رواية كاملة مختلفة الفصول من السادس عشر لعشرين
تريد أن تثير غيظ رشا التي يبدو من أسلوبها في الحديث أنها لا تنوي خيرا من وراء هذه المقابلة
لا طبعا يا طنط ده أنت الخير والبركة.
أخبرتها رشا أنها علمت بأمر تواصل شادي معها بعدما فحصت هاتفه ورأت الرسائل المتبادلة بينه وبينها.
كانت لهجة رشا حازمة وصارمة للغاية فقد صرحت بشكل واضح أنها ترفض هذه العلاقة وأمرت آية أن تنهي كل شيء من جانبها وتبتعد عن شادي لأنها لا تريد له أن يتزوج بامرأة سبق لها الزواج كما أنها لم تنس الإهانة التي تعرض لها ابنها قبل عدة سنوات على يد عماد.
لم تستغرب آية من معرفة رشا بأمر رغبتها في الاستيلاء على ثروة عائلة ياسين لأنها قد أخبرت شادي بهذا الأمر في إحدى الرسائل المتبادلة بينهما على تطبيق الواتس آب.
خرجت رشا من الكافيه بعدما أنهت كلامها فلحقت بها آية وطلبت منها أن تمنحها فرصة لتتحدث معها وتشرح لها سبب تواصلها مع شادي وقد وافقت رشا على هذا الاقتراح بسبب إلحاح آية بشكل متكرر أصابها بالصداع.
أحضرت آية بالفعل الكأسين وفتحت حقيبتها بعدما توارت عن الأنظار وقامت بإفراغ كمية من الزرنيخ إلى كأس رشا وقلبته جيدا باستخدام الشفاطة.
شربت رشا العصير ولم تشعر بوجود أي شيء مريب لأن هذا السم لا يؤثر على طعم المشروب الذي يدس بداخله.
وضعت رشا الكوب على الطاولة قائلة بنفاذ صبر أصابها بسبب مماطلة آية في الحديث
ممكن أفهم بقى يا آية أنت عايزة تقولي إيه بالظبط عشان أنا اتأخرت ولازم أمشي.
أنا مقدرة يا طنط شعورك كأم وعارفة أنت قد إيه بتحبي شادي وعايزة مصلحته وأنا كمان بحبه أوي بس لو حضرتك مش عندك استعداد تقبلي بالموضوع ده فأنا موافقة أني أبعد عن ابنك عشان أرضيك.
رفعت رشا حاجبيها قائلة بحنق
وهو الكلمتين دول مكانش ينفع يتقالوا بسرعة بدل ما تخليني أجي معاك هنا لمحل عصير القصب!
يا طنط أنت سافرت النهاردة وقطعت مسافة طويلة عشان خاطر تشوفيني وأنا مينفعش أخليك تروحي من غير ما أعزمك على حاجة بسيطة وأعمل معاك واجب يخليك فاكراني على طول لأن دي هتبقى اسمها قلة ذوق.
غادرت رشا وعادت إلى قريتها في المساء وهي تشعر ببعض الإعياء فقررت أن تنام وترتاح ولكن ظل التعب ملازما لها في اليوم التالي فقررت أن تذهب إلى المستشفى حتى يتم فحصها ومعرفة سبب مرضها المفاجئ ولكنها سقطت في الشارع ولفظت أنفاسها الأخيرة أمام أعين الجميع.
رأت مروة بعدما عادت من الحمام برفقة شيماء أمارات الضيق مرتسمة على وجه هبة فسألتها مستغربة تبدل حالتها المزاجية
مالك يا هبة وشك مقلوب كده ليه يا حبيبتي!
مفيش يا مروة أنا حاسة أني تعبانة وعايزة أنام شوية لأني سهرت إمبارح لوقت متأخر ودماغي مصدعة جامد.
لم تفصح لها هبة عن السبب الذي جعلها تتضايق حتى لا تجعل صديقتها تغضب فهي تعلم أن مروة صارت تكره أي شخص تربطه صلة قرابة بآية.
عادت هبة إلى المنزل وهي تشعر بالضيق الذي نتج عن حالة التشتت التي أصابتها بعدما رأت أحمد أمامها وجها لوجه فهي لم تكن تتصور أن تسقط أسيرة لكل هذا الكم من الضياع