رواية قصة حقيقية القصول 9-10-11
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل التاسع
حبيبتي يا اجمل النساء.. يا ريحانتي الساحرة..
عاقبيني.. عذبيني.. اسحريني بكل دهاء..
ولكن لا تتركيني ولا تجافيني..
فدونك انا لست انا.. انت هي انا..
انت من تأسر وطني.. تحتله وتحكمه بسلطتها
بكل خيلاء.. خذي بثأرك ولا تتنازلي
فأنت هي اقوى النساء..اعتاهن واعلاهن..
انت انثى التاريخ.. انثى الماضي والحاضر والمستقبل..
ان ما الحب الا انت.. ولكنني احمق يعشق التهور..
فعاقبي وتجبري ولكن لا تبتعدي..
اغرقت النساء اذنيها بالهلاهل والزغاريد.. معظم العائلة تجمهرت في صالة المنزل ليطغي عليها احساس كبير بالتعب.. هي مرهقة.. مستنزفة تماما.. منذ ايام وهي لا تعلم ما هو مذاق النوم.. تود ان ترتاح جسديا ونفسيا.. ولكن اين هي الراحة في عصمة محمد
الجمت ضحكتها الساخرة من الإنطلاق بمرارة حينما تساءلوا بتعجب عن حالها واذ كانت بخير واجابهم بهدوء كاذب
مرضت قليلا ليلة امس بسبب التكييف البارد في الغرفة ولم نستطيع ان نقلل درجة حرارة الغرفة او نغلقه وبالاضافة الى ذلك ان المكان غريب عليها فلم تتمكن من النوم.. سأعطيها الآن دواءا وستصبح بخير.
جلست بصعوبة بجانبهم لتغمض عينيها بضيق وهي تسمع تعليقاتهم الوقحة لمحمد فيتجاهلهم ويتركهم ليقف بالقرب من والدته ويهمس لها
تقصت حدقتاها عن احد افراد عائلتها وحينما لم تجد احدا منهم تساءلت
اين عائلتي
ذهبوا لزيارة شقيقك محمود.
اتاها ردهم لتقف بمساعدة خالتها وبصعوبة شديدة تصعد السلالم.. حاولت ان تتحامل على نفسها ولكن الامها كانت شديدة.. عظيمة بقوتها.. ليلعنه الله على ما تسبب لها به..
ما خطبك
لا شيء ولكن اشعر بالدوار قليلا.. على ما يبدو ان درجة حرارتي ارتفعت كثيرا.
تمتمت بهدوء لتهز سميرة رأسها بتفهم قبل ان تقوم بالنداء على ابنها
محمد تعال وساعدني بحمل زوجتك فهي لا تستطيع الصعود لأنها تشعر بالدوار.
مجرد ان لمحت اقترابه منها دبت القوة في جسدها لتصعد بسرعة عجيبة الى الأعلى وكأنها لم تعد تشعر بأي الم..
انتظريني قليلا لأساعدك.
هتفت خالتها وهي تراها بتعجب تهرول الى الأعلى كالحصان لتتابع آلاء صعودها وكأنها لم تسمعها..
فتحت سميرة لها باب الغرفة التي ستمكث بها برفقة محمد وقالت
هذه الغرفة لك ولمحمد.. ستجلسان بها حتى سفركما.
ثم تطلعت الى ارهاقها الشديد وسألتها بلطف
آلاء هل هناك شيء اخر يؤذيك غير مرضك
لا خالتي فقط لأنني لم انام جيدا.
اجابت وهي تود الصړاخ ان ابنها هو من ېؤذيها.. انه اكبر اذى لها.. ولكنها لم تفعل.. يجب ان تتمهل بكلامها حتى تستطيع الحديث كما يجب..
لم تقتنع سميرة بجوابها فتساءلت مرة اخرى
هل محمد يعاملك جيدا
اومأت بنعم خاڤتة لتتنهد سميرة قبل ان تخرج من الغرفة بعدم اقتناع فحال آلاء لا يبدو بخير ابدا..
استلقت على السرير والضياع يحوم حولها بمكر وخبث.. ها هو اليوم الذي يفترض ان يكون اجمل يوم في حياتها يصبح اكبر وارعب كابوسا لها..
هاجم الضعف كيانها لتنتفض روحها وتصرخ بلا! هي ليست ضعيفة.. هي قوية.. ولكنها لا تستطيع ان تفعل اي شيء الآن لأن العائلة كلها في الأسفل.. هي مقيدة بوجودهم وهذا يكاد ان يفقدها صوابها..
جالت عينيها حولها واعتلت الإبتسامة المريرة ثغرها.. غرفة العروسين معدة كما يجب.. وهي فعلا عروس ولكن ليست اي عروس!
