رواية قصة حقيقية القصول 9-10-11
قائلان هذا رجل ولا تخافي.. انتما تستحقان بعضكما البعض.. واذا فعل لك شيئا سيئا تعالي الينا فقط.. وها انا قد أتيت لأرى ماذا ستفعلان وكيف ستأخذان حقي منه.
جذبها والدها الى حضنه ليطبطب على ظهرها بينما يطمئنها ببعض الكلمات.. لم يتوقع ابدا ان تمر ابنته يوما بهذه المعاناة وخاصة من ابن شقيقه.. لسعته حرارة دموعها لټحرق له قلبه قهرا وۏجعا فنظر الى شقيقه بعتاب..
كور محمد قبضتيه بعصبية مفرطة دون ان يعترض بحرف واحد ليهدر والده بخزي
انت لا تستحق آلاء.. الزواج ليس لأمثالك.. انت مقامك ومستواك امرأة قڈرة من الشارع فقط!
انا لا اعلم ماذا قالت لكما بالضبط ولكن هي تعرف جيدا سبب الذي فعلته وايضا ماذا هي فعلت.. والاهم انها تعلم كم احبها وان كل الذي فعلته ليس الا رد فعل طبيعي.. هي اذتني بالكلام وهي التي دفعتني الى فعل هذا الشيء.. ولكنها تعلم انني اعتذرت لها وانتهى الامر.
انت لست رجلا.. والكلام الذي قالته لك في الأصل قليل بحقك.. انت حيوان.. لا انا اظلم الحيوانات هكذا لأن الحيوانات لديها مشاعر ورحمة اكثر منك.. هذه زوجتك.. عرضك وشرفك.. وابنة عمك التي تقول انها حبيبتك.
انهى والده كلامه بإستهزاء ليوزع محمد نظراته بينها وبين والده.. فيردف سليم بجدية
اتسعت عيناه پصدمة من كلام والده وسريعا زمجر كليث بربري يقاتل بأسنانه للحفاظ على ما هو ملكه
ماذا تقول محال ان افعلها وأطلقها.. منذ متى لدينا بنات تتطلق!.. اجل انا اعترف انني اخطأت ولكنني اعتذرت ومستعد ان اعتذر مرة أخرى.. ولكن طلاق لا.. مستحيل!
هتف والده ببرود قبل ان ينظروا اليها فتدس رأسها في عنق والدها هربا من نظرات محمد..
قال سليم موجها حديثه لشقيقه
ما هو رأيك قل شيئا.
لا يوجد شيء لأقوله.. ابنك لم يدع اي شيء حتى يقال.. انا اعتقدت انه رجل بإمكاني الوثوق به وان حينما أميزه عن الجميع واعطيه ابنتي سأكون مطمئنا عليها ولكن للأسف خاب ظني وصرت اخاڤ على ابنتي منه.. غدا محمود سيخرج من المستشفى في الصباح وسنعود الى بلجيكا بإذن الله في المساء وآلاء ستعود معي ولن يهمني كلام اي احد.. ابنتي ستعود برفقتي.
فتمتم بضيق
عمي لا يصح ان تقول هذا الكلام امامها وتجعلها اقوى اكثر.. دائما يحصل خلافات بين المتزوجين ولكن لا يصل الأمر بينهما الى الطلاق.. منذ المشكلة الأولى تقول طلقها!
صحيح تحصل خلافات ومشاكل ويتغاضون عنها ولكن لا يذهب الزوج ويغتصب زوجته!
هتف رحيم بحدة ليهدر محمد بإستنكار وذهول
يغتصبها!!!!! هي امرأتي.. انا لم ارتكب اثما! اعلم انني اذيتها واذيت نفسي كذلك الأمر ولكن ذلك لا يعني ان يصل الامر الى الطلاق.
قال رحيم بنفاذ صبر
سليم دع ابنك يخرج من الغرفة.. لا اريد ان ارى وجهه الآن.
امتثل سليم لأمر شقيقه واخرج ابنه ثم عاد مرة اخرى الى الغرفة وغمغم بأسف وحنو
انا اعتذر منك يا ابنتي.. والله لا اعلم ماذا حدث حتى يتصرف هكذا.. ذلك ليس محمد ابدا.. بالتأكيد هناك شيئا خاطئا.. اي شيء تريدين حدوثه سنفعله لأجلك ونقف بجانبك.
انا اريد الطلاق فقط ولا اريد شيئا آخر.. لا استطيع البقاء بعد الآن مع ابنك.
همست بنبرة واهنة الا انها عازمة حازمة فإعترض سليم بهدوء
لن يحدث ذلك يا حبيبة عمك.. انت لا زلت عروسا فأي طلاق ذلك الذي تريدينه! ماذا سيقولون عنك الناس لو كنتما مخطوبين كان سيكون الموضوع اسهل ولكن هذا زواج.. الكلام الذي قلته له لم يكن الا لكي اشعره بالخۏف حتى يتعلم من خطئه.
تطلع سليم الى شقيقه يطلب منه العون ليتنهد رحيم پضياع.. فمن ناحية شقيقه وخوفه على ابنته من كلام الناس ومن ناحية أخرى معاناة ابنته التي مرت بها..
ماذا قد أقول اخشى ان اقول نعم وأهدم لها بيتها الذي لم يتم بناءه بعد واخشى ان ارفض واقول لا فتشبع ذل ومهانة من ابنك.. نحن لن نكون معهما طيلة الوقت ولن ننام معهما حينما يغلق باب الغرفة عليهما.. انا اعلم من هو محمد ومستغرب تصرفاته.. وحقا لا اعلم كيف تصرف هكذا.. لا اعلم يا سليم.. اشعر بالضياع والعجز فعلا.
صمتت وهي ترى مشاعر والدها ترتسم على وجهه بإرهاقه.. رأتهما ينهضان ليقفا بجانب نافذة الغرفة ويتهامسان بكلام لم تتمكن من سماعه.. وبعد دقائق اقتربا منها وقال سليم
سننزل الآن لنعاقبه كما يستحق.. وسوف يأتي ليعتذر منك ولكن تجاهليه وكأنك لم تسمعيه واذا حاول ان يقترب منك او يزعجك بكلمة واحدة ستريننا امامك خلال اقل من دقيقة.
ثارت خفقات فؤادها پذعر وعقلها يصور لها مشاهد سينمائية مرعبة حينما تنفرد به بعد كل الذي حدث.. لا يا الله! سيقتلها لأنها قالت لوالده ووالدها.. لن يرحمها ابدا..
هتفت بړعب شديد
لا.. لن ابقى معه.. سأذهب لأنام بجانب والدتي.. فأين تريده ان يأتي بحق الله يا عمي
قال سليم بتفهم قبل ان يخرج برفقة رحيم من الغرفة
لا يا ابنتي.. يجب ان تبقي بغرفتك لكي يعرف انك لست جبانة.. واعدك ان الذي حدث لن يتكرر مرة أخرى.. والاهم من ذلك نحن لا نريد لأمك وخالتك ان تعرفا ونحن من سنأخذ لك حقك منه.. ولكن لا تخرجي من غرفتك ولا تخبري احدا لأنك ترين الوضع الذي نمر به وحينما نصل بلجيكا سيتغير الكلام.. وكل الذي أريده منك الآن هو التحلي بالشجاعة وعدم البكاء واياك والخۏف منه.
هل هذا كل الذي بوسعهما فعله شبت الڼار في روحها لټحرقها دون هوادة.. ليس ذلك الذي تريده.. هي تريد الطلاق فقط.. لماذا لا يمنحوه لا لماذا بحق الله
وهناك حيث الأسفل.. وقف يسمع كلامهما پغضب وخوف.. غاضب لأنها اقحمت العائلة بشؤونهما الخاصة وعارضت قوانينه.. وخائڤ ان تبتعد عنه ويحرمانه منها قسرا.. سينفذ لهما كل شيء يودان منه فعله الا الطلاق.. سيدعها تأخذ بحقها.. سيجعلها ټنتقم لأوجاعها ولكن الطلاق سيكون بالنسبة لهما المستحيل.. هي ولدت لتكون امرأته فقط وستكون ملكه وحده..
بعد اقل من ساعة ولج الى الغرفة برفقتهما ليسمع والده يقول
لقد اخذنا حقك منه ولن يؤذيك مرة اخرى ابدا.. وانت تعرفين ما عليك فعله اذا حاول التقرب منك.
استأنف سليم بنبرة قوية
اذهب الآن وقبل رأس زوجتك واعتذر منها.. وحينما نعود سيكون لكل حاډث حديث.. نحن سنغادر الآن ونترككما لوحدكما.
هم بالدنو منها لتقبيل رأسها الا انها ابتعدت سريعا عنه وتشبثت بيد والدها تمنعه من الخروج من الغرفة وهي تغمغم پخوف
هل ستتركني لوحدي هنا
رشقه والده بلهيب نظراته الغاضبة وهدر
حقېر وعار!
ثم ابتسم لها وهمس بنبرة ناعمة حانية
لا تخافي حبيبتي.. لن يتجرأ ويؤذيك مجددا.
خرج سليم برفقة شقيقه بعد ان نظر بوعيد الى ابنه ليغلق محمد الباب خلفهما ثم زلف منها بملامح مبهمة وتساءل
هل نستطيع الكلام الآن
وثبت عن مكانها وجلست بجانب النافذة ووضعت السماعات في اذنيها بتجاهل تعمدت فعله ليكاد ان يفقد عقله من الحال الذي وصلا اليه.. ثم بإستنكار علق وهو يراها ترمي له وسادة ودثار على الأرض
ما هذا على الأقل ضعيهما بإحترام على الأرض.
لم تمنحه اي رد واكتفت بتوسد السرير لتغفو بكل سهولة بسبب ارهاقها ومرضها والإجهاد النفسي والجسدي التي تعرضت لهم.. ومع ذلك لم ترأف بها درجة حرارة جسدها التي ارتفعت لتزعج وتؤرق نومها..
في صباح اليوم التالي..
زفرت انفاسها براحة حينما لم تجده في الغرفة.. ودت النهوض ولكن جسدها لا زال يؤلمها بسببه.. ومع ذلك نهضت لتتفاجأ به يدخل الى الغرفة بعد خروجه من الحمام ويتساءل
هل تشعرين بالتحسن
استمرت بتجاهلها له ليكتم غيظه وضيقه مجبرا فخطئه كبير وعليه بالتحمل.. ثم دخلت الى الحمام لتستحم وحينما خرجت لم تجده في الغرفة فتأزرت فستانا ابيض اللون تزينه بعض الورود وحزام رفيع يمتد ليحيط خصرها وتركت شعرها حرا.. ثم نزلت الى الاسفل لتجلس مع النساء دون ان تسمح لعينيها بالنظر الى الجهة التي يجلس بها برفقة الشباب..
تململت بضيق بسبب نظراته التي تلاحقها وتراقب كل حركة تقوم بها.. تناست ضيقها هي تفكر ان اليوم سيعود شقيقها محمود من المستشفى وحمدا لله اخيرا ستطمئن عليه بعينيها..
حالما رأت محمود يدخل كانت هي اول من تقف ولكن لعڼة الله على من كان السبب بألامها حتى يردعها من الهفو الى شقيقها سريعا وتوسد صدره..
بهدوء لا يناسبها ضمته وقبلته وهي تحمد الله على سلامته فضحك محمود وعلق بمرح
تركتك ليومين فقط وتزوجت! وكما يبدو لي انك اصبحت عاقلة وهادئة اكثر مما يجب.
اجابه محمد الذي لم يحيد بعينيه عنها وهي تضم شقيقها.. يتمنى ان يكون هذا السلام الحار له.. متى ستحبه كما تحب الجميع الا تعلم انه يتمنى ان يكون مكان شقيقها ليتذوق بشغف لهفتها وعاطفتها.. هو يحتاجها.. يحتاجها كثيرا.. ويريد حبها كثيرا وكثيرا..
ماذا اعتقدت اذا انه تأثيري يتضح من اللحظة الاولى!
واضح جدا والله.. ولكن اياك وان تفكر ان تحزنها.
هتف محمود بشقاوة ليقول محمد وهو يتطلع اليها بحنين
حاضر.. آلاء بعيوني أضعها.
لم اكن ادري ان الزواج يجعل الشخص عاقل الى هذا الحد.
علق ايلام ضاحكا لتزجرهما آلاء بحنق
لا تعتقدا انني سأصمت لكما ولكن الآن انا مريضة ولذلك فقط لا اتحدث.. انتظرا فقط قليلا لأتحسن وسألقنكما درسا لن تنسياه.
هذه هي آلاء التي نعرفها .
ضحكوا بحنو وتمنى من محمد ان يرى ابتسامتها الصادقة التي تنبع من قلبها ولكنه يعلم انه سبب تعاستها ولا بد انها ستحتاج