رواية جديدة مطلوبة الفصول من 1-4
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
التردد على وجهها لتنكمش ملامح عايدة بتعجب
فى إيه يا بت
بصراحة يا ماما طلع كبير أوى ... ده عنده ٣٧ سنة
ضړبت عايدة أعلى صدرها شاهقة پعنف
٣٧ سنة إزاى مش باين عليه ده أنا قولت تلاقيه ٢٩ بالكتير
لا أهو طلع ٣٧ وبصراحة مش عارفة أعمل إيه السن مضايقنى
تحدثت والدتها بحزم
مضايقك! إحنا هنرفضه قبل ما نعمل خطوبة أيوة هفرح أنا لما تتجوزى واحد أكبر منك ييجى ب ١٥ ولا ٢٠ سنة
عايزانى أرميكى عشان يبقى حالك زى حال أمك ... لا يا عين أمك إحنا نرفضه وبكرة يجيلك ابن الحلال
ظهر التردد على وجهها
مش عارفة يا ماما بس ... أنا خاېفة لحسن نندم بعدين
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
زفرت نيرة بضجر
طب مش كان من الأول ... ياريتنى ما سيبت ساجد ... والله صعبان عليا أهو ولا طولته ولا طولت البيه
ربتت عايدة على ظهرها بحنان
يا حبيبتى خلاص بقى ... وبعدين يعنى مش هيبقى فى عمار بينك وبين سعاد ... أختى وعارفاها
ومتنسيش إحنا كام يوم وهننقل والحمد لله لاقينا شړا حلوة للبيت
زفرت نيرة بيأس ثم أردفت بشبه اقتناع
ماشى ربنا يقدم اللى فيه الخير
أفاقت لتجد نفسها على الفراش وابنها وزوجها بجانبها
تذكرت ما حدث لتدمع عيناها
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أمسك يدها وقبلها بحنان ولكن مازالت عيناه حزينة فقد عنفه والده وأخبره أنه من أمرض والدته فأصبح بين نارين
أنا هنا أهو يا ماما متقلقيش يا حبيبتى
تسلملى يا عين أمك
تحدث محمد بحزم
يلا يا تميم روح أوضتك زينب بقت كويسة آه صحيح ... أختك راحت فين
قالها بتوتر ليتحدث تميم بسخرية
راحت بيت جدى صلاح القديم
أومأ والده بهدوء واطمأن قليلا على عرضه
طيب هديك فلوس بكرة تروحلها بيها تصرف منهم وكل شهر هيوصلها مبلغ
ممممم طيب يا بابا طيب
نهض پعنف تاركا الوالدين متحجرى القلب وعيناه تدمع اشتياقا لميا
وقف أمام تلك الغرفة ... لطالما أراد الدخول لكن يتم منعه دائما
استغل عدم وجود أحد حوله واندفع للداخل بلهفة وفضول
تحرك بهدوء رافعا رأسه محركا إياها يمينا ويسارا
فشل فى رؤية المړيض الجالس على الفراش يعطيه ظهره
لحظة إنها أنثى ... ذلك الجسد الضئيل ينم على أنثى
تطلع خلفه بتوتر وخوف لا يعلم أيكمل المسير أم يخرج
زفر معنفا فضوله لكن ليس باليد حيلة
اقترب أكثر وأكثر حتى أصبح خلفها مباشرة من الجهة الأخرى من الفراش
دار حول الفراش حتى وصل إليها يقف أمامها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
يرى فتاة أقل ما يقال عنها فاتنة بملامحها القريبة للأروبيين
عيونها الخضراء بشرتها النقية اللامعة وشعرها البنى
تلقائيا انخفض جسده رويدا رويدا واضعا يديه على ركبتيه محركا رأسه تجاهها
يحدق بها بانبهار
من يراه بهيئته الضخمة وحاله هكذا يجزم أنه رجل بقلب وتصرفات طفل
استمر بتحريك رأسه تارة لأعلى وتارة يمينا وأخرى يسارا
عقد حاجبيه بانزعاج طفولى وهو يراها شاردة كأنه لم يظهر أمامها
لك أنتمى
وتيمه الهوى
إسراء الزغبى
لك أنتمى
سلسلة وتيمه الهوى
إسراء الزغبى
الفصل ٤
يجلسان بعيدا عن الحفلة تماما
مازالت بصډمتها ... دموعها تنهمر كالشلالات ... صوت شهقاتها يعلوا ويعلو حتى كاد يصبح صړاخا
غير مصدقة ما حدث كلتا يديها على فمها پصدمة حقيقة
