الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية كاملة رائعة اافصول من 1-10

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الاول
إستيقظت فتاة في مقتبل العمر على أذان الفجر الصادح في الأرجاء ....فإتجهت
لتؤدى فرض الله عليها بنشاط و همة ....و بعدما أتمت فرضها توجهت إلى غرفة 
والديها لتوقظهم ولكن كالمعتاد تجدهم مستيقظين يتسامران بعدما انتهوا من أداء
فرضهم .
قالت الفتاة بمودة وابتسامة واسعة 
صباح الخير على أحلى بابا وماما في العالم .

أجابها والداها بمحبة 
صباح الخير يا بكاشة .
صاحت الفتاة بحماسة 
يالا إدعولى ربنا يوفقني في آخر امتحان علشان أخلص بقا وأرتاح .
ابتسمت لها والدتها بحنان 
ربنا يوفقك يا زهور .
جائهم صوتت من خلفهم يقول بتذمر مصطنع 
وأنا ماليش دعوة حلوة زى دي ولا إيه !
نظرت لها والدتها بحب 
ربنا يوفقك يا ابني ويحقق أمانيك.
تدخل الأب ليقول جاذبا إنتباه ولده 
سيف .....هتنزل الشغل النهاردة !
رد سيف بهدوء
آه يا بابا هستمر لحد ما ألاقي شغل كويس .
هز الأب رأسه بقنوت 
ربنا يعينك يابنى .
إلتفت سيف لأخته قائلا بمزاح 
مش عاوز أقل من أمتياز ....فاهمة .
ردت زهور وهى تخرج له لسانها 
أنا جبتهامرات وأنت ولا مرة سيف .
رد سيف متصنعا الإحراج 
أنا عشان ....مكنتش بزاكر مش أكتر ولا أقل .
أخرجت له زهور لسانها بشقاوة 
حد قالك متذاكرش .
قال سيف پغضب مصطنع 
مش يلا يا أمي علشان نفطر عصافير بطني بتصوصو وأنا لما ببقى جعان مش بسيطر على نفسى وممك أكل بنتك الحلوة دى .
ضحكت الأم بخفوت ونهضت لتعد لهم الفطور وهى تقول 
حاضر يا حبيبي .
لاحقته زهور بشقاوة 
شوفت أديك بتغير الموضوع عشان مالكش حجة .
أغمض سيف عينيه بيأس وهو يقول 
يا بت أسكتي بدل ما أديكي بوكس .... وتروحي الإمتحان متشوفيش حاجة.
خرجت زهور مسرعة وهى تخرج له لسانها مازحة ....حينها إلتفت الأب لإبنه قائلا 
سيف ....خالك جاي النهاردة علشانك .
نظر له سيف بحيرة 
ينور بس متعرفش في إيه !
أجابه والده بخفوت 
أعتقد إنه جايبلك شغل .
صاح سيف بفرحة 
متأكد !
اومأ له والده موافقا 
إن شاء الله .... ربنا يسهل الحال ويوفقك .
سأله سيف بتردد 
متعرفش الشغل في تخصص شهادتي ولا لأ !
رد الأب بحيرة 
لا مقالش هنعرف لما يجى .
همس سيف بخفوت 
ربنا يسهل الحال .
وإلتفت مغادرا الغرفة بصمت .....عقله مشغول بتلك الوظيفة .
فهل ستكون مثل تلك الوظيفة التي يعمل بها ....أم هل ستكون في تخصصه الهندسة الميكانيكية
في شركة مشهورة للمقاولات في بريطانية كان أحد الشباب يجلس على مكتبه شاردا 
في تلك الفتاة التي أخذت عقله وقلبه من الوهلة الأولى بجمالها الذي أبدعت بإخفائه
تحت الملابس المحتشمة الفضفاضة ......وقد أسرت قلبه بأخالقها وإلتزامها ..... 
والذي أفقده صوابه هو أنها لم تكن مسلمة وإعتنقت الإسلام منذ فترة وجيزة .
