رواية جديدة مطلوبة الفصول من 1-4
الكلية بقى
أومأت والدتها بنظرة حانية
يا حبيبة أمك كملى أكلك متوجعيش قلبى
اقتربت من ثريا مقبلة جبينها
والله كلت يا ست الكل يلا بقى عشان متأخرش
طب اصبرى أرن على أخوكى ييجى بالعربية يوصلك
لا لا لا مش لازم هركب تاكسى وخلاص
صمتت ثريا قليلا تتفحص وجه ابنتها خاصة منطقة الجبين
شريفة أنا مش قولتلك متلبسيش بندانة مرفوعة أبدا شعرك باين من قدام
يا ماما شعرى هو اللى قريب من قورتى فمهما لبست هيبان
عقدت ثريا حاجبيها معترضة
أمال أنا جايبالك بندانة سورى ليه
مش حلوة عليا ... وبعدين مش لازم دى كام شعرة يعنى مش هتفرق
ضيقت عينيها تضيف
الكام شعرة اللى مستقلية بيهم دول بتاخدى سيئات لكل واحد يشوفهم
يعنى شهر واحد وتكونى مجمعة سيئات أكتر من حسناتك طول حياتك
وبعدين يا هبلة هى إيه دى اللى مش حلوة عليكى
دى بتنور وشك وحتى لو مش كدة يا ستى كفاية إنها تحبب خلق الله فيكى لما يشوفوكى محترمة دينك
اقتربت منها بهدوء لتقبلها على وجنتها منهية الحديث
حاضر وهدخل حالا أغيرها
ذهبت لغرفتها مسرعة لتنظر والدتها تجاهها بابتسامة وحنان
ربنا يرحمك يا ماما فعلا معاكى حق الحنان والمسايسة هم اللى بيعدلوا الواحد مش الضړب ولا الإجبار
زفرت مخرجة أنفاسها پعنف تشعر بالغيظ الشديد
يووووه ولا ده حلو ... طب أعمل إيه طيب ... أضيقه بدبوس هيبقى أحلى
سرعان ما عنفت نفسها كالأطفال قائلة
إنتى اټهبلتى ولا إيه هتشيلى ذنوب عشان بنى آدم إنشالله ما عنه ما انتبهلى وهفضل ألبس واسع ومش هحط برفان
أيوة يا سديم حتى لو مش حبك كفاية ربنا بيحبك
لاحت ذكرى جميلة بعقلها لتسقط دمعة نقية عكس عيونها السوداء القاتمة
فلاش باك
مامى مامى
أيوة يا عيون مامى مالك اتأخرتى ليه فى المدرسة
أجابت روما على ابنتها التى تحدثت متعجلة
مش مهم دلوقتى المهم أنا عايزة أخلع الطرحة
اتسعت عينا والدتها حتى خرجت من صډمتها لتتحدث مع ابنتها متنهدة
ظهر الحزن على وجهها الملائكى
صحابى فى الاسكول بيتريقوا عليا عشان أنا الوحيدة المحجبة وكلهم بشعرهم وفى مدرسات بيقولولى عيشى سنك واقلعى القرف ده
حركت روما رأسها لأعلى وأسفل بتفهم فأجابت على ابنتها دون نفاذ صبر
طب يا حبيبتى ما أنا قولتلك إنتى كبرتى وعندك دلوقتى ١٣ سنة يبقى لازم نلتزم ونلبس الحجاب وأنا شرحتلك بيحصل إيه للى بشعرهم وربنا بيعاقبهم إزاى
وبعدين سيبك من ده كله أنا متأكدة إن فى سبب تانى
توترت كثيرا لتبدأ تفرك يديها ببعضهما تتحدث بخجل
بصراحة فى ولد أنا معجبة بيه بس هو بيحب بنت بشعرها وزميلتى قالتلى لو قلعت الحجاب هيحبنى
ضغطت روما على شفتيها بأسف وتحدث معاتبة إياها
مينفعش يا سديم لازم قلبك يفضل نقى دايما لازم ميبقاش جواه حد لازم تحافظى على نفسك من الغلط
أنا عارفة إنك لسة صغيرة على الكلام ده بس برأيى إنك لازم تفهمى كل حاجة وإنتى صغيرة عشان ميبقاش صعب عليكى تلتزمى بيه وإنتى كبيرة
وعشان كدة أنا مش هقولك غير حاجة واحدة بس
اللى قدر يخلقه من طين
قادر إنه يزرع جواه بذرة حب
وبدون انتظار يعنى متستنيش إن حد يبادلك الحب لأ استنى مواقف فى الدنيا تبينلك إن ربنا راضى عنك ووقتها هتعرفى إن كل خير ليكى هيحصل سواء عايزاه أو لأ
ها يا ستى تمام كدة
أنا بحبك أوى يا مامى وبعد كدة مش هسمع كلام حد ومش هحب حد ولا أعجب بيه
ابتسمت والدتها تجيب
وبمناسبة بقى الموضوع ده فيا ستى هوم وورك النهاردة هيكون إنك تبحثيلى عن معنى الجملة دى
ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل
واقفت سديم بكل حب
حاضر يا مامى
يا روح قلب ماما
باك
أزالت دموعها مكررة جملة والدتها بصوت خاڤت
اللى قدر يخلقه من طين قادر يزرع جواه بذرة حب
ارتدت ثوب واسع وحجابها الطويل نسبيا ثم اتجهت للخارج بثقة غير عابئة بأى شيء آخر
داخل المطعم
جهز الطلبية دى يا تامر على ما أرد على مكالمة
قالها ساجد قبل أن يتحرك لأحد جوانب المطبخ ليجيب على الهاتف بقرف
نعم
رفعت المتصلة حاجبها تتحدث متهكمة
ما تيجى تاخدلك قلمين يا خويا مالك قرفان كدة ليه
تنهد عڼيفا حتى أضاف غاضبا
سامية أنا مش ناقص ... الموضوع اللى متصلة عشانه مش هيحصل ... أنا اتنازلتلك إنتى والهانم أختك عن ورثى لكن البيت لأ
ارتفع صوتها صاړخة عليه
ما إنت مش راجل لو كنت راجل كنت خفت على إ ...
أغلق الهاتف سريعا وزفر پعنف
اتجه لتامر يأخذ الطلب منه ... خرج ووجه يكاد ينفجر غيظا من عالمه
يركض خلفها وسط ضحكاتها وهو ېصرخ
بقى تفزعينى من النوم وتقوليلى الحق إنت انفصلت من الكلية يا بهيمة مايصة
ازدادت ضحكاتها الهستيرية عليه
ههههه ما إنت مش عايز تصحى وبعدين يا تميمة النحس هتنفصل إزاى وانهاردة أول يوم يا غبى
توقفا عن الركض عندما رأوا ذلك السمج المسمى صلاح
أشاحت بوجهها لا تطيق رؤية وجهه حتى بينما نظر تميم پغضب
إزيك يا ميا عاملة إيه
ازداد تميم ڠضبا يستمع إليه يلقبها بما هو يخصه فقط
ملكش دعوة بيها ومتقولهاش ميا تانى
رفع حاجبة مستفزا إياه
وإنت مالك إذا كان أختك نفسها مش معترضة إنت هتعترض
تحرك للمطبخ مرة أخرى لأخذ الطلب وتقديمه لأحد الزبائن بجسد جامد لا روح فيه شارد كعادته
لكن توقف ما إن اصطدم بشيء صغير لينظر پغضب لهذا الجسد
دلفت للمطعم بهدوء وهى تقول بهمس
متدوريش عليه متاخديش ذنوب سيبى ربنا يختارلك الخير
أخفضت بصرها بسرعة شاهقة بطفولية مستغفرة ربها على ما فعلت
أفاقت على اصطدام شيء صلب بوجهها
نظرت له لتجد صدر أحدهم
كان ينظر لها پغضب وعيونه حمراء بشدة
ظلت تبكى وتشهق كالأطفال وهو ينظر لها بذهول
أمعتوهة تلك الفتاة!
أفاق من صډمته ليتحدث
حضرتك بتعيطى ليه أنا ماعملتش حاجة يا فندم
لم تسمعه بسبب صوت بكائها العالى ... بدأ الجميع ينظر لهم متعجبين
تطلع ساجد حوله بحرج وخوف من أن يراه مديره ... أخذها للخارج مسرعا وسط بكائها
زفر پعنف ثم نظر لها قليلا حتى تحول نفاذ صبره إلى حنان بعد مدة
لا يعلم لما شرد بوجهها الطفولى الجميل
نظر بإعجاب لملابسها المحتشمة سرعان ما استغفر ربه متحدثا بهدوء
طب بطلى عياط وقوليلى مالك بتعيطى ليه
بدأت تهدأ قليلا فنبرته الحنونة بمثابة دواء لها لتجيب عليه كمن تعاتبه
ثانية واحدة واڼفجر ضحكا عليها حتى كاد يسقط أرضا
ههههه كل ده عشان بصتلك بصة أمال لو كنت رزعتك قلمين معتبرين
شهقت بصوت عال