الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية نسمة الجزء الثاني

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل التاسع العاشر ال١١ ال١٢ ال١٣ ال١٤ 
الفصل التاسع
نوح
لأول مرة بحياته ينبض قلبه بالحب الحقيقي تأكد الآن أن آية ملكته قلبا و قالبا للحظة شعر أن قربها أذابه كقطعة جليد سقطت على بركان ساخن تحول إلى مياه و من ثم وصل درجة حرارته لحد الغليان حتي تبخرت كل ذرة تعقل يملكها
الوحيدة دون عن كل نساء العالم أجمع يريد قربها إلى ما لا نهاية 

لولا صوت والدته الذي أفاقه في الوقت المناسب ما كان توقف عن ما يفعله أبدا
قلة غذائها جعل حالة من الخمول تشبه الإغماء تتملك منها تتغذي على المحاليل فقط
انحني نوح قليلا و وضع يده أسفل ركبتيها و حملها بين ذراعيه بمنتهي الخفة تمسكت بكنزته بكلتا يديها تهمس بضعف دون أن تفتح عينيها 
أنا خاېفة متسبنيش
هامس بلهفة 
متخفيش أنا مستحيل أسيبك يا آية
نوح حط آية في سريرها و اتفضل على أوضك لو سمحت 
نطقت بها تهاني بحدة من بين أسنانها و هي ترمقه بنظرة غاضبة و الټفت نظرت لأبنائها مكملة بأمر 
وأنتو يله من هنا كل واحد على أوضته
بينما هم كانوا واقفين كالتماثيل تماما يتابعون ما يفعله نوح بشغف و كأنه إحدي أجمل الأفلام الرومنسية على الإطلاق خاصة الفتاتين كانت أعينهما تضوي بقلوب حمراء منبهرة مما ذاد من ڠضب تهاني أكثر فنظرت لأبنها نور و تحدثت بصرامة قائلة 
نووور خد الحلوين أخواتك دول من وشي بدل ما أمد أيدي عليهم دلوقتي
صوتها كان عال للغاية و برغم هذا لم يتحركان الفتاتين من مكانهما كأنهما مغيبتان
بينما نور عاد لصوابه سريعا و تنقل بنظره بين شقيقاته بملامح منذهلة من هيئتهما المضحكة 
قدامي يا أبلة منك ليها 
قالها و هو يقبض على ثيابهما من الخلف و دفعهما أمامه تحت أعتراضهما
لتسرع تهاني بغلق باب الغرفة خلفهم و استدارت ل نوح الذي مازال واقف على وضعه حاملا آية على ذراعيه ينظر ليديها المتشبثه به بابتسامته الدافئة 
أنت لسه واقف بيها يا نوح! أنت مالك انهاردة!! ما تحطها على سريرها يا ابني
حاضر يا أم نوح أهدي بس أنتي بلاش عصبية و أنا هحطها أردف بها و
هو يسير ببطء متجه نحو فراشها جلس بها فأصبحت هي على قدميه مما جعل أعين تهاني تتسع على أخرها بذهول مقارب للجنون
لتشهق بصوت خاڤت حين رأته يميل بها على الفراش وظل محتويها للحظات و وضعها بمنتهي الحرص و اعتدل هو على مضض بعدما عدل
كانت يد آية مازالت متشبثة بكنزتهأمسك يديها الصغيرة بين كفيه قبل أن يبعدها عن ثيابه و هب واقفا و عينيه تتأمل ملامحها التي غزت الراحة و الأطمئنان قسماتها
الله الله يا عم نوح مكنش باين عليك إنك واد حبيب أوي كده! غمغمت بها تهاني التي اقتربت منه و ربتت علي كتفه ببعض العڼف مكملة 
أمال فين نوح اللي مكنش بيرضي يسلم على واحده متحلش ليه حتي بنات أخواتي و بنات عمامك ياما كسفتهم لما يجوا عندنا و يسلموا عليك مترضاش تمد إيدك ليهم و لما أقولك ليه كده يا ابني تقولي!
اوقفها نوح عن تكملة حديثها حين قال 
قال رسول الله ﷺ لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له
تنهدت تهاني بصوت مسموع و هي تقول 
عليه أفضل الصلاة والسلام ما انت فاكر أهو يا ابني يبقي ليه تشيل ذنب كبير زي دا!! 
شهقت بخضه حين الټفت لها نوح و قبض على رسغها فجأة وفع يدها وضع كف يدها على موضع قلبه الذي كان ينبض پجنون نبضاته متسارعه تطرق على صدره پعنف و نظر لعينيها مغمغما
مش بأيدي يا أم نوح
نظر تجاه آية النائمة مكملا
دعوتك ليا اتحققت و ربنا رزقني بلي خطفت قلبي و أنفاسي و طيرت عقلي
صمت لبرهة و تابع بدهشة 
أنا مش عارف أمتي و لا إزاي ملكت قلبي يا أمي!! و أنا بشړ يعني مش معصوم من الغلطخصوصا قدام نقطة ضعفي اللي بقت هي آية نقطة ضعفي و قوتي كمان يا أم نوح
ابتلعت تهاني ريقها بصعوبة و بأسف قالت 
بس أنت شوفت في ايديها دبلة يا ابني يعني مخطوبة ليه تعلق نفسك بيها وتوجع
قلبك و هي مخطوبة لغيرك يا حبيبي!! 
اعتلت ملامح نوح ڠضب مفاجئ وتوحشت نظرته و هو يقول 
هو فين خطيبها دا يا أمي!أنا ملمحتش خلقته من ساعة اللي حصل حتي لما روحت أنا و نور المستشفى مع أخوها و اتبرعنا پالدم لوالدها ووالدتها مكنش هناك رغم اننا احتاجنا ناس تانية تتبرع و انا اتصلت بكذا واحد من أصحابي كلهم جريوا على المستشفى و اتبرعوا و اللي بتقولي عليه خطيبها دا مظهرش البنت بقالها يومين عندنا و دا التالت و أخوها جه هنا كذا مرة و خطيبها دا مختفي و لا ليه اي أثر 
صمت لبرهة يلتفط أنفاسه و توجه بنظره لها يرمقها بنظراته المتيمة رغم ملامحه المشټعلة بالڠضب و الغيرة الحاړقة 
دي لو خطيبتي كان زماني قالب الدنيا عليها لحد ما القيها و مسبهاش تغيب عن عيني لحظة واحدة
يا ابني أنا خاېفة عليك لازم تعرف أنها مدام لسه لابسة دبلته تبقي بتحبه و أنت كده بتعلق قلبك بواحدة مش هتكون ليك
قالتها تهاني بتعقل و هي تربت على كتفه بحنو جملتها هذه جعلت عروق نوح تبرز بخطۏرة و تحدث بهدوء أثار بقلبها الريبة حين قال
أنا هعرف بطريقتي هي بتحبه و لا لاء زي ما هعرف برضوا طريق خطيبها دا فين و هوصلوا
همت تهاني بالحديث و قد زحف القلق لقلبها مما ألقاه إبنها على سمعها و لكن صوت رنين هاتف نوح الذي صدع صوته اوقفها عن الحديث خاصة حين أسرع هو بالرد حتي لا يزعج صوت النغمة جميلتة النائمة
فور ضغطه على زر الفتح وصل لسمعه صوت أنثي تتحدث بعملية قائلة 
أستاذ نوح أنا الممرضة المسؤلة عن حالة مدام مني حبيت أبلغ حضرتك أنها فاقت و طالبة تشوف إبنها ضروري
قال نوح بفرحة لأجل آية غزت ملامحه الغاضبة فجأةطيب هو سايب رقمه عندكم اتصلوا عليه
الممرضة بأسف إحنا اتصلنا عليه كتير جدا كان بيدينا جرس و بعد كده التليفون اتقفل 
هرول نوح للخروج من الغرفة كانت عينيه معلقة ب آية و هو يقول
تمام أنا هوصله و أجيبه و
أجي
ركضت خلفه تهاني مرددة پخوف 
استني يا نوح رايح فين يا ابني الساعة دي الفجر قرب يأذن يا حبيبي خليك للصبح
خطڤ نوح معطفه الجلد و ارتداه على عجل ومن ثم التقط مفاتيح الدراجة البخارية الخاصة به و سار نحو باب الشقة مغمغما
مش هينفع استني للصبح يا أمي البوليس أول ما يعرف أن والدة آية فاقت هيروحوا ياخدوا أقولها لازم إسلام يروح لوالدته قبلهم
ويطلب رضاها يمكن تسامحه و تقول أن مش هو اللي عمل فيهم كده
طيب أنت هتروح فين دلوقتي بس
غمغمت بها تهاني بصوت متحشرج بالبكاء من شدة خۏفها على عزيزها
هروح أشوف إسلام في البيت عنده هو كان مديني العنوان لو ملقتهوش هدور عليه و مش هرجع إلا لما ألقيه و أخده المستشفى 
كل

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات