رواية ايمان الجزء الاول
من لهيب انفاسه الثائرة ليحاول ان يخرج ما يريد بشكل بسيط علها تقبل ان تشاركه ما ينوي عليه ليتفوه وهو يحاول الثبات أمامها قائلا سيهام ممكن نبدأ حياتنا في مكان تانى بعيد عن البلد دي بكل قرفها وضغوطها .. في واحد صاحبي بيشوفلي عقد عمل في الخارج واكدلي ان ممكن يلاقيلي حاجة مناسبة .. يعني كام سنة ونرجع. . والا ليه نرجع هناك الحياة غير الناس هناك عيشة صح مش زي هنا مدفونين بالحيا .
اهدته نظرة غامضة ايكون هذا هو عوضها الذي كان يعشق تراب ارضه ايتخلى عن انتمائه وهويته من اجل حفنة من المال . . نعم من حقه ان يطمح في تحسين حالته ولكنه معه فرصة ان يكون ناجح هنا وسط الجميع اي نعم سيتعب قليلا ولكنه في النهاية سيصل إلى ما يريد وهى ستسانده مؤكدا . . ولكنه يرغب الأن في المكسب القريب السهل ولكن هل يظن ان هناك سيكون الأمر سهل عليه كما يظن فلكل مجتمع ظروفه المتلونة فليس كل مهاجر يحظو بما يتمني كغيره . . ليته يعلم أن الفقر عزة في بلد انت تنتمي إليها وافضل من ان تكون غريب دون هوية في بلد لا تعترف بك سوي اجير او خادم مقابل المال الذين يظنون انهم يتصدقون عليك به ليته يعلم .
سيهام ياريت تعملي حسابك ان كتب كتابنا الجمعة الجاية . . علشان نخلص اجرأت السفر وانتي على زمتي علشان لما اسافر واظبط الدنيا ابعتلك على طول قالها عوض بعمليه ودون أن يعطي لها رأي وكأن ما يقوله هو
مفارقة أهلها .. كيف له ان يقهرها هكذا ابتلعت علقمها وحاولت أن تحدثه بالنطق الذي يبتعد هو عنه ولكنه رفض أن يعطيها المجال بالحوار والتحدث فيما لا يريد . . بل واصر على رأيه دون نقاش والا هكذا تكون هى من تخلت عنه لا ياعوض .. مينفعش انا مش هقبل بموضوع السفر ده ..انا مش هسافر ولا هسمحلك تسافر وتسبنا كلنا كده منعرفش حاجة عنك ..ليه دا كله انا مطلبتش منك حاجة .ومش عايزة حاجة فوق طاقتك .يبقى ليه لزمتها الغربة والي ممكن يجي من وراها احنا مش قده ..ارجوك ارجع لاني مش هقبل انك تسافر ياعوض .
تجيبه بترجي وهى تكاد العبرات تنزلق من بين مجرياتها ياعوض افهمني ..مش هقدر ..ھموت لوسبتةالبلد ..انا مليش طاقة لكده ..اهالينا ميستهلوش مننا الهجران بالشكل دا تبقى اناني ياعوض لو فكرت تبعدعن اهلك الي ربوك وكبروك ودلوقتي جاي تسبهم وهما محتاجينك معاهم .
اكثراث لما تقول فهو اغلق اذنيه لا يستمع الأن الا لأصدقائه الذين رسموا له مخطط الهجرة وسهلوا له الطرق والسبل حتى يصل إلى هناك لهذا قرر عدم اصطحابها بعدما عرف خطة الهجرة التي تعتبر غير شرعية ولكنه سيجاهد من أجل ان تلحق به هي بصورة مشرفة وكريمة حتى لا تقابل العقبات ولكنه يخشي عليها لذلك قرر الارتباط قبل ان يسافر ولم يكن يتخيل أن تقف هى امامه كما تفعل الأن ..لربما هى محقة في رأيها ولكنه لن يقبل ان تتحكم هى وتنفذ كلمتها ..سيقف امامها ويثبت لها ان رأيه الارجح والصائب ..سيسافر وينول مايتمني وسيرسل من المال ما يغني اسرته حتى تعلم انه محقة..لقد غادر عوض وتركها ټصارع الايام ..لم يفكر سوي في جمع المال الذي فضله عليها ..هى لم تكن عاشقة للمال ..هى اتخذت من التواضع والرضيةحليةلها ..ونسجت من الثقة بالنفس سباب من العفة تكتسي به امام كل عابر سبيل يود النيل منها ولو بالقليل ..اغلقت بابها على جرحها الذي لم يندمل مهما عدت من الايام الكثيرة والسنين التي ظنت خاطئة انها تستطيع النسيان ..هاجر عوض وتركها تواجه مجتمع غافل عن مشاعر الأخرين ..مدمر للحالات الانسانية التي تحتاج مؤازرة من الاخرين ..ليته عاد من اجلها لكانت الأن في احسن حال ..ظلت تجتهد وتجتهد حتى اصبحت عالية في عملها ..لقد تحسن وضعها المالى ..كم حاول الكثيرين التقرب منها بغرض الاقتران ولكن دوما كان الرفض عنوانها ..لم تتخيل نفسها يوم بدون عوض ..هى لن تستطيع ان تكون زوجة سوي لعوض ..ولكن اين العوض ..ستنتظر العوض الحقيقي من الله .
