رواية نسمة الجزء الاول
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل الأول التاني التالت الرابع الخامس السادس السابع التامن
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله
بإحدى ليالي الشتاء ليلة أخفت غيومها أشعة شمس نهار يوم جديد رغم بردوة الجو الشديدة إلا أن الدفء يستوطن القلوب الشوارع هادئة تكاد تكون خالية رائحة المطر المختلطة بأتربة الأرض تجعل البهجة تعتلي ملامح محبين هذا الفصل الممتع بأجوائه الساحرة
داخل منزل حديث الطراز يتكون من خمسة طوابق يحتوي على حديقة واسعة بها مكان مخصص للخيول الطابق الأول عيادة الدكتورة تهاني الحداد طبيبة النساء والتوليد أما الطابق الثالث يكون الشقة الخاصة بعائلتها هي و زوجها شرف الحداد و أولادهما الأربعة
يليه شقيقه نور الحداد شاب بمنتصف العشرينات حاصل على ليسانس حقوق و يعمل مع شقيقه
يليهما التوأمتان ندي نهاد بالعشرين من عمرهما يدرسان بالصف الثالث كلية أثار
بتمام الساعة السابعة صباحا يشع المنزل بالحركة و النشاط بعدما انتهو من صلاة الصبح داخل الركن المخصص للصلاة بالمنزل
تقف الأم تهاني برفقة ابنتيها داخل المطبخ يصنعون أشهى المؤكولات
يله يا ندي خفي أيدك وخلصي السلطة و حمري البطاطس و البتنجان يا حبيبتي و أنتي يا نهاد ألبسي اسدالك واطلعي للطيور حطلهم أكل ولمي البيض و أنزلي أسلقيه علشان ادحرجة في السمن
الله على ريحة الأكل اللي تفتح النفس قالها نوح الذي دلف للتو داخل المطبخ و اقترب من والدته وقف بجوارها واضعا ذراعه حول كتفها لتقوم تهاني برفع المعقله لفمه حتي يتذوق الطعام
أم نوح تسلم ايديكي ياغالية
ابتسمت تهاني متمتمة تسلميلي و تعيش يا حبيبي رمقته بنظرة مصطنعة الڠضب مكملة
ياما نفسي تفرح قلبي بيك بقي وتتجوز يا نوح و ابقى هات مراتك يا أخي و أنا افطركم واغديكم واعشيكم كمان
ارتسمت بسمة مشاكسة على ثغره و تحدث هامسا داخل اذنها
ادعيلي أنتي من قلبك ربنا يرزقني ببنت الحلال اللي ټخطف قلبي خطڤ زي ما أنتي خطفتي قلب أبو نوح من أول نظرة يا تونة يا شقية
هدعيلك ربنا يرزقك بلي ټخطف قلبك وانفاسك كمان بس تتجوز و تجبلي أحفاد يجروا حوليا أنا وأبوك
صفقت ندي بحماس و هي تقول أيوه يا ابيه اتجوز بقي علشان تعمل فرح و نلبس فساتين تجنن
ارتفع حاجبيه بمرح و هو يتنقل بنظره بينها وبين شقيقتها نهاد مغمغما
لما تخلصوا الأول جزء القرآن اللي بقالكم سنة بتحفظو فيه أبقى اتجوز علشان سيادتكم تلبسوا فساتين
انهارده هنخلصه يا أبيه بحول الله بس متنساش تجيب الشوكولاته بتاعتنا وأنت جاي تحدثا الشقيقتان بها بنفس واحد
سار نوح لخارج المطبخ وهو يقول
الشوكولاته جاهزة بس اعملوا حسابكم هسمعلكم انهارده في صلاة الفجر
رايح تفطر الخيل كالعادة قبل ما تفطر أنت و نفضل أحنا مستنينك يا نوح باشا
قالها شقيقه نور الذي دلف من الخارج حامل بيده خبز طازج تفوح منه رائحة شهية و زجاجات من الحليب
ربت نوح على كتفه أثناء مروره من جواره متجه لخارج الشقة
يا ابني فرحانة و رهوان دول بركة في البيت
رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام قال
عليكم بإناث الخيل فان ظهورها عز وبطونها كنز
سبحان الله
بمكان أخر
منطقة شعبية سكانها ذوات الطبقة المتوسطة داخل منزل عبد الحميد العطار منزل قديم الطراز مكون من طابقين الطابق الأول عبارة عن متجر كبير للعطارة والطابق الثاني يحتوي على شقتين مقابل بعضهما
شقة خاصة ب عبد الحميد و زوجته مني ربة منزل و ابنتهما آية طالبة بعامها الأخير بكلية الطب البطري
الشقة المقابلة لهم يقطن بها ابنهما إسلام و زوجته رقية الصديقة المقربة
ل آية وكانت معاها بنفس الجامعة و لكنها لم تكمل تعليمها بعد زواجها
حالة من الڠضب الدائم يسيطر على هذا المنزل بسبب أفعال وتصرفات إسلام مع الجميع خاصة والده الذي يجلس أمام باب الشقة على مقعد خشبي ينتظر وحيده الذي لم يعود للمنزل منذ ليلة أمس
تقف رقية الباكية على حالها حاملة صغيرها حمزة الذي لم يتم عامه الثاني بعد بجوارها آية التي تربت على ظهرها بوجهه كساه الحزن و الحسړة لا تبكي بينما قلبها ينفطر من شدة أوجاعه فبدلا من أن يكون شقيقها لها ظل وسکينة وسند كان هو السبب بكسر خاطرها وذلها
يا عبد الحميد صلي على النبي يا أخويا وتعالي
افطر لقمة و انزل افتح المحل و إسلام أكيد هيفوت عليك وهو طالع
اردفت بها مني بنبرة متوسلة
انا هفضل قاعد له هنا لحد ما يرجع و اضربه القلم اللي ضربه لأخته قدام خطيبها و هكسر إيده كمان الفاشل اللي بيع مراته دهبها وعفش بيتها وخد الفلوس رماهم لصحابة الحرمية اللي قلبوه وضحكوا عليه وهو مشي وراهم وصدقهم و مسمعش كلمنا كلنا و أخرتها يمد إيده على بنتي في حياة عيني أمال لما أموت هيعمل فيكم أيه!
صمت للحظة يلتقط أنفاسة وتابع بوعيد و ڠضب أكبر
أنا وابنك انهارده يا مني يا قاټل يا مقتول
لا إله إلا الله
بمنزل شرف الحداد
يجلس على ركبتيه أرضا أسفل قدم والده
أحلى صباح على أحلي أب في الدنيا كلها
قالها وهو يقوم بوضع الجوارب بقدمه يليها الحذاء
استني يا نوح أنا اللي هلبسه الرجل التانية دي بتاعتي
أردف بها نور شقيقه وهو يهرول نحوهما وجثي أرضا بجوار شقيقه الأكبر أسفل أقدام والدهما
رفع نوح رأسه و نظر لوالده بابتسامة دافئة تطلع له شرف قليلا ثم تنقل بنظره بينه وبين شقيقه و زوجته تهاني التي تهندم له ثيابه و ابنتيه ندي التي تجلس خلفه على ركبتيها وتقوم بتمشيط شعره بحنان بالغ
أما شقيقتها نهاد ممسكه بفنجان القهوة المفضل لوالدها وتقربه من فمه ليرتشف منه بستمتاع
ساد الصمت للحظات و كلا منهم منهمك بما يفعله
بتركيز فقطع الصمت شرف و تحدث بصوت يملؤه الفخر
أنا صحيح خسړت درعاتي الاتنين بس ربنا عوضني بيك يا نوح يا ابني أنت وأمك وأخواتك ضهري وسندي من بعد ربنا يا ولاد شرف الحداد
انتهي الفصل
الفصل الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون البقرة صدق الله العظيم
إسلام العطار
شاب بأواخر العشرينات خريج كلية حاسبات ومعلومات قسم هندسة برمجيات يعمل بإحدى الشركات الخاصة
كان مثال للشاب الخلوق قبل عام واحد من الآن حتي تعرف على صحبة فاسدة سحبت قدمه نحو مشروع رأس ماله معتمد على نقود القروض
حاولت زوجته و والديه منعه بشتي الطرق من الأشتراك معهم إلا أنه أصر على موقفه قام بجميع مبلغ من الأموال كان صغير للغاية لم يفي بالغرض فقدم على قرض يسدد على خمسة سنوات يقوم بسحب أكثر من نصف راتبه كل شهر
لم يستمع لحديث عائلته التي قامت بنصيحته أن يبتعد عن مال القروض فقد نهي الله عز وجل عنها
ليصفعه القدر صڤعة داميه بفشل المشروع خسر كل ما يملك
بل و تكاثرت عليه الديون بسبب القسط الكبير الذي يخصم من راتبه كل شهر أجبره على بيع ذهب زوجته و حتي أثاث شقته الجديد قبل حتي أن يتم عام ثاني على زواجه
تاركا فراش فقط بأرضية إحدي الغرف ينام عليه بجانب زوجته وصغيره
من وقتها و تبدل حاله لأسوء ما يكون
يا ابني اسمع كلامي و جرب البرشامة دي هتعملك دماغ جامدة و تنسيك كل همومك
قالها سعد بابتسامة زائفة و هو يعطيها ل إسلام الجالس أرضا مستند بظهره على الحائط واضعا رأسه بين كفيه
رفع إسلام رأسه ببطء و نظر له نظرة جامدة يكسوها الحزن و الحسړة نجح في أخفائهما و طرد زفرة نزقه من صدره وهو يقول
قولتلك مليش في
الزفت دا
هب واقفا و أخرج هاتفه من جيب سرواله نظر به مكملا
الساعه بقت سابعة يدوب أروح أغير هدومي وأطلع على الشغل
وقف سعد هو الأخر و مد يده وضع قرصين السمۏم بجيب قميصه و غمز له مغمغما
طيب خلي البرشمتين دول معاك أنت مطبق من إمبارح لو حسيت إنك بتنام على نفسك في الشغل أرفع واحده هتصحصحك أسبوعين قدام
لم يرد عليه إسلام أكتفي برمقه بنظرة محتقرة فهو سبب ما وصل إليه بعد إلحاحه الشديد على أذنيه حتي إنصاع له و خسر كل شئ
غادر المكان متجه نحو منزله الذي يتعمد الهروب منه دائما حتي لا يواجهه والديه و زوجته
خاصة زوجته رقية حبيبة قلبه عشقه الوحيد والأبدي منذ ما حدث و هو لا يستطيع النظر بعينيها فكلما نظر لها يري حجم خطأه الهائل و الحزن الدائم الذي سببه لها جعل ملامحها منطفئه
ظل يسير بخطوات مسرعة حتي وصل أمام منزله بعد عده دقائق قليله وقف أمام الباب و أخذ نفس عميق قبل أن يدلف للداخل
صعد الدرج بتمهل حين وصل لسمعه صوت والده عبد الحميد الغاضب يتحدث قائلا
أنا هعرف بطريقتي هو بيسهر في أنهى مصېبه كل يوم للصبح كده!
قطع حديثه حين لمح إسلام يقف على الدرج أمامه وينظر له و ينفخ بضيق
أهلا بالبيه اللي بيصيع على كبر بعد ما بقي أب و مسؤل عن بيت و زوجه وطفل
كانت
زوجته تقف خلف والده تبكي بصمت وتنظر له راسمة الأسف على محياها نظرتها هذه جعلته يطبق جفنيه پعنف وهرول بالسير نحو شقتهما وهو يقول بإقتضاب
أنا عندي شغل و مش فاضي للخناق معاك دلوقتي
جن حنون عبد الحميد من طريقة إبنه معه فصړخ عليه بصوت عال للغاية يدل على مدي غضبه قائلا
أقف عندك يا بيه يا متربي و أنا بكلمك و قولي إزاي تمد إيدك اللي تنكسر على أختك الصغيرة في غيابي!
بعد الشړ همست بها رقيةبداخلها و هي تنظر لزوجها بلهفه و قد انهمرت عبراتها أكثر على وجنتيها
بادلها إسلام النظرة بأخرى يملؤها الأشتياق و
الألم في آن واحد
أهدي يا عبد الحميد علشان صحتك ليجرالك حاجة إحنا منستغناش عنك يا أخويا
قالتها مني زوجته
و هي تربت على ظهره و تنظر له بتوسل و أعين دامعة بينما تقف آية داخل شقة والدها