الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية نسمة الجزء الثاني

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

دا علشان خاطر آية يا نوح!
نطقت بها تهاني بتعجب جملتها هذه أوقفت نوح الذي كان يهبط الدرج بخطوات راكضة و نظر لها بابتسامة متمتما
لخاطر آية خاطرها يستاهل انه يتجبر بعد الكسر الجامد اللي اتعرضت ليه يا أم نوح
لا حول ولا قوة الا بالله 
بشقة إسلام
صوت أذان الفجر أيقظ رقية من نومها فتحت عينيها و اعتدلت جالسة بتكاسل تنظر لزوجها النائم بعشق شديد
يارب أوقف معانا بقوتك و قدرتك و طلعنا من المحڼة دي على خير يارب بحق أذان الفجر 
ربتت على شعره بحنو و هبت واقفه و سارت نحو الحمام اختفت داخله للدقائق و عادت مرة أخرى چثت على ركبتيها بجوار زوجها و بدأت توقظه بحنان مردده
إسلام أصحى يا حبيبي
كان العرق يسيل بغزارة على وجهه زوجها و يتحرك بقوة يبدو أنه داخل إحدي كوابيسه هو الأخر 
شهقت رقية پعنف حين انتفض إسلام بفزع فجأة و صړخ بصوت مرتعد 
ابوياااا
أهدي يا حبيبي أهدي أنت بتحلممتخفش
نطقت بها وهي و تربت على كتفه برفق مكملة 
متخفش يا إسلام أن شاء الله باباك و مامتك هيخفوا ويرجعولنا بألف سلامة
التقط إسلام أنفاسة بصعوبة و بعتاب تحدث قائلا 
سبتيني أنام ليه يا رقية كنتي صحيني علشان نروحلهم
أنا كمان نمت جنبك من التعب و لسه صاحية حالا قوم
اتوضي و تعالي نصلي سوا و بعدين نروحلهم
حرك رأسه لها بالايجاب وابتعد عنها بصمت و هب واقفا و سار نحو الحمام دون أن ينطق بحرف واحد
جلست رقية تنتظره بقلب ملتاع يدعوا له دون توقف حتي مر وقت ليس بقليل جعل القلق يزحف لقلبها
جوزك محتاجلك أجمدي
همست بها رقية بسرها حين شعرت أنها على وشك الانفجار بالبكاء فما تمر به ليس أبدا بهين
سارت نحو الحمام و أخذت نفس عميق و طرقت برفق على الباب متمتمة
إسلام خلصت يا حبيبي
لم تجد سوي الصمت حليفها أنقبض قلبها و هرولت بفتح الباب مندفعة نحو الداخل و عينيها تدور بالأرجاء تبحث عنه بقلب مرتعد لتقع عينيها عليه جالسا أرضا بإحدى الزوايا يضم ركبتيه لصدره مستند برأسه عليهما
أطلقت أنفاسها المحپوسة برئتيها و تحدثت بحنو وهي تقترب منه حتي وقفت أمامه مباشرةو من ثم جلست جواره تمسد على شعره بحنان بالغ وهي تقول
ايه يا إسلام متوضتش ليه أنا مستنياك نصلي سوا
رفع رأسه ببطء و نظر لها بأعين تفيض بالدمع الحارق على خديهدموع حسرة ندم قهر و ما أصعب قهر الرجال 
مش عارف أتوضي لوحدي
تعالي حبيبي أنا هوضيك
همست بها رقية و قد أغرقت وجنتيها بالعبرات و تقطع نياط قلبها حزنا على حاله
أنا خاېف يا رقية
تفوه بها إسلام بصعوبة و صمت لبرهة وتابع بصوت مرتجف
خاېف أوي بس مش خاېف على نفسي
ابتلع غصة مريرة بحلقه مكملا
خاېف على أمي و أبويا و أختي و ابني
تأمل ملامحها الباكية بنظرة متيمة بالعشق
و أنتي أنتي يا حب حياتي
انتهي الفصل
واستغفرو لعلها ساعة استجابة 
الفصل العاشر
كانت رقية في موقف لا تحسد عليه و هي تري زوجها بهذا الضعف حزنه الشديد تملك من قلبه جعله غير قادر على التحمل أكثر من ذلك ولولا وجود زوجته الحنونة برفقته تدعمه و تخفف عنه ربما كان أقدم على الأنتحار
استطاعت احتوائه بحبها الصادق لهساعدته على الوضوء وأدوا فرضهما سويا و جلست على سجادة الصلاة بجواره تستمع لحديثه بقلب ېتمزق ألما عليه ظل يتحدث عن كل ما بداخله و هي تستمع له باهتمام دون أن تقاطعه
