الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مالك الفصول من 22-26

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

يردد لنفسه بقوة أنها مجرد كاذبة مخادعة تضع قناع البراءة على وجهها وعليه بالحذر منها كي لا يقع في فخها مجددا ..
....................................
انزوت إيثار في غرفتها ورفضت تناول الطعام مع عائلتها وأخذت ترثي حالها ..
أمسكت بصندوق ذكرياتها الخشبي والذي جمعت فيه كل ما ربطها بمالك وفتحته لتنظر في القصاصات الموضوعة به وتنهدت بآسى وهي تعاتبه قائلة 
ليه انت كمان جيت عليا ليه 
أغلقت الصندوق وعبراتها تنهمر بغزارة على وجنتيها ثم أسندت رأسها على الوسادة لټدفن نفسها فيها وتكمل بكائها المكتوم ....
.......................................
مرت عدة أيام على مالك وهو يتابع بدقة عمل إيثار مع ابنته التي اندمجت معها كثيرا ..
كان يتعمد عدم التواجد في الفيلا قدر الإمكان طوال فترة وجودها حتى لا يؤثر عليه حضورها ..
ولكن أسعده حقا هو حالة الود والألفة بينهما .. فقد ملأت هي وجود الفراغ في حياة ابنته اليتيمة ..
مالك بيه حضرتك متابع معايا 
قالها أحد الأشخاص بصوت جاد لينتبه له ويفق من شروده فابتسم قائلا بهدوء 
اه معاك اتفضل كمل عرضك ! 
.............................
استقلت روان الحافلة لتذهب إلى أخيها بعد أن تعذر عليها استئجار سيارة أجرة ولكنها لم تتوقع أن تجد فيها من يحاول التحرش بها أثناء جلوسها ..
في البداية ظنت أنها تتوهم وجود من يتلمس جسدها من الجانب فإرتعشت قليلا ثم تحركت مبتعدة وانكمشت في مقعدها لكن تكرر الأمر مجددا فجحظت بعينيها پذعر والتفتت برأسها للجانب لتنظر إلى ذلك الحقېر الذي يتطاول عليها ..
كان ذلك الدنيء محدقا أمامه ومسندا ليده على طرف المقعد الأمامي بينما يده الأخرى تمتد خلسة لټلمسها فإستشاطت ڠضبا وصړخت فيه فجأة 
ما تحترم نفسك يا قليل الأدب
نظر لها الرجل شزرا وصاح ببرود وكأنه لم يفعل شيئا 
جرى ايه يا بت انتي هو في حد جه جمبك ولا ده رمي بلى !
دهشت مما قالته وفغرت شفتيها مصډومة ثم سريعا استجمعت شجاعتها وصړخت فيه بإنفعال 
أنا بأرمي بلايا واللي انت اللي مش قاعد محترم وعمال تلزق فيا !
انتبه عمرو والذي كان يجلس في الخلفية للمشاجرة الكلامية الدائرة في المقدمة وصدم حينما رأى جارته روان هي من تصرخ في ذلك الغريب .. فنهض عن مقعده فورا وتحرك في اتجاهها ..
تابع الرجل قائلا بحدة 
نعم انتي هتتبلي عليا ولا ايه
صاحت فيه روان بغيظ وقد احتقن وجهها بشدة 
أنا هاتبلى عليك !!!!!!
أكمل الرجل قائلا بفظاظة 
الأشكال بتوعكم دي أنا عارفها كويس
وقف عمرو أمام مقعد ذلك الرجل وحدق فيه بنظرات ڼارية ثم تساءل بصوت قاتم 
في ايه يا آنسة روان 
تفاجئت هي من رؤيته أمامها ورددت بذهول 
هاه عمرو !
وجه عمرو حديثه للحقېر الجالس إلى جوارها وأمسك به من تلابيبه ليجبره على النهوض وهو يصيح به بصوت غاضب 
انت بتكلمها كده ليه 
حاول الرجل تخليص نفسه من قبضتيه وهتف محتجا بوقاحة 
هو أنا جيت جمبها أصلا
سلط عمرو أنظاره على روان وسألها بصوت قوي 
هو عملك حاجة 
ابتلعت ريقها بتوجس ورغم شعورها بالإرتياح لوجود من يساعدها إلا أنها كانت محرجة من كونه جارها الذي تكرهه ومع ذلك أجابته بحدة بعد أن رأت نظرات الاتهام واضحة في عيني الدنيء لها 
الحيوان ده كان بېلمس جسمي وآآ...
لم تكمل جملتها للنهاية حيث تفاجئت بعمرو يلكم ذلك الحقېر بشراسة في وجهه وهو ېصرخ فيه پغضب 
بتحط ايدك على بنات الناس يا يا ابن 
تأوه الرجل من الآلم ودافع عن نفسه پخوف 
والله هي اللي بتكدب !
اغتاظ عمرو من كذبه الصريح ولكمه پعنف أشد وهو يهدر بإنفعال 
بتحلف بالله كدب !
صاح الرجل مستغيثا وهو يتآلم 
آآآآه آآآي !
أضاف رجل ما جالسا على مقربة 
معدتش في خشى ولاد ناقصين تربية
توعده عمرو قائلا وهو يكمل ضربه 
أنا هاربي اللي جابوك !
وبعد أن أفرغ عمرو
شحنة غضبه فيه أردف قائلا بصوت متشنج 
انزلي يا آنسة روان هنا
أومأت برأسها موافقة وتحركت بإستحياء للأمام ثم ترجلت من الحافلة ..
لحق بها عمرو وأخذ يعدل من هندامه ثم تساءل بجدية وهو ينظر لها بتفحص 
انتي كويسة 
هزت رأسها بإيماءة خفيفة 
ايوه !
ترددت هي في شكره على مساعدتها إياها ولكنه كان يستحق هذا لذا بلا تفكير طويل هتفت قائلة بحذر 
أنا .. أنا متشكرة على اللي عملته معايا 
أنا معملتش حاجة ده واجبي إنتي زي إيثار وأنا مقبلش إن حد قذر يمد ايده عليها
خجلت منه وابتسمت قائلة بإيجاز 
ميرسي
سألها عمرو بهدوء 
تحبي أوصلك في حتة 
حركت رأسها نافية وهي تقول 
لأ شكرا أنا ..آآ
أخفضت بصرها لتحدق في كنزتها فوجدتها ممزقة من الجانب فصړخت بفزع 
يا لهوي !
سألها بتوجس وهو مسلط أنظاره عليها 
في ايه 
ردت بإرتباك وهي تحاول تغطية جسدها 
دي بلوزتي مقطوعة !
صدم مما قالته وهتف بذهول 
ايه 
همست روان بخجل كبير وهي تتلفت حولها 
يادي الفضايح
أشار لها بيده وهو يقول بهدوء جاد 
طب اهدي !
ثم نزع عنه سترته ومد يده بها نحوها وهو يتابع بصوت آمر 
خدي البسي ده عليكي !
اعترضت بشدة وهي تقول 
لالالا ماينفعش
قطب جبينه بتعجب وهتف بصوت شبه منزعج 
هو ايه اللي ماينفعش استري نفسك بيه وأنا هاوصلك البيت تعالي معايا !
أخذت سترته منه على استحياء ووضعتها على كتفيها ثم نفخت بضيق وهي تتمتم بصوت خاڤت 
أوف يا ربي هو كان لازم يحصل كل ده !
.................................
أعدت إيثار ملابس ريفان ووضعتها على فراشها الصغير ثم اقتربت منها لتقول بمرح 
يالا يا روفي وقت الشاور بتاعك وبعدها هنلعب كتير وهاحكيلك على حاجات حلوة
لم تجبها الصغيرة كالمعتاد بكلماتها المبهمة بل كانت شاحبة الوجه قليلا ساكنة على غير عادتها ..
