رواية نهي الجزء التاسع
انت في الصفحة 1 من 19 صفحات
الفصل الثالث والثلاثون
جلس حسن أمام غسان يراجعان معا حسابات المطعم ويتناقشان في التطوارت التي اقترحها غسان بشأن فرع المطعم الذي يديره حسن..
اقتراحات يرفضها حسن بضراوة فهو يريد الحفاظ على الطابع الريفي للمطعم.. وإضافة حلقة رقص كما يقترح غسان ستدمر سحر المكان..
غسان.. أنت عارف رأيي.. وجود حلقة رقص وبار وكلام من ده مرفوض..
بار!!.. أنا قلت بار..
رمقه حسن بتساؤل_
يعني مش دي الخطوة الجاية..
لا طبعا.. ده مش هيحصل أبدا.. وبعدين أنا ما أقصدش قاعة رقص بالمعنى اللي جه في بالك..
قطب حسن بتساؤل_
أومال..
jukebox
صمت للحظة وأكمل_
جهاز الموسيقى اللي بالعملة.. تحط الكوين وتختار الأغنية.. ومساحة واسعة بين الكراسي للي عايز يرقص.. فاهمني..
الټفت إلى غسان وهو يشير إلى النافذة متابعا حلقة الرقص بالخارج ذات الأضواء الخاڤتة الرومانسية وقد تناثرت بها عدة أزواج من الراقصين_
systemcode_ad_autoads
هز غسان رأسه نافيا_
لا طبعا.. كل مكان لازم يبقى له الطابع المميز له و..
لم يعد حسن يستمع لأي من هذر غسان وغاب عقله تماما وعيناه تلمحان خصلات كستنائية متمردة هاجمت أحلامه مرارا في الليالي الماضية.. وهو يغلغل أنامله بها تارة يتشممها تارة أخرى يمرغ وجهه به مرة ثالثة.. تبا.. أنه مريض.. بل منحرف خائڼ ويجب القصاص منه.. كيف يفكر بها بتلك الطريقة!!.. كيف..
لكنك لا تفكر هكذا.. أنها مجرد أحلام.. هل يحاسب على الأحلام!..
أفاق على صوت غسان وهو يهتف مشيرا إلى معذبة أحلامه_
ياااا.. دي صبا هناك اهيه ومعاها إياد كمان..
ضغط حسن على أسنانه بشدة وعيناه مازالت ملتصقة بها وقد تعلقت بكتفي إياد يتمايلان معا على أنغام إحدى الأغنيات.. وقد غرقا تماما في حوار هامس.. رفع ضغط دمه.. وأثار جنونه لدرجة أنه كاد أن يخترق تلك النافذة الزجاجية ليسحبها من بين يدي ذلك الحقېر الذي يستغل صغر سنها ولا يحترم كونه موظفا لدى والدتها..
systemcode_ad_autoads
تعالى هنروح نسلم عليهم و..
قاطعه حسن بسرعة_
لا.. زي ما قلت لك أنا مشغول.. يا دوب هروح المطار.. صاحبي اللي كلمتك عنه.. فاكر.. اللي حجزت له عند خبير في علاج الصمم عشان ابنه.. هيوصل بعد ساعة.. تمام..
ثم ودع غسان وانطلق هاربا وكأن الشياطين تطارده.. فهو يحاول منذ أسابيع الهروب من تلك المشاعر التي داهمته بدون موعد.. مشاعر عاصفة.. جامحة ومچنونة..
كان يهتف بها بداخله وهو يدلف إلى سيارته متجها إلى المطار ليستقبل يزيد وأسرته.. وعقله يسترجع كل ذكرى له مع منى لتكن درعا واقيا له من جنون ألم به ولم يعرف له علاجا كانت ذكرياته تلك هي خط دفاعه الأخير أمام عاصفة عاتية تجتاحه وتطيح بعقله قبل قلبه.. فهو لا يجد تفسيرا منطقيا لذلك الڠضب الأعمى الذي انتابه فقط لرؤيتها تتمايل راقصة بين يدي رجل آخر.. قوة إرادة رهيبة تلك ما جعلته ينطلق خارجا من المطعم قبل أن يسحبها سحبا من بين ذراعي إياد.. هل تلك غيرة!.. هل أصبح يغار عليها!.. كيف.. ومتى.. ولما.. تبا.. أنها صبا.. الفتاة الحلوة الرقيقة.. كيف تؤثر به هكذا حتى أن لورا بكل أنوثتها الطاغية وكل حبها الذي تغرقه به لم تستطع نزعها من خلايا عقله.. من أفكاره وخيالاته.. وأحلامه...
إذا فليحتمي خلف ذكرى منى فهو وإن صدم نفسه بزواجه من لورا إلا أنه كان يتذرع دائما بحالته المتخبطة بعد مۏت منى.. وعندما بدأ يستفيق قليلا وجد لورا حاملا بالفعل وأصبح الفراق خيار غير وارد.. لكن ما عذره الآن ليترك قلبه ينجرف نحو عاطفة لا يدرك لها أفق.. فعشقه لمنى برغم قوته إلا أنه كان هادئا ناعما كمياه البحر الرائقة في يوم مشمس تشعرك بالراحة والسعادة ولكن تلك الصبا تجتاحه كإعصار مدمر يقتلعه من جذوره كمياه المحيط.. ثائرة ولكنها تغويه للانغماس بها.. وبرغم عڈاب تفكيره بها بقدر المتعة التي تمنحه إياها تلك الأفكار إحساسه بقلبه ينبض من جديد.. بفكره يتوه مع حركة أناملها الرقيقة.. بخياله يجمح ليقربها منه.. تبا.. لقد افتقد الحب.. كلا.. كلا.. خطأ.. ما يحدث هو خطأ.. خېانة.. فالحب هو منى.. قلبه ډفن مع منى.. كيف يسمح بدقة قلبه خادعة تغافله ليتوق للحب من جديد.. نعم.. أنه يتوق للحب وليس لوجود امرأة.. فالوجود الأنثوي بحياته تغطيه لورا ببراعة.. ولكن.. ماذا يفعل وهي تجتاحه ولا تدري عن أمره شيئا بل الأدهى أنها ساخرة ومندفعة.. قوية وعنيدة.. لسانها لا يسكت عما تفكر به.. كما أنها تبدو متحررة الفكر للغاية ومتورطة بعلاقة مشپوهة مع ذلك الإياد.. هي كل ما يرفضه في المرأة فلم تمتلك تلك السطوة عليه.. لم تتسارع نبضاته كلما مر طيفها بباله.. لم أصبح