رواية امل الجزء الثالث
يبجى أكيد بجى عندك الأهم اتحفينا يا ست فتنة.
طالعتها بنظرة لم تفهما وقد لاح على ثغرها ابتسامة غريبة عن طبعها المتجهم دائما وهي تجيبها
طبعا في الاهم امال ايه يعني مثلا جبل ما انزل دلوك لمحت واد عمي عارف جاعد مع غازي في الجنينة مسكين يا جدة والله العظيم صعبان عليا جوي بيفكرني باللي بياجوا في التلفزيون كدة الواحد يبجى ھيموت ع الواحدة وهي ولا حاسة بيه او ممكن تكون بتحب غيره كمان.....
قاطعتها بحدة وقد اعتلى قسماتها ڠضب لم تأبه به الأخرى لتواصل الحديث مع الجدة المستمعة بإنصات
طب بذمتك يا جدة انتي نفسك محباش انها تتجوز وتشوفي خلفتها ولا عارف نفسه الدنيا كلها تشهد على أدبه دا غير انه ما شاء الله عليه جمال ومركز عالي طب والنعمة لو فاضل واحدة من اخواتي البنتة لكنت اجوزهالوا ان شالله حتى لو ڠصب عنه هي تطول واحد زيه
انا مش عايزة اتكلم ولا ادخل بس لو هتسأليني طبعا
انا نفسي ربنا يهديها وهو عارف دا جليل دا من أحسن شباب العيلة بس ياللا بجى كل حاجة نصيب
استطاعت بفعلها ان تثير حنقها حتى ارتسمت الشراسة على ملامحها بقوة لتنهض فجأة تنوي ان تذهب وتترك لها الجلسة ولكن فتنة تابعت
إلا هنا قد ذهبت عنها الحكمة همت ان تقرعها بحديث قاسې ولكن صوت الهاتف منعها لترى سبب اتصال صاحبة المكالمة لها في هذا الوقت
الوو يا نادية...... مالك في ايه
بعد قليل
كان المكان ممتلأ بعدد الأفراد في انتظار خروج الطبيب الذي كان يفحص المرأة بالداخل.
ما عرفتيش السبب الحجيجي لتعب المرة
نفت له بتوتر واهتز كتفيها بعدم معرفة
معرفتش ايه اللي حصل بالظبط انا لما دخلت وشوفتها جبل الدكتور ما ياجي كانت بتصرخ من بطنها دا غير ان جسمها كان مولع ڼار الله اعلم بجى باللي فيها
لم تخفي فتنة ابتسامتها وهي تتابع باستمتاع محاولات البائس ابن عمها في خلق حديث مع صاحبة القلب المتحجر الحمقاء وهي كالعادة تتجنب حتى النظر اليه ولا تعلم بأن بفعلها هذا تعطيه الفرصة كاملة في تأملها بلا كلل أو ملل اه لو يعلم ان قلبها الذي تغلقه بقفل صدئ نحوه تفتحه على مصراعيه لغبي
بتضحكي لوحدك ومع نفسك انتي مچنونة يا فتنة
خرج التعقيب من زوجها والذي تفاجأ بفعلها رغم حنقه المتصاعد لطول الوقت الذي يستغرقه هذا الطيب في فحص المرأة بالداخل وهي معهما بصفتها ابنتها.
لملمت فتنة ابتسامتها بصعوبة لترد بكذب
وه يا غازي افتكرت كلمة بتك جالتهالي النهاردة وضحكتني فوت ياعم ومدوجش بجى.
تمتم ردا لها بتوبيخ
أفوت ومدجش كمان... انتي جيتي ليه اساسا مدام معرفاش تجفلي خشمك في بيوت الناس
بعمل بالأصول غلطت يعني
كبح بصعوبة نفسه عن الرد پغضب ليشيح بوجهه عنها للناحية الأخرى يفرك كفيه ببعضها مغمغما بحريق داخله
الصبر يارب اياك يكون ماټ دا كمان جوا
بعد قليل
وقد بلغ به الڠضب لذروته خرج الطبيب المسكين يتحدث بعفوية مع ابنة المړيضة
عايزك تخلي بالك منها اوي النهاردة عشان السخونة ما تزديش ياريت تركزي ع الخضار المسلوق والغذا الغذا اهم حاجة في الأيام
ده.
وإيه تاني كمان يا دكتور
تفاجأ به الطبيب يلفه إليه بجلافة اذهلته ليردف بعدم استيعاب
في ايه يا أستاذ انا كنت بتكلم معها بخصوص الحالة.
قابله بنظرة خطړة يرد بتحفز
وماله يا سيدي كمل كلامك معايا ايه بجى اللي مطلوب
قلب الطبيب عينيه بسأم وبدون ان يشعر وجد رأسه تلتف نحوها.
لا خلاص بقى مدام نادية تقريبا حفظت كل النصايح.
أنت كمان عرفت اسمها .
تمتم بها والدخان يخرج من أذنيه وفتحتي أنفه ليعيد وجهه اليه پعنف قائلا بفحيح
لكن انا مش بتكلم معاك ولا يكون مش مالي عينك
شحب وجه الطبيب وقد تيقن بالفعل انه يتحدث مع رجل مچنون تلعثم يجيبه بتخوف
حضرتك طيب وانا عملت ايه بس يزعلك
زاد اشتعال عينيه حتى هم ان يخطئ في رد فعله ولكن عارف لحق عليه ليسحب الطبيب من أمامه يخاطبه بزوق
معلش يا دكتور حكم واد عمي عصبي واحنا كلنا جلجنا ع الست ام عزب تعالي معايا اشرحلي عن حالتها باستفاضة
توقفت هي ببلاهة تتابع خروج الطبيب بظن احمق انه قد يعود إليها بنصيحة أخرى ربما تكون قد تاهت عنه في خضم جداله
غافلة عمن ارتكزت ابصاره عليها بشړ حتى انتبهت لتجفل على هذه النظرة الإجرامية منه وحديثه خرج بعدائية غير ابها بالظرف ولا حتى بانتباه زوجته لغرابة افعاله
عاملة ايه الست ام عزب دلوك
ابتعلت ريقها الذي جف من هيئته وانقلابه المفاجئ لتجيبه على تخوف
زينة زينة الحمد لله
..... يتبع
ياللا بقى ندوس ع النجمة وتعليق حلو
الفصل السادس عشر
ها قد عاد عاد اخيرا يقف بقدميه على ارض الوطن يطل من شرفة غرفته في منزل العائلة الذي تم أعادة بناءه مرة أخرى بشكل يناسب العيش الأدمي
يتنفس هواء البلدة التي حرم منها لعدد من السنوات أيام وليالي ذاق فيها العلقم وحده في غربة كادت أن تمحو ملامحه تجرده من أنسانية احتفظ بها بصعوبة تحت الضغوط والأزمات التي مر بها من يعلم بما مر به!
ولكنه الان عاد ليطول التفاحة التي كانت محرمة عليه يلملم جراحه في لقد حان الوقت لأن يعيش.
يا صباح الورد والهنا دا عريسنا صحي وواجف في البلكونة كمان.
هتفت جميلة وهي تدفع الباب لتدخل بالصنية التي ارتص عليها العديد من الأطعمة وخلفها ابنتها الصغيرة ذات العامين تهلل بمرح
خالي جه خالي جه.
اه يا عفريتة انتي.
قهقه بضحكة مجلجلة قبل ان يتناول الصغيرة ويرفعها إليه يدغدغها بأنفه على انحاء جسدها لتصدح ضحكاتها بصوت عالي أسعده يمطرها بالقبلات قبل ان يجلس وما دا كله دا اللي جايباه يا بت ابوي معبية الصنية وداخلالي الاوضة بيها هو انت مفكراني عريس صح ياك
عريس وسيد العرسان كمان هو انا لسة هفكر اصلا ما خلاص عاد فاضل بس التكة الأخيرة.
اردفت بها تطرقع بأصباعيها عقب على فعلها بمرح
والله يا ست جميلة انتي مفيش منك بحب جوي التفائل بتاعك لكن يا غالية احنا صحيح فاضل معانا التكة الأخيرة بس دي مش هينة برضوا انا مش هصدج غير لما الاجيها في بيتي
بكف يدها صارت تربت على ركبته تتمتم بتهوين
ان شاء الله يا خوي هتتيسر وهيتم المراد في أسرع وجت روح شديدة واللي خلاها جدرت ع الكل وصبرت
تستناك أكيد هيخليها تكمل المشوار وتنهيه النهاية السعيدة.
اااه يا بت ابوي.
نفسي امبارح بالعافية اني اعدي على بيتهم ولا الف حواليه بالعربية يمكن تطل من شباكها ولا تطلعلي واملي عيني برؤياها.
اللي منعني بس ان الدنيا كانت ليل ھموت اشوفها جصاد عيني وبرضوا خاېف لمجدرش احوش يدي عن عايزة ارغي واحكي معاها كتييير جوي اسمع صوتها لحد ما ودني توجعني يمكن ساعتها اشبع منها
نفسي بجي اليوم دا يكون بكرة.
بتأثر شديد کسى ملامحها تمتمت جميلة بإشفاق
هانت يا حبيبي راح الكتير مبجاش الا الجليل انت تاكل وتتجوت دلوك وبعدها نشوف موضوع مجابلتها دي ما هو كمان دي مش حاجة ساهلة وانت الناس هتبجى مالية البيت هنا تسلم عليك الايام دي دا باب البيت من الصبح مهدنش من الخبط عليه كلها جاية تهني برجوعك بعد الغيبة.
تبسم بسخرية لينزل الطفلة قبل ان يرفع صنية الطعام بين يديه متمتما
دلوك عرفوا جيمة ولد عبد السلام وجايين يستجبلوه كمان لما جاي شايل ومحمل سيبك منهم العالم دي.
طب انت واخد الصنية ورايح على فين
هتفت سائلة
باستفهام وهي تجده يتخذ طريقه نحو الخروج من الغرفة رد بدون ان يلتفت نحوها
نازل اكل مع اخواتي وامي وابويا وعيالهم يا جميلة هو انا هتجيني نفس اكل لوحدي تاني دا انا ما صدجت.
عمر يا بنات
أما عنها
فقد كانت واقفة أمام المراة الان تتأمل نفسها بشعور لا تجد له وصف هل هو احساس يغمرها بالفرح الذي اقترب اخيرا ليطرق بابها أم هو الشوق الذي اللهب فؤادها منذ أن علمت بمجيئه منذ الأمس حينما اخبرها عبر رسالة نصية بأنه الان داخل البلدة والسيارة تطير به في طرقاتها لقد قفزت وقتها من فوق التخت حتى همت أن تتناول عبائتها لتخرج لاستقباله ولكن عقلها عاد اليها حينما نظرت إلى شاشة الهاتف لتعلم ان الساعة تعدت الواحدة صباحا وإن
روح..... اخيرا جيتي يا روح
هتف سائلا بلهفة ينهج بلهاث بعد أن وجدها جالسة اسفل شجرة التين التي جاءت اليها برفقة شقيقته هاربة من ملاحقة الجميع من أفراد عائلتها بعد اتخاذها هذا القرار المؤلم والمفاجئ والذي دفعت ثمنه ايام من المړض جعلت شقيقها يضطر تحت الضغط أن ينصاع لرغبتها ويخسر من أجلها صداقة اقرب الاشخاص من ابناء عمومته عارف ابن عمها والذي كان نصيبه البائس ان يقع في عشق امرأة لا تبادله المشاعر وقد مرت فترة خطبتها به حتى كانت كالحبل الذي يطوق رقبتها يزيدها اختناقا يوما بعد يوم حتى فاض بها ولم تعد لديها قدرة على التحمل.
دنى على عقبيه يجلس مقابلا لها بأعين ترقرق بها الدمع يسألها بلوعة
شهور وانا محرم نفسي حتى ما اعدي جمب البيت عشان ما شوفكيش واتوجع ودلوك لما اسمع بعودتك الاجيكي دبلانة كدة ايه اللي حصلك يا روح
تبسمت له بشحوب وجاء الرد من شقيقته
جايمة من دور عيا يا عمر عايزها تبجى كيف
سمع منها وبنبرة حانية اختلطت بوجعه
سلامتك يا غالية من كل شړ امرض انا سنة ولا يوم واحد تتعبيه انتي....
بعد الشړ عليك متجولش كدة .
قاطعته على الفور ودون انتظار لتغزو ابتسامة سعيدة ملامحه بعد ان سمع صوتها اخيرا وبهذا الرد الذي أثلج صدره لتنهض جميلة من جوارهما تستأذن بحجة مكشوفة
انا هروح ابص هناك على أي حد بيحش برسيم في زرعته امي موصياني اجيبلها باط كبير عشان وكل الطير ثواني ومش هتأخر.
تبسم هو ينظر في أثرها مغمغما
عندها زوج والله البت دي طلعت بتفهم.
انا فسخت خطوبتي بعارف عشانك.
باغتته بها حتى طالعها مشدوها للحظات حتى اسبل اهدابه فجأة ليعتدل بجلسته متربعا موجها أنظاره في نفس وجهتها وقد تهدلت أكتافه بقنوط حتى اخرج زفير يأسه قائلا
المفروض ان ابجى أسعد واحد دلوك لكن للأسف العجز وجلة الحيلة مانعين عني