الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية كاملة رائعة اافصول من 1-10

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

الجامعة ....حينها قابل مرام كانت أول حب له في حياته ولم يدخل بعدها قلبه ....لم يكن حاله كما هو عليه عليه الآن بل كان مليء بالجد والتفاؤل لاستكمال أحلامه ....ولكنها دمرته فقضت على كل شيء جميل .....وفى النهاية أسدلت الستار على حياتها ....بشكل مؤسف ....لم يستطع وقتها استكمال دراسته الجامعية ...فقام بالسفر للخارج وأكمل دراسته هناك .....وعاد بالرغم من عدم رغبته في ذلك ......
عاد شخص غير الذي خرج من تلك البلد عاد غريبا عن نفسه .... سهرات وحفلات ....فتيات ومقابلات ....وخمور .
وبرغم معرفته أن ما يفعله خاطئ ويدمر حياته بالبطيء .....إلا أنه يفعله .
لا يعلم هل ستستمر حياته على نفس المنوال ... ...أم ستتغير ....
هو يشعر بل متأكد أن حياته موحلة ويكاد ېموت مللا منها ولكنه كالساقط في هوة لا يجد منقذا له .. إذا فليغرق براحة وسلام .
إلتفت لها قائلا والتسلية تلمع بعيناه 
_ بتبصيلى كده ليه 
ردت شذى مبتسمة 
_ عجبنى ....عندك إعتراض . 
رد بشبه ابتسامة على شفته 
_ عارف دى سيبك منى وكلميني عن نفسك شوية .
ردت شذى بضحكة رقيقة 
_ أنا شذى محمود عثمان ....بنت المحامى المشهور محمود عثمان .....خريجة إدارة أعمال .....جاية اقضي إجازة مع بابي ومامي .....شوفت كمية الملل .
كلمني انت شوية عن مؤيد .
رد مؤيد بهدوء 
_ أنا ياستى مؤيد عبد الرحمن الراجحي......أنا بشتغل في شركة الراجحي للمقولات وهى دى حياتى .. اللى برضوا مملة . 
شذى 
_ واو هندسة لا أنا كده مش هستحمل كل ده ههههههه متعرفش أنى من أحلامي أنى ارتبط بمهندس وخاصة
لما وسيم وحليوة كده زيك وغمزت له برقة ..
ليصمت مؤيد وهو يتطلع إلى البحر أمامه بوجوم ....كل ما قالته صحيح ولكن ليست هي مقومات السعادة في هذه الحياة .....هو لديه المال والجاذبية كما قالت ولكن كل ذلك لا يرضيه ......قد يكون مريضا ولكن هذا هو الشعور المسيطر عليه دائما عدم الرضى .... 
في قلبه چرح عميق ېنزف كل يوم دائما يإستمرار دون أن يلاقى من يداويه.
تأملته شذى وهو شارد تشعر وكأنه شخص تحيطه هالة من الغرابة والغموض......يمتلك قدر كبير من الوسامة والجاذبية ولكن لما شروده .
أستفاق من شروده على نظراتها له .... نظرات غريبة ولكنه لم يهتم ولم يحاول قرأتها.
احمر وجه شذى خجلا وهى لا تعرف سره تحديقها به مطولا !!
أدارت شذى وجهها عنه ولم تتحدث ليقول مؤيد 
_ يلا عشان أروحك ......الوقت أتأخر .
بعد مدة وقفا متجاوران أمام منزلها ......بعد أن كان الصمت يغلفهما طوال الطريق شذى
_ كان يوم جميل .
لم يرد مؤيد والتزم الصمت لتكمل شذى
_ شكل اليوم معجبكش معايا.
قال مؤيد شذى أنا مضطر أمشي دلوقتى .....سلام 
ردت شذى بخفوت 
_ سلام 
كاد مؤيد أن يغادر ولكنه الټفت إليها سريعا وجذب منها هاتفها وقام بتبادل الأرقام ....ثم مده لها قائلا أنا سجلت رقمي عندك ....في أي وقت تحتاجيني اتصلي 
شذى
_ مؤيد إحنا هنتقابل تاني .......صح 
أومأ مؤيد برأسه وهو يلتفت ليغادر 
دلفت شذى إلى غرفتها وعلامات الاستغراب بادية على وجهها .. ارتمت على السرير ....لتنظر إلى السقف بشرود وتتسائل .
هل هذا هو مؤيد الذي كانت تسمع عنه الأساطير 
هل هذا من أوقع الكثير من الفتيات في شباكه 
هل هذا هو الشخص الذي تحاول الاڼتقام منه 
أتتراجع عن الاڼتقام وتتركه وشأنه 
أسرعت شذى تهز رأسها پعنف والأفكار تعصف بعقلها.....ما الذي تفكرين به لابد أنها إحدى الطرق التي يستدرج بها الفتيات .....كيف تفكرين ألا ټنتقمي منه....
هل نسيت رفيقتك وصديقة عمرك لمجرد انه يحاول أن يخدعك .....ويوهمك بالحزن العميق الذي يظهر في عينه بمجرد شروده اخرج شذى من تفكيرها صوت هاتفها فالتقطته لترى من المتصل .....تصلبت جميع عضلات جسدها ما أن اطلعت على اسم المتصل.....ولكنها سارعت في الرد
_ أزيك يا حسام .
جائها صوت حسام حازما تمام ......قوليلى عملتي إيه مع مؤيد .
أجابته شذى
_ أنا ماشية على الخطة اللي اتفقنا عليها . 
قال حسام بتحزير 
_ تمام ....شذى مش هنبهك متتأخريش بره مع مؤيد تانى .......فاهمة
قالت شذى بقنوط حاضر .....سلام .
حسام سلام 
ألقت شذى هاتفها على السرير وهى تشعر بالعجز الشديد ..
لماذا لا يبادلها الحب 
لماذا يؤلمها وېجرحها بهذي الطريقة 
عندما طلب مساعدتها في الاڼتقام من مؤيد ....لم ترفض بل وافقت على الفور ......لأنها تريد الاڼتقام لصديقتها في البداية ولأنها تريد أن تكون بجواره ......
هو يعلم تماما أنها تكن له الحب الشديد ... بالرغم أنها لم تفصح عن حبها له ...ولكنه يتظاهر بعدم معرفته .
جراح لم تلتئم ... ولا يبدوا أنها ستلتئم 
چرحا عميق في قلبها ....يسيل منه الډماء بغزارة ...
إلى متى ستتحمل چراحها ...وټقاومها 
غادر مؤيد وهو لا يعلم لماذا تذكره شذى بمرام .....كلما نظر إليها أو تحدث معها شعر أن هناك شيء من مرام بها.....شيء يجهله أو يحاول أن لا يعرفه.
توقف بتفكيره عند اسمها ......
مرام اكبر مخادعة في حياته ... اكبر كذبه عاشها .....
أول من استغلته بتلك الهالة من البراءة المزيفة
شعر بضيق صدره كلما تذكرها .....تلك الأفعى لا تريد الخروج من عقله رغم مۏتها منذ زمن بعيد .....إلا أن عقله يأب أن ينساها ويخرجها منه 
التقط هاتفه واتصل بأقرب صديق له 
قال مؤيد 
_ ازيك يا حسام ....أخبارك إيه 
أجابه حسام 
_ تمام يا مؤيد .....مش هتيجى إحنا سهرا نين سهرة تجنن في الشاليه بتاعي 
جائه رد مؤيد سريعا 
_ نص ساعة وأكون عندكوا 
بعد فترة كان قد وصل ... دخل معلقا بصوت عال جذاب ضاحكا 
_ اليوم خمور ونساء يا أصحاب الخير كله
بحث بعينه عن حسام إلى أن وجده يقف بعيدا ممسكا بكأس من الشراب 
فإتجه إليه مؤيد قائلا 
_ أديني كاس .
ناوله حسام كأس وظل على هذا الحال لساعات يشرب ويشرب ....وهو لا يشعر بما حوله 
قال حسام أخيرا بهدوء
كفاية يا مؤيد هتتعب .
اجابه مؤيد بصوتا ثمل 
_ ادينى كاس كمان أنا تعبان لوحدي......خليني أنسى .
إعترض حسام 
_ لا خلاص .......يلا يا مؤيد اطلع نام فوق مش هتقدر تسوق وأنت في الحالة دى .
وحينها لم يستطع مؤيد الاعتراض فقد كان في عالم آخر .
استيقظ مؤيد وهو يشعر بصداع شديد اجتاح كل عقله....فإلتفت حوله يحاول معرفة أين هو......واخيرا استطاع في النهاية التذكر انه في شاليه رفيقة حسام حاول النهوض عدة مرات إلى أن استطاع أخيرا الوقوف على قدمه
خرج من الغرفة باحثا عن حسام إلى أن وجده في الحديقة .....فارتمى على اقرب مقعد بجواره .
قال حسام 
_ واضح انك تعبان .
أجابه مؤيد 
_ جدا ....عندك حاجة قوية للصداع 
قام حسام من مجلسه بهدوء وقبل أن يغادر الټفت لمؤيد قائلا 
_ هجيبلك برشام للصداع و قهوة تظبطلك دماغك .
أومأ له مؤيد بضعف وجلس منتظر إياه إلى أن عاد حسام وفى يده حبتان مسكن وفى الأخرى كوب كبير من القهوة .
ناوله حسام الدواء وقال 
_ اتفضل . 
تناول مؤيد الدواء وبدا بشرب القهوة علها تخفف من ذلك الصداع القوى .....بينما اخرج حسام من جيبه هاتف مؤيد ومده إليه قائلا 
_ خمس مكالمات من والدك .
رفع مؤيد إحدى حاجبيه تعجبا لماذا يريده والده 
قام مؤيد باتصال بوالده وما إن فتح والده الخط حتى بدا في الصړاخ عليه والده 
_ انت مش نافع في حاجة خالص .
حاول مؤيد الفهم 
_ بابا في إيه ليه الزعيق ده كله
والده 
_ عشان أنا مخلف واحد فاشل 
صمت مؤيد ولم يرد بينما تابع والده 
_ قولى انت جاى ليه شرم.....مش عشان الفوج الاجنبى ....ليه موقعتش معاهم العقود .
مؤيد بابا.....الشروط مش عجبانى 
صړخ والده 
_ أنا مش قولتلك توقع معاهم العقود 
حاول مؤيد الاعتراض 
بابا......أنا مش طفل صغير ... أنا مش عجبانى الشروط 
صړخ والده مجددا 
_ أنا غلطان لما اعتمدت على حيطه مايلة .....انت مش عارف أن احنا محتاجين صفقة زى الصفقة الأجنبية......بعد الخسارة اللي كنت انت السبب فيها .
صمت والده وصمت مؤيد فماذا يقول ....انه هو سبب فى خسارة الشركة لأموال طائلة بسببه....وبسبب إهماله 
قال والده بټهديد 
_ مؤيد في خلال أربعة وعشرين ساعة لو مكنتش قدامى....هوقف الفيزا والفلوس اللي في البنك والعربية هتتسحب .....ومش هيبقى ليك شغل عندي سامع .
ولم ينتظر رده بل أغلق الخط مؤيد 
_ واضح إني لازم أسافر 
رد حسام 
_ خلاص نشوف أول طيارة للقاهرة ونسافر 
مؤيد 
_ لأ خلاص خليك انت وأنا هسافر 
حسام
_ انت بتقول إيه إحنا أصحاب ......نبقى نعوضها المرة الجاية 
قال مؤيد باستسلام 
_ تمام..... احجز انت وأنا هروح ألم هدومى . 
حسام 
_ ماشى .
غادر مؤيد ليظلم وجه حسام قائلا لنفسه
_ استني يا مؤيد طول ما أنا معاك مش هوريك الخير 
كان يجلس في غرفته شاردا بكلام خاله ..... لقد عرض عليه خاله فرصة عمل ذهبية يتمناها اى احد لقد عرض عليه السفر إلى ألمانيا والعمل في شركه كبيرة هناك بمرتب كبير وفي مجال تخصصه في الهندسة الميكانيكية ........ 
نعم كان حلمه مثل اى حلم شاب يريد أن يشق طريقه في هذه الحياة ........ويحقق أحلامه .......ولكنه لم يستطع منذ تخرجه أن يعمل في مجاله سوى مرة واحده كانت تلك المرة هي نقطة يكرهها بشده .
فقد كانت الشركة التي يعمل بها يملؤها الرشاوى .....التي لم يكن يستطيع تقديمها ولم يكن يريد .
لم يستطع الاستمرار في تلك الشركة ....فقدم استقالته على الفور ولكن الآن سيستطيع استكمال أحلامه ..... ورفع مستوى معيشتهم ... لذا سيصلى استخاره .....وليفعل ما سيسره الله له 
اجتمع جميع أفراد العائلة على الغداء.......كما هي عادتهم ....كان الصمت يعمهم .....فلم يحاول احد قطع هذا الصمت الكئيب .....
الجميع يسلط أنظاره تجاه سيف....ينتظرون رده ......وهو لا يوجد على وجهه اى إمارات الرفض أو القبول 
يجلس وكأن الأمر لا يعنيه بينما يجلس الجميع على أحر من الجمر ....منتظرين رده 
بعدما انتهاء الغداء ......حانت أخيرا اللحظة التي سيعلن بها قراره 
فقال والده 
_ سيف أظن انك فكرت كويس ....ها ردك إيه
أجابه سيف بهدوء 
_ بابا ......أنا موافق 
رد والده بهدوء
_ ربنا يوفقك ....وأنا هروح
اتصل بخالك عشان يجهز إجراءات السفر .....
ثم الټفت مغادرا ليلتفت سيف لامه التي بدأت تدمع عيناها فقال بحنو 
ليه العياط يا ماما........هو انتوا مش هتشفونى تانى ولا إيه ....إن شاء الله هنزل إجازات . 
والدته 
_ يابنى انت رايح بلد بعيدة وغريبة ......ازاى مش عايزنى أخاف عليك 
رد سيف بمرح
_ اوعى تكوني خاېفة عليا من الفتنه يا سوسو .....مټخافيش انت اللي في القلب مفيش حد هياخد مكانك مټخافيش . 
والدته 
_ سيف أنا بتكلم بجد 
قاطعها سيف 
_ أمي أنا عارف انتى خاېفة ليه .... مټخافيش صاحب الشركة اللي هشتغل فيه مصري ... وأنا لازم اتعب عشان أوصل لحاجة كويسة ولا إيه 
ردت والدته بقنوط 
ربنا يوفقك ..... 
سيف
ادعيلى يا أمي 
عاد والده وهو ممسك بهاتفه ليقول 
سيف......خلال يومين هيكون كل حاجة جاهزة وتسافر 
والدته 
ليه يا حسن السرعة دى 
حسن 
صاحب الشركة مستعجل .....وعايزه يكون جنبه علشان يساعده 
سيفماشى 
والټفت مغادرا

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات