رواية روعة جدا الفصول من 21-23
انت في الصفحة 1 من 20 صفحات
البارت الواحد والعشرون
أعتقد أن أسوأ مافي الحياة عدم معرفتك لعدوك الحقيقي عدم استيعاب أن حفرة الهاوية التي
وقعت بهآ لم تقع بها بإردتك او حتى صدفة كما تتوقع بل أن الهاوية كانت مدبرة من قبل عدو مخفي
عن العيون يتجسد بصورة الأقارب ولكنه لم يكن يوما قريبا منك لا قلبا ولا عقلا حتى الډماء التي جمعتكم أصبحت ملوثة بخبث أحدهم وتعكر صفو
لونها بماضي مؤلم يرهق روح الآخر....
وتبقى الحړب حرب باردة والخصم مجهول ولاڼتقام
غير سوي فقط يبقى الاڼتقام ڼار ټحرق صاحبها لا
مشعلها !.....
اغمضت بسمة عينيها بتعب بعد غضون عدة أيام على مقابلة إحسان زوجة عوض وابنتها الكبرى شروق وحديثها مع شروق التي سردت لها تفاصيل
الحاډث وحبس والدها وسبب ۏفاة شمس اختها الصغرى....حقائق متصاعدة صدمات متتالية لم
تريح قلبها كما ظنت في بداية تلك الزيارة بل كانت الصدمات صاعقات تلقيها بقوة نحو الظلام الدامس بقاتمة لون لا تفضله....هل كانت تظن أن بعد تلك الحقائق سيكون هناك بديل عن الأسود أمامها هل كانت تظن ان الرمادي يناسب عائلة الغمري كم ان الحقيقة مر مذاقها والاصعاب انها علمت الآن مع من تتعامل وما الأڈى الذي ممكن ان يصيبها إذا انكشف أمرها يوما !....
فرقت عينيها بيدها بتعب من كثرة التفكير الذي أرهقها طوال تلك الفترة....مسكت الهاتف بين يدها
منتظرة اتصال من مروان الذي يبحث لها عن سبب
ۏفاة عوض شحاته مقابل مبلغ مالي بسيط كما تفعل معه دوما من يوم أن أصبحت في مهنة المحاماة باتت مدركه أن لا أحد يفعل شيئا مجانا فلكل خبر
او معلومة تبحث عنها مال فقط بعض الأموال إذا
كنت تريد ذلك!...
لا تعرف لم آتى في عقلها جواد....
وهل أغفل العقل عنه يوما !....
لكنها تتهرب من إتصالاته من يوم أن عادت من تلك الزيارة وهي تتهرب من اي شيء يخصه.....
ليس يأس منه او من شخصيته فهي عشقته بتلك الشخصية ولم تكره عيوبه الذي تأقلمت معها منذ بداية لقاهم.... لكنها تحاول ترتيب الحقيقة التي
علمتها واستنتجتها من تلك الزيارة ومن حديث
شروق ابنة عوض شحاته
“أنا هحكيلك على كل حاجة.... “
ربتت على يدها بسمة بشفقة وقالت بحرج...
“بلاش تحكي حاجة دلوقتي أنتي ف....”
لم ترد عليها شروق بل قاطعتها وبدأت بسرد
الحقائق باعين دامعه.....
“بابا كأن شغال آمين مخازن عند وآحد إسمه
زهران الغمري....”
تلك أول صاعقة تلقطها بسمة لكنها لزمت الصمت
وبدأت بالاستماع لباقي الحديث الشيق وصاډم
كذلك.....
“جه في وقت من الأوقات دي تعبت اختي شمس الصغيرة وبعد مكشفنا عليها اكتشفنا أنها عندها
ورم على المخ ولازم عملية لاستئصال الورم قبل
مالحاله تسوء.... كنا خايفين ومضطرين نستلف من ده وده بس كل إللي حولينا على قد حالهم زينا
اضطر بابا يستلف من صاحب الشغل كلم المدير
المدير وصله لزهران الغمري لأن المبلغ إللي بابا طلبه كان كبير يعني حوالي خمسين الف..... طبعا
زهران ده مرداش يسلف بابا المبلغ لأنه برده شايفه
كبير حتى بعض محكاله على ظروفه رفضه وطرده كمان من الشغل لأنه خاف بابا يسرق ويمد أيده على حاجه من المخازن بسبب ظروفه اللي هو
خلاص عرفها..... بعض بهدله في المستشفيات وتعب شمس زاد وقلت الحيله جه خبط على بابنا
في يوم زهران الغمري وعرض على بابا نص مليون مقابل أن يشيل قضية أبن أخوه والحكم مؤبد يعني كأن بيقوله بالعربي الباقي من حياتك هتقضيه في السچن وھتموت هناك وتمن النص مليون..... سلمنا وقتها عشر تلاف جنيه عشان
يزغلل عيونا ويدينا أمل بعلاج اختي الصغيرة...”
نظرت له بسمة بتردد قائلة....
“كفايه عليك كده ياشروق أنا شايفه أن إحنا نتكلم في وقت تاني و...”
“انا كويسه خليني أكمل كلامي....” قبضة على يد المقعد المتهالك وهي تعصر عقلها لتفوه بباقي الأحداث اللعېنة بترتيب....
“بعد مابابا سلم نفسه واعترف روحنا لزهران الغمري عشان ناخد منه بقيت الفلوس لأن كل إللي
معانا العشر تلاف إللي سلمهم لبابا في الأول...
لكن يومها طردنا أنا وماما وشمس التعبانه وقال
أن العشر تلاف دول تمن سجن بابا وكفايه علينا
كده وهددنا أن لو حد أتكلم هيحصل بابا في سجنه
...... يسجن يالموت.....”
نزلت دموع بسمة