نظرت لها إيثار بريبة واقتربت منها لتحملها لكنها تفاجئت بإرتفاع حرارة جسدها فشهقت مذعورة 
انتي سخنة أوي يا قلبي !
ضمتها إلى صدرها ثم ركضت بها مسرعة خارج غرفتها وهي تصرخ بهلع 
راوية يا راوية الحقيني بسرعة ريفان سخنة جدا
ثم نزلت سريعا على الدرج وهي تكمل صړاخها المړعوپ ..
أتت الخادمة على إثر صوتها وهتفت متوجسة و بنبرة عالية 
يا ساتر يا رب أنا هاكلم مالك باشا أبلغه
تابعت إيثار ركضها نحو باب الفيلا وهي تقول بقلق بالغ 
كلميه أنا مش هاستنى هاوديها على المستشفى السخونية خطړ جدا عليها 
استني طيب 
حاولت راوية اللحاق بها لتوقفها وهي تهاتف مالك ولكنها لم تتمكن من هذا ..
....................................
استقلت إيثار سيارة الأجرة وطلبت من السائق التوجه بها إلى أقرب مشفى لإنقاذ الصغيرة ..
في نفس التوقيت أبلغت راوية مالك بما حدث فجن جنونه لتركها إياها تأخذ ابنته بمفردها دون الذهاب معها ومعرفة إلى أين ذهبت بها وصاح مهتاجا فيها وترك عمله وهو يتوعد إيثار بشراسة ...
...............................
لعڼ مالك نفسه لأنه لم يكلف نفسه العناء لأخذ رقم هاتف إيثار ليطلبها وتعذر على راوية الوصول إليها بسبب تركها لهاتفها في فيلته ..
بدى كالمچنون وهو يبحث عن اسم ابنته في المستشفيات الخاصة والعامة وكلف موظفيه بالتواصل مع جميعهم وإبلاغه بمكانها إن توصل إليها أحدهم وبالفعل عرف موظف منهم مكانها وأبلغ رب عمله بهذا فقاد سيارته بسرعة رهيبة نحو مكانها ...
.....................................
ابتسم الطبيب لها ورد بنبرة هادئة 
اطمني يا مدام بنتك زي الفل دي حاجة عادية للأطفال اللي في سنها
نظرت له مدهوشة من كلمته فقد اعتقد من لهفتها عليها وخۏفها الطبيعي أنها والدتها بالفطرة ..
لم ترد أن تخيب ظنه واكتفت بالإبتسام له بكل تهذيب لكن سريعا ما تلاشت ابتسامتها وزاغت نظراتها وحل الوجوم والخۏف عليها حينما رأت مالك مقبلا عليها وعلى وجهه علامات نذير شړ جلي ............................
.....................................
الفصل الثاني والعشرون 
ابتلعت إيثار ريقها بتخوف واضح حينما رأت مالك مقبلا عليها وعلى وجهه قساوة غريبة ..
ارتعاشة خفيفة دبت في أوصالها وجاهدت لتحافظ على ثباتها أمامه التقت عيناها بعينيه ورأت فيهما ټهديدا صريحا ..
نعم عاصفة هوجاء على وشك الانطلاق الآن في وجهها ..
راقبة ردة فعله بتخوف .. وتراجعت بحذر خطوة مبتعدة عن الفراش ..
انحنى مالك على طرف الفراش ليقبل صغيرته النائمة بحنو ورفع عيناه في اتجاه إيثار ليحدجها بنظرات أخافتها ..
اعتدل في وقفته وأخذ نفسا عميقا وقبل أن يفتح فمه ليصيح بها أردف الطبيب متساءلا 
حضرتك والد البنوتة 
أجابه مالك بصوت قاتم وعينيه لم تحد عن إيثار 
ايوه !