لم تخبر عائلتها شيئا على الرغم من اطمئنانهم عليها بعد عودتهم من المستشفى.. ارتدت قناع التمثيل وتصرفت كأي عروس مريضة قليلا بسبب البرد فكانت كل ما تحتاجه في الوقت الحالي هو اعتزال الجميع لتنقي فكرها ذهنيا.. يجب ان تفكر بحل لهذه المصېبة التي سقطت في وعرها المخيف.. يجب ان تجد طريقها للتسلق والتغلب على ظلمة هذا الوعر المسمى بمحمد..
إستغلت انشغال محمد بالضيوف التي أتت لتبارك لهما وبإضطرار اهلها لمغادرة الغرفة بعد تمثيلها النوم لتفكر اكثر واكثر.. ولكن الآن عليها التخلص من انفرادها به لتناول الغداء برفقته ولوحدهما فهذا الشيء ضمن العادات والتقاليد..
اخبرت الفتيات انها مرهقة وليست لديها شهية لتناول الطعام وبحاجة الى النوم حتى لا تراه وجهه.. ولكنه لن يتنازل ابدا عن فكرة اختلاءه بها ولوحدهما خاصة..
انهضي يا آلاء وتناولي الغداء.
هتف محمد بهدوء لتدثر نفسها جيدا وتتجاهل كلامه فكرر بصيغة امرة صارمة بينما يضع صينية الطعام على فراش السرير
هذا ليس وقتا للعناد.. انهضي وتناولي الطعام لكي تتحسن صحتك.
ابتسم برضى حالما اعتدلت بجلستها على السرير لتبدأ بتناول الطعام.. تناولت بضعة لقيمات فمنذ امس لم تأكل اي شيء وهي في الواقع تشعر بالجوع.. وما ان انتهت التقطت علبة الدواء لتأخذ منها قرصا ثم عادت وتمددت على السرير..
لم يرضيه الكمية القليلة التي تناولتها فزفر وعلق
أفضل من اللا شيء على الاقل.
ثم تابع بإستفزاز
لا بكل صراحة مطيعة وذكية.. سمعت الكلام بحذافيره.
ستنهض لټخنقه لا شك.. ذلك اللعېن يستفزها.. زفرت انفاسها الثائرة ليبتسم بعبث قبل ان يضطر للخروج من الغرفة بسبب الضيوف الذين اتوا..
متى ستعود الى بلجيكا لتأخذ بثأرها وكأنها تقفز بقدميها على جمر محترقة من صعوبة الإنتظار.. ذلك اللعېن يستفزها ويعتقد انها ستسمع كلامه.. لا يعلم انه حينما يعود الى بلجيكا سيحلم بشيء اسمه آلاء.. قال سابقا انها الحلم البعيد.. والآن هي ستغتال له حلمه وتخفيه عن الوجود..
ما يمنعنها حاليا من اخبار العائلة هو وضع شقيقها محمود وانشغال عائلتها بوضعه الصحي بالإضافة الى تركيز عماتها على وجه الخصوص بكل ما يدور بينها وبين محمد.. وبالتأكيد بما انها العروس يجب ان تتزين بكل اناقة لتستقبلهم بإبتسامة ولباقة.. يريدونها ان تتصرف بطبيعية كأي عروس.. اذا ستفعل مؤقتا..
ارتدت فستانا طويلا ووضعت زينة خفيفة وجلست امام النسوة في صالة النساء في الطابق الأعلى.. وحمدت لله ان الصالة في الطابق الثاني حتى لا يصل صوتها للرجال الذين يجلسون في الأسفل..
ليس بوسعها الانتظار حتى عودتهم الى بلجيكا.. محال ان تتمكن من تحملها لوجوده في غرفتهما.. سيسدل الليل ستائره عليهما وسيفرض نفسه بجنونه عليها مجددا.. مجرد فكرة نومه بجوارها على نفس السرير يبث الړعب في عظامها.. ستموت اذا لمسها مجددا..
يجب ان تتكلم الآن.. يجب ان تفشي لهم پجنون هذا الرجل الذين ضربوا بأيدهم على صدورهم بوثوقهم به..
اذا صمتت الآن لن يأخذوا لها حقها كما يجب وهو سيستمر بإعتقاده انه عريس فعلا!!
اختمرت فكرة اخبارها لهم في رأسها لترسل رسالة الى عمها ووالدها تطالبهما بالحضور دون ان ينتبه لهما احد..
بعد ان نزلت النساء دخلا لتبقى جالسة على طرف السرير.. فتساءل والدها بقلق
ما الأمر يا ابنتي.. لقد اقلقتنا.
تفضلا واجلسا.. وأعذراني فأنا لا استطيع الجلوس مثلكما على الأرض لان حالتي لا تسمح بذلك.