يكاد يجن من الۏلع بها ....كل يوم يحاول أن يتقرب منها ... يحادثها ... يخبرها بأنه معجب بها ولكن إلتزامها يمنعه .
لا تعطيه فرصة ليقول لها بأنه يريدها زوجة له ...يريدها أم لأطفاله ....ولكنها تصده بأنها لن تتزوج الأن ....فهي تراعىوالدتها التي بلغ مننا الكبر منتهاه ....وكلما عرض عليها المساعدة بتكفلها هي و والدتها ترفض بشدة.
إنتفض من ذكرياته على صوت هاتفه .... فإلتقطه من جيب سترته بملل ليطلع على 
اسم المتصل فيجده والده .
حين فتح الهاتف سمع والده يقول له 
السلام عليكم .
أجابه بملل واضح فى نبرة صوته 
وعليكم السلام .....في حاجة يا عماد باشا .
صاح به عماد پغضب 
إتكلم بأسلوب أحسن من كده يا ياسين ....بعد ما تخلص شغل تعالى على الجريدة ....سلام .
نظر ياسين للهاتف في يده بحنق ثم ألقاه على مكتبه .... لقد سأم الحديث مع والده المتكرر عن تلك الفتاة التي يمقتها بشدة ..والتي لا يدع له والده أي فرصة دونالتحدث عنها ...ومحاولة إقناعه بها .
زفر بحنق شديد ...يريد أن يتخلص من موضوعها بسرعة ليتفرغ لفتاته الرقيقة
..ويحاول إقناعها بالزواج منه .
في مكان آخر ...... تحديدا في شرم الشيخ
في حفلة مقامة على الساحل .
كان يجلس شاب بعيون مليئة بالخبث والثقة .... بين أصدقائهينظر إلى من حوله فتيات .... منهم من يرقص ..ومنهم يقف على الساحل برفقة الاصحاب يتسامرون .
....ومنهم من يرمقه بنظرات الإعجاب الواضحة .... فيبادلهم بابتسامة ساخرة تتلالأ
على زاوية شفته ...فهو موقن أنه محل إعجاب الفتيات
....فما عاد يأبه لهن .
لفت إنتباهه فتاة ذات جسد ممشوق ... ترتدي مالبس تكشف أكثر مما تخفى ...ذات شعر طويل وأشقر .......ترمقه بابتسامة إعجاب ... ثم لم تلبث أن إتجهت ناحيته حتى وقفت أمامه ومدت يدها لتصافحه قائلة بابتسامة ساحرة لم تأثر فيه 
شذى .
إلتفت لها يرمقها من رأسها إلى أخمص قدمها ..... فيصل بعد نهاية تفحصه إلى نتيجة مرضية وجسد يعجبه فمد يده ليصافحها قائلا 
مؤيد .
ابتسمت شذى بإنبهار مصطنع 
واو اسمك جميل لايق عليك على فكرة .
لم يرد عليها وإنما الټفت إلى جسدها الممشوق يطالعه بنظراته 
و أنت أجمل .
لم يرد عليها سوى بكلمة واحدة مقتضبة 
مرسى .
سألها مؤيد بخبث 
إيه رأيك نتمشى على البحر شوية .
ردت شذى برقة 
ماشى .
سارا متجاوران على الشاطئ ومياه البحر تصطدم بقدمها برقة .
قالت شذى برقة هامسة 
البحر حلو أوي بليل .
نظر لها مؤيد قبل أن يقول بخفوت 
أنت أحلى .
ردت شذى ضاحكة 
و أنت اكتر واحد يعرف ېكذب أوى ......قولى قلتها لكام وحدة قبلى !
ضحك مؤيد بقوة وهو يحاول تذكر العدد ولكنه فاق حد تذكره 
كتيييييير .....من كترهم مش فاكر بصراحة .
تذمرت شذى قائلة 
أنت صريح أوى .
