيارا يفرض نفسه بقوة على صفحة حياتها التى تكاد تخلو من الأحداث المٹيرة فهى منذ سنوات أصبحت حياتها فارغة لا تفكر سوى فى ولديها وفى حياتهما لكن ها هما وقد استقل كل منهما بحياته فذاك ماجد الذى لم تعد امه تمثل له إلا مصدرا للمال دون أن يشعر بكم ما تقاسى فقط لهذا الشعور وهذه مريم ابنتها الحنون وقد حصلت اخيرا على زوج تمنته لها ليلى وطلبته من الله رائد زوج حنون يتحمل المسؤولية بشجاعة وصلابة هو كالجبل الذى سيحسن حماية ابنتها
لذا فقد قررت ليلى أن تبلغهم فى الصباح بموافقتها على الزواج من سامى لعلها تجد فيه من يؤنس صمت ما بقى من العمر لعله يكون اليد التى تكفف دموعها لعله يكون القلب الذى يمتص تلك الآلام التى زرعها ابنها بقلبها واودت بها مرتين الى هذه الغرفة ومؤكد أنه لن يرتدع حتى تهلك ليحصل على ما يريده منها أموالها
كان اليوم الثاني من زواج عمرو ورزان غريبا ف رزان ما نهضت عن الفراش إلا للصلاة ولتناول لقيمات معدودة تحت ضغط من عمرو الذى لم يفهم ما بها ولما كل هذا النوم ينظر لها متعجبا انها تغط فى نوم عميق لا تتهرب منه ويبدو الأمر خارجا عن إرادتها
لم يتوجه أحد لزيارتها فى ذلك اليوم ف ليلى بالمشفى وسامى قضى يومه معها أرسلت سلوى بناتها لتفقد رزان فيجدنها نائمة في كل مرة يسألن عنها ليزيد هذا من كره سلوى التى تبحث عن أى سبب تتعذر به لكره رزان بينما هى فى الواقع مجرد اعذار لحكم أطلقته سلفا
كلما توجه عمرو لايقاظها وتفقدها تخبره انها تشعر بالنعاس وتعود للنوم وهذا ما زاد من قلقه عليها ترى هل كان قاسېا معها ليعانى جسدها كل هذا الارهاق!!!!
اخذت الوساوس تتسلل لقلبه حتى لم يعد يطيقها فتوجه للفراش عازما على افاقتها بأى وسيلة
ربت على رأسها بحنان وهو يردد اسمها بحب حتى فتحت عينيها ونظرت له ليبتسم فورا وهو يتساءل انت كويسة يا قلبي
تهز رأسها وهى تبتسم تلك الابتسامة التى تزين ثغرها لتشعل قلبه شوقا وهى تتكا على مرفقيها لتعتدل بينما يقول بس انت نمتى كتير اوى رزان لو تعبانة ولا حاجة واجعاكى عرفينى انا جوزك !!!
زاد تورد وجهها وهى تقول لا ابدا انا كويسة بس نعسانة اوى
يتنهد براحة تستشف منها كم ما يعانى من قلق وهو يقترب يحيطها بحنان ويهمس نامى يا قلبى المهم تبقى بخير
تريح رأسها الذى لم يغادره الدوار طيلة اليوم على صدره برحابة وهى تهمس يعنى مش زعلان علشان سيباك لوحدك طول النهار
يمرر أصابعه على وجهها وهو يستلقى ويجذبها معه ويقول انا زعلان بس مش علشان لوحدى لا علشان انت تعبانة حاسس انى السبب
رفع وجهها ليقابل وجهه وهو يقول بأسف انا السبب صح!!!!
تهز رأسها نفيا وهى ټدفن وجهها بين طياته خجلا ثم تهمس لا انت فاهم غلط انا من كام يوم قلقانة ومتوترة ونومى كان قليل جدا جسمى كان مجهد وتعبان اوى وامبارح
خفض صوتها أثناء الحديث حتى اختفى تماما ليعتدل عمرو ناظرا لها بحب وهو يحثها على المتابعة فيقول امبارح ايه يا قلبى قولى يا رزان كل اللى حاسة بيه
هزت كتفيها وهى تستسلم لطغيان رجولته التى تسيطر على اعصابها فتتابع بخجل امبارح حسيت بالامان والراحة بعد القلق والتعب كان طبيعى استسلم وارتاح لانى عارفة انك هنا علشانى وانك واخد بالك منى
جثا على ركبتيه يحيط وجهها بكفيه لتتسلل حرارة جسده إلى عروقها فتتنبه كل حواسها مرحبة بهذا الدفء الذى يبث إليها بحب
كانت نظرات عينيه ابلغ من اية كلمات قد ينطقها فى هذه اللحظة لتسيطر على قسمات وجهه تلك الابتسامة التى تعشقها ترفع عينيها راية الاستسلام أمام نظراته العاشقة فترتخى جفونها خجلا بينما يهمس قرب أنفاسها انت ليه مغمضةحبيبتى فتحى عنيكى
لتصله اخر همسه منها لتطيح بكل ما تبقى من تعقل فى مهب الريح برقة قاټلة ممتعة مش قادرة
تخللت كلمتها المصحوبة برقتها إلى أذنيه ليعلن قلبه انسحاب عقله من ساحة الحب ويبدأ يعبر عن ذلك الشوق الذى تحكم فيه طيلة اليوم عن هذا القلق الذى عذبه طيلة اليوم عن هذه الرغبة فى اخفاءها بين ضلوعه حيث الأمان المطلق
كان كريم يشاكس رانيا كعادته متمتعا بقربها هو يعشقها وهى تذوب في ثناياه عشقا لكنها لاتزال تتورد خجلا وتخفض عينيها ولا تقوى على النظر إليه
استوقفته دقات الجرس التى تعلن عن نهاية هذه المشاكسة ليتنهد وهو يقول ماشى حبيبتي هشوف مين على الباب وراجع
يختطف قبلته الأخيرة وهو يتجه للخارج فيجد الزائر ناصر الذى يتهلل قلب حبيبته لزيارته وهذا يزيد من سعادته هو فسعادته تسير فى خط موازى لسعادتها هى
يرحب كريم ب ناصر ترحيبا حارا ويسرع لاخبار رانيا عن الضيف الغالى يدلف بسرعة ويغلق الباب قائلا بحماس تعرفى مين جه يزورنا
تهز كتفيها علامة لا أدرى وهى تقول هعرف منين يا كريم!!
يومأ برأسه ويهمس هقولك بس ليا مكافأة
تنظر له بتعجب فيقول بحب بابا ناصر برة
انتفضت بسعادة وهى تردد بابا
ترتسم ابتسامة سعيدة على وجهه اثر السعادة البادية على وجهها ليتركها تبدل ملابسها ويتجه للخارج
تساءلت رانيا عن عدم قدوم والدتها معه ليتعذر بإنشغالها ببعض الأعمال لكن هذه الإجابة لم ترح صدر رانيا ثم يخبرهما بسبب زيارته وهو يقدم لهما بكل ود وحب مفتاح تلك الشقة بمحافظة الإسكندرية التى اشتراها مسبقا بإسم حبيبته والتى تنازلت عنها الآن لصالح ابنتها ويصر عليهما أن يتوجها لقضاء عدة أيام بها فيوافق كريم على هذا الاقتراح بينما تصر رانيا على تأجيله حتى تزور والدتها خاصة حين شعرت أن ناصر يتهرب من هذه الزيارة
صباح جديد أطل على الجميع ليبدأ مع قصة تبدأ من خريف العمر لكن لا بأس من البداية المتأخرة فمتى تبدأ القصة ليس بالأمر الجلل بل كيف تبدأ وكيف تستمر
وصل سامى للمشفى باكرا هو لم ينم من الأساس فقد اخبرتهم بالأمس أن قرارها النهائي ستعلنه اليوم وكأنه للمرة الأولى ينتظر قرارا هاما رغم أنه على مدار حياته العملية قد تحمل العديد من الضغوط نظرا لطبيعة عمله الشاقة ولكن اليوم القرار يمس ما بقى من عمره
هو لا يعانى سهد العاشقين ولا يشعر بلوعة المغرمين لكنه يفتقد للدفءللاهتمام للمحبة لعناية امرأة وحنانها رغم أعوام عمره التى تتجاوز الخمسين إلا أنه لا يعرف إن كان احتياجه لها كافيا لبدء علاقة زوجية لكنه واثق أنه سيحسن العناية بهاانه سيحيطها بكل الحنان الذى افتقدته سيعاملها بكل المودة التى تحتاجها فهل هذا يكفى!
دق الباب لينتفض رائد متفقدا حبيبته خوفا من دخول الغرباء ليجدها كما هى قابعة بين ذراعيه ابتسمت له وهي تهمس ماتخافش انا صاحية
كانت بداية جيدة ليومه الذى لا يعلم كيف ستسير راحلته لينهض بنشاط يتعجب منه لنومته الغير مريحة ليجد والده بالباب لكن قبل دلوفه يجد الطبيب مقبلا فيخرجا سويا حتى ينتهى من توقيع الكشف على ليلى ليأذن لها بمغادرة المشفى بعد وصفة طبية عليها الالتزام بها وعليها ايضا الإنتباه من شدة الانفعالات
يغادر الطبيب ليستوقفه رائد ويتساءل بإهتمام حتى اطمأن قلبه ثم دلف
ووالده للداخل شعرت ليلى بمزيد من التوتر فالجميع ينتظر قرارها ورغم أنها حسمت أمرها إلا أنها تخجل من اعلانه لتؤجل ذلك حتى تعود للمنزل
لم يستغرق الوصول للمنزل وقتا ليستقروا جميعا بعد ساعة واحدة يتبادلون نظرات صامتة فى صالون المنزل حتى قال رائد احنا هنطلب غدا من برة
ثم نظر ل مريم وقال عن اذنكوا خمس دقايق تعالى يا روما عاوزك
تناول كفها ليغادرا الحجرة تاركين لهما مساحة من الخصوصية للتحدث وليحظى رائد ببضعة دقائق بالقرب من