اما الاخر فهرب من خلال سفينة شراعية القته في باطن البحر المتوسط يحاول الوصول إلى الجانب الأخر منه ..ظل بداخله ايام حتى كاد ان يغرق في باطنه ..ظل يصارع المۏت بين صراع أمواجه العالية حتى كاد ان يفقد الوعي لولا رعاية الله له التي حفظته وارسلت له بعض الاشخاص الذين ساعدوه فور روئيتهم له وساعدوه في الاقامة معهم وعمل معهم لبعض الوقت فكم كان يشتاق اليها كل يوم ولكنه لم يجراء على التواصل معها فهو
الذي تركها وهاجر إلى هناك قبل ان يزيل العقبات بينهم ..لقد سيطر عليه العناد وقتها ..وهو اليوم يقاسي الحرمان من حنينه اليها فكم حاول ان يتواصل بها ولكنه يتراجع حتى لا يظهر ضعيفا أمامها .
كان هناك من يحاول الوصول لها فهو شاب وسيم يعمل معها في نفس الهيئة التي تعمل هي بها ..كان يطمع فيها كزوجه حاصلة على مؤهل عال ووظيفة مرموقة ومبلغ محترم تحصل عليه شخصيا بشكل شهري فهو راتبها الذي اصبح مبلغ محترم وهى لم تكن تعلم بما يريد هذا الزميل الذي لم يصل إلى قدر اعلى من هذا عندها سيتقدم نحوها باسطا يديه ومؤكد انها ستوافق خيفة من ان يلقبها الناس بمن تركها عريسها وسافر دون أن يكتب عليها ..سيكون هو الفارس مما جعله يتقدم قائلا بعد ان استوقفها في احد الأيام وهم عائدون من العمل سيهام ..ممكن اتكلم معاكي شويه .
حاولت استجماع نفسها وقررت أن تعطيه فرصة فهى تريد الٹأر من هذا الغادر المهاجر ..ستكون لغيره ..ستكسر اللقب الذي وصمت به ..اعطة الفرصة وسمحت لنفسها بان تكون برفقة احد اخر غير عوض .. نعم ستكون زوجة لغيره وستكون ام لأولاد ابيهم غير عوض .. تمنت من الله ان يكون منصور هو العوض الحقيقي الذي سيعوضها ما اقترفته مع عوض في السابق .. ليتها تستطيع تقبل الوضع ولكنها تحاول وتجاهد لربما تكون هناك عاطفة تجمعها بمنصور هذا الذي يحاول ان يظهر دائما بدور الفارس ..فهو دائما يذكرها بهروب عوض ..هو دائم المعايرة لها فهو الذي أنقذها من هذا اللقب ..كان يظن انه بهذا الفهل سيتملكها ويكون صاحب الفضل عليها فهو الذي سيمحو تلك السبة من فوق جبينها ولكن اين المشاعر واين الاحساس الحقيقي فهذا المنصور كل يوم يثبت لها انه انسان مستفز ..مستغل هو يطالبها بأشياء كثيرة ليست من حقه ..فليس عليها شراء الهداية بالاجبار لاصدقائه ولا افراد اسرته ..هو دائما يظهر امامها بدور المفلس ويحاول ابتزازها بكلماته المعسولة ..لقد اصبح امر لا يطاق ..حاولت مرارا وتكرارا ان تصل معه لطريق مفتوح ليسيرا من خلاله ولكنه دوما يخزلها ويتهمها بالبخل وكأنها فرض عليها ان تحمل لقب جديد فوق هذا اللقب المشين ولكنها بعد فترة لم تستحمل وواجهته بانها لن تتحمل اي شئ من تجهيزات منزلهم سوي الاشياء الخاصة بهى كعروس وعليه هو استكمال الشقة واعدادها وهى لن تتحمل شئ
بعد الأن لقد ظهر علية الطمع في بعض الأوقات بعدما كانت تشفق عليه فهو اخبرها انه يعين اسرته ويساعد في تجهيز اخته الصغرى ويعين ابيه المړيض واسرته الفقيرة وهى احترمت ذلك فيه ..ولكن اظهر الله الحق أمامها بعدما وقعت على احد افراد اسرته واسر لها ما يخفيه هذا المنصور الذي لا يبر اسرته من الاساس ولا يساعد في تجهيز اخته كما اوهمها واثار اشفاقها عليه في السابق ولكن هي الأن عرفت كل شئ لقد تواصلت مع شقيقته بدون علمه واستدرجتها بعيدا عنه فهو كان يضغط عليهم في اخفاء اسراره معهم وسلوكه الغير منضبط مما جعلها تنفر منه وتتمني ان تفر منه وتتركه دون أن يترك لها اثر اخر ..هى لم ترتبط به ابدا ولكن كان العناد سيد الموقف ولكنها كانت ستؤدي بحياتها من أجل العناد ..لا لن تكون لعبة في يد احدهم . هى حرة ابيه لها كيانها الخاص حتى وان كانت بدون رجل ..ستحيا حياتها الكريمة فهى صاحبة عمل ولن تنهزم اما اي من الرجال ..ستنتظر الجبر والعوض من الله فقط ..ستعمل وستجتهد على ان تكون قادرة على ادارة الامور بينهم ..اما هما من يتلاعبون بقلوب الفتايات فلهم عقابهم ..تركها منصور بعدما اهدته درسا لن ينساه في الاخلاق فهو ظن انه سيكسب من خلفها وسيكتنزهو المال من خلفها ..ليته يتعلم الرجولة التي جهلها ..هو يعايرخا بترك عوض لها ولكن عوض كان رجل
تركها من اجل ان يعمل ليكسب المال ويعود لها ولكنها هى التي رفضت هذا الأمر عوض كان بارا بوالديه ومحب لأسرته وصاحب خير للجميع ..هو رجل لم يتعدي معها اي حد ..لم يتجاوز اخلاقيا معها ليته يعود ويقر بخطأه لتكون هي الاخري في مقابلته