إلتفت إلى البحر الأسود أمامه 
يعنى أكدب ....بس أنت فعال قمر .
همست شذى برقة 
مرسى ....وانت حلو أوي .
مؤيد بغرور ذكورى 
عارف .
ضحكت شذى بضخب .
ده غرور ولا ثقة بالنفس .
رد مؤيد بغرور وصدرا مشدود 
الاتنين .
شعرت شذى بالضيق فقالت 
ينفع نمشى علشان تعبت 
مؤيد
زى ما تحبي
في الحرم الجامعي
كانت زهور تسير مع زميلتها التى صاحت بمرح 
يااااه أنا مش قادرة اصدق انه خالص إفراج وأ
آخر يوم في الجامعة .
ردت زهور ضاحكة بمرح 
ده على أساس يا رغد إنك كنتي بتيجي أوي .
صاحت رغد بمرح 
أهم حاجة إن الواحد خلص خلاص ....و المهم في الموضوع أنى هروح أعيش مع بابا ....وابدأ أكون نفسي .....وألاقي النص التاني اللي مش عايز يجي .
قالت زهور ضاحكة 
الحلال سكته واقفة في الجامعة دي .
رد رغد بهزة وضحكة عالية 
آه فعلا .
صمتت رغد ثم سألتها 
إيه رأيك نخرج النهاردة !
ردت زهور ببعض الإحراج 
لا مش هينفع .
فقالت رغد متذمرة 
خلاص خديني معاكي البيت .
ضحكت زهور بخفوت 
هو أنا خلفتك و نسيتك ...وبعدين ممكن يكون سيف رجع منالشغل فخليها يوم تانى .
ظهر السعادة على وجه رغد ... بعدما علمت أن سيف في البيت .
فقالت رغد بتذمر مصطنع 
بس أنا عايزة أشوف ميساء .
ردت زهور بهدوء 
ميساء ممكن تكون في المستشفى دلوقتى .
تسائلت رغد بضجر 
هي ديما في المستشفى إيه الملل ده .....الحمد لله إني مهندسة مش دكتورة .
أجابتها زهور ضاحكة 
آه الحمد لله .
تنهد رغد بضيق حاولت إخفائه وهى تقول 
ماشى يا ستي .....بس احنا لازم نتقابل قبل ما أسافر .
ابتسمت لها زهور بمحب 
إن شاء الله ....أوعي تنسى صلاتك و وردك القرآنى .
ابتسمت رغد بامتنان 
مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه ....ثم إحتضنتها باسمة .
ابتسمت زهورلها بمودة 
ربنا يثبتك .
تنهدت رغد بابتسامة حزينة 
يا رب .....يلا أنا مضطرة أمشي سلام .
ودعتها زهور باسمة 
سلام .
إنصرفت رغد تفكر في حالها لقد دخلت الجامعة بحال وخرجت منها بحال آخر
...حين دخلتها لم يكن يهمها سوى الملابس .... وإتباع احدث صيحات الموضة 
والميك أب .....ولكن تغير الحال حين رأته ......كان يقف وسط أصدقائه يمازحهم 
ويضحك معهم .....كان شاب ذو لحية خفيفة وجسد رياضي ....ومالبس بسيطة 
ولكنها لا تخفى وسامته بالعكس كانت تزيد من وسامته وجاذبيته .
لم تعرف ما حدث لها وهى تراه إنتبه لموقف قريب نسبيا ....كانت فتاة ترتديملابس محتشمة ....وأحد الشباب يضايقها ..... فأسرعت الفتاة الخطى ولكن الشاب
تعمد وضع قدمه ...فتعثرت الفتاة واختل توازنها ولكنها لم تسقط أرضا ....حينها 
إندفع على ذلك الشاب ولكمه في منتصف فكه .... ليسقط الشاب الآخر أرضا من قوة 
الضړبة التي تلقاها .....فنظر للشاب المسجى أرضا وقال بصوت جهوري 
اللييأذي أي بنت لازم يعرف إن في عقاپ مستنيه .
كانت دائما تراقبه خلسة ....وتذهب إلى الندوات التي يقيمها هو وأصدقائه داخل 
الجامعة أو خارج الجامعة .
تتذكر أنها تعرفت على أخته بالمصادفة .... وبدأت في التقرب
منها ...ولكن أخته لم 
تكن بأقل منه إلتزاما ....فبدأت تسمع إلى كلامها وتنفذه ....
كم كان في البداية تنفيذما تسمعه منها صعب وتعرف كم تعبت معها أخته ولكنها في النهاية استطاعة بفضل الله أن تغيرها للأفضل .
وقد ساعدتها على إرتداء الحجاب ....بالرغم من أنه ليس مثل حجابها ولكنه أفضل بكثير 
مما كانت ترتدي .
كم تتمنى أن يصبح زوجها سيف أخاها ....كم تحبه وتحب شقيقته التي تعبت معها زهور .
ولكن ليس بيدها شيئ لتفعله .
وصلت زهور إلى بيتها بعد عناء المواصلات العامة طرقت الباب ففتحت لها أمها
التي قابلتها بابتسامة .....
دخلت إلى حجرتها وهى تشعر بتكسر في عظامها ....أخذت حماما دافئ ثم إستلقت على فراشها تفكر في حال صديقتها .... لقد كانت تعلم منذ الوهلة الأولى أن رغد معجبة بشقيقها سيف .....لقد إستغلت هذا الأمر
لتغيرها ... بدأ من ملابسها إلى فروضها إلى الحجاب .....لقد تعبت معها لتقنعها وفى النهاية أذعنت لها .
ولكنها خائڤة من أن تكون فعلت ذلك من أجل التقرب من سيف فقط .....لكن ماذا عساها أن تفعل غير الدعاء لها بالثبات .
أخرجها من أفكارها صوت والدتها تقول لها 
زهور خالك جاى كمان شوية .
إنتفضت زهور من مجلسها بسعادة 
ياه ده واحشنى أوى بقالى فترة طويلة مشفتوش .
ابتسم والدتها وقالت لها بتعجل 
طب يلا قومي أجهزى .
فردت زهور 
من عيونى ... ماما مش محتاجة أي مساعدة !
هزت والدتها رأسها بالنفى فنهضت بسرعة لتجهز نفسها لإستقبال خالها .
لا تعلم ما تخفيه لها الأيام وما سيجمعها بحلقة الوصل لماضى طى النسيان .
الفصل الثاني
جلس شاب في الثلاثينات من عمره في إحدى شركاته مطرق الرأس بشرود .....ثم لم يلبث أن رفع رأسه حين سمع احد موظفيه يتنحنح قائلا 
_ أتفضل يا فندم الورق فيه كل اللي حضرتك طلبته .
أسرع الشاب في إلتقاط الأوراق ثم صرف الموظف بهدوء ...بدأ بفتح الأوراق وهو يلتهم السطور بسرعة إلى أن أنتهى .....لتبقى ابتسامة خبيثة تتلألأ على زاوية شفتيه...
تمطأ في جلسته قائلا لنفسه بشرود 
_ ياااه .....اخيرا .
إنمحت فجأة الابتسامة التي كانت تزيت شفته وهو يعود بذاكرته إلى ماضي .....إلى ماضي تألم فيه يتذكر صورة لوالده الحبيب ....وهو مسجى على الأرض غارقا في دمائه .....
يتذكر عينان لطالما لاحقته في كوابيسه لسنوات طويلة .....
إنتفض من ذكرياته عندما أوصلته إلى تلك العينان الدمويتان التي لا تعرف معنى الرحمة في قاموسهما .
جلسا على شاطئ البحر بهدوء بعدما سارا لمدة طويلة ..... إلتفت مؤيد ينظر لها مطولا .... 
شرد بذاكرته بعيدا ....إلى سنوات دراسته في

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات