رواية جديدة الفصول من 8-16
تزعج الصغير الغافي بين ذراعيها
أتت والدتها مبتسمة ولكن ابتسامتها تجمدت على شفتيها فور رؤيتها الصغير فأشارت إليه قائلة مين دا
أتى والدها في هذه الأثناء وقصت عليهم ما حدث التزما والديها الصمت خشيت أن يكون صمتهم دليل رفضهم مافعلته
توجهت بالحديث إليهم أنا عارفة إن المفروض كنت أخد رأيكم الأول بس أول ما شفته صعب عليا وحسيت باباه مش هيعرف يتصرف معاه
تغضن جبين ندى عندما فهمت ما تقصده والدتها إنه ابنى وعشان كده طارق سابني مش دا قصدك يا ماما
احتضنتها والدتها حقك عليا متزعليش بصي يولع الناس و كلامهم
أنهت جملتها وحملت الرضيع بين ذراعيها قبلته من جبهته قائلة دا البصة في وشه تشرح القلب والله
تعالت ضحكات ندى وقبلت والدها ربنا ما يحرمني منكم
جلست نيرة في شرفة منزلها تحتسي كوب من الشاي عندما أتى إليها والدها مربتا على كتفها سرحانة في إيه
أشفق والدها على حالها للدرجة دي الټهديد مخوفك!
توترت نيرة فهي لا تريده أن يشعر بشئ ټهديد ټهديد إيه يا بابا!
أجابها والدها مباشرة الفرامل سليمة أنا اتصلت عالميكانيكي جه شاف العربية قال مفيش فيها عطل يعني كانو بيخوفوكي مش أكتر بس مش معقول يكون دا اللى مخوفك بالشكل دا ولا اتهددتي بحاجة تانية
سألها والدها مين أنا ولا مامتك
أجابته بكلمة واحدة ماما
أخبرته بأنها ستأخذ فترة هدنة حتى ينسى هاشم بشأنها فهز والدها رأسه دليل تفهمه خدي بالك من نفسك ومتقلقيش عليا أنا وماما
هرولت شمس مسرعة تجاه الباب عندما استمعت إلى طرقاته وجدتها أميرة التي تفاجأت من اتصال شمس تطلب قدومها إلى المنزل في الحال ظهر الخۏف جليا بعينيها حاولت أميرة تهدئتها ارجوكي اهدي يا طنط و فهميني
طمأنتها أميرة طب اهدي وأنا هدخل أحاول أتكلم معاها
دلفت أميرة إلى غرفة نسمة لتجدها مقلوبة رأسا على عقب الأشياء مبعثرة بكل مكان وتجلس نسمة ملتفة حول ذاتها على الفراش
اقتربت منها نسمة انتى كويسة
ربتت أميرة على ظهرها احكيلي إيه اللى خلاكي ټنهاري كده النهاردة
اڼفجرت نسمة باكية وارتمت بأحضان أميرة في حركة لم تتوقعها الأخيرة ولكن ما سمعته منها بعدها كان الصدمة أنا حامل
الفصل التاسع
الصدمات.. منحنى لا نمر في الحياة بدونه قد تضعفنا وقد تزيدنا قوة وقد تخرجنا عن حالة صمت و تقوقع على الذات لم تكن سوى اختيار اجباري
ربما تلك الصدمة هي من أخرجت نسمة عن درب الصمت الذي سلكته منذ الحاډث أما أميرة فالخبر كان صاډم بالنسبة إليها فمن المفترض أن يكون الطبيب قد اتخذ احتياطاته لمنع حدوث هذا الأمر
استجمعت أميرة شتات عقلها وحاولت تهدئة نسمة نسمة اهدى. انتى متأكدة من اللى بتقوليه دا عملتي اختبار
هزت نسمة رأسها نفيا لا بس عندي الاعراض و البريود متأخرة
تنفست
أميرة الصعداء فربما يكون شعورها هذا مجرد علامات كاذبة ربتت على يديها حبيبتي انتي دكتورة وعارفة إن ظهور أعراض مش دليل كفاية لازم تتأكدي لازم تعملي تحليل
ابتسمت متابعة بصي قومي كده اغسلي وشك وغيرى هدومك وتعالى نروح معمل تحاليل نتأكد
هزت رأسها نفيا وخرجت كلماتها مهزوزة لا أنا خاېفة خاېفة اصدم ماما وبابا
احتضنتها أميرة أنا واثقة انك هتطمني اكتر لما نروح المشوار دا ومتقلقيش أنا مش هقول حاجة لمامتك أنا هقول لها إني أقنعتك اننا نخرج نتكلم بره شويه
هزت نسمة رأسها إيجابا فأخبرتها أميرة أنا هخرج اطمن والدتك
و استناكي بره
خرجت أميرة لتجد شمس تبكي حال ابنتها ينهشها القلق عليها جرت نحوها فور رؤيتها طمنيني عليها
ابتسمت أميرة و طمأنتها متقلقيش هي قررت تتكلم معايا وتخرج كل اللى جواها بس انا اقترحت عليها اننا نخرج عشان تبقى على راحتها في الكلام
أسرعت شمس قائلة أهم حاجة إنها تتكلم وترجع زي الأول أنا بنتي وحشتني
قاطع حديثهم خروج نسمة من غرفتها ترتدي ملابس متشحة السواد مرتدية نظارات سوداء تخفي وجهها مظهرها يعكس ما بداخلها من حزن وانكسار لم تحاول النظر تجاه والدتها كانت نظراتها مثبتة أرضا خرج صوتها ضعيفا أنا جاهزة
واستبقت أميرة بخطواتها تجاه الباب ولكن مع تخطيها آخر درجات السلم تيبست قدماها ولم تستطع التقدم خطوة أخرى شعرت أميرة بخۏفها فحثتها على التقدم و اهدتها ابتسامة لطمأنتها مټخافيش أنا جنبك
جلست نسمة برفقة أميرة في سيارتها أسفل منزلها تذرف دموعا وتحمد ربها أن ما كانت تخشاه لم يحدث بل كانت كلها أعراض كاذبة كما أخبرتها أميرة
ناولتها أميرة منديلا و ابتسمت لها انتى بتعيطى ليه دلوقتى المفروض تكوني مبسوطة
قالت نسمة من بين شهقاتها أنا كنت مړعوپة كان أهون عليا أموت نفسي
أميرة و تخسري آخرتك ويهون عليكي باباكي و مامتك و اصحابك وكل الناس اللى بتحبك!
نظرت إليها من بين دموعها أنا خسړت الناس دي وخسړت حبهم أنا اتسببت في كسر أبويا و أمي
أمسكت أميرة يديها ورفعت وجهها إليها انتى معملتيش حاجة غلط انتى كنتى ضحېة واللى حصل مش ذنبك لازم تتأكدي إنك بضعفك فعلا كاسرة أهلك بس كسراهم بخوفهم عليكي وانهم مش قادرين يخرجوكي من حالتك
تابعت أميرة حديثها نسمة انتى حالتك دي أثرت على هرموناتك وبدأ يحصل تغييرات وانتي بتفسريها بحاجات تانية زي موضوع الحمل حالتك نسيتك إن في الحالات دى الدكاترة بيعملو تنضيف للرحم عشان يتجنبو حدوث حمل حالتك وصلت شعور لأهلك و أصحابك إنك رفضاهم من حياتك
صړخت نسمة تطالبها بالتوقف عن حديثها بس كفاية أنا ببعدهم عني لأني مش هستحمل إن هما اللى يبعدوني أنا بوفر عليهم المسافات أنا فكرت انى اهرب وابعد واريحهم مني بس مقدرتش لقيت نفسي أضعف من إني أعمل كده
قاطعتها أميرة انتي مش مضطرة تعملي كده انتي محتاجة تقربي منهم اكتر وتسمحي لهم يساعدوكي
وجدت أميرة أنها قد هدأت وبدأت تستمع إليها باهتمام فأكملت حديثها اللى حصل النهارده دا كان شئ كويس لأنه خلاكي تتكلمي وتخرجي جزء من اللى جواكي عايزاكي تكملي و متتراجعيش اسمحيلي أنا أكون الايد اللى تساعدك تقدري ترجعي ثقتك بنفسك وعلاقتك مع أهلك و أصحابك
هزت نسمة رأسها نفيا الناس مش بترحم مش هيرحموني بكلامهم ولا نظراتهم
ربتت أميرة على يديها وأنا جنبك ومش هسيبك بس عايزاكي تخرجي و تواجهى الناس لأنك مش غلطانة ابدأي بأنك انتى تيجي العيادة اتفقنا أنا كل اللى طلباه منك إنك تسيبيني أساعدك
ترددت نسمة كثيرا ثم أومأت برأسها إيجابا ولكن بداخلها يزداد خۏفها من القادم بداخلها تخشى المواجهة ولكن فلتدعها تمد لها يد العون
ودعتها صاعدة إلى منزلها على وعد بزيارتها قريبا لاستكمال جلسات علاجها النفسي
اطمئنت أميرة إلى صعودها منزلها ثم ترجلت من السيارة لتعبر الطريق تجاه سيارة أخرى مصطفة على جانبه فتحت باب السيارة الأيمن و دلفت إليها لتخاطب الجالس في مقعد السائق پغضب حازم لو سمحت كده مينفعش إنت مراقبنا من ساعة ما خرجنا
الټفت إليها سائلا بترقب نسمة حامل
عاندته قائلة مش من حقك تعرف مش من حقك تعرف أي حاجة بتدور بيني وبينها
صړخ بها لا من حقي من حقي يا أميرة أنا بحبها وشعوري ناحيتها مش شفقة أنا بحبها وعايز أكون جنبها
حاول تهدئة أعصابه أنا هتقدم لنسمة الموضوع كله مسألة وقت لحد ما انتى تعطيني إشارة إن قربي منها مش هيأذيها لكن لو فيه حمل مش هينفع أتأخر
حاولت أميرة إخفاء ابتسامتها وإعجابها بصدق مشاعره ترجلت من السيارة قائلة نسمة مش حامل هي كانت خاېفة و بتطمن يعنى اهدى على نفسك وسيب كل حاجة تمشي براحتها خصوصا إنها بدأت تتجاوب معايا ولو سمحت بطل حركات المراقبة دي وقت ما احتاجك تظهر في حياتها هبلغك
عبرت الطريق مرة أخرى تجاه سيارتها وتركته يحمد ربه على بدء استجابتها للعلاج
حاولت ندى النهوض للذهاب إلى عملها ولكن النوم ظل يداعب أجفانها فلم تقو على النهوض نظرت إلى الصغير الغافي بجوارها أمسكت يديه تداعبها فأغلق كفه على اصبعها يتشبث به أو ربما يستمد منها الأمان كغريزة طفل تجاه أمه لثمت كفه وأخرجت اصبعها ببطء نفضت النوم والكسل عنها وقررت الاستعداد للذهاب إلى عملها
عند خروجها وجدت والديها يتناولان طعام الإفطار فألقت عليهما تحية الصباح وشاكستهما قائلة ايه الندالة دي بتفطروا من غيري!
ابتسمت لها والدتها أنا الصراحة قلت انتى مش هتروحى الشغل النهارده بعد سهرك إمبارح مع أنس
تثاءبت ندى هو الصراحة أنا عايزة ادخل أكمل نوم بس مينفعش لازم
أروح الشغل
ثم سألت والدتها باهتمام ماما هتقدري تاخدي بالك من أنس لو مش هتقدري أنا ممكن أروح أقدم على اجازة وارجع على طول
ضربها والدها على مؤخرة رأسها بمشاغبة ليه شيفاها عجزت!
ابتسمت له قائلة لا طبعا يا حاج دا انتو لسه شباب طب أروح أنا بقى الشغل وهحاول ارجع بدري إن شاء الله
رحلت تشيعها ابتساماتهم ودعواتهم لها وبمجرد إغلاقها باب المنزل توجهت والدتها إلى والدها بالحديث ندى كل يوم تنام معيطة من يوم موضوع طارق إمبارح كانت مختلفة كل ما ادخل عليها الاقيها فرحانة بأنس جدا نساها حزنها
تنهد والدها قائلا الخۏف تتعلق به والولد مسيره باباه ياخده في الاخر
استشعر قلقها على ابنتها فربت على كف يدها بصي سيبيها لله محدش عالم ربنا كاتبلها ايه
جلست متأففة تزفر بضيق تعبث بكوب العصير أمامها أزاحته پعنف متسببة في بعثرة بعض النقاط خارجه ظهر ڠضبها جليا بنبرة صوتها يعني إيه اللى إنت بتقوله دا إزاي عايزنا منعملش فرح كبير في قاعة كبيرة محترمة هو أنا مستاهلش دا
حاول طارق استرضاءها لا طبعا يا حبيبتي انتي تستاهلي اكتر من كده بس تغيير العفش والمصاريف الأخيرة دى أثرت معايا جدا فكنت بقول نخلي الفرح حاجة ع الضيق كده
صړخت سهى بوجهه تاني هتقولي ع الضيق! بص يا طارق أخر كلام عندي أنا هعمل الفرح في القاعة اللى قلتلك عليها لو فعلا عايزني بجد اتصرف أنا مش هقبل بحاجة أقل من اللى أنا عايزاها
أنهت جملتها
ووقفت تنوي الرحيل أنا