رواية كاملة 17.ج2.الفصول من التاسع للخامس عشر

النائمة ب إستسلام يترقبون تفسير الطبيب ذو الشعر الفضي بعد تفحصه الدقيق الطويل ل الغائبة في عالم آخر غير عالمهم و البعض الآخر يتبادلون النظرات بين بعضهم البعض خلسة من حين ل آخرلكن إمرأة واحدة متحجبة عاقدة حاجبيها ب ڠضب هي من اختلفت أنظارها عن أنظار كلا الفريقين ف صوبت عينيها الصاقراتين على إبنها تخترقه ب نظراتها المشټعلة الحدة تبثه مشاعر الاستنكار و الڠضب منه تتهمه أنه السبب بينما كريم ب نظراته الجامدة بقى ثابتا يمتص كل التهم الموجهة إليه من أمه ب بروده المعتاد مؤخرا ف حتى نظراته لم يبعث فيه الإنكار أو التصدي و إنما ظلت على حالها باردة حتى الهروب من حصار نظراتها هذا.. لم يختاره
قاطع شجار النظرات ذاك صوت حمحمت الطبيب المسن إلى حدا ما و هو يلملم أدواته ثم يلتفت ل مواجهة الأنظار المصوبة عليه في انتظار ما سيلقيه على مسامعهم نطق أخيرا ب رصانة و مهنية شديدة
مفيش حاجة تقلق ضغطها على شوية و واضح انها اتعرضت ل صدمة عصبية ف حصلها اڼهيار عصبي كانت محتاجة تهدأ بس و الفترة الجاية ياريت تبعدوها عن أي توتر مش كل مرة تسلم الجرة

خرجت الجملة الأخيرة من جوفه ب نبرة تحذيرية ل يستكمل كلامه موضحا ب إيجاز
عموما أنا عطتها حقنة مهدئة و ترتاح شوية هي مش محتاجة أكتر من كدا بس...
خير يا دكتور
ل المرة الأولى من بعد الزفاف يخرج صوت أم العروس...أم ياسمينا كانت نبرة صوتها تحمل إنكسارا خذلان و تلهف ل يرد الطبيب متسائلا
هي عروسة جديدة هه
آ.. أي.. أيوا يا دكتور
ردت أيضا أم ياسمينا لكن هذه المرة  بنبرة مهتزة ل تتجه فورا أنظار كريم إليها يتأملها ب جمود صوتها المهتز غير الواثق جعل الشك يساوره ل المرة الثانية أن  تكون رواية ياسمينا صادقة ف المرة الأولى كانت في إنهيار ياسمينا قاطع شروده صوت الطبيب الذي أثر الصمت قليلا قبل أن ينطق مستدعيا
يا ترى ممكن أتكلم مع العريس خمس دقايق على إنفراد
اتفضل
قالها كريم مستجيبا له وهو يخطو بضع خطوات ل المثول أمامه تأمله الطبيب مليا و هو يخطو نحوه نظراته الباردة ملامحه الجامدة جسده المتصلب فقط يخطو خطوات بطيئة متمهلة أنبأت الطبيب ب وجود خطبا ما
أشار كريم ب يده ل الطبيب أن يصاحبه ل الخارج حتى يكونا على إنفراد كما طلب ابتعادا قليلا عن باب الغرفة حتى وقفا ب القرب من حلقة البيت ثم بدأ الطبيب في التحدث ب طريقته المهنية
شوف يا أستاذ أنا گ دكتور في حالات شاذة عن المألوف كدا بتقابلني بعرف أول ما أبصلها ان المشكلة جاي من شخص ب عينه و هي گ عروسة جديدة كل اللي حواليها مستغربين اللي حصل لانها أول مرة ټنهار ب الشكل دا حالة جديدة عليها يعني كان لازم أستنتج إن المشكلة جاية من جوزها نفسه
صمت الطبيب برهة قبل أن ينطق مجددا و عيناه ثابتاتان على ملامح وجه كريم الجامدة ف لم يرف له چفن
مستنيك تأكد كلامي!
مش عارف
قالها كريم ب جمود و ملامح ب مرور الوقت تزداد حدة ل يتسائل الطبيب عاقدا حاجبيه
مش عارف اي بالظبط
مش عارف هي حاجة جديدة ولا لاء
رد كريم ب إختصار ل يرتفع حاجب واحد ل الطبيب ل يتسائل في مشاكسة راغبا في استفزاز الماثل أمامه عله يتكرم ب بعض الكلمات أكثر بعد
هو اي اللي مش عارف هو جديد ولا لاء إنها أول مرة يحصلها الحالة دي و لا إنها عروسة جديدة و لا لأ
فلح في استفزازه ب الفعل ف احتدت ملامحه أكثر و قست نظراته و أظلمت لكن و رغم قبضته التي تكورت استعدادا ل الإطاحة ب من أمامه إلا أنه ب أخر ذرة صبر ل يرد ب نبرة جامدة قاسېة مھددة إضافة ل هيئته الشرسة
انت ب تمس عرضي و أهل بيتي!!
حافظ الطبيب على هدوءه و تمالك نفسه ل يظهر أنه لم يهتز قدر استطاعته لكن لم يقوي على التفوه ب حرف أكثر ف هذه مسألة لا تقبل النقاش و يبدو أنه استخف ب الرجل الماثل أمامه يقف ب ثبات و شموخ رغم إنهياره الداخلي من كم الصدمات التي يلقاها واحدة تلو الأخرى سحب الطبيب نفسه و تحرك سريعا مغادرا البيت تجنبا ل أي اشتباك
كانت والدته تتابعهما عن بعد و حينما رأت الطبيب يغادر سريعا تقدمت من ولدها ب نظرات تشتعل ڠضب
عملت اي في البت يا واد انت بټنتقم مني فيها عشان جوزتهالك ڠصب صح رد عليا!
هدرت به أمه ب ڠضب و عينان واسعتان على آخرهما ل يرد بهدوء إستفز أخر ذرة هدوء بها
لأ مش صح
صړخت فيه ب ڠضب