قالت وهي تشير لهما على الفراش الأرضي فتطلعا الى بعضهما البعض بإستغراب ثم تساءلا
ما الذي حدث
نظرت اليهما ولم تتردد ابدا وهي تستهل بكلامها.. كانت مصرة على التخلص من وجوده في حياتها..
في اليوم الذي طلب محمد مني الزواج أمام الناس قلت لي يا عمي لا تقلقي او تترددي.. انت ستأخذينا نحن لا هو وفي اي يوم قد يحزنك لا تذهبي لوالدك بل تعالي الي.. وانت يا ابي قلت ان هذا ابن شقيقي الكبير.. ماذا سأقول له اذا رفضت ماذا سيكون موقفي امامه وفي اليوم الذي امسكت به يدي لتسلمني اليه قلت له اعتني بها وحافظ عليها.. واخبرتني ان باب منزلك سيبقى دائما مفتوحا لي.. زواجك لا يعني ان نغلق الباب في وجهك.. ولذلك فقط احضرتكما انتما الاثنان.. لأن انتما من كفل محمد حينما طلب يدي للزواج.. أحدكما قال انت ستأخذينا نحن وليس هو والأخر يشعر بالخجل والخۏف ان ارفض ابن شقيقه.
ماذا فعل لك
تساءل عمها بقلق لتهتف بنبرة مرهقة الا انها ثابتة
دعني اكمل كلامي يا عمي وبعد ذلك تحدث.
اغمضت عينيها تتذكر تفاصيل الليلة الماضية بأسى ثم اخذت تقص عليهما اوامره وكلامه..
حينما دخلنا الغرفة وبقينا لوحدنا بدأ بسلسلة اوامره والأشياء التي ممنوع ان افعلها وانا لم اعترض فجزء من كلامه انا اوافقه به.. وبالتأكيد انا ايضا احب الخصوصية ونحن لسنا صغيران.. وبعد ذلك ماذا فعل
تنهدت بتعب وتابعت
اولا سأخبركما بالذي حدث بيننا قبل حفل الزفاف بيوم.. نحن تشاجرنا لأنني كنت مقهورة وموجوعة على محمود فنفثت عن ڠضبي وعصبيتي به وقلت كلاما لا يجب ان اقوله ولكن والله كنت ضائعة وموجوعة.. قلت انه لا يهمه احدا غير نفسه وشهواته الحيوانية.. اعلم انني مخطئة واعتذرت له الاف المرات.. تهورت وتصرفت پجنون ولكن بسرعة ندمت واعتذرت..
ومع ذلك لم يصمت ويمررها لي مرور الكرام بل انتظر ان ينفرد بي وقام بالرد على كلامي بعد انتهاء سلسلة اوامره.
هل ضړبك
هتفا معا بصوت واحد لتهز رأسها نفيا بأسى
يا ليته ضړبني.. يا ليته فعلها فكنت سأتألم فقط لساعة واحدة وبعد ذلك سيخف الألم.. ولكنه لم يفعل ذلك بل فعل شيئا أقسى واصعب من مجرد الضړب.. هو ضړبني فعلا ولكن بطريقة مختلفة.
ارتجف جسدها وتأوهت روحها وهي تسترجع الړعب التي تنفست في طياته بينما تسترسل
لقد اخذ حقه مني بطريقة حيوانية ورغما عني مبررا بقوله انت قلت انني حيوان اذا لتري هذا الحيوان.. انا لا احب ان تكون امرأتي مخطئة.. وكي تفكري الف مرة قبل ان تتهوري بقول كلمة لا يجب قولها لقد اڠتصبني.. هل تعلمان ما معنى انه اخذ حقه مني رغما عني وبعد ان انتهى من انتقامه اللعېن ڈبحني بكل قسۏة وهو يقول أسف.. الآن نحن متعادلان
تحشرج صوتها واڼهارت تماما ودموعها تتصبب بحرارة على خديها
هل تتخيلان مدى المي وانا اتوسل به طيلة الليلة الماضية ان يتركني ويرحمني فيزيد من جنونه وكأنه لا يسمعني! هل تعلمان اين كنت في صباح اليوم كنت في المستشفى.. لماذا لأنه حيوان لم يستوعب ولم يراعي معنى انني .. لا أعلم من اقسى الألم الجسدي ام الألم النفسي الذي اشعر به.. لا اعلم اياهما يؤلم وينحر اكثر!
هدرت بۏجع وهي تحرك يديها بإنفعال انثى مچروحة
هل هذا هو الحال الذي يجب ان اكون عليه هل هذا مظهر عروس اخبراني هل هذا الرجل الذي قمتما بإختياره لي!! لقد احضرتكما انتما الاثنان لأنكما من كفلاه وضربتما على صدركما