تمسد على شعره تاره و ظهره تاره كأنه طفلها 
كان إسلام يبكي بكاء حاديقطع نياط القلوب و قد إجتاحه شعور من الندم يستنزف روحه بلا رحمة 
أنا مش عارف إزاي عملت فيهم كده!!! 
أنا غلطانة لما قولتلك طلقني مكنش ينفع انطقها أصلا مش عارفة إزاي قلبي طاوعني و قولتلها مش عارفة عقلي كان فين وقتها أنا السبب في كل اللي أنت عملته يا إسلام و لو في حد المفروض يتعاقب فهيبقي انا الحد دا لأني مقدرتش الظروف الصعبة اللي بتمر بيها يا حبيبي و ضغطت عليك أكتر بكل غباء و جهل مني بس والله العظيم ما كنت ناوية أطلق منك فعلا فكرت لما أقولك كده هتفوق و تبعد عن صحاب السوء اللي بتروحلهم كل ليلة أتريني حطيت على چرحك ملح لحد ما اڼفجرت من شدة الۏجع
صمتت لبرهة تبكي بمرار مرددة بنبرة متوسلة 
سامحني أنا أسفة يا حبيبي سامحني علشان خاطري
أهدي يا إسلام أهدي يا حبيبي بالله عليك لو حصلك حاجة أنا ھموت فيها
بعد الشړ عليكي نطق بها يستمد منها القوة على تكلمة الحياة 
ارتعد قلبه حين صدع صوت رنين جرس الباب نظر لها نظرة مذعورة و همس بصوت مرتجف 
مين هيجي عندنا في الوقت دا! 
ابتلع لعابه بصعوبة مكملا تفتكري جري لحد فيهم حاجة
حركت رقية رأسها بالنفي سريعا و دفعته بكلتا يدها برفق تحثه على النهوض وهي تقول بيقين تام 
لا يا حبيبي هما هيبقوا زي الفل بحول الله وقوتهأجمد أنت كده علشان تقدر تقف في ضهرهم و تعالي نشوف مين اللي جيلنا دلوقتي
كانت تتحدث و هي تزيل عبراته بأناملها و تهندم له ثيابه و شعره بعناية و سارت معه نحو باب الشقة 
أخذ إسلام نفس عميق و رسم الهدوء على ملامحه الشاحبة و فتح الباب ليجد يوسف يقف أمامه عاقدا ذراعيه و يرمقه بنظرات كرهه ظاهرة على ملامحه 
يا مرحب يا يوسف
اتفضل
قالها إسلام بترحاب و هو يتراجع للخلف حتي يسمح له بالدخول ضحك يوسف ضحكة مستهزءة و تحدث بسخرية قائلا 
اتفضل فين يا إسلام!! هتقعدني على الأرض مثلا يعني ولا أيه!
أطبقت رقية الواقفة بظهر زوجها عينيها پعنف فكلماتيوسف كانت بغاية القسۏة و رغم ذلك ابتسم له إسلام ابتسامة حزينة و تحدث بهدوء قائلا 
عندك حق بس زي ما أنت أكيد عارف يا دكتور إن مافيش حاجة بتفضل على حالها انهارده أنا بمر بضيقة لازم أرضى بيها لحد ما ربك يفرجها علينا 
شعر يوسف بالندم لوهلة و نهر نفسه على ما تفوه به فتنحنح بحرج مغمغما 
هي آية فين بقالي كذا يوم بحاول أوصلها و جيت هنا إمبارح و ملقتش حد و المفروض أنها عندها محاضرة بدري أوي انهارده قولت اجي الحقها
قبل ما تنزل علشان أوصلها 
ظهر التوتر على ملامح إسلام و هم بالرد عليه إلا أنه أستمع لصوت نوح ينادي عليه من أسفل المنزل بصوت عال فهرول تجاه الدرج مسرعا و اجابه بلهفة قائلا 
أيوه يا نوح أطلع تعالي أنا هنا
لحظات و كان نوح يصعد الدرج على عجل بعدما قام بصف دراجته البخارية 
أيه يا نوح طمني حاجة حصلت 
نطق بها إسلام بفزع قبل أن يصل إليه نوح بل كان يهبط هو الدرج لأستقباله
أهدي يا إسلام متقلقش أنا جيبلك خبر حلو 
نطق بها نوح وهو يربت علي كتفه برفق وبابتسامة تابع 
المستشفى حاولت تكلمك كذا مرة بس تليفونك مقفول مامتك فاقت و طالبة تشوفك
تهللت أسارير إسلام و التمعت عينيه بالدموع و لكن هذه المرة دموع الفرحة 
أنت بتتكلم جد بالله عليك يا نوح
أيوه يا ابني والله زي ما بقولك كده المستشفى

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات