رواية جديدة مقتبسة من احداث حقيقيه الفصول من 21-25
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
21
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
وقلوبنا اوطان نقية لم تذق من قبل ذل الاحتلال فان دخلتموها فأحسنوا سكناها ولا تفعلوا مثلما يفعل احتلال غاشم أتى طامعا بامتلاك أرض جديدة ولم يعبأ بها فأخذ يعبث بثرواتها ويدمر ما بها من رونق وجمال الي أن قضى عليها فرفقا به حبيبي فهو لم يعتد من قبل ذاك الدمار
تنهد جاد بحزن من اجله قائلا
خابر انك مصډومة ويمكن كرهاني دلوك بس اني كنت يائس بعد اللي سمعته واللي حوصل لاخواتي وامي بسبب امك واخواتك
رباب بصوت هادئ واني ذنبي ايه
جاد ملكيش ذنب بس مكنش جدامي حل تاني
جاد مجدرش يا رباب ابوكي واخواتك ميهسمحوش برچوعك اكده بالساهل مش بعيد يجتلوكي
رباب باكية يكون أحسن
جاد بثبات اسمعيني زين وبطلي بكى..
انتي مرتي بكيفك ورضاكي ومستحيل اتخلى عنك
رباب لاه ده كان في الاول.. لما كنت مصدجة كدبك ومفكراك هتحبني
جاد واني مستحيل اكدب وفعلا بحبك
جاد بهدوء ڠصب عني كيف يعني!
رباب ابوي هيطلجني منك
جاد ابوكي موافج اننا ننزلوا البلد ويعملونا فرح
نظر الي ملامحها المصډومة ليستكمل بمشاغبة واخدك دارنا واعاجبك علي طولة لسانك ديه
رباب پغضب صوح عندك حج ماهو انا اللي رخصت نفسي وهربت معاك زي اي بنت ملهاش أهل
رباب بخجل انت جليل الحيا
جاد بحزن اني خاېف جوي
رباب وقد تناست ڠضبها بأكمله من ايه هو أبوي هددك بحاچة!
جاد بهدوء خاېف من مجابلتي مع ميادة اختي حاسس بلخبطة يا رباب اني كل اللي فاكره عنها طشاش ايام بعيدة كانت حياتنا فيها هادية وحلوة ياما شالتني هي وحليمة ولعبوا معاي ودلوك حاسس اني هجابل واحدة غريبة عني يا تري شكلها ايه وطريجتها كيف هحبها كيه ما كنت بحبها زمان ولا ايه
اعجلي يا رباب خلاص چاد خدعك وضحك عليكي انسيه وشوفي هتعملي ايه مع اهلك وامك اللي بجت مشلۏلة بسبب عملتك السودة وياريت طلع حبه حجيجة طلع كله تمثيل
استندت سهيلة الي يد يزيد وكأنها طفل في مهده يتعلم أولى خطواته فيخشى الوقوع ارضا بعدما أحس بضعف قدماه نظر اليها بأعينه التي تشبه ميناء هادئ وأمن يدعوها الي ان تستقر به وابتسم بحنو قائلا
سهيلة تفتكر ميادة هتخذلني يا يزيد تفتكر كنت ببني السنين دي كلها في ارض مش بتاعتي فعلا وجه الوقت علشان افوق
يزيد متقلقيش وبعدين مش انتي يهمك سعادتها
سهيلة بقلب ام ملتاع وخائڤ من الفراق اكيد بس لو سعادتها في بعدها عني معني كده ان مۏتي يبقي اهون واريح
احتضنها پغضب قائلا بجد يا سهيلة لو الكلام ده اتكرر هيكون ردي عليكي قاسې وهتزعلي ولو وجودي مبقاش فارق معاكي قوليلي وانا ابعد واريحك مني...
لم تجبه وآثر الصمت فمن يحب بحق يصل الي دواخلك ويدرك متي يقترب ومتي يبتعد دون ان يتركك يحتويك بعينيه ويتحدث اليك في صمت وان اخطأت يحتضنك ويكتفي....
أتت ميادة راكضة باتجاه القاعة التي استقر بها يزيد وسهيلة بعدما وصلا الي النجع واستقبلهما سلمان وجلس بصحبتهما يرحب بهما بحفاوة وكرم
هرولت الي احضان سهيلة التي ترددت في البدء هي خوفا من أن تستشعر فتورا من طفلتها لكنها احست باشتياق أذاب مخاوفها واهلكها...
ابتسم يزيد وشعر ببعض الهدوء الي أن جاءت اليهم نوارة بوجهه الملائكي مبتسمة بحب قائلة
يا مرحب نورتوا النچع يا بيه اهلا ياست سهيلة
ابتعدت ميادة عن احضان سهيلة بتوتر وكأنها تخشى اغضاب نوارة ووقفت بينهما لا تعلم الي ايهما تقترب
نظرت سهيلة ناحية نوارة ولا تدري أتشقق عليها من فراق دام طويلا ولم تكن هي لتتحمله ان كانت بمكانها أم تحقد عليها بعدما استردت أمانتها وحرمت هي من ذاك الوصال
لاحظت نوارة ملامحها الحزينة المتوترة ولم لا وهي الأدري بتلك المشاعر وذاك الألم فتنهدت محاولة التغلب علي مشاعرها التي تدعوها الأن لاختطاف ميادة وابعادها عن الجميع واتبعت صوت الضمير الذي أخبرها ان سهيلة لا تستحق الا المعروف ردا علي جميلها
تحدثت سهيلة بصوت مهزوز محاولة استجماع شتات نفسها
متأسفة اوي اننا جينا بدون موعد بس قلقت علي ديدا
نوارة وااه.. بيتك ومطرحك ياست الكل انتي في بيتك واحنا ضيوفك
ابتسمت سهيلة علي ما قالته تسلمي كلك ذوق
كان الصمت المحيط بهم جميعا مؤرقا فتحدث سلمان الي والدته قائلا
چاد راچع مېته
نوارة عشية بأمر الله ياجلبي
نظرت سهيلة ناحية ميادة فقد اشتاقت اليه وابتسمت اليها الأخرى بحب وتحدثت الي يزيد بمشاكسة
هو انت مخاصمني يا بابا
ارادت نوارة البكاء الان بكل قوتها هل صار لأبنتها أب سوى سلمان الا يكفي ان احدى طفلتيها فارقت الحياة أتنادي الاخرى رجلا أخرى بأبي هل انتهي ذكره هكذا وبقي منه ذكريات فقط لا يتذكرها أحد سواها هل الحياة قاسېة هكذا علي الانقياد اأمثاله ولكن مهلا هل تلومها هل تستطيع أن تفعل لقد هربت ميادة من أهلها من يفترض أن يصبحوا سندا لها ولم تجد من يحميها سوى من يجلسون أمامها الآن
لاحظت سهيلة دموع نوارة الصامتة فأحست بالحزن من أجلها معتقدة أن وجودهم السبب فاستأذنت قائلة
احنا هنمشي بقي يا ديدا انا حبيت اطمن عليكي وان شاء الله هبقي انتظر تيجي تزوريني
نوارة برفض تزورك ليه ياست سهيلة ميادة بتك كيه ماهي بتي ويمكن اكتر انا ربيتها ١٣ سنه وانت حافظتي عليها ١٦ سنة وزيادة يعني كفتك تغلب حجك عليا اني السبب في كل اللي حصل بسببي بناتي ضاعوا مجدرتش احميهم ولا احافظ عليهم
ميادة بحزن من اجل والدتها متقوليش كده يا أمي انتي ملكيش ذنب وعلشان خاطري متبكيش انتي وهي انا اعصابي تعبانة وحاسة ان قلبي واجعني
سهيلة سلامة قلبك يا ديدا
يزيد بهدوء حبيبة بابا ممكن تاخديهم الاتنين وتتفاهموا بعيد وانا هقعد براحتي مع الاستاذ سلمان نشرب الشاي اللي هيبرد ده
ميادة بمرح حاضر بس اوعي تنام
يزيد بتعب والله نفسي انام سهيلة بقالها مدة معقبانا انا ومصطفي ومبنعرفش ننام بسببها
نوارة بهدوء اشربوا الشاي يا سلمان وخد عمك وډخله المنضرة وسيبه يريح بكيفه
اومأ اليها سلمان وصمت يزيد معلنا عن موافقته وصعدت ميادة بصحبة سهيلة ونوارة الي الاعلى
بعد أن غادرت نوارة تاركة سهيلة تستريح قليلا ومعها ميادة توجهت الي غرفتها وظلت تفكر قليلا ينبغي عليها ان تخبر فهد بوجود رجل غريب بالبيت فمهما حدث بينهما هناك أصول ينبغي اتباعها لذا اتصلت تهاتفه وتخبره بوجود يزيد وسهيلة
أجابها فهد بتردد قائلا يعني دلوك لو چيت ميادة هتوافج تجابلني
نوارة بتردد مخبراش يا فهد مهما عملت حجها وانت خابر
فهد بحزن خابر يا نوارة ومتوكد ان دلوك بتطلبي مني اچيلكم من باب الاصول وبس
نوارة بثقة معلوم يا أبو چاد ميصوحش راچل غريب يبيت اهنه من غير أذنك
فهد بتعب هچيلكم بس اغير خلجاتي وهتلاجيني جدامك
نوارة ان شاء الله
أخذ نوح يجوب غرفته ذهابا وايابا يشعر بالاختناق من الجميع ومن نفسه ترن بأذنه كلماتها القوية وشراستها التي ازدادت بعدما عادت معه الي النجع
يعلم يقينا أن بينهما بحارا وأمواج قاسېة ټضرب بلا رحمة من يحاول الاقتراب لكنه اقترب فضړبته هي بكلماتها القاټلة هو تربى بالفعل بين يدي شهيرة لكنه لم يسمح لها بان تؤثر عليه فهل كانت ميادة تقصد بقولها ان جاد تربية نوارة وليس تربية شهيرة حماد فقط أم تقصد كلاهما هل تراه مثل شقيقه أم هو بالفعل مثله ولكن الظروف قد خدمته فلم يقع فريسة لبراثن واحقاد والدته مثلما وقع حماد هل من المحال أن تنسي او تتناسي وتعود اليه أم أن ماضيهما سويا يشبه البركان الخامل مهدد بأي لحظة بالانفجار وټدمير الأخضر واليابس
هل من المعقول أن تتخطاه كليا وتستكمل حياتها ويبقي هو معلقا هكذا .. تمتم بغيظ قائلا
هنشوف يابت خالي أخرة العند معاي ايه اه منك تاعبة جلبي وانت غايبة وتعباني اكتر لما رچعتي مخابرش اتصرف وياكي كيف صبرك علي بس نفوج من ۏجعة رباب وچاد ووجتها ميهمنعيش عنك حد واصل
أبتلع فهد ريقه بتوتر يهتز قلبه پخوف ورهبة وكأنه تلميذ يقف أمام استاذه ويخشى عقابه بينما هي تدعي الثبات وبداخلها نيران وحنين اشتياق وكره ذكريات وألم..
لقد كان الأقرب الي قلبها لم يكن شقيق والدها فقط بل كان والدا لها كم دللها واغدق عليها بحبه دونا عن الجميع كانت تطلب فلا تجد منه سوى الاجابة بصدر رحب لم تحزن لمۏت والدها سلمان وربما كانت صغيرة فلم تدرك مصابها ولم تعي أنها صارت يتيمة ولذا لم تتعذب قدر ما تعذبت بعدما خذلها فهد الأب القاسې والعم القاټل وان لم يكن هو الفاعل لكنه اعطى لحماد اذنا بأذية حليمة وقد أذاها دون رحمة تود ميادة الأن الهروب ليس الا.. ويود هو احتضانها ولو دقيقة واحدة لو بيده فقط أن يفقدوا الذاكرة الان لفعل دون تردد...
تقف نوارة خائڤة وحائرة تشفق علي فهد فقد قضى سنوات عمره يكابد ثمن اخطائه ولو كانت تملك القدرة علي سماحه لفعلت لكنها يوما لن تستطيع فكل الذنوب قد تغتفر الا قتل الروح...
تمتم فهد بصوت يحمل بين طياته أنينا واضحا
كيفك يا ميادة
ميادة بخفوت وجمود بخير الحمد لله كيفك انت ياعمي ولا اجولك يابه فهد كيه زمان!
أدمعت عيناه من تهكمها الواضح ونظر اليها فأشاحت بوجهها عنه قائلة
ميادة ماټت ياعمي.. ميادة سلمان السياف ماټت واللي قدامك جودي القاضي الشئ الوحيد اللي ربطني بالمكان ده دلوقتي أمي ولو بايدي هاخدها ونختفي للابد بس للأسف عارفة انه صعب عليها تسيب ولادها
فهد بحزن اخواتك!!
نظر اليها سلمان معاتبا فتحدثت باعتذار قائلة
اتمني متزعلش مني ياسلمان بس الغدر احساس بشع صعب يتنسي اتمني من ربنا متجربوش ابدا انت وجاد
اومأ اليها سلمان متفهما واستكملت زمان لما كنت بتغيب عن الدار ياعمي كنت بخاف اوي بحس فعلا اني يتيمة وكانت دايما حليمة تاخدني في حضنها وتقولي مټخافيش اني جارك.. كان حضنها دافي كانت دايما تقولي اشمعنا عمي بيحبك اكتر مني وكنت انا بكدبها..
سألته قائلة عارف كنت بكدبها ليه ياعمي لأني كنت شيفاك حاجة كبيرة اوي مستحيل تغلط مستحيل ټأذي مستحيل تظلم وتغدر.. بس للأسف انا طلعت غلط وحليمة لأن قلبها