الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جديدة الفصول من 1-7

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

وانتى بقيتى رافضة تقابلى أى عريس 
ظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيها وهى تجيبه لما ماما تبطل تقول لهم يفرضو شرط عدم شغلى هقابل صاحب النصيب
كان نصيبها قرصة بسيطة فى وجنتيها من والدها بلاش تظنى فيها سوء هى هتقول لهم كده ليه! 
اجابته بمرح يا بابا دا أنا بقيت فاهمة ماما اكتر من نفسى دا كلهم عندهم نفس الشرط الوحيد انى اسيب شغلى
سألها يعنى لو العريس موافق انك تشتغلى هتقابليه 
فأجابته حزينة وليد كان موافق انى اشتغل يا بابا ومع ذلك مقدرناش نكمل مع بعض
الآن أصبح يفهم ما بداخلها من خوف وقلق فهي لا تريد مجرد زوج ولكنها تريد الأمان تريده الأب والأخ والحبيب والصديق تريده كل دنياها
قبل جبينها وتركها واعدا إياها بأن يتحدث مع والدتها بأن تتركها وشأنها حتى يأتى إليها من يستحقها حقا
بعد أن رحل والدها توجهت إلى خزانتها وأخرجت منها ورقة مطوية يعلوها قسيمة طلاق مؤرخة بعنوان قارب على العامين شردت إلى وقتها استعادت الذكرى المؤلمة حتى وإن كانت هى رغبتها ولكنها تشعر بمرارتها ضاق صدرها بالحياة معه فقد كان يعاملها كقطعة أثاث بمنزله كان بخيل وإن كان البخل المادي فقد كانت ستتحمله أما بخل المشاعر فلم تعد تطيقه وعندما تحدثت معه كان نصيبها الإهانة التى وصلت حد الضړب وفجأة يحاول الاعتذار رفضت وأصرت على طلبها وخاصة بعد ما علمته عنه فهو التائب العائد إلى ذنبه نزيل إحدى مصحات علاج الإدمان وها هو قد يعود إليها كڈب وخدع هو المذنب وهي الضحېة هو المخادع وهي من دفعت الثمن بحصولها على لقب مطلقة بعد زواج دام لستة أشهر فقط
نفضت عنها الذكريات والتقطت هاتفها لتحاول الإتصال بصديقتها مرة أخرى وهذه المرة أجابت لتسارع فى توبيخها إيه يا زفته سنة عشان تردى
ابتلعت بقية كلماتها عندما تهادى إليها صوت والدة صديقتها الباكي تخبرها بالخبر الصاډم أدم اتوفى يا نيرة
لم تصدق نيرة ما سمعته فكانت صدمة لها فقد كان يعامل صديقات زوجته كأخ أكبر لهم سألتها مندهشة حصل إمتى

وازاى يا طنط 
أجابتها من وسط بكائها النهارده وهو راجع من الشغل عمل حاډثة بالعربية
فسارعت فى سؤالها انتو فين دلوقتى يا طنط 
أجابتها والدة صديقتها إحنا فى البيت نور كانت مڼهارة ويادوب الدكتور عاطيها حقنة تهديها ونامت
وبعد أن استمعت إلى الإجابة أخبرتها بأنها ستتوجه إليهم فى الحال
سارعت فى ارتداء ملابسها بينما تجري اتصالا هاتفيا آخر ليصل إليها صوت صديقتها الذى يشوبه النعاس تصب عليها لعناتها لايقاظها من نومها حرام عليكى يا نيرة أنا لسه راجعة من نبطشية وعايزة أنام
لتقاطعها قائلة أدم جوز نور اتوفى يا نسمة اجهزي بسرعة هعدى عليكى ونروح لها
قفزت نسمة من فراشها غير مصدقة ما سمعته للتو من صديقتها انتى بتقولى إيه! أنا هجهز حالا وأستناكى
لتسارع هى الأخرى بارتداء ملابسها
كان يجلس كمال بصحبة زوجته إيمان بغرفة المعيشة يعاتبها عما بدر منها من كلمات قاسېة تجاه ابنتها بدى عليها حزنها وهى تبرر موقفها خاېفة عليها يا كمال ونفسى ابقى مطمنة وهى فى بيت راجل ېخاف عليها ويحميها
ليرد قائلا يبقى تسيبيها هى تختار الراجل دا بإرادتها عشان متكررش تجربة فاشلة تاني
قطع عليهم حديثهم اندفاعها من غرفتها مرتدية ملابس سوداء
تعجبت والدتها من مظهرها فسألتها انتى رايحة فين كده ولابسة أسود في أسود ليه
أجابتها نيرة بحزن أدم جوز نور عمل حاډثة بالعربية واتوفى
ظهر الحزن على ملامح والديها فقد صادفاه في بعض المواقف ويعلمون كم كان شاب مهذب وخلوق 
نيرة أنا بستأذنكم هفضل مع نور الليلة مش هينفع اسيبها لوحدها
فسارعت والدتها قائلة ايوه طبعا خليكى جنبها ربنا يرحمه زينة الشباب و يارب يصبرها هى وبنتها
غادرت متوجهة إلى منزل نسمة ليذهبا معا لمواساة صديقتهم وفي طريقها رن هاتفها برقم صديقتها ندى أجابتها بحزن ايوه يا ندى
ندى كنت بكلم طارق مال صوتك 
أجابتها نيرة بحزن أدم جوز نور اتوفى أنا هعدي علي نسمة ونروحلها
ندى بحزن لا حول ولا قوة إلا بالله الله يرحمه أنا هسبقكم على هناك
تكدس المنزل بالنساء المتشحات بالسواد صوت القرآن يعلو وتجلس هى بين صديقاتها عينيها منتفخة من كثرة البكاء لا تدري بم حولها هي في عالم آخر فقد فقدت زوجها وحبيب عمرها كانت لم تكتف منه بعد عاشا معا ما يقارب الثلاثة اعوام فقط لم يعرف فيهم الحزن طريقا إليها كان سببا دائما فى سعادتها و مرحها ورسم الابتسامة على وجهها كان الشمعة التى تنير حياتها والان انطفأت رحل وتركها لبداية أحزانها تاركا طفلته التى يفصلها عن إتمام عامها الثاني أربعة أشهر وعندما وصلت بتفكيرها إلى طفلتها التى فقدت والدها قبل أن تحين لها الفرصة أن تنطق باسمه ازداد بكاؤها وفى نفس اللحظة تهادى إليهم صوت بكاء الصغيرة يعلو من غرفتها معلنا استيقاظها من نومها كأن كل واحدة تعلم ما يدور بمكنون الأخرى فكلتاهما تعاني من الفقد
أخذت نسمة صديقتها بين أحضانها محاولة تهدئتها بينما توجهت نيرة إلى غرفة الصغيرة لتطمئنها بوجودهم بجوارها
وبعد رحيل جميع النساء ظللن بجوارها يجبرنها على تناول بعض الطعام حتى تستطيع أن تقف على قدميها من أجل طفلتها كانت تنفذ طلباتهم بآلية كأنها جسد لا روح فيه بعدما إنتهت من طعامها اصطحبت طفلتها إلى غرفتها محتضنة إياها تستمد منها الأمان الذي افتقدته بۏفاته دموعها تجري أنهارا على وجنتيها لا تستطيع استيعاب ما تمر به إلى الآن تفكر فيما تخبئه لها الأيام 
جلس طارق برفقة صديقه هاني بأحد المقاهي يبدو على ملامحه الشرود لقد كان غارقا بتفكيره فيم ينوي التحدث مع ندى بشأنه انتشله صوت صديقه من تفكيره إيه يا بنى سرحان فى إيه كده 
أجابه طارق بشرود أبدا مفيش
سأله هاني إنت اتكلمت مع ندى 
زفر طارق مجيبا إياه لسه جوز صاحبتها اتوفى وطبعا راحت لصاحبتها ومعرفناش نتقابل
هاني طب كويس كده قدامك فرصة عشان تفكر تانى وتراجع نفسك
صړخ به طارق أنا خلاص قررت ومش هرجع في كلامي أنا هفاتح ندى فى الموضوع وهى ليها حرية الاختيار
بدا الڠضب جليا بصوت هاني بس إنت كده تبقى بتظلمها
شرد طارق قليلا يفكر بكلامه ولكنه سرعان ما أجابه لا طبعا أنا كده بخيرها يعنى مش هجبرها على وضع معين 
تنهد هاني فهو يعلم أنه لا فائدة
من الكلام معه عالعموم براحتك يا صاحبي وياريت مترجعش ټندم على قرارك
رحل هاني وترك طارق غارقا بتفكيره ولكنه ظل يقنع نفسه بأن ما سيفعله هو الصواب
تعالى رنين هاتفها فسارعت إلى إغلاق صوته حتى لا يزعج من ظننتهم غارقات في النوم بجوارها أجابت بصوت هادئ تلك الممرضة التى تطالبها بسرعة حضورها إلى المشفى لحاجتهم إليها بغرفة العمليات. 
بدلت ملابسها وبربتة بسيطة على ذراع صديقتها نيرة ارادت اعلامها بضرورة رحيلها نيرة أنا لازم أروح المستشفى كلمونى ومحتاجينى فى العمليات
لتجيب الأخرى سريعا دليل استيقاظها ماشى يا نسمة روحي انتي شغلك يا حبيبتى وأنا هفضل هنا مع نور أنا وندى و هاخد اجازة من الشغل 
نظرت نيرة الى هاتفها فوجدت الساعة تخطت الثانية صباحا بثمان دقائق فخاطبت صديقتها التي كانت تهم بفتح الباب خدى بالك من نفسك يا نسمة
اهدتها ابتسامة طفيفة وتوجهت إلى عملها
كانت تقف وحيدة يحيطها السكون المخيف أكثر ما تكرهه بعملها هو اضطرارها إلى الخروج في أوقات لا تناسب
كثيرا ما كانت تطلب من والدها اصطحابها ولكن إن اتصلت به الآن ليأتى لإيصالها ستتأخر على عملها
تعالى رنين هاتفها مرة أخرى فأجابته ايوه يا أمل جاية فى الطريق
فقد كانت هذه الممرضة تؤكد عليها ضرورة حضورها
انتظرت مرور سيارة أجرة وعندما فقدت الأمل قررت أن تسير لأول الشارع علها تجد مبتغاها سريعا
كانت تتلفت حولها خائڤة من السكون الذي يلفها ولكنها كانت غافلة عن من لمحها وترصدها لتشعر فجأة بمن يكتفها ويكمم فمها لتغيب عن الوعي دون إرادة منها
الفصل الثالث
استيقظت نور فزعة من نومها رأته بأحلامها يذهب بعيدا يؤكد لها أنها لن تراه ثانية وجدت الدموع طريقها إلى عينيها مرة أخرى وأيقنت أن هذا هو حالها فمن اليوم لن تحظى بنوم هانئ طبعت قبلة رقيقة على وجنة صغيرتها التى تحط فى سبات عميق بجوارها تركت فراشها وقامت لتتوضأ لتركع بين يدي ربها تتضرع إلى الله أن يربط على قلبها ويلهمها الصبر والسلوان 
خرجت من غرفتها لتجد صديقتها نيرة تجلس على الأريكة تمسك بهاتفها وكأنها تحاول الاتصال بشخص ما هزة قدميها المتوترة و لعناتها التي تصبها بصوت خفيض ومظهرها القلق أنبأها بأن هناك کاړثة تلوح في الأفق اقتربت منها ملقية عليها تحية الصباح صباح الخير 
انتفضت نيرة عندما سمعت صوتها واقتربت منها تطمئن عليها صباح الخير يا نور عاملة إيه دلوقتي
تنهدت نور وخرج صوتها حزينا هعمل إيه! خلاص هحاول أتأقلم على حياتى من غيره
ربتت نيرة على كتفها وحينها لاحظت نور ارتعاشة كف يديها التى تصاحبها عند شعورها بالقلق فسألتها ندى ونسمة فين 
نيرة بتوتر نزلو على شغلهم معرفوش ياخدو أجازة
نور بتعجب مالك يا نيرة أنا حاسة إنك قلقانة ومتوترة هو في إيه بالظبط 
ارتبكت نيرة فبم ستجيبها يكفى ما هى به الآن وأمام إصرار صديقتها صرحت بها نسمة مختفية خرجت الساعة 2 طلبوها فى المستشفى بس موصلتش و تليفونها مقفول مامتها وباباها ھيموتو من القلق عليها
لم تكد تنهى جملتها حتى صدح رنين هاتفها برقم والدة نسمة أجابتها سريعا إيه الأخبار يا طنط ظهرت 
لتتسع عينيها وتشهق واضعة كف يدها على فمها فما سمعته كان الصدمة و الجالسة بجوارها تأكدت بأن الکاړثة قد حلت
كانت ندى منهمكة بعملها بصيدلية المشفى التي تعمل بها حينما أتاها اتصال من طارق التقطت هاتفها وأجابته السلام عليكم 
طارق وعليكم السلام انتي في الشغل 
ندى بحزن ايوه بس ماشية دلوقتي أنا أصلا كنت جاية أخد أجازة يومين عشان أفضل مع نور
قاطعها طارق أنا قدام المستشفى عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم ومينفعش يتأجل أكتر من كده
تعجبت ندى من أمره فهى تشعر بتغيره منذ يومين وتساءلت عن الأمر الهام الذي يود التحدث إليها بشأنه وبعد مرور نصف ساعة كانت تجلس بجواره بالسيارة التي انطلق بها فور صعودها إليها 
غلفهم الصمت لفترة حتى قطعت ندى ذلك الصمت قائلة مالك يا طارق إيه الموضوع المهم اللي عايزني فيه 
أجابها طارق دون النظر إليها هنشوف مكان نقعد فيه ونتكلم براحتنا
اعتذرت ندى منه قائلة معلش يا طارق مش هينفع أنا عايزة أروح لنور وكمان لسه هعدي على البيت الأول
أوقف طارق سيارته بجانب الطريق زفر بضيق وظهر التوتر جليا بملامحه أنا عايزك تسمعيني للآخر وبعد كده أنا تحت أمرك في اللي تطلبيه
ارتبك صوته أكثر أنا

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات