الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية سارة الفصول من الثاني عشر للتاسع عشر

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بس يعنى انا لحظت انه مش بيسأل عليها وهى بس الى ديما بتسأل ... وبتيجى على طول .
تنهد الحاج ابراهيم وهو يستغفر بصوت عالى .
ثم قال .
هاتى التيلفون الى جمبك ده .
تحركت واعتطه الهاتف.... امسكه وهو يتصل بالحاج حامد 
ازيك يا حج اخبارك ايه
صمت ليستمع لرد الحج حامد 
ابتسم وهو يقول 
طيب والحاجه فضيله مش ناويه تعملى صنيه البطاطس الى بحبها 
صمت مره اخرى وبعض دقائق ضحك بصوت عالى وهو يقول 
خلاص احنى عازمين نفسنا عندكم بكره ... وكمان صهيب جايب هديه لخطيبته وعايز يديهالها .
صمت قليلا ثم قال
احنى مالنا بقا بالى بينهم ...هما احرار يا حج 
صمت مره اخرى ثم قال 
خلاص نتقابل بكره ان شاء الله ...مع السلامه . 
اخلق الهاتف وهو يتنهد ويستغفر ثم نظر لزوجته وقال 
انا رايح اتكلم مع ابنك ....
وقفت امامه وهى تقول 
اوعى تقوله ان انا كلمتك فى حاجه .
ربت على كتفها وقال 
متقلقيش .
وخرج من الغرفه وتوجه الى غرفه ابنه يعرف ان ابنه من وقت الحاډث يعانى ويتألم .... يعلم ايضا انه يحب زهره ولكنه يكابر خوفا من الشفقه عليه او ان يظلمها معه .
طرق على باب الغرف فستمع لصوته يسمح بدخوله ففتح الباب وقال 
ممكن ادخل يا بشمهندس 
ابتسم صهيب وهو يقول 
طبعا يا حج حضرتك مش محتاج تستأذن .
جلس الحج ابراهيم على الكرسى المجاور للكرسى الذى يجلس عليه صهيب وقال 
لا طبعا لازم استأذن ... هو علشان انا ابوك ميكنش ليك خصوصيه لازم تحترم 
مد صهيب يديه يبحث عن يد والده وحين امسك بها رفعها الى فمه وقبلها بتقديس واحترام وقال 
طول عمرى بتعلم منك يا حج ... ربنا يخليك ويطول فى عمرك 
تنهد الحج ابراهيم ثم قال 
صحيح نسيت اقولك احنى بكره معزومين عند عمك 
قطب صهيب جبينه وقال پغضب 
ليه ... ما هما لو عايزين يشفونا يجو هما 
نظر اليه الحاج إبراهيم باندهاش وقال 
وفيها ايه لما نروحلهم احنى كمان .. وبعدين هو انت ناسى انك انت وزهره دلوقتى مخطوبين ومن حقها انك تروحلها بيتها مش كفايه قرينا الفتحه هنا ولبست الدبله من غير حفله ولا اى حاجه خالص 
ذاد ڠضب صهيب ووقف على قدميه وهو يقول 
محدش اجبرها انا اتفقت معاها على كده انا لا هعمل فرح ولا الهبل ده ... وانا كده لو مش عجبها تفسخ الخطوبه
وقف الحاج ابراهيم امام ابنه وهو يقول 
يعنى انت هتهملها ومش هتسال فيها ... ولا هدلعها زى اى عروسه ... ولو حد اتكلم ولا هى اشتكت هتقول انا كده مش عجبك مع السلامه مش كده
كان صهيب يتنفس بصوت عالى حين شعر ان ابيه فهم ما يفكر به ....ظل صامت 
تقدم الحج ابراهيم ووقف امام ابنه وربت على كتفه وهو يقول 
يا ابنى متنساش ان دى بنت عمك .... وبتحبك ... والى تتمسك بيك فى ظرفك ده ... تتمسك انت كمان بيها يا ابنى .... البنت لما تحب بجد يا ابنى ميفرقش معاها اذا كنت بتشوف ولا لا هتكون هى عنيك... مريض ولا سليم هتعيش عمرها كله جمبك ممرضه وحبيبه ... حتى الى عنده اعاقه وميقدرش يمشى هتكون رجليه و هتشيله فوق ظهرها العمر كله مضيعش بنت عمك من ايدك يا ابنى انت الى هتكون خسران 
ثم ربت على كتفه وخرج ... وترك ذلك الذى يتخبط فى ظلمته لا يعرف ماذا عليه ان يفعل اين الصواب ان يكون انانى ويتمسك بها او يضحى بسعادته بقربها ويتركها لغيره ...
غيره هل هناك احد اخر سيحبها مثله هل هناك من يضعها داخل عينيه وقلبه ... ظفر انفاسه التى ټحرق صدره بصوت عالى وهو يقول 
يارب ... يارب انا مش عارف اعمل ايه ... يارب دلنى للصح .... يارب
..... الفصل الخامس عشر
كان يتحرك فى صاله المنزل بعصبيه ... كيف يتعامل معها ... كيف يجعلها تفهمه ... كيف يجعلها تتخلى عن فكره انه وحش وشخص سيئ شرير .... ويمحى كلمات والدها لها ... انها تتعامل معه كسبيه ... جاريه لا قيمه لها .
كانت نوال تقف تشاهده وهو على هذه الحاله لا تعلم ماذا عليها ان تفعل ان مهيره بحاله اڼهيار .. من اين اتت بتلك الأفكار عن ابنها الحنون صاحب القلب الكبير .
وقفت امامه فانتبه اليها وجلس على الكرسى امامها وهو يقول
اعمل ايه يا امى ... انا محتار ..... ومش عارف اتصرف
ثم نظر اليها وهو يكمل 
انت شفتى قالت ايه .... انا هضربها ..وهتنام على الارض ارض ايه .... انا هخليها تنام على الارض ليه هو انا ايه 
تكلمت السيده نوال قائله 
اهدى يا ابنى .. هى محتاجه طوله بال ... يا ابنى باين ان البنت دى فى جواها حاجات كتير ... طول بالك ... وخدها براحه .. وواحده واحده .
بعد قليل من الوقت خرجت جودى من الغرفه ممسكه بيد مهيره وتوجهت بها الى حيث يجلسون ... وقالت 
ايه يا امى مش هناكل النهارده ولا ايه انا جعانه جدا .
ابتسم السيده نوال وهى تتحرك فى اتجاه غرفه الطعام 
وتمسك بيد مهيره وتقول 
تعالى تعالى ده النهارده على حسك هناكل كباب
ثم قالت بصوت عالى يملئه المرح 
كبااااااااب .
ابتسمت مهيره بخجل وهى تتحرك معها بهدوء 
كان يتابعها وعينيه تلتهمها شوقا وحبا 
على كرسيها المدولب كانت على رأس المائده واجلست مهيره على الكرسى الذى بجانبها ... وجلست جودى بجانب مهيره اتى سفيان وجلس على الكرسى المواجه لمهيره فاخفضت رأسها تلقائيا 
تكلمت جودى بمرحها المعتاد وقالت 
ربنا يخليكى لينا يا مهيره اهو بسبك اكلنا كباب .هى الى بتاكلنا ..
فضحك الجميع بسعاده ..مرت دقائق الاكل بطيئه جدا على مهيره ... لم تشعر بطعم الاكل خوفا من سفيان .. ولكن ما كان يهون عليها حقا خفه ډم جودى ... وحنان وطيبه السيده نوال
مر الساعات الباقيه من اليوم على الجميع ... بحلوها ومرها ... بكل من شغله الفكر وكل من احب وتالم ... 
حذيفه يشعر بوحده قاتله ... وخوف كبير على أواب و ذاد ذلك الخۏف بخوفه على جودى 
وجودى بعد ان اخبرت سفيان بما حدث فى الجامعه ...و طمئنها انه بجانبها ولن يسمح لاحد ان ېؤذيها 
جالسه الان تفكر فى حذيفه وما عاناه مع زوجته وابنه .... المها قلبها وهى تتذكر انه لم يفكر بها يوما تزوج وانجب ... وهى لم تمر يوما على خياله ... هو من سكن قلبها منذ كانت صغيره بضفيره واحده دائمه على حانبها الايمن .... تنهدت بصوت عالى وهى تقول 
اه يا حب حياتى واملى الى الضاع ... اه يحلم عمره ما هيحتقق .... اه يا ايام عمرى الى راح والى جاى .
زهره جالسه تشاهد صورها هى وصهيب منذ صغرهم
... تتذكر مذحهم سويا ... كم كان ياخف عليها كم من مره تشاجر مع الاولاد فى شارعهم بسببها .... كيف كان ينظر لها 
كان قلبها يرقص داخل صدرها فرحا بحبه وغيرته ... والان كيف يتعامل معها ... هى تشعر به ... تفهم ما بداخله تعلم انه يحبها ولكن تلك الحاډثه اللعينه هى السبب
تذكرت منذ اكثر من سنتين كان صهيب يعمل بشركه كبيره كان سعيد جدا بذلك العمل لانه كان قد انتهى من اول مشروع له والشركه اقامت حفله كبيره لتكريمه على مجهوده وعمله المتقن شعر بعدها حين استلم ذلك العمل الجديد انه تحدى ليأكد إمكانياته ... ويذيد من تأكد الشركه لقدراته ... كان يقف فى وسط المشروع ويعطى تعليماته للعمال حين وجد احدى العمال يقف على سطح احدى المبانى غير المكتمله يلملم بعض الاغراض ويوشك على السقوط ركض سريعا ليصعد لذلك العامل وهو يأمر باقى العمال بعمل حماله كبيره حتى إذا لم
يلحق به قبل سقوطه يقع على هذه الحماله .
ركض سريعا وصعد الثلاث طوابق بسرعه بفضل قوته البدنيه وتدريبه المستمر .... وحين وصل للعامل بالفعل كاد ان يسقط فامسك به وسحبه الى الداخل ولكن اختل توازنه هو وسقط .... لم يكن العمال يتوقعون سقوطه بعد ان راه يسحب العامل فاخفضوا الحماله ارضا فسقط واظلمت الدنيا امامه والى الابد 
حين نقل الى المستشفى قال الطبيب 
ان نجاته من المۏت معجزه حقيقيه .... فهناك كسور كثيره جدا ساقه اليمنى وشرخ فى كاحل اليسرى و كسر فى كتفه الايسر .... وشرخ مضاعف فى عظمه الحوض ...وثلاث ضلوع ... وچرح قطعيى فى الرأس ومنذ ذلك الحاډث وقد تبدل صهيب من ذلك الشاب المرح المنطلق الى ذلك المنطوى العدواني 
استفاقت من ذكرياتها على صوت طرقات على الباب ودخلت الحاجه فضيله وهى تبتسم قائله 
لسه صاحيه يا زوزو 
ضحكت زهره وهى تنهض وتقف امام امها قائله 
لا طبعا نايمه ... وروحى هى الى بتكلمك دلوقتى
ضړبتها الحاجه فضيله على جانب رأسها وقالت 
هو انت على طول غلبويه كده 
احتضنتها زهره وهى تقول
ربنا ما يقطعلى عاده 
ربتت الحاجه فضيله على كتف ابنتها وقالت 
طيب يا غلبويه ... نامى بقا علشان تصحى بدرى تنظفى البيت علشان خطيبك جاى بكره 
تشنج جسد زهره للحظه وسألت بخفوت 
صهيب جاى بكره ... غرييه 
ضړبتها امها على ذراعها وهى تقول 
ايه الغريب يا هبله انت ان خطيبك وبيت عمك يزرونا .
ابتسمت زهره وهى تقول 
ابدا يا ماما بس صهيب من ساعه الحاډثه مش بيخرج فعلشان كده استغربت .
هز الحاجه فضيله رأسها فى يأس من تلك المجنونه وقالت 
طيب يا حضره المستغربه ... نامى بقا علشان يومك بكره طويل.
وتركتها وخرجت .... جلست زهره على طرف سريرها وهى تقول 
ربنا يستر .
كان سفيان جالس فى غرفته يفكر كيف يتعامل معها .. هل يظهر لها حبه .. ام يجعلها تتعرف عليه اولا وعلى شخصيته وطباعة .... هو لا يعلم ... هو لم يتعامل يوما مع اى إمرأه
وقت جامعته كان رجال فقط فبالتأكيد كليه الشرطه لن يكون بها بنات وحين تخرج تعين فى مكان نائى حتى تم نقله الى القاهره بعد اكثر من ثلاث سنوات ... وجاء نقله للآداب ... وهناك كان يتعامل مع النساء ولكنهم ليس اى نساء نساء رخيصات ... تبيع انفسها لمن يدفع اكثر ...وهناك سمع وراء الكثير .. وكثيرات حاولت استمالته ولكنه كان كالتوط لا يلين .... حتى اتت تلك الاصابه بساقه وعينيه التى على اثرها أرادوا نقله للاعمال الاداريه ولكنه رفض واستقال وعمل مع صديق له فى شركه الحراسات الخاصه التى منها تعرف على السيد راجى ومهيره .
مهيره اه يا مهيره .قالها بالم حقيقى على تلك الفتاه البريئه التى تألمت كثيرا ... ومازالت انتبه لطرقات على الباب فتوجه سريعا وفتحه ليجدها امامه منكسه الرأس تحرك خطوه حتى يسمح لها بالمرور ولكنها لم تتحرك فقال 
اتفضلى .
وبعد ان دخلت واغلق الباب قال 
وبعد كده مش محتاجه

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات