رواية امجد الفصول الاخيرة
الايجار لرشا وأيضا أجرة متابعة الطبيب بل والادخار للولادة مسدت بطنها تهمس لطفلها بحب وهى تبتسم
معلهش يا روح ماما انت تعبت معايا اليومين دوول بس خلاص هانت يا قلبي انا دلوقتى في نص التامن يعني خلاص هانت ان شاء الله واووي كمان وهتشرف قريب وتنور لي حياتي كلها...
سمعت رنين جرس الباب فنهضت ببطء وهي تتأوه ممسكة بأسفل بطنها لبست خفها المنزلي ووضعت روبها عليها وتوجهت حيث باب الشقة وهى تضع يدها الأخرى أسفل ظهرها ممسدة إياه..
يعني كل مرة كدا يا رشا ! تنسي المفتاح.. وتكهربيني انا! انت حلالك تفضلي ملطوعه كدا شوية علشان تتعلمي الادب انت ...
وفتحت الباب فيما هى تتابع كلامها لتبتر حديثها بغتة فمن ظهر امامها لم يكن ابدا رشا بل كان ..... امجد ....!!
شهقت هبة دهشة من فرط المفاجأة واضعة يدها على فمها وقد تركت الباب مفتوحا ومكثت تنظر اليه فزعة فيما دخل هو واغلق الباب خلفه ونظر اليها قليلا ثم قال بهدوء
أزاحت يدها بعيدا عن فمها وأجابت بذهول وارتباك
أم .....أم .... أمجد ! انت ازاي...
قاطعها بسخرية خفيفة وهو ينظر اليها بعتب
ازاي عرفت عنوانك انا قولتلك يا هبة قبل كدا.. عمرك ما هتقدري تهربي مني! المسألة كانت مسألة وقت مش أكتر و...صبر! والصبر دا الفضل فيه لك انتي! لأنه كان لازم يكون عندى صبر طويل وانا بدور عليكي ... وهو دا اللي خلاني اتحمل الشهور اللي فاتت دي كلها ....
ماشي يا امجد وأديك لاقتني تقدر تقولي ايه اللي يرضيك علشان نخلص من لعبة القط والفار دي لاني فعلا تعبت!
تقدم منها حتى وقف امامها على بعد انشات قليلة وأجاب وهو يميل عليها لينظر في عينيها هامسا بجدية وبقوة بينما نظرات عينيه يسودها العزم والإصرار
انتي!
أنا! ازاي يعني
مد يديه قابضا على ذراعيها مقتربا بوجهه منها حتى لقد لفحت أنفاسه الساخنة بشړة وجهها الحليبية بينما ينظر الى عينيها بنظرات أشاعت الفوضى في حواسها وتعالت دقات قلبها خوفا و...شوقا! تحدث بقوة هاتفا
عاوز مراتي وابني!
للاسف يا امجد ماعادشي ينفع! ف
رفع يديه قابضا برفق على كتفيها وهو يقول بهدوء بلهجة من يقرر أمرا واقعا لا سبيل للنقاش فيه
للاسف يا هبة دا الشئ الوحيد اللي يرضيني ومش عاوز غيره ابدااا...
نفضت هبة كتفيها لتسقط يديه والتفتت اليه وهي تهتف پغضب صاړخة
صمتت فجأة عندما شعرت بعودة التقلصات في بطنها ولكنها لم تعرها بالا فيما سمعته يهتف مجيبا بحدة نوعا ما
انتي ايه بأه لسه ماتعرفيش انتي ايه يا هبة انتي كل شئ بالنسبة لي ..كل حاجة في حياتي انت مراتي و أم ابني انت اللي كنت مېت من غيرك بئالى اكتر من 5 شهور وانهارده بس.. رجعت لي الروح من تاني ايه.. زعلانه علشان بفرض عليكي رأيي اكيد لازم اجبرك كمان مش أفرض رأيي وبس لما احس ان روحى بتروح مني وان الشئ الوحيد اللي حسسني اني لسه عايش اللي هو حبك عاوزة تمنعيه عنى!.. لما أحس ان الانسانه الوحيدة اللي مليت عليا دنيتي كلها وخلتني احس بأحلى مشاعر عمري ما كنت أتصور انى أعيشها عاوزة تبعد عني! انا مش بس اجبرك... لأ! انا ممكن اعمل اي حاجة تتخيليها او ما تقدريش انك تتخيليها علشان ماتروحيش مني ...
التمعت عيناها بالدموع وهى تنظر اليه فيما اضطرت الى وضع يدها اسفل بطنها والاخرى لتمسد ظهرها وقالت پبكاء مكتوم
عمرك فكرت انك تسألني يمكن ما كناش مرينا بدا كله لو كنت فكرت انا رأيي ايه ولا عاوزة إيه!! لكن انت اتجاهلتني يا امجد وخلتني احس اني واحده جاهله او قاصر او عقلها فيه حاجه غلط بتجاهلك ليا ولمشاعري .. انا تعبت يا امجد تعبت ...
اقترب منها ومد يديه مترددا ليقبض على ذراعيها برفق وهو يقول برجاء حار غريب عنه
وانا كمان ...تعبت ... بصراحه محدش تعب أدي انا واللي متابعين معايا الرواية من الاول ماتخلصي يا ست هبة وتصالحيه وانت اهدى عنها شوية يا سي امجد اووف ما علينا نكمل اديني فرصة أخيرة يا قلب امجد وانا هتغير وافقى انك ترجعي لي لو مش علشانى... علشان ابننا اللي جاي في السكة بلاش اول ما يفتح عينيه يلاقي كل واحد مننا في ناحية.. انا لا يمكن أسيب ابني أبدا مستحيل!
قاطعته بحدة
وانا يستحيل اسيبه !!
قال بهدوء حان
خلاص يبقى ارجعيلي تاني انا مش بهدد يا هبة بس انا فعلا مش هسيبك ومش ممكن اسيبك ابداااا بإرادتك أو من غيرها هترجعيلي... قولي عليا مستبد ديكتاتور اللي انتي عاوزاه بس انا مش ممكن هتخلى عنك ابداا يا هبة ولا عن ابننا فهمتيني يا قلب أمجد
أجابت هبة وهى تغمض عينيها بينما الألم أسفل بطنها وظهرها يشتد وصوتها قد بدأ يضعف من قة هذه الآلآم آه ...
سارع بإحتضانها فرحا وهو يهتف مندهشا من سرعة استجابتها له
يا قلب امجد يا هبة حقيقي هترجعيلي بجد!
قالت وهى لا تزال مغمضة عينيها وقد بدأت نبرة صوتها تعلو قليلا
آه ...
لم ينتبه أمجد لنبرة صوتها التي بدأت تعلو من شدة سعادته لموافقتها على العودة اليه أبعدها عنه قليلا هاتفا بسعادة
هترجعي معايا بيتك انهارده يا قلب أمجد مش كدا ف
هتفت وهى تعض على شفتيها
آآآآه ...
قطب امجد جبينه بحيرة وهو يشعر ان هناك شيئ خاطئ لا يفهمه! قال في شك
في ايه يا هبة مالك
داهمتها موجة ألم قوية ففتحت عينيها واسعا و نظرت اليه ونظراتها تغشاها بالدموع وهى تعض على شفتيها بقوة مجيبة پألم شديد
انا ...انا تعبانه أووي يا امجد ..
هتف امجد بجزع
تعبانه تعبانه حاسة بإيه
نظرت اليه قليلا وهى تحاول سحب نفسا عميقا ثم تطلقه لعله يهدأ من حدة الألم قليلا كما سبق وأرشدها الطبيب
انا .. بيتهيألي اني ...اني ...اني هولد!!
نظر اليها بدهشة قائلا
طبعا هتولدي اومال هتوديه فين يعني
طالعته بسخط هاتفة بغيظ
امجد ركز.. انا اقصد اني انا هاولد... دلوقتي يا امجد !
لم تعلم هبة أتضحك ام تبكي حالما شاهدت وجه امجد ما ان أنهت عبارتها حيث فغر فمه واسعا ثم ارتبك ثم سار قليلا روحة وجيئة قبل أن يقف امامها وهو يهتف