رواية سارة الفصول الاخيرة
ېموتا خوفا على صديق بدرجه اخ واخ بدرجه صديق
كانت تمسك يديه والمسعفين يحاولون اسعافه وابقاءه واعى حتى يصل الى المستشفى .
كانت تدعوا الله بصوت منخفض وهى تتشبس بيديه تناجيه ان يبقا .
ومن وقت وصولهم الى المستشفى واختفائه داخل تلك الغرفه وهم لا يعرفون عنه شيء لم يخرج احد من تلك الغرفه ليطمئنهم حذيفه الذى يقطع ممرات المستشفى ... ېصرخ فى اى احد حتى يطمئنى
قولى يارب يا بنتى ... ابنى قوى ومش هيتخلى عننا ... بس قولى يارب .
فى تلك اللحظه فتح باب تلك الغرفه وخرج الطبيب ركض الجميع اليه الا مهيره ظلت جالسه فى مكانها تنظر اليهم سأل حذيفه الطبيب قائلا
طمنى ارجوك .
نظر الطبيب اليهم بشفقه وقال بعمليه
وتركم وغادر حين جلست جودى تبكى بقوه واڼهيار وصمت تمام من نوال حين تحرك حذيفه ليقف أمام النافذه يبكى فى صمت هى فقط من كانت تتوقع هى فقط من عرفت انه سيتركها ويرحل
فى تلك اللحظه اقتربت منها احدى الممرضات ووضعت بين يديها متعلقات سفيان حافظته ومفاتيحه وساعته وخاتمه الخاص التى نظرت اليه بتركيز لتجده منقوش عليه اسمها ظلت تنظر اليه ثم وقف وتحركت فى اتجاه السيده نوال وضعت ما بيدها فى حجرها ماعدا الخاتم وتحركت من امامها فى سكوت لا تعرف الى اين ولكنها تريد ان تراه .
ظل الطبيب ينظر اليه بشفقه وقال
حاضر .. اتفضلى معايا .
اخذها الى غرفه العنايه يتبعها والدها الذى يشعر انه سبب كل الالم فى حياه تلك البائسه وقف امام الغرفه ينظر الى ذلك النائم بالداخل لا حول له ولا قوه
انا موافق .
واغلق الهاتف مباشره وعاد بنظره الى ابن لم ينجبه قائلا
انا اسف يا ابنى اسف .
حركت السيده نوال الكرسى فى اتجاه ابنتها وربتت على راسها المنكس قائله
أخوكى هيعيش يا جودى هيعيش .... انا واثقه ان ربنا رحيم كريم .. مش هيكوى قلوبنا بڼار فراقه .... اجمدى كده اجمدى
ثم رفعت عينيها لذلك الصامت وقالت
حذيفه
نظر اليها سريعا لترى تلك الدمعات المتجمعه فى عينيه
فقالت
شفلى يا ابنى كمان اصلى فيه .
تحرك من فوره وهو يقول
حاضر ثوانى .
عاد الشهاوى الى قصره وهو ينادى على ابنته قائلا
ندى ... يا ندى ... انت فين
اجابته قائله
انا فى اوضه المكتب .
تحرك اليها ليجدها تجلس على الكنيه الجانبيه ممده قدميها وبيدها كتاب نادرا ما يجدها تقراء ولكنه قال
اخد بتارك .
نظرت له من خلف الكتاب قائله
من مين
اجابها بابتسامه واسعه
سفيان
وقفت سريعا وهى تقول
بجد ... بجد عملت ايه
فى المستشفى بين الحياه والمۏت .
نظرت الى البعيد وهى تتذكر سفيان حبها الكبير حاولت ان تجعله يشعر بها يحبها ولكنه لم يراها يوما ... وحين صارحته بحبها اهانها لا تنسى كلماته لها
حين وصفها بانها مومس لا تليق به ... لمتعه وقتيه ثم يرميها غير عابئا بها ....
نظرت لأبيها لسعاده وحتضنته وهى تقول
شكرا يا بابا ... وانا تحت امرك فى اى حاجه .
كانت دموع عينها تغطى وجهها وهى تنظر اليه فى تلك الحاله ... نائم فى استسلام شاحب الوجه .... موصول باجهزه كثيره تقدمت منه لتقف بجانبه ثم چثت على ركبتيها وامسكت يده لتقبلها بحب وخوف وهى تقول
عارفه انك مش سامعنى او يمكن تكون سامعنى ... بس فى كل الاحوال هقولك الى عايزه اقوله
قبلت يده مره اخرى وهى ممسكه بخاتمه بين يديها
رفعت راسها لتمسد على يديه وهى تقول
انا كنت بخاف منك اوووى ... اصل انت بصراحه ضخم كده ... وكنت على طول مكشر ... ديما كنت بحس انك انت مش بتحبنى ولا طايقنى .... كنت بخاف اشوفك واخاڤ اكلمك وكنت بكره اى حاجه تقربنى منك لحد ما النصيب جمعنا وعرفت انك كل الامان والحياه لكن
صمتت قليلا تحاول تمالك نفسها من الدموع وشهقاتها التى ارتفعت .... حين ارتفع صوت الجهاز بجانبها قليلا ثم هدء حين ربتت على يديه مره اخرى وقبلتها من جديد
اكملت كلماتها وهى تقول
وانا صغيره بعدت امى عنى .... ولما كبرت شويه محستش بحنان الاب ..... ومكنش ليا صحاب فى يوم ..... بعد كل ده هيكون ليا نصيب فيك .... واضح انى نحس او ربنا مش راضى عنى .... لو حياتك قصاد بعدى انا هبعد ... وعيش يا سفيان ... عيش يا حبيبى ايوه حبيبى وكل دنيتى
... انت وبس .... فى بيتك حسيت بالامان وان ليا ظهر وسند .... حسيت ان ممكن يكون ليا عيله وناس بتحبنى .... حبيتك .... واتمنيت اعيش عمرى كله معاك .... لا مش معاك .... تحت رجليك جاريتك الى تتمنى رضاك ... بس واضح انى مستهلكش .
نظرت الى الخاتم الذى فى يديها وقالت
انا هاخد الخاتم بتاعك ذكرى منك ولايام هعيش عليها عمرى الى جاى .....
وداع يا اغلى من حياتى .
وخرجت وهى تسحب خلفها الم قلبها وروحها المذبوحه .
نظرت الى والدها وقالت
رجعت متأخر اووووى .... اووووى .
وتركته وغادرت المستشفى دون كلمه .
كان حذيفه يبحث عنها هو وجودى فى كل مكان ممكن فى هذه المستشفى لكن لا اثر لها من وقت مغادرتها وذهابهم للصلاه والدعاء لسفيان لم يراها احد
وجد الطبيب امامه ذهب اليه سريعا وقال
طمنى ارجوك سفيان اخباره ايه
نظر الطبيب اليه وقال
من وقت ما البنت الى كانت معاكم دخلتلوا وبدأت كل المؤشرات الحيوية بتاعته بتعلى وده مؤشر عن انه ممكن يفوق قريب جدا .
قطب حذيفه حاجبيه سائلا
بنت مين .
نظر اليه الطبيب وقال
الى كانت لابسه فستان ازرق .
فهم حذيفه انه يتكلم عن مهيره فقال سائلا
هى دخلت لسفيان .
هز الطبيب راسه ماكدا
فسائله
طيب حضرتك متعرفش هى فين
هز الطبيب راسه نافيا وهو يقول
الحقيقه مشفتهاش تانى من بعد ما خرجت من عند المړيض
ثم غادر دون كلمه اخرى
عاد حذيفه لحيث تجلس السيده نوال امام غرفه العنايه واخبرها بما عرف
قطبت جبينها وهى تقول
هتكون راحت فين بس
وعند ذلك الذى يسبح خياله فى مكان اخر ودنيا اخرى .... حين استمع لكل كلماتها ومن وقتها قلبه يؤلمه ولكنه يشعر انه مكبل ولا يستطيع الحراك ..... وفى تلك اللحظه نزلت دمعه وحيده على خده قهرا .
... الفصل 3839
ظل الجميع جالس فى المستشفى فى حاله قلق على ذلك الذى بداخل الغرفه بين يدى الله .... وتلك التى اختفت امانته بينهم لم ينتبهوا لها وهم لم يحافظوا عليها
كانت تلك كلمات نوال حين اكتشفت غياب مهيره ..... التى جعلت حذيفه يلوم نفسه بشده هو الرجل كان لابد له من احتواء كل اسره صديقه ... نظر الى جودى التى لم تتوقف عينيها عن الدموع اقترب منها وجلس بجانبها ومسك يديها وقال
جودى سفيان محتاج دعواتك مش دموعك ... والدتك محتاجكى تسنديها وتقويها ... وخاصه فى غياب مهيره وكمان منعرفش هى فين اساسا .
نظرت له وهزت راسها بنعم ثم مسحت دموعها ووقفت وتحركت لتقف امام امها وچثت على ركبتيها وقالت
هيقوم يا ماما مش هيسبنى لوحدنا ... هيقوم علشان يرجع مهيره .... اكيد مش هيتخلى عنها
نظرت اليها امها بعيونها الباكيه وقالت
لما يصحى ويسالنى على مراته هقوله ايه ... هقوله ايه .
فى تلك اللحظه اقتربت مريم و معها عادل فى لهفه وقالت
سفيان عامل ايه طمنونا عليه
نظرت لها نوال وكأنها وجدت الحل وقالت
مهيره عندك مش كده
نظر لها مريم ببلاهه وقالت
ليه هى مهيره مش هنا ... امال رحات فين
نظر الجميع فى قلق واضح وخوف ....
نظرت مريم لعادل قائله
بنتى يا عادل بنتى .
فى تلك اللحظه انقلب الحال حولهم ووجدوا الطبيب المعالج لسفيان ومجموعه من الممرضات يركضوا الى غرفه سفيان .
وقف الجميع فى قلق حين قالت السيده نوال
فى ايه ابنى مالوا
مر الوقت بطئ جدا عليهم القلق يعصف بقلوبهم كل يدعوا من قلبه ان يعود ذلك الذى تعلق الجميع به حبا واخوه وصداقه ... وحمايه وامان .
خرج الطبيب ليقف امامهم بابتسامته العمليه قائلا
مين مهيره
نظر الجميع لبعضهم البعض وقال حذيفه
مراته
تنهد الطبيب براحه وقال
المړيض فاق الحمد لله ... وحمد لله على سلامته علماته الحيوية كلها سليمه هيفضل النهارده بس فى الرعايه وبكره هننقله اوضه عاديه .
ثم نظر للجميع وقال
فين مهيره علشان هو مش عايز يرتاح ولا ياخد دواه غير لما يشوفها .
ظل الجميع صامت ثم تحدثت نوال قائله
مراته راحت
البيت تجيب حاجات ممكن ادخله انا اطمنه واطمن عليه انا امه .
هز الطبيب رأسه بنعم واشار للممرضه التى اشارت بدورها للسيده نوال فتحركت خلفها
كانت زهره جالسه بجانب صهيب تشرح له كل ما تريده وتقوم بتنفيذه فى البيت
وهو يوافقها دون جدال وعلى وجه ابتسامه متسليه كانت سعيده بذلك التبدل فى شخصيته .... ارادت استغلال مزاجه الرائق وقالت
كنت عايزه اخد رائيك فى حاجه
همهم وقال
هو انا بعمل حاجه غير انى اوافق على اى حاجه تقوليها.
عايز تقول انى متسلطه مثلا
ضحك بصوت عالى وهو يقول
لا خالص انا الى مسالم بس .
ضحت وقالت
ماشى يا عم المسالم .... اسمع بقا الى عايزه اقوله وركز كده ماشى
شعر ان ما ستقوله سيغير مذاجه ولكنه قال
قولى يا رغايه
وقفت على قدميها من جانبه لتجثوا على ركبتيها امامه وقالت
ايه رأيك نفتح انا وانت شركه هندسيه .
ظل صامت لبعض الوقت ثم قال ببرود
قصدك انت تفتحى شركه هندسيه .
تهندت بصوت عالى وقالت
لا انا وانت ... حضرتك هتكون مسؤل عن الاتفاقات مع العملاء ... وكمان هتساعد المهندسين فى ايجاد الفكره الى العميل طالبها .... وانا عليا متابعه تنفيذ كل الى انت قولته علشان يكون برفكت .
ابتسم بسعاده وقال
تعرفى ان انا بحبك .
ضړبت ركبته وقالت
انا متأكده .
وحينها رن هاتفها ... لترى