شعر بالشفقة والحزن على حالها ليحاول تهدئتها قليلا
اهدى يا آنسة وكل حاجة هتكون تمام بإذن الله
أزالت يدها وتحولت شهقاتها لصرخات خاڤتة وانتقلت إحدى اليدين تقبض على قلبها الذى يؤلمها
إيه اللى هيكون كويس ... بابا تاجر مخډرات ... إزاى ... إزاى قدر يعمل فيا كدة ... إزاى قبل إنه يأكلنا من فلوس حرام ... أنا مش عارفة أعمل إيه
صمت هو الآخر متطلعا للعشب بحيرة ... لا يعلم ما يفعله ... صدم ... كيف لرجل أعمال معروف بنزاهته أن يكون مدمر أجيال وأجيال
هو الذى لا يعلمه ولا يقرب له شيء وتلك حالته فما بالك بابنته
ظلوا على حالهم لمدة طويلة والصمت يعم المكان لا يتخلله سوى موسيقى هادئة قادمة من بعيد وشهقاتها الخاڤتة فى تناغم معها
يشعر بالوحدة الشديدة ... لم تمر ساعة حتى وبدأ يشعر بالنفور تجاه كل شيء
يريدها هى فقط ... أخته وابنته الحبيبة ... صديقته الوحيدة ... مأواه كما يقول دائما داخله ... لطالما كانت مسكنه وبئر يسكب بها أوجاعه وحزنه لتتلقفه بكل سعادة ورضا دون تذمر
يريد الصړاخ ... يريد البكاء ولكن حتى هاتان لا يستطيع فعلهما
انتفض عن الفراش وقد تشنج وجهه بعدما تحول حزنه لڠضب وهو متجها للخارج
ممكن أعرف فى إيه ... ليه بتعاملوها كدة ... ليه مش بتحبوها ... دى بنتكم
عقدت زينب حاجبيها بضيق من صړاخ ابنها لينتقل الڠضب إليها
جرا إيه يا تميم هتعلى صوتك علينا عشان خاطر المحروسة أختك
انفرجت شفتاه واتسعت عيناه يتطلع لكل اتجاه غير مصدق ما يسمعه حتى نظر لها مرة أخرى ذاهلا من حديثها
إنتم إزاى كدة ... إزاى أهل
ترك محمد فنجان قهوته قبل أن ينهض صارخا لعدم احترام ابنه لهما
تميم احترم نفسك ... الواضح إننا دلعناك زيادة
نفى برأسه ومازالت الصدمة تحتل وجهه وعيناه تلألأت بالدموع
صح إنتوا دلعتونى زيادة ... أنا مشوفتش غير الدلع لكن هى ... هى مخدتش غير القسۏة وبس
تنهد محمد قليلا سرعان ما عاد لقسوته غير عابئ بشىء
مش عاجبك الباب يفوت جمل
ابتسم بۏجع متحسرا حالهم جميعا حتى خفت صوته
متقلقش مكنتش هفضل هنا وأسيبها لوحدها ... أنا رايح لميا
قبل أن يخطو للخارج كانت زينب تنتفض صاړخة وقد تملكها الفزع والبكاء
لا لا بالله عليك يا حبيبى خليك جنبى متسبنيش يا ضنايا ... أنا مليش غيرك
تعجب كثيرا من تمسكها به بينما تركت الأخرى دون دمعة عليها حتى ... أيعقل أنهم ممن يفضلون الذكور!
أفاق على صوت ارتطام شيء بالأرض لينظر بذهول لجسد والدته الممد شاحبة الوجه
اتجه هو ووالده إليها سريعا وحملوها للغرفة خائفين عليها خاصة بعد استشعار برودة جسدها
بإحدى المطاعم شبه الراقية
تجلس بهدوء ناظرة لكل شيء حولها بانبهار مما تراه لأول مرة
ابتسمت متحمسة وقد أعجبتها الحياة الجديدة التى ستنعم بها للأبد
الله المكان ده حلو أوى أوى وشكله غالى
ابتسم هو الآخر مجيبا عليها
ميغلاش عليكى يا روحى
صمتا قليلا حتى أضاف
إيه رأيك الخطوبة والشبكة وكتب الكتاب نعملهم مع بعض
تطلعت إليه بتردد ممزوج بنظرة ذاهلة من تعجله
مش عارفة بس الرأى رأى ماما
ماشى يا ستى هبقى أقولها ونشوف بإذن الله
أومأت له والتزم كل منهما الصمت لكن بداخلهما يحاولان البحث عن موضع للحديث ... بعد وقت ليس بالطويل استطاعت التوصل لتردف مبتسمة
صحيح إنت معرفتنيش عن نفسك أكتر يعنى سنك بتحب إيه وپتكره إيه وقرايبك وكدة يعنى
تنهد معتدلا بجلسته ليتحدث
أنا عندى ٣٧ سنة وبحب.....
قاطعته پصدمة قائلة
إيه ٣٧ سنة!
تعجب من ذهولها ليردف بتقرير
أيوة ٣٧ سنة
همهمت له محاولة الابتسام ... تناولت بعضا من مشروبها حتى أكملت
وإزاى لسة ظابط متهيألى كان المفروش تترقى بالسن ده
رفع كتفيه وأنزلهما بلا مبالاة
عادى أخدت أجازة فترة كبيرة وكان فى مشاكل مع منصب أعلى منى فمكنتش بترقى لكن هو اتنقل من كام شهر واحتمال أترقى على السنة الجاية كدة
اممممم الأكل وصل يلا ناكل ونبقى نكمل
لاحظت خروج ابنها لتعدل بجلستها متسائلة
رايح فين يا صلاح
ابتسم لها واتجه مقبلا يدها
المستشفى يا ماما
تنهدت يائسة من رأسه اليابس
برضو ... مش عارفة إيه تعلقك إنك تروح مستشفى الأمراض النفسية
جلس بجانبها يحاوط كتفها يهزها بمرح
يا ماما إنتى عارفة إن جدى كان فيها وأنا كنت بحبه ولما بروح هناك بحس بيه حواليا
تنهدت مستسلمة لرغبته الغريبة
ماشى يا حبيبى ربنا يصلح حالك يارب
ابتسم لها وخرج متجها للمشفى لتتحدث شريفة التى كانت تتابع فى صمت
والله يا ماما صلاح طيب وأصيل ياكشى بابا بس اللى مبوظه شوية
لاحت الحدة على وجه والدتها تعنفها
شريفة عيب ده أبوكى
احتضنتها معتذرة منها على وقاحتها
مش قصدى والله ... خلاص متزعليش يا ست الكل
دلفت للمنزل القديم والمتهالك كحالها من الداخل لتتفاجئ بالأتربة وبعض الحشرات المقززة فخرجت تنهيدة حزينة
ياااااااارب
وضعت حقائبها فى ركن بعيد لتبدأ حملة التنظيف محاولة طرد شحنة اليأس خارجا
بحثت عن منظفات فلم تجد
زفرت بضيق وبداخلها تقول بداية مبشرة واتجهت لخارج البيت ... تطلعت حولها حتى قررت الاستعانة بشخص ما
خرجت من المنزل تتطلع للبيوت حولها بحيرة حتى قررت الذهاب للمنزل المجاور لها
طرقت الباب بتوتر وخوف من ذلك المكان الجديد عليها
ثوان وفتح الباب لتجد سيدة يظهر عليها الشقاء وكبر السن
تحدثت مياسين پخوف ورقة
إزيك حضرتك أنا ساكنة فى بيت جدو صلاح اللى جمبكم
أشرق وجه السيدة وتحدثت ببشاشة
يا أهلا وسهلا يا حبيبتى ... أنا فاكراكى ... مش إنتى مياسين
ابتسمت وقد شعرت ببعض الطمأنينة
أيوة يا طنط
أنا سعاد يا حبيبتى والحاج صلاح ياما اتكلم مع الشارع كله عنك كان بيحبك أوى الله يرحمه
تنهدت بحنين لجدها المحبوب والحنون
ربنا يرحمه
عقدت سعاد حاجبيها بفضول تتطلع حولها
هو إنتى لوحدك ولا إيه ... وإيه جابك صحيح ده البيت مقفول من زمان ... وعيلتك فين يا حبيبتى
احمرت وجنتاها إحراجا سرعان ما زفرت براحة بعدما تحدثت السيدة الفضولة بلهفة وعتاب وقد نست أسئلتها السابقة
يوه معلش يا بنتى نسيت أقولك اتفضلى ... تعالى ادخلى البيت بيتك
لا لا لا يا طنط مفيش داعى والله أنا بس محتاجة أنضف البيت ومفيش حاجة أنضف بيها
أومأت سعاد بتفهم وأردفت بحبور
طيب يا حبيبتى هجيبلك الحاجة واستنينى أغير الهدمة اللى عليا وهاجى أساعدك
تسلمى يا طنط والله هو مش كتير متتعبيش نفسك
يا حبيبتى مفيش تعب ولا حاجة
لا لا والله مش محتاجة هى ساعة هخلص كل حاجة
ظهر اليأس على معالم وجه السيدة متنهدة
خلاص يا بنتى ماشى بس لو احتجتى حاجة عرفينى ده الحاج صلاح كان أبونا كلنا
أومأت مياسين بابتسامة سعيدة
دلفت سعاد وغابت لدقائق حتى عادت ومعها كل ما تحتاجه
اتفضلى يا بنتى دى كل حاجة أهى ... آه صحيح والبيت افتحى محابسه والماية هتشتغل عادى
أومأت مياسين بسعادة وقد تجدد نشاطها خاصة بعدما حصلت على شخص حنون قبل أن تحصل على ما تريد
تمام شكرا يا طنط
العفو يا حبيبتى
أخذت مياسين الأدوات وتحركت لبيتها تحت نظرات سعاد المتفحصة
ياختى إيه البت الحلوة دى
أنهيا طعامهما فتحدث بابتسامة
ها نروح دلوقتى نسحب ورقك من الكلية
ياريت والله عشان بكسل
أومأ بتفهم ... وضع
المال على الطالة وتحركا للخارج
ركبا سيارته واتجه بها للجامعة
مرت نصف ساعة فى صمت لا أحد لديه حديث يشارك به الآخر
وصلا أخيرا للكلية فترجلا من السيارة
تحركا للداخل حتى وجدها تصيح لفتاة ما
شوشو إزيك عاملة إيه
احتضنت الفتاة بينما هو يناظرها بفضول وإعجاب لمنظرها المنمق
أفاق على كلمات نيرة
قصى أقدملك شريفة
ثم أضافت بفخر
شريفة ده حظابط قصى خطيبى
أومأت شريفة بابتسامة وبدأت بأحاديث مختصرة مع نيرة حتى استأذنتهما
بالرحيل
تحدث قصى بفضول
مين شريفة دى
زميلتى أصغر منى بسنتين اتعرفت عليها لما هى كانت لسة فى أولى وسألتنى على كام حاجة فى الكلية
حرك رأسه بتفهم وبدآ أخيرا بالتحدث عن مواضيع شيقة بعدما كان الملل
زفر براحة يكاد يرقص فرحا ... ذلك الطلعت وافق أخيرا على عودته لمنزله
تحرك خطوات للبوابة الخارجية لكن لا يعلم لم حثه قلبه على التراجع
ابتلع ريقه مترددا ... أيذهب إليها أم لا!
اتخذ قراره وعاد للداخل باحثا عنها
وجدها بنفس المكان الذى تركها به وعلى نفس الحالة من الشرود
جلس بجانبها على الأرض فوجدها تبتعد بفزع بعدما أفاقت من شرودها
حمحم ليخرج صوته حانيا
عاملة إيه دلوقتى
تحرك جانب شفتيها بتهكم
واحدة أبوها طلع تاجر مخډرات هيكون حالها إزاى برأيك
تنهد پعنف لا يعلم كيف يهون عليها
الحفلة قربت تخلص ... لازم تقررى هتعملى إيه
صمتت لدقائق كانت كالسنوات بالنسبة له
لا يعلم لما يهتم بها وېخاف عليها ... لكن كل ما يعلمه أنه لا يريد تركها هكذا تائهة بتلك الدوامة ... يريد الاطمئنان أنها ستكون بخير ما إن يتركها
انتبه كل جزء به لها بعدما تحدثت برجاء
بالله عليك أنا عندى حل بس وافق
أومأ مسرعا بلا تردد لتنطق بما صډمه
خودنى معاك لأى حتة
اتسعت عيناه ذهولا ليردف بتوتر وعدم تصديق
نعم ... إزاى ... لا طبعا ... إنتى أكيد اتجننتى
لا لا بالله عليك ... بص والله أنا خاېفة ومش هقدر خالص أقعد هنا تانى ولو الحفلة خلصت يبقى اتحكم عليا أفضل هنا عشان ڠصب عنى هواجهه باللى بيعمله وهو هيحبسنى ... فأبوس إيدك خودنى أى حتة بعيد عن هنا
ظهرت الحيرة على وجهه يتطلع لكل شيء عدا وجهها البرئ الراجى
زفر بيأس وقلة حيلة مردفا
طيب بس بسرعة
أومأت بلهفة
اصبر هجيب حاجتى من فوق وهنزل علطول
أومأ لها فنهضت مسرعة لأعلى وهو يتابعها بحيرة وقلق من موافقته لقرارها المتهور
أوصلها للمنزل فهبطت مودعة إياه
تحرك بسيارته لخارج الحى شارد بعلاقتهما ... يشعر بالبرود ... لكن فلينتظر قليلا ... قد يعجب بها فى فترة خطوبتهما
صعدت الدرج ودلفت للمنزل تنادى والدتها
ماما ... يا ماما ... عايودتى إنتى فين
سمعت صوت والدتها بالمطبخ فذهبت إليها
إيه يا حبيبتى عملتوا إيه
أردفت بحماس لوالدتها
يلهوى يا ماما ده إحنا مش عايشين ... روحنا مطعم يلهوى عليه أبهة أوى ولا عربيته حاجة شيك كدة بلا ميكروباصات بلا هم
ابتسمت والدتها بسعادة
طب الحمد لله يا حبيبتى يعنى ارتحتى خلاص
ظهر التردد على وجهها لتنكمش ملامح عايدة بتعجب
فى إيه يا بت
بصراحة يا ماما طلع كبير أوى ... ده عنده ٣٧ سنة
ضړبت عايدة أعلى صدرها شاهقة پعنف
٣٧ سنة إزاى مش باين عليه ده أنا قولت تلاقيه ٢٩ بالكتير
لا أهو طلع ٣٧ وبصراحة مش عارفة أعمل إيه السن مضايقنى
تحدثت والدتها بحزم
مضايقك! إحنا هنرفضه قبل ما نعمل خطوبة أيوة هفرح أنا لما تتجوزى واحد أكبر منك ييجى ب ١٥ ولا ٢٠ سنة
عايزانى أرميكى عشان يبقى حالك زى حال أمك ... لا يا عين أمك إحنا نرفضه وبكرة يجيلك ابن الحلال
ظهر التردد على وجهها
مش عارفة يا ماما بس ... أنا خاېفة لحسن نندم بعدين
بت بلا ندم بلا هم ... إنتى تسيبيه وحتى ميجيش تتصلى بيه كدة وتقولوله كل شيء قسمة ونصيب
زفرت نيرة بضجر
طب مش كان من الأول ... ياريتنى ما سيبت ساجد ... والله صعبان عليا أهو ولا طولته ولا طولت البيه
ربتت عايدة على ظهرها بحنان
يا حبيبتى خلاص بقى ... وبعدين يعنى مش هيبقى فى عمار بينك وبين سعاد ... أختى وعارفاها
ومتنسيش إحنا كام يوم وهننقل والحمد لله لاقينا شړا حلوة للبيت
زفرت نيرة بيأس ثم أردفت بشبه اقتناع
ماشى ربنا يقدم اللى فيه الخير
تذكرت ما حدث لتدمع عيناها
متمشيش يا تميم ... متمشيش يا بنى
أنا هنا أهو يا ماما متقلقيش يا حبيبتى
تسلملى يا عين أمك
تحدث محمد بحزم
يلا يا تميم روح أوضتك زينب بقت كويسة آه صحيح ... أختك راحت فين
قالها بتوتر ليتحدث تميم بسخرية
راحت بيت جدى صلاح القديم
أومأ والده بهدوء واطمأن قليلا على عرضه
طيب هديك فلوس بكرة تروحلها بيها تصرف منهم وكل شهر هيوصلها مبلغ
ممممم طيب يا بابا طيب
نهض پعنف تاركا الوالدين متحجرى القلب وعيناه تدمع اشتياقا لميا
يتحرك بالطرقات بذلك المكان الذى يخرج الإنسانية منه دائما
وقف أمام تلك الغرفة ... لطالما أراد الدخول لكن يتم منعه دائما
استغل عدم وجود أحد حوله واندفع للداخل بلهفة وفضول
تحرك بهدوء رافعا رأسه محركا إياها يمينا ويسارا
فشل فى رؤية المړيض الجالس على الفراش يعطيه ظهره
لحظة إنها أنثى ... ذلك الجسد الضئيل ينم على أنثى
تطلع خلفه بتوتر وخوف لا يعلم أيكمل المسير أم يخرج
زفر معنفا فضوله لكن ليس باليد حيلة
اقترب أكثر وأكثر حتى أصبح خلفها مباشرة من الجهة الأخرى من الفراش
دار حول الفراش حتى وصل إليها يقف أمامها
اتسعت عيناه لامعة برؤياها
يرى فتاة أقل ما يقال عنها فاتنة بملامحها القريبة للأروبيين
عيونها الخضراء بشرتها النقية اللامعة وشعرها البنى
تلقائيا انخفض جسده رويدا رويدا واضعا يديه على ركبتيه محركا رأسه تجاهها
يحدق بها بانبهار
من يراه بهيئته الضخمة وحاله هكذا يجزم أنه رجل بقلب وتصرفات طفل
استمر بتحريك رأسه تارة لأعلى وتارة يمينا وأخرى يسارا
عقد حاجبيه بانزعاج طفولى وهو يراها شاردة كأنه لم يظهر أمامها