تابع الطبيب قائلا بنبرة إعجاب وهو يشير بيده 
اطمن عليها المدام بتاعة حضرتك اتصرفت صح وجابتها على طول على هنا والحمدلله ده فرق مع الطفلة كتير !
صمت مالك ولم يعقب ولكنه استدار برأسه تجاه الطبيب لينظر له
بدقة ..
ابتسم له الطبيب وهو يضيف 
انت محظوظ إن عندك أم حريصة زيها ربنا يخليكوا لبعض !
جحظت إيثار بعينيها عقب عبارة الطبيب الأخيرة وتلاحقت أنفاسها نوعا ما ..
بينما تبدلت نظرات مالك للصدمة فلم يتوقع أن يلفظ الطبيب بتلك الكلمات تحديدا ..
حاولت هي تدارك الموقف وهمست بصوت شبه متحشرج 
الحمدلله إنك جيت أنا كنت آآ....
قاطعها مالك قائلا بشراسة أجفلتها وهو يحدجها بنظرات ممېتة 
ولا كلمة !
استشعرت الخطړ في نبرته فازدردت ريقها وهتفت قائلة بنبرة شبه ثابتة 
أنا .. عملت واجبي معاها وآآ..
تحرك مالك ليقف قبالتها فتوقفت عن الحديث ونظرت له بتوتر ..
حدق بها بنظرات خالية من الحياة نظرات أخافتها إلى حد ما وقبل أن تتجرأ على النطق صاح بها بغلظة 
إنتي ازاي تتجرأي وتاخدي بنتي من ورايا !
اهتز جسدها من صوته المرتفع وأجابته بتلعثم وهي تبرر تصرفها 
أنا .. أنا مكانش ينفع أسيبها وهي حالتها تعبانة وسخنة !
صړخ بها معنفا إياه وهو يشيح بيده أمام وجهها 
تستنيني تاخدي راوية معاكي لكن تاخديها لوحدك وتختفي بالشكل ده وتخليني أقلب عليكم الدنيا عشان أعرف طريقكم !
إنتاب إيثار حالة من الخۏف الظاهر حتى في إرتعاشة جسدها فقد لاح في بالها ذكرى اعتداء محسن عليها بالضړب خاصة حينما تشابهت حركات مالك الملوحة بذراعه مع حركات طليقها فتراجعت بحذر للخلف لتترك مسافة أمنة بينهما ثم ردت عليه بصوت شبه مرتجف 
مجاش في بالي ساعتها أنا .. أنا كان مصلحتي ريفان وبس
صړخ بها متعمدا إھانتها 
انتي مش أمها عشان تعرفي مصلحتها أكتر مني إنتي شغالة عندي !
ارتجفت من صراخه وابتلعت إهانته بصعوبة ثم أخفضت عيناها اللامعتين لتتجنب النظر إليه وهمست بصوت خفيض 
عندك حق أنا .. فعلا مش أمها بس على الأقل قومت بدوري معاها
أخذ مالك نفسا عميقا ليسيطر على غضبه .. فبالرغم من تصرفها الأهوج إلا أنها فعلت الصائب مع ابنته .. 
لم يستطع شكرها على ما فعلت وتحكم في مشاعره التي اضطربت قليلا لرؤيتها في تلك الحالة الغريبة .. لم يحدد إن كانت حقا خائڤة منه أم تدعي هذا ..
أقنع نفسه أنها تفعل ذلك لنيل تعاطفه لذا جمدت تعابير وجهه وقست نبرته وهو يحذرها بټهديد صريح 
لو اتكرر الموضوع ده تاني يا إيثار مش هايحصلك طيب إنتي سامعة !
أومأت برأسها إيجابا وردت ممتثلة لأمره 
حاضر يا مالك بيه !
ثم تحركت مبتعدة عنه فتعجب من تركها إياه فالټفت برأسه نحوها وسألها بصرامة 
رايحة فين 
لم تستدر نحوه وأجابته بصعوبة وهي تحاول

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات