الجمعة 15 نوفمبر 2024

رواية نهي الجزء التاسع

انت في الصفحة 11 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

بجوارها وقد تجمدت دموع الراحة في مقلتيه وهو يتأمل ملامحها الجميلة الشاحبة وقد بدا عليها معالم الحياة.. فعينيها الجميلتين تبرقان مرة أخرى.. فقط تلك اللمعة المميزة التي تأسر دقات قلبه.. وعلى شفتيها ترتسم ابتسامة غريبة تبدو كاعتذار أو ربما حرج.. لا يهم ولا يهتم.. فقط هي تتتنفس.. هي بين ذراعيه وبصدرها تتردد الأنفاس أو ربما تتردد أنفاسها .. هي حية وكفى..
_
حمد لله على سلامتك..
أبعدت نفسها عنه قليلا قبل أن تجبه_
أنا آسفة يا مازن.. أنا..
وضع إصبعه على هامسا_
أنا مش هعاتب ولا أنت هتعتذري.. أهم حاجة أنك بخير.. أنك رجعت لي تاني وبخير..
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
عاد يستمع لدقات قلبها يستشعر أنفاسها الدافئة وبداخله يقين بعدم قدرته على تركها تختفي من حياته.. قد تكثر خلافاتهما.. قد تتزايد نوبات شجارهما إلا أنهما يجب أن يحاولا البدء من جديد...
وعلى باب الغرفة وقفت صبا تتأملهما بصمت وقد ارتسمت على ملامحها معالم الاحراج والارتباك القلق لتفاجئ بقبضة ويسحبها بعيدا هامسا_
هما محتاجين يكونوا لوحدهم.. واحنا لسه محتاجين نتكلم...
وسحبها خلفه ليجلسا سويا على أحد المقاعد العريضة بحديقة المشفى.. هي شاردة في كل شيء ماعداه وهو جلس خافضا رأسه ومستندا بكفيه على ركبتيه.. ظلا لفترة على هذا الوضع.. ليهمس أخيرا_
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أنا مش بعرف ألف وأزوق كلامي.. اللي جوايا بقوله وبصراحة.. ممكن ناس تقول على صراحتي مؤلمة.. وممكن ناس تانية تتخيلها وقاحة.. بس دي طبيعتي..
الټفت نحوه وهي تتأمل ملامحه الوسيمة.. تسأله بحيرة_
مش فاهمة.. أنت..
قاطعها_
لأ فاهمة.. فاهمة كويس.. وعارفة ليه أنا رجعت.. رجعت لك.. لصبا.. لأن اللي تخيلت لسنين أنه مستحيل يحصل..
تنهد بقوة ليهتف بوضوح_
حصل..
هتفت به_
كفاية ألغاز..
هز رأسه بلوم_
لو كلامي ألغاز للناس كلها لازم تفهميه أنت.. لأن كل كلمة.. كل حرف.. يقصدك أنت.. أنا تعبت يا صبا.. تعبت..
تنهد بحړقة ليردف_
أنا.. أنا..
قطع كلماته ليقف وهو يضحك بتوتر ويذرع المكان أمامها جيئة وذهابا ليهتف أخيرا_
أنا عمري ما كنت متوتر زي دلوقت..
رفعت له عينين بريئتين رغم كل ما يظهر بهما من محاولات واهية للسيطرة وادعاء الڠضب ليكمل هو_
أنا مش عايز أجرح لورا.. غالبا أنا هسافر الليلة.. لازم أحط النقط على الحروف..
وقفت بدورها لتصرخ مقاطعة_
ما يخصنيش كلامك ولا حياتك..
هتف بها وهو يتمسك بذراعيها يمنعها من الهرب_
هرجع مصر يا صبا.. هرجع أعيش في مصر..
ارتعشت شفتيها وهي تحاول الرد عليه ليهمس هو_
يمكن عندك حق.. لسه مش من حقنا نقول كل الكلام.. لكن كلامنا لسه ما انتهاش..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وتركها ليرحل إلى زوجته وابنته.. ولكن كلماته كانت واضحة.. فذهابه كان تمهيدا لعودة.. عودة دائمة لحياة تشملها هي بكل تفاصيلها...
الفصل الخامس والثلاثون
وقف حسن صامتا يتأمل المفتاح اللامع بين أنامله ذلك المفتاح الذي دفعه شقيقه بين يديه رغما عنه منذ سنوات وهو يخبره بمؤازرة_
يمكن أنت مش متخيل أنك قادر تستخدمه دلوقت لكن هيجي اليوم وتقدر..
وها قد صدقت رؤية مازن وأتى ذلك اليوم الذي تنبأ به.. وها هو حسن يتحرك بتثاقل بل يجر قدميه جرا ليواجه البوابة المعدنية القديمة يرمقها بخشية وألم محاولا استجماع كل ما يمتلكه من إرادة ليحرك يده الممسكة بالمفتاح ويقوم بخطوة طال انتظارها.. خطوة لم يتخيل نفسه يوما قادرا عليها ولكنه سيفعلها.. من أجلها.. من أجلهما معا.. من سكنتا قلبه و.. ابتسم بحنين مصححا.. بل سكنته إحداهما برقة النسيم والأخرى أقتحمته كإعصار أنثوي طاردا مر الآلام وغصة الأحزان.. موقظا قلب غاب في سبات إرادي لسنوات طوال...
زفر پألم حتى ظن أن أنفاسه ستشق صدره شقا وهو يواجه اللوحة الرخامية التي نقش عليها اسم منى تعلوها تلك الآية الكريمة التي خطفت بصره وكأنه يتعلمها للمرة الأولى..
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي..
الألم والخشية مع إحساس لا إرادي بالرفض كان ما يشعر به كلما حاول الترحم على منى.. وحتى الآن مازال الألم موجودا يشعر به في أعماقه.. ولكن تبدلت الخشية والرفض إلى إحساس آخر.. إحساس غير قابل للوصف..
وجد لسانه يعبر عنه بلا إرادة وهو يردد بلا انقطاع..
اللهم اجرني في مصېبتي واخلف لي خيرا منها..
وكأنه يرجع للحظة الفقدان الأليمة ولكن تلك المرة يصاحبها هدوء نفسي مغلف بشجن حنون..
اقترب ببطء يملس بيده على القطعة الرخامية الباردة وكأنه يلقي بتحية عطرة على تلك المختفية خلفها.. تحركت أنامله ببطء وتردد مغمضا عينيه لتتوالى أمامه عدة مشاهد متتابعة لحياتها القصيرة معه..
صړختها الرافضة بدلال عندما كان عيونها لتعترض هي بلاش في عينيه.. ملامح وجهها وهي ترتشف عصير الفراولة الذي أعده لها مستبدلا السكر بالملح يومها تجرعته بأكمله ولم تعترض ولم تنبهه إلى خطئه الذي أدركه مصادفة عندما شاكسها مختطفا الكوب ليقابله الطعم المريب للعصير.. صډمه مشهد آخر لهما وهو يعاملها پعنف تلبسه لفترة وتارة وهي تواجه ابتسام آكلة الرجال كما كانت تسميها.. و.. و.. تراكمت المشاهد واللقطات أمام عينيه حتى حان
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 19 صفحات