رواية امل الجزء الاخير
يحدث.
ولكنه الان على أرض الواقع والمفروض به ان يفرح ان يتجاوز ان يكون عريسا لهذه العروس
صدرت شهقة مجفلة منها بعد أن طوقها فجأة بذراعه بوجه متجهم ليس له أي صلة بما كانت ترسمه في خيالها ازدردت ريقها بتوتر تحاول السيطرة على خفقان قلبها وسبابته تمر على ثغرها يحدثها بصوت وكأنه يأتي من البعيد بعد أن تاهت بهذا الوجه الغريب منه
ها.
تمتمت بها بعدم تركيز ثم سرعان ما حركت رأسها نافية رغم فزعها بالفعل منه
يبجى أحسنلك تخافي
امممم دوج يا واد الحلاوة دوج يسلم ايدين اللي عملته اول مرة اكل محشي كرنب بالحلاوة دي.
عقبت جليلة ضاحكة وكأنها تلبست الدور هي الأخرى تسلم ايديها هي بجى ما هي نادية هي اللي عملاه وانا والنعمة ما اعرف اعمله بالحلاوة دي زيها
رغم ان جدتي كانت حاكيالي عن طعامته بس والله حسيت بنفسها فيه..
حسيت كيف يعني
سألته بتحفز رافعة حاجبا واحدا بشړ قابله بعبث ابتساماته المستفزة لها وتباسط والدتها معه يجعل عقلها على وشك الانفجار فما يجري حولها الان يشعرها وكأنه.......
نفضت رأسها رافضة الفكرة ان تطرا بعقلها من الأساس لتضع همها في الطعام ولكن كيف لها التناول وسهام انظاره المتربصة لها منصبة عليها ولا تتركها
هتفت بها جليلة بالإشارة نحو معتز الذي غفى بالفعل على صدره قبل ان تنهض من محلها مردفة
هات اخده اغسله وشه وخشمه جبل ما احطه يكمل نومه ع السرير من تاني.
خليكي انتي كملي وكل انا اللي جايمة عشان شبعت.
لا انتي استني يا ناادية.....
نعم كنت عايزني استنى ليه
لم يكترث لحدتها بل ادهشها بتحول ملامحه فجأة لتغلف بتجهم تناقض تماما مع هيئته منذ قليل يجفلها هامسا بأعين تطلق شررا من الچحيم
اكتنفها فزع كاد ان يوقف
قلبها في البداية من هيئته لكن سرعان ما تمالكت لتغلبها روح العند في الرد عليه
وافرض يعني معملتش كل اللي جولت عليه دلوك انت مالك عشان تيجي وتحاسبني كدة
لم يكن متوقعا لهذا الرد منها على الاطلاق حتى ارتدت رأسه للخلف بمفاجأة ليستوعب قليلا فينحي هذا الجزء الصارم في شخصيته ليخفف من حدته قليلا حتى يقتنع رأسها العنيد وليعطيه الله القوة حتى لا يضعف امام العيون الساحرة تلك
انتي مغلبة عندك ليه على مصلحة وأمان ولدك
رددت خلفه پصدمة محتجة
انا مغلبة عندي على مصلحة ولدي ليه ان شاء الله عايزه اذيته يعني
رد موجها لها سؤاله المباشر
بعد اللي حصل النهاردة معترفة ان اللي عملتيه صح ولا غلط
عملت إيه وانا ايه ذنبي لو الزفت......
قطع مانعا عنها الجدال او التبرير مرددا
معترفة باللي عملتيه صح ولا غلط
اجبرتها حدته هذه المرة على الرد لتطالعه بوجه ممتقع
انا ممكن اكون غلطت في حاجة واحدة بس هي اني مبلغتش بسيوني....
يبجى اعترفتي ومن هنا ورايح مفيش فرصة تاني للغلط اللي اجوله يتسمع ومن غير مراجعة.
من غير مراجعة!
ايوة من غير مراجعة ولاحظي اني بتكلم معاكي وبحاول اقنعك كواحدة عاجلة لوحدينا من غير ما ادخل اخوكي ولا امك معانا وانتي عارفة طبعا رأيهم ساعتها هيبقى مع مين
.... يتبع
الفصل الواحد والثلاثون
دلفت اليه داخل الغرفة وقد كان جالسا متربع القدمين على الفراش يشاهد بتركيز شديد بالشاشة العملاقة الملعقة امامه على الحائط إحدى مباريات المصارعة الحرة قبل ان تجذب انتابهه بقولها الساخر
اخيييييه ع الجرف ولا الريحة المعفنة خبر ايه يا ناجي هو انت اتسبحت في الطين بجلبيتك اياك ييييي.
تطلع نحو ما تمسكه بيداها وتشير عليه جلبابه الذي توسخ بالطين داخل حوض البرسيم والذي وقع بثقله داخله بدفعة غاشمة لهذا الثور بسيوني يذكر انه قد خلعها مع جميع ما كان يرتديه بسلة الملابس قبل ان يستحم.
ردد مقلدا نبرة صوتها بسخرية وحنق يتسائل
ييييييي! ولما انتي جرفانة جوي كدة سحبتيها ليه من سلة الغسيل وجاية ماسكاها بطرف يدك ايه اللي غاصبك
قابلت صيحة انفاعله ببرود لتضيف عليه بسماجة
يعني دي جزاتي يا واد ابوي اني عايز اطمن واعرف ايه اللي حصل وخلاك تتبهدل كدة اتكعبلت في حوض مروي جديد من غير ما تاخد بالك يعني ولا اتزحلجت في زيطة في الشارع ولا ديب طلع عليك ومرضغك.....
ديب لما ياكلك ويكسر عضمك کسير ما تغوري يا فتنة انا دماغي بتاكلني من الصبح ونفسي الاجي حد افش غلي فيه غوري بغتاتك دي.
أتت رئيسة على صياحه العالي لترى ما الذي اصابه
مالك يا ناجي بتزعج ليه وانتي ايه الجلبية الزوبطة اللي مسكاها في يدك دي يا بت
توجهت بالاخيرة نحو فتنة بالإشارة على الجلباب الذي تمسكه بيداها ليسبقها ناجي في الرد
بتك بتستهزأ بيا ياما جاي تتمسخر على جلبيتي اللي اتربرت في الطين لما كنت بجري على شوية عيال حرامية
ردد بها متقمصا دوره حتى اثار ابتسامة شقيقته والتي عقبت تدعي الأسف
وه يا واد ابوي كل ده حصلك انا مسكت الجلبية وجيت اهزر معاك لكن مكنتش اعرف ان كل دا حصلك دا انت على كدة بطل.
رمقها بسخط فرائحة السخرية المبطنة في كلماتها تجعله يود القفز من محله حتى يهجم عليها ويخرسها بالقبضة القاټلة كما يرى الان أبطاله المفضلين على شاشة التلفاز ولكنه اضطر للسكوت معطيا الدفة لوالدته في توبيخها والتي وللعجب تقبلته صامتة بأدب القرود مما زاد من دهشته حتى فاجئته بقولها فور خروج والدته حاملة معها الجلباب من أجل تنظيفه
يعني انت متأكد انهم كانوا حرامية مش حد من رجالة غازي الدهشان ولا من الكلاب اللي مكلفهم بحراسة المحروسة هي وولدها
اديكي جولتي كلاب.
اوقعته بلسانه لتضحك مغيظة له بملئ فمها لتضاعف من إغاظته بقولها
وكان عليك من دا كله بإيه بس بتصدر عربيتك جدامها وتوجفها زي العيال التلامزة في نص الطريج طب بذمتك دي عمايل كبار بتوجف حالك من الجواز وتجيب لنفسك الأذية عشان واحدة زي دي ايه جيمتها دي
قالت الأخيرة بازدراء يثير الدهشة حتى بزغت ابتسامة متلاعبة على جانب فمه يقلب الامر عليها وقد وجد ضالته في استفزازها هو الاخر بعدما كشفته وعلمت بما اصابه لتتخذها بابا للاستهزاء به
وهي دي محتاجة سؤال يا فتنة بتسألي على جيمتها على أساس يعني ان انتي متعرفيش جيمتها وهي عاملة كيف رغيف الرغفان اللي طالع من الفرن حالا ملهلهب كدة ويطلب الاكال العيون الكحيلة الممتوحة لورا بوسعها والرموش الطويلة ولا البياض ولا خدود التفاح اللي تغري الواحد انه
ي.....
ضغط بوقاحته وذكر مميزات الأخرى عنها حتى اجبرها على الصړاخ به كي توقفه
اهدى شوية يا حبيبي وكفياك تريل عليها أحسن تضر نفسك لا اخوها هيعتجك لو سمع كلامك ده ولا الأهطل التاني اللي عاملي فيها حامي الحمى عشان يتجوزها فاكر كدة انه ممكن يغيظني ميعرفش انه بيغيظ نفسه لما يحط واحدة زيها في مكاني اناا
ولا اجولك على فكرة احسن انتي اسأليها زي اللي في القصة المعروفة دي وجوليلها يا مرايتي يا مراية مين أحلى واحدة في الكون أنا ولا بنت هريدي واجعدي كرري كدة كتير لحد ما يطلعلك اللهم يحفظنا وياخدك معاه.
ختم بضحكات سمجة زادت باشتعالها لتصرخ به ساخطة
دمك تجيل يا ناجي حتى هزار مش عارف تهزر
كان يهبط من طابقه الثاني واصوات الضحك والمزاح مع صغيراته تصل لخارج المنزل وقد باتوا ليلتهم السابقة معه بعدما بعث اليهم فور ان حطت قدميه داخل المنزل بعد عودته من القاهرة يحمل أصغرهم والاثنتان الأخرتان تعلقن بجلبابه كالعادة كان مندمجا بمداعباته لهم حتى أجفلته بعض الاصوات الصادرة في الأسفل ليفاجأ بها جالسة بجوار جدته على الاريكة
يا صباح الجمال.
غمغم بها داخله كم ود ان يتفوه بها امامها معبرا عن امتنانه لها ان يلتقي بوجهها الحسن على بكرة الصباح لهو شيء يستحق الاحتفال
صباح الخير يا جماعة.
القي بالتحية بصوت عالي على أسماعها واسماع جدته والتي ردت على الفور بابتسامتها السعيدة بحضوره وحنانه نحو صغيراته
صباح الفل يا عين جدتك صاحي بدري اكيد بسبب مضاريب الډم التلاتة طب مش كنت خدت راحتك في النوم يا ولدي
يا ستي انا راحتي بلجاها معاهم ما هي الراحة مش نوم وبس.
قالها قبل ان يجلس بهم على إحدى الارائك القريبة ثم توجه بخطابه نحو تلك الصامتة بوجوم تقلم اظافر جدته تتخذها حجة للإنشغال عن النظر اليه
ازيك يا ناادية عاملة ايه
خطفت نحوه نظره سريعة من عيون الريم لتجيبه باقتضاب
حمد لله زينة تشكر.
تشكر!
غمغم بالكلمة داخله يتمعن النظر بملامحها الشفافة والتي تحمل ڠضبا مستترا منه يعلم سببه جيدا ليتابع محاولاته في فك جمودها منه
انا شايف ان نادية خدت المهمة من روح حتى جصجيص الضوافر يا فاطنة مش كفاية المحشي والوكل الزين بتاعها.
وكأنها ليست المقصودة بالكلمات لم تتأثر او حتى ترفع بصرها نحوه تتابع ما تفعله بتركيز شديد مع المرأة والتي راقها الوصف لترد ضاحكة
طب ما هي صح في مكانة روح يا واد يعني تعملي اللي عايزاه وتاجي وجت اما اطلبها حتى لو بالأمر صح ولا يا به
توجهت بالاخيرة نحوها لتجبرها على الابتسام مرددة بطاعة
صح طبعا يا جدتي وانا اجدر برضوا ارفضلك أمر.
لا طبعا متجدريش ولا حتى امك كمان تجدر.
امال الواد معتز فين مش شايفه يعني
تكفلت فاطمة بالرد
معتز بيلعب برا مع بسيوني دا كمان عجله أصغر منه اللي يشوف الجتة الكبيرة ما يشوف المخ الصغير .
وماله يا جدة ياريت بس كل اللي عجلهم صغير طيبين زيه.
عقب بها ضاحكا خلفها قبل ان ينتبه على مطلب اكبر صغيراته
انا كمان ضوافري كبيرة يا ابوي وعايزة اجصها
تطلع نحو كفي صغيرته التي فردتهم امامه ليعلق بمكر
خلاص شوفي خالتك ناادية ان كانت ترضى ولو مجبلتش اجصهم انااا.
استفزها بقوله لتردد باستهجان من خلفه
كيف مجبلش يعني تعالي يا اية اجصهم ولو عايزة منكير امكرهم كمان.
هللت الأخيرة لتركض نحوها على الفور مما اثار الغيرة بقلب الوسطى لتردف هي الأخرى
طب وانا يا خالة نادية
تعالي انتي كمان يا شروق
الووو... ايوة يا يوسف.
يوسف مين يا حبيبي توك ما افتكرت ترد على يوسف انت تعرف حد أساسا اسمه يوسف