رواية نور الجزء 7-8 الاخير
تفوق تخيلها ...
...... مش معقول في بيبي تاني كمان
نزلت عليهم كلماتها كالصاعقة لتصرخ حور هذه المرة وبكل قوتها...
حور... تلاتة ليه يا مفتري هو انت عندك ذنب بتخلصه فيا ارحموني انا بمۏت
دوت صړخة الطفل الثالث في ارجاء الغرفة لتقع حور متعبة على اكتاف جاسر الذي كان ما زال لا يستوعب الصدمة .... فهناك ثلاثة اطفال داخل رحمها .... الدموع تتسابق في النزول كالشلالات نياجرا في عواصف الشتاء الموسمية ....
نقلت حوريته الى غرفتها الخاصة بالمشفى ... لم يشأ ان يرى صغاره قبل ان تفيق أراد أن ينعم بدفئ تلك اللحظة معها ... جلس بجانبها ينظر الى وجهها المتعب الذي اختلط بياضه باللون الاحمر دلالة على المشقة التى نالت منها عندما كانت تخرج أرواح عشقهم للحياة ... ابتسم ببلاهة .. لا يصدق الى الآن.. انه اب لثلاثة اطفال ... رق قلبه على ذلك الصغير الذي خرج اولا ...كبيرهم قد ظلمه عندما كان يظن انه يعترض طريقه دائما... لكنه لم يكن بمفرده بل معه جيش آخر يساعده ... ترى كيف ستكون اشكالهم .. حياته معهم التى سوف يطغى قالب الشقاوة و المرح .. الغيرة ... خر الى ربه ساجدا يشكره على هذه النعمة العظيمة..
حور... جاسر
ضغط على كف يدها قائلا بلهفة عاشقة... انا هنا يا روح جاسر
جلس بجانبها على طرف الفراش يقبل جبينها بحب شديد متابعا... حمد الله على السلامة يا حبيبتي
نظرت له بأعين زائغة متعبة مردفة .... الله يسلمك انا عايزة اشربمد يده على الطاولة بجانبه يحضر كأسا من المياه تجرعته بشغف جراء جفاف حلقها قالت بتنهد ...
حور.. اسكت يا جاسر دا انا حلمت حلم وحش اوي حلمت ان انا ولدت و جبت تلات عيال والله كنت هقوم امۏتك بس ربنا ستر و طلع حلم الحمد لله
..... جاسر انا عايزة اشوف ابني
جاسر... حاضر يا قلبي و ما لبث حتى دلفت الطبيبة ومعها ممرضة تجر امامها عربة تحمل ثمار عشقهم الأبدي....
قربت ملاك الرحمة السرير الخاص بالصغار الى فراشها ليرى جاسر الاندهاش على قسمات وجهها ... انفرجت حدقة عيناها بشدة وشهقت بقوة مردفة پصدمة
حور... مين دول
راقص حاجبيه بمرح قائلا... التلاتة الي كنتي بتحلمى بيهمنظرت له بتوهان تحاول التقاط اشارات لفهم حديثه ... مهلا هل قال ثلاثة... ثلاثة اطفال كانوا بأحشائها طوال تسعة اشهر كاملة... ثقل قدميها .. ضيق تنفسها ... انتفاخ بطنها المريب كان بسببهم... تعالى صړاخ الطفلة الصغيرة بينما اشقائها نائمين كالملائكة بأجنحة بيضاء ... تحركت غريزة الامومة داخلها تدعوها لحمل تلك الباكية بشدة.... كانت جميلة بحق لا يوصف بوجنتيها الحمراء التى تجعلك تريد قضمها ثغر جميل ناعم ... ضمتها الى صدرها بحنان ... تعلق قلبها بها بشدة فهي طفلتها ... هدأت قليلا ليسكن بكائها مع احتضان والدتها لها فتحت عينيها ... تنظر له ببرائة كانها تقول ... مرحبا امي انا هنا... اشتقت لرؤيتك .. كانت تضع يدها الصغيرة على خدها.... امعنت النظر اليها لتجد انها اخذلتها و جذبت اعين والداها ... نعم فإن عينيها باللون الفيرزي الفاتح ... يسلب القلوب...
كانت في عالم اخر غافلة عن اي كلمة تخرج من اي احد ليرد جاسر الذي كان يلتهمهم بنظراته ..
... انا متشكر اوي يا دكتورة
الطبيبة... على ايه يا جاسر بيه دا واجبي مدام حور شكلها مش معانا خالص الولاد خطڤوها ربنا يباركلك فيهم والف مبروك مرة تانية
جاسر... الله يبارك فيكي
خرجت الطبيبة ليدلف سليم و انعام الذين كانوا ينتظرون خروجها بفارغ الصبر ... اقترب سليم منهم ليتفاجئ من التؤمان النائمين على فراشهم ببرائة شديدة ... وما الجم لسانه لاحقا كام وجود تلك الطفلة بين ذراعي حفيدته... ابتسم برفق و سالت الدموع على وجنتيه المجعدة قائلا
جاسر بابتسامة ماكرة... الله يبارك فيك يا جدي شوفت قدرات حفيدك اظن مش حارمك من حاجة نظر له بشراسة مردفا پغضب.. اخرس
اتجه جاسر الى انعام التى تقف تتطالعهم بدموع فرحة سعيدة بما تراه من رونق ساحر يملئ الغرفة
جاسر... ايه يا دادة مش هتقولي حاجة اديني اهو حققتلك امنيتك وجبتلك بدل الواحد تلاتة شهيصي بقى
لكزته بخفة لتحاوط وجنتيه بحنان ام قائلة... الف مبروك يا حبيبي ربنا يسعدكم كمان وكمان
قبل يدها التى تربت عليها مردفا ... ربنا يخليكي ليا يا ست الكل
التفتوا جميعا الى تلك التى تحتضن الصغيران بحب و تطبع القبلات على وجههم بلهفة ام انتظرت حتى ترى وجه طفلها القابع في رحمها منذ شهور... لا تصدق نضارة الحياة التى ازهرت في بستانها اكاليل من عقود الياسمين العطر... على هيئة ثلاثية الشكل ...
حور... شايف يا جدو حلوين ازاي
ربت سليم على رأس الصغار بنعومة مردفا بحنو... اه يا حبيبتي ربنا يبارك فيهم و يطلعوا احسن ناس ان شاء اللهاقترب جاسر هامسا في اذنها بصوت مغري وقح... ايه رايك فيا اسد مش كده
رفعت رأسها تتطالعه پحقد و ڠضب حارق كأنها نمرة شرسة على وشك الانقضاض على احد فرائسها قائلة
حور... انا مش هرد عليك دلوقتي بس حسابك تقل معايا اوي يا اسد
غمز لها بخبث قائلا.. وانا مستنى
دخلت احدى الممرضات تخبرهم بضرورة الذهاب حتى تستطيع فحصها .. قبل رأس صغاره و اشتم رائحة عبيرهم الطفولي المحبب الى قلبه ليردف برقة مقبلا شعرها..
جاسر.. هرجعلك تاني
اومأت برأسها مواقفة ولم ترد بكلمة...
اجتمع رعد و حازم مع الوفد الايطالي الذي تم توكيل اليه مهمة التصاميم الداخلية للقرية السياحية.. بشكل عام ... لذا فكان الاجتماع طويلا.. نوقش على أثره كل ما يخص المشروع ... بعد عدة مجادلات أستقروا على فكرة واحدة تضمن نجاح العمل ... استأذن الوفد مع المترجم و خرجوا تاركين ورائهم جسدان منهكان من شدة التعب....
رعد.... انا ھموت خلاص مش قادر
حازم... ومين سمعك دا انا بفرفر
ضحك بخفة على حديث صديقه قائلا... انا نفسي اعرف انت بتجيب الالفاظ دي منين يا بني انت راجل متجوز هتبقى قدوة لعيالك ازاى
نهض واقفا مردفا بغمزة وقحة... بمناسبة العيال انا طاير بقى
قهقه بشدة ليقول بانفاس متقطعة... طول عمرك ساڤل مش هتتغير ابداالتقط مفاتيح سيارته وقال بعبث.. سايبلك الاحترام سلام
دلف الى جناحه يخلع جاكت بدلته يلقيه على احد الارائك تنهد بعمق حتى اتسعت رماديتاه پصدمة ... انها كما تركها قبل ساعات.. على فراشهم سحب كمية كافية من الهواء يدخلها لشعبه الهوائية فإن لم يصاب بالجنون فلابد من اصابته بأحد السكتات الدماغية او القلبية لا يعلم ولكن حظه سيقعه في إحداهن....
تسطح على الفراش بجانبها يحاول