رواية جديدة مقتبسة من احداث حقيقيه الفصول من 16-20
أم أكره حبي لك وكلاهما يؤلمني فأنا لا أود أن أشعر تجاهك بأي شئ.. دعني ابتعد بعدما احقق ما انتظرته سنوات دون شفقة عليك او ندم.. لما الأن تبدو وكأنك شخص أخر لا اعرفه ويأخذني اليه مرغمة
تثاقلت انفاسها وداهمها من جديد ذلك الألم المعتاد.. ابتسمت ساخرة من حالها فيبدو أن المها النفسي لا يكفي ليعلن جسدها هو الأخر عن رغبته بالاڼهيار.. تناولت بعض المسكنات وحاولت تهدئة توترها الزائد.. استجمعت شتاتها واستعدت لملاقاته
وصل الي المكان الذي تنتظره به متلهفا لسماعها
كانت ميادة تبكي بقوة وتتمتم من بين شهقاتها قائلة
انا حاولت كتير يا نوح اني اقنع بابا يصرف نظر عن موضوع خطوبتي لابن عمي بس هو صمم انا بجد مقدرش ارتبط بحد غيرك.. انت مش متخيل لما طلبت مني الجواز انا حسيت بأيه
ميادة لا بلاش بابا عنيد وصعب يرجع في كلمته
نوح پغضب يعني ايه هتوافجي وتبعدي عني
ميادة بحب ياريت اقدر
نوح يبجى نتجوز
ميادة تقصد ايه.. نتجوز من غير بابا ما يعرف
نوح بترجي انا مجدرش اهملك لراجل غيري يا جودي.. مش معجول يكون نصيبي في الدنيا اكده كل اما أحب حد يهملني ارجوكي متبعديش عني
نوح بيأس مهترجعش.. لو ناوية ترجع كانت رجعت من سنين
جودي وافرض يا نوح.. انا وقتها هعمل ايه
أمسك يدها بقوة واحتواء قائلا
ارجوكي متضغطيش علي دلوك والله اني مستحيل اظلمك بس جلبي اكتفى ۏجع من الكل كفاية اني مضطر اغلط واساعد في الغلط بسبب الواجب والمفروض
ميادة انا مش فاهمة حاجة
نوح هقولك كل حاجة...
نظرت اليه ميادة تحاول أن تتبين صدقه.. سألته بهدوء عكس ما تشعر به
معقول يعني اخوكي اختفي هو كمان
نوح محاولا التبرير علي فكرة اخوي مهواش وحش جوي اني خابر انه ارتكب چريمة بس وجتها كان صغير وضايع وللأسف امي دايما كان ليها تأثير كبير عليه
ميادة بحدة والبنت اللي قټلها ذنبها ايه
نظر اليه قائلا بلاش تحكمي علي حد من غير ما تعرفيه زين اني وحماد ظروفنا كانت صعبة جوي ياما اتمنيت الاجي حد ياخدني في حضڼي وجت مۏت ابوي وملجتش احنا كبرنا جبل الاوان يا جودي انتي صعب تحسي بكلامي لانك متربية في بيت كله حب
ابتسمت ميادة بسخرية فها هو يخبرها أنها لم تعاني مثله لم تذق طعم اليتم ولا الفقد.. لم تعاني مرارة الظلم من والدته وخاله فهد.. لم تنقسم روحها نصفين بفقدها لتوأمها...
ابتسمت اليه بحب استطاعت تمثيله بجدارة وتحدثت اليه قائلة
خلاص يا نوح انا موافقة وكل اللي انت قولته ده مش هيقلل من حبي ليك بالعكس انت كان ممكن تخبي عليا ومتقوليش حاجة عن ماضيك
نوح بسعادة يعني موافجة
ميادة بثقة موافقة بس ..
نوح بس ايه
ميادة انا هكلم خالو مصطفي واقنعه يكون معايا
نوح وتفتكري هيوافق
ميادة هو مش هيوافق بسهولة بس عالأقل احس ان حد من اهلي معايا وبعدين هو رافض جوازي من رائد وكلم بابا كتير بس للأسف رفض يسمعله
نوح خلاص كلميه يجيلنا دلوك واني هكلمه وان شاء الله يوافج
ادعي مصطفي الرفض التام والڠضب الشديد وأخذ نوح يتحدث اليه برجاء يوضح اليه موقفه ورغبته القوية في الزواج بجودي
وبعد ساعات من الاقناع وافق مصطفي علي الوقوف بجانبهما الا أنه اشترط عليه قائلا
انا موافق انكم تكتبوا الكتاب وبس مفيش فرح ولا جواز فعلي الا بعد ما نقنع يزيد.. انا بس وافقت لاني عارف انه عنيد وهيصمم علي جوازها من رائد وانا بصراحة مبحبش الواد ده
نوح بسعادة واني يكفيني انها تبجي مرتي وعلي اسمي
مصطفي خلاص انا هجيب مأذون العيلة وهفهمه ميجبش سيرة لحد وربنا يستر بعدين
اتفق مصطفي مع المأذون وقام بوضع الاوراق التي يود ان يوقعها نوح دون علمه وسط اوراق عقد القران
انتهي عقد القران وابتسم مصطفي بانتصار ناظرا الي ميادة يطمأنها انه قد حدث ما تخطط له
غادر مصطفي بعدما تحدث اليها والي نوح قائلا
اعتقد انك وعدتني يا باشمهندس
نوح بثبات برجبتي يا استاذ مصطفي.. بس ياريت تخليها معايا شوية واني هوصلها بنفسي لحد البيت
اومأ مصطفي موافقا وصاحبته ميادة خارجا
ابتعدا قليلا ليتحدث اليها قائلا
خلاص يا ديدا الوصل نوح وقعه من غير ما ياخد باله وبصم عليه كمان.. وصل ب ١٠٠ مليون جنيه واعتقد ان مهما كانت ثروته مش هيقدر يدفع ووقتها هتاخدي حقك وفلوسك كلها...
ابتسمت ميادة بارتياح هامسه اليه
البادي اظلم يا خالو انا كل اللي بعمله رد فعل مش اكتر.. رد فعل اتأخر سنين
مصطفي بحب انا مروح لو احتجتيني اتصلي علطول وياريت متتأخريش
اطعمها جاد بيديه ممازحا اياها كي تطمئن قليلا فهي ورغم ابتسامها وهدوءها الا انه يعلم ما تعانيه.. لقد قلب عالمها بين ليلة وضحاها ورغم انه لن يتراجع الا انه يشفق عليها لقد انتظر أن يتصل به نوح أو والد رباب ويتوصلون الي اتفاق فيما يخص تسليمهم حماد لكن يبدو أنهم يأخذون تهديده اياه باستهتار وينبغي ان يخيفهم قليلا
انتهت رباب من طعامهم وبدأت تشعر برغبة قوية في النعاس.. اقترب منها جاد مدعيا القلق متسائلا
مالك يا حبيبتي.. رايدة تنعسي
رباب مخبراش يا جاد بس راسي تجيلة جوي انا هخش جوة اريح حبتين
انتظر قليلا الي تأكد من نومها فقد وضع لها منوم قوي بالطعام
اني حذرتكم يا أم حماد بس شكلكم مفكرني ههزر.. ياريت متزعليش بجي من اللي حوصل لرباب هي مهما كان مرتي ومن حجي اتصرف معاها بكيفي المشكلة انها ضعيفة ومتحملتش
لم تستوعب شهيرة ما تراه.. توقف عقلها عن العمل واحست بعجزها عن الحركة.. حاولت الصړاخ ولم تستطع.. نظرت مرة أخري الي صور ابنتها الغالية لتراها غارقة لتعود اليها صورة حليمة وهي غارقة بدماء براءتها لتجزع شهيرة معتقدة ان رباب القت حتفها .. لحظات وخرج صوتها في صورة صړخة مدوية يملؤها القهر الذي اذاقته لغيرها