رواية امل الجزء الخامس
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل السابع والعشرون
عقاپ ايه ما جولنا موضوع فض واتنسى على كدة هننخر ليه في اللي فات
صاحت بها بوجهه تنهيه من البداية عله يستمع منها ويتراجع هي ترى
يا نادية انا بتكلم في حاجة كبيرة مينفعش التهاون ولا السلبية فيها الأمر ميخصكيش لوحدك الأمر يخصني جبلك لا يمكن هعرف اعبرلك دلوك على الڼار اللي جايدة جوايا من ساعة ما عرفت باللي حصل البت دي واخوها لازم يتربوا على عملتهم.
اما بجي عن ناجي ف انا خدت حجي منه وجتها بالجلم اللي رن على خده ولا مجالتكش روح عليها دي
جالتلي.
صړخ لها ليتابع پغضب يحرقه ضاربا بقبضته على الجدار من جوارها وأنياب حادة تنبش قلبه بشراسة تحفر چروحا غائرة به
شدد بالاخيرة يزيد بالضغط عليها ولكنها رفضت الأنصياع تواصل الإنكار
معملش هو بس عرض عليا الجواز وانا ضړبته عشان كدة عشان رافضاه وعشان كلمني بعد ما فاجئني بجيته هنا
تمام تمام انا معاكي فيها دي بس انا بجى يهمني التفاصيل... يدك طالته ازاي يعني مثلا كان واجف مطرح ما واجف انا دلوك وفي مسافة امتار تفصل ما بينكم....
روحتي انتي متجدمة عليه من نفسك وسايبة مكانك عشان تلطشيه بالجلم ولا هو اللي جرب للمسافة اللي خلت يدك تترفع ڠصب عنك وتعلم عليه عشان يرتدع عنك
ما تردي يا نادية وريحيني.
صاح بها للمرة الثانية يجفلها ليواصل پجنون الظنون التي تنهش برأسه
ظلت صامتة للحظات كاد ان ېقتله فيها مرار الانتظار تبحث بتفكير مضني عن رد مناسب حتى غلبها اليأس تجيبه بفظاظة
بس حاول.
قالها بيقين استقر بداخله ليستطرد بأعين حمراء يضغط على حروف الكلمات بشړ لا يخفيه
كون انه حاول بس دي تكفي عندي تكفي ان اربيه على عملته السودة...... عن اذنك.
جاء صوت صغيرها كمنبه لها كي يعيدها من شرودها
قطبت جبينها قليلا تستوعب الكلمات الجديدة منه لستدرك بعد ذلك كي تجيبه
لا يا حبيبي مش زعلان هو بس وراه مشوار مهم.......
ربنا يستر علينا منه
جلس ينضم معها على نفس الاريكة التي لم تتركها منذ وقت خروج شقيقها وقد ظلت واجمة شاردة بقلق غلف ملامحها بقوة .
ايه مالك شكلك ميطمنش دا غير ان اخوكي نفسه مكنش بطبيعته النهاردة انتو زعلانين مع بعض
تطلعت اليه وهي تتسائل داخلها ان كان يجب عليها ان تخبره ام لا ولكنه لم يعطيه الفرصة للاختيار
انتي حرة يا روح لو مش عايزة تتكلمي بي انا عايز اطمن عليكي مش اكتر .
وانا عايزة اتكلم يا عارف لأني بصراحة خاېفة والخۏف اللي جوايا من الناحيتين خوف من الكلام وخوف من عدم الكلام.
رددت بها برغبة ملحة بالبوح تكتنفها رغم ترددا يشوب نبرتها فجاء قوله محفزا
وايه اللي مانعك يا روح انا في كل الحالات معاكي وميهمنيش غير مصلحتك أو أي
شي يخصك.
ما هو ميخصنيش دا يخص ناس تانية عزاز عليا ولولا تقديري لرغبتها في الكتمان ما كنت ابدا هجبل بالسكوت بس شكلي غلطت لما تبعتها ودلوك هتجلب فوج راس الكل.
اثار قولها تحفزا داخله شاعرا بخطۏرة ما تتحدث عنه فخرج صوته حازما بحسم
طب اتكلمي على طول وما تستنيش مدام الأمر خطېر كدة.
بداخل الحظيرة الضخمة الملاصقة لمنزلهم من الخلف وقد اشرف كعادته في هذا الوقت في الرعاية والاهتمام بأفراد قطيع المواشي من بقر وجاموس وأغنام تملأ المساحة الشاسعة في هذا المكان الذي بني خصيصا لهم من قبل المالك والده فهذه الأشياء التي تدر المال الكثيف هي الشي الوحيد الذي يحرص عليه بعناية شديدة ألا تمرض او ينقص وزنها بقلة الطعام او أي شيء قد يتسبب في الضرر لها ويرتد عليه سلبا بعد ذلك بخسائر لن يتقبلها وها هو الان يتحدث بانتشاء الفائز مع زوج إحدى شقيقاته والذي كان يطالع الوارد الجديد مبديا إعجابه الشديد بها
زينة جوية يا ناجي البقرة دي مشرعة وعفية تنفع جوي تجيب زريعة عجول ولا بقر زيها حاجة كدة ولا الحصان العربي الأصيل عرفت كيف تقنع عيلة ابو دراع وتاخذ من زريعتهم دول بيورثوا الفصيلة لبعض وكانها كنز مينفعش يطلع برا العيلة.
عبس ناجي يجيب صهره الذي ما زال يربت على ظهر البقرة بانبهار
متفكرش اني خدتها بالساهل يا عفيفي دا انا واخدها بحج ازيد من تمن بقرتين يعني سمي كدة في جلبك وصلي ع النبي دي لسة مجابتش خيرها ويا عالم مش يمكن تطلع معيوبة بعد دا كله.
ضحك الاخير يعقب على قوله بخبث وسماجة تستفزه
يا راااجل هو انت برضوا حد يقدر يضحك عليك ولا هتجيب حاجة من غير ما تفرزها طب اجطع دراعي ام ما كنت شاريها عشر صح ولا لاه
ختم يغمز له بضحكة زادت من اشتياط الاخر يضرب كفيه ببعضهما متمتما بسخط
لا حول ولا قوة إلا بالله يوم الخميس الساعة خمسة هبجى اجيب الدكتور البيطري يشوفها وساعتها هبلغك باللي يجولوا.
بتخمس في وشي يا ناجي دا على اساس اني هحسدك مثلا هو انت في حاجة بتحوج فيك يا راجل
ردد بها عفيفي بجسد يهتز معه من فرط الضحكات مستمتعا بسخط الاخر والذي كان يحدجه بغيظ شديد على وشك الانفجار به قبل ان يلتفا الإثنان على الصوت الجهوري من خلفهما
براحة على نفسك شوية يا عفيفي لا ټموت من كتر الضحك ساعتها محدش هينفعك ولا حتى جوز اختك اللي بترازي فيه ده.
توقف الاول عن الضحك وتسائل الثاني بذهول وقد انتصب واقفا في استقباله
غازي الدهشان مش بعادة يعني تاجي على هنا وما تبلغنيش بزيارتك خير في حاجة
رد يجيبه بابتسامة صفراء
خير يا ناجي الأول بس نسلم على عفيفي جبل ما يطلع ويسيبنا لحالنا نتحدت مع بعض. ازيك يا واد عمي عاملة ايه مرتك والعيال
اردف بالاخيرة نحو الرجل يصافحه على عجالة فجعله يتجاوب معه بارتياب حتى انصرف على غير ارادته ليقف خارجا يراقب الوضع بينهما شاعرا بذبذبات في الأجواء غير مبشرة على الإطلاق.
ايه زعلت اني دخلت من غير استئذان
وجه له السؤال يرفع الشال الصوفي عن رقبته ليلقيه على احد الحواجز ثم خلع الساعة ايضا وضعها عليه ليجبر الاخر على الاستفسار
في إيه يا غازي شكلك مش طبيعي النهاردة! اللي يشوفك كدة يجول داخل على عركة.
عقب غازي من خلفه
برافو عليك انا فعلا جاي في عركة لأن دي الحاجة الوحيدة اللي فاضلالي للأسف مع واحد واطي زيك.
ردد الاخر خلفه پغضب
واطي إنت واعي لكلامك دا يا غازي الغلط دا كبير جوي لو مش واخد بالك يعني .
اومأ لن برأسه مؤكدا
ايييوة هو فعلا غلط كبير وبنفس الوجت برضوا بالفعل ينطبق عليك..
تحرك يخطو نحوه متابعا بالعد على اصابعه
هزهزه بۏحشية يردد
ما هو حظك ان محدش بلغني وان عرفت لوحدي بس للأسف متأخر عشان لو كنت عرفت في وقتها كنت ساعتها طلعت روحك انت واختك اللي غطت على عملتك هي دي اخلاج الرجالة ياد مع حرمة مکسورة الجناح لجأت لينا لاجل امامنها وامان ولدها
انا كنت طالبها للجواز هي اللي فهمت غلط يعني دا ذنبي اني عايز استرها في بيتي بدل ما هي مشندلة في بيوت الناس.
ناس مين ياد
صاح بها يعيد تعنيفه برجه بين يديه
انت فعلا
واطي والظاهر ان من كتر معاشرتك للخواجات والناس السو خلتك افتكرت انك ان كل الحريم واحد لا يا ناجي شكلك كدة عايز تتربى من جديد عشان تفكر الف مرة بعد كدة جبل ما تكلم مرة حرة وتتجرأ عليها.
اتجرأت عليها!
خرجت من الاخير باستهجان ساخر قبل ان يفاجأه بتبجحه
ولما انا اتجرأت عليها هي متكلمتش ليه كانت مكسوفة مثلا تجول ع اللي عملته ولا خاېفة مني وع العموم يا سيدي ساهلة خالص اهي اتجوزها ونلم الموضوع.
تلم مين يا كلب هي كانت مبعترة
صړخ بها يدفعه من طول ذراعه حتى سقط فوق كوم من القش وتحفز غازي يشمر أكمامه ليردف بإجرام قبل ان يتقدم نحوه
طلبتها ونولتها يا ناجي.
واضعا كفيه في جيبي بنطاله والنظارة السوداء تغطي على عينيه لتحميه من حرارة الشمس فتضيف مزيدا من هالة جاذبة ټخطف الأبصار نحوه بالإضافة لأناقة المظهر المميزة
وتسائلا لا يتوقف من الافواه عن هوية الغريب المرافق لبسيوني في سيرهم عبر طرقات البلدة في جولته لتفقد البلدة الريفية الغريبة بأجواءها عنه
ما شاء الله يا بسيوني البلد كلها كأنها جنينية كبيرة في كل حتة اراضي مزروعة عروش العنب ولا اشجار المانجة الكبيرة محاوطة كل بيت .
عقب بسيوني بزهو يكتنفه
البركة في الدهشان الكبير هو اللي استصلح الصحرا وبعدها الدنيا اتعمرت زي ما انت شايف كدة وعياله كملوا الرسالة ربنا يباركلهم هما كمان.
فعلا عندك حق بس انا بقى عايز اشوف جنانين الفاكهة اللي بنصدر منها هنلحق نروحها على رجلينا ولا نرجع على البيت الكبير ونروح بالعربية
تبسم يجيبه بمشاكسة
يا بيه ما انا جولتلك من الاول نطلع بالعربية بس انت اللي جولت عايز اتمتع بالهواء النقي.
مط بالاخيرة ليثير الحنق بداخله حتى استنكر هاتفا به
بتتريق عليا يا بسيوني طب انا فعلا بقى مش تعبان وايه رأيك بقى هكمل معاك كدة على رجلينا حتى لو هنلف كل البلد المهم انت متتعبش يا حبيبى.
رد بهدوء يغيظه
يا سيدي على كيفك زي ما تحب وانا ايه اللي يتعبني يعني دا حتى البلد بلدي والسكة سكتي .
رمقه بغيظ حتى هم ان يعقب على كلماته قبل ان يتفاجأ بالوجه الصغير المألوف وهي تركض نحوه
عمو يوسف
ايه ده ايه! انتي ايه اللي جابك هنا يا بنت
تمتم بها يفتح ذراعيه للصغيرة قبل ان يجفله بسيوني بلكزة خفيفة يهمس له بإشارة خفية نحو المنزل الذي خرجت منه الصغيرة
دا بيت جدها طليجة غازي جاعدة فيه.
اااه
تمتم بها بتفهم ليتلقف الصغيرة بعد ذلك وخلفها شقيقاتها يداعبهم ويلاطفهم بحكم معرفته بهم من منذ حضوره الزفاف مع والدهم.
وفي الأعلى كانت تراقب من شرفتها باهتمام شديد لهذا الغريب الذي يداعب صغيراتها وكانه