رواية عن قصة حقيقية الفصول من السادس عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة
انت في الصفحة 1 من 14 صفحات
الفصل السادس عشر
جعل ايهاب الحديقة فى ابهى صورة لاستقبال أخته وعمه وزوجة عمه بمساعدة فرحه ومريم ووفاء بشكل بسيط بعيدا عن التكلف بما يليق بالمناسبه .......فجعل من فروع الشجر الرفيعه على بوابة الحديقة بشكل متقابل بحيث تصبح كالسهم يتدلى منه بعض انوار الزينه البسيطه وكذلك غطى علية المظله الداخليه باوراق الشجر والورود البيضاء
وكذلك ساعدته فرحه برسم بعض الزخارف الاسلاميه على اطباق الحلوى المصنوعه من الخوص وأستخدام بعض الزهور الجافه .....
كان ايهاب وفرحه يشعران بمتعه حقيقه اثناء عملهم فى الحديقه لم تخلو هذه المتعه من بعض المنخصات التى تسبب بها وفاء ومريم بسبب تخبطهم فى الالوان واختلافهم فيها
ولكن والدها رفض قائلا خليكى يا وفاء العربيه يدوب ده حتى انا مش هروح معاه كانت مريم قد لحقت بها فقالت هى الاخرى عاوزه اروح معاكم
وهنا صاح يوسف پحده تيجى معانا فين انتى عاوزه تتنططى فى اى حته وخلاص
أضاءت عيناها بدموعها وقفزت على الفور الى وجنتيها تعلن ڠضبها من نفوره الدائم منها بلا سبب تفهمه
يوسف انا اسف يا عمى عن اذنك علشان كده يدوب الحق معاد الطياره
أستدارت مريم وتراجعت خطوات بطيئه وهى تضع يديها على فمها وتبكى بمراره لحقت بها وفاء وأخذتها بعيدا حتى لا يراها ايهاب على حالتها هذه وحاولت ان تخفف عنها متزعليش يا مريم هو يوسف كده بيطلع فجأه زى القطر
بكت مريم بحراره وهى تقول انا مش عارفه بيعاملنى كده ليه من ساعة ما شافنى وهو واخد منى موقف حتى لما تحصل حاجه بالغلط يفتكرها حاجه وحشه او انا قصداها
قالت وفاء مستفهمه حاجه وحشه ازاى يعنى
وكل مره احاول اثبتله انى مش كده ميدنيش فرصه ويسيبنى ويمشى وبعد كل ده يهزأنى قدامك انتى وعمى ويشخط فيا كده...انتى متعرفيش البهدله اللى كنت بشوفها وانا بشتغل معاه
صمتت وفاء فى تفكير ثم قالت وانتى بتفسرى التصرفات دى بأيه
أشاحت بذراعها قائله مش طايقنى طبعا ومش عارفه ليه ..انا عملتله ايه علشان يعاملنى كده
قالت وفاء وهى تمط شفتيها امممممممم ..ياعينى يا يوسف هو انت وقعت ولا الهوا اللى رما ك
ضحكت وفاء بصخب وقالت وانتى كمان يا مسكينه ..الله يرحمكم ويحسن اليكم
حاولت مريم جاهده مقاطعت ضحكات وفاء وهى تهتف بها بطلى ضحك وفاهمينى قصدك ايه
قامن وفاء من مكانها وجلست قريبا من مريم وقالت بخفوت قصدى انه بيحبك يا عبيطه وبيغير عليكى
تحجرت عيني مريم وهى تنظر الى وفاء بعدم تصديق ..فأومأت لها وفاء برأسها مؤكده وهى تقول وانتى كمان بتحبيه
نهضت مريم وكأنها لدغت وهى تصيح فى وفاء انتى شكلك اټهبلتى يا بت انتى والقضايا اللى بتذاكريها لحست مخك ثم انصرفت وهى تتابعها ضحكات وفاء المتواصله فى شغف
وبعد ثلاث ساعات كان الجميع يتجهز ويتم وضع اللمسات الاخيره على ديكور الحديقه الجديد حتى سمعوا صوت ابواق سيارة يوسف تنطلق متتاليه وكأنه فى زفاف ذهب الجميع الى بوابة الحديقه فى سعاده وقد كانت سعادة مريم لا توصف حينما رأت اختها ايمان تهبط من السياره وقد زاد نور وجهها أكثر وأكثر وزاد جمالها دون وضع اى من ادوات الزينه عليه نعم انه نور الطاعه يزداد بها
اسرعت اليها بخطاوت قريبه الى العدو ولم تنتظر ايمان حتى يستطيع يوسف ان يدخل بالسياره بشكل كامل خرجت مسرعة الى اختها التى تعدو اليها وسكنت مريم فى حضڼ أختها كأنها أمها عادت اليها بعد غياب ......مسحت ايمان على رأس مريم وهى تنظر الى ايهاب بشوق كبير اقبل عليها ايهاب وحاول انتزاعها من مريم ولكنه لم يستطع كانت متشبثة بها بقوة فأضطر لاحتضانهما معا وقبل رأس أخته بحنان وشوق بالغ وهو يقول بابتسامه عذبه وحشتينا يا حجه ..خلاص بقيتى حجه رسمى ها
ضحكت ايمان ضحكة اشرق بها وجهها زاده بهاء وقالت لا برده لسه مش رسمى اوى دى عمره مش حج
قضى وقت طويل فى العناق والتحيات والسلام بينهم جميعا ودخل الجميع الى مكانهم المفضل تحت المظله ولكنها كانت مختلفه بديكورات ايهاب وفرحه ظلت تنظر ايمان حولها بتعجب وتقول لايهاب طبعا انت صاحب الافكار البديعه دى
اشار ايهاب الى فرحه قائلا وهو يغمز لها مش لوحدى
لم تفارق مريم ايمان ظلت ممسكة بيدها وهما جالسين فى الحديقة كأنها تقول لها أحتاجك بشدة وأفتقدك
وهنا قامت ام وليد تصيح فى الخادمه يالا يا بت هاتى الاكل بسرعه
عفاف طب ما نطلع فوق احسن بدل ما البنت تقعد طالعه نازله تجيب فى الاكل
قالت وفاء بسرعه لا يا طنط احنا عاملين حفله باربكيو كلوا مشويات ثم اشارت الى مريم وهى تقول يالا يا مريم نساعد البنت الغلبانه دى
منعتها امها وقالت تساعديها ليه هى بتاخد شويه دى بتاخد على قلبها قد كده
وهنا تحدثت ايمان قائله بهدوء وفيها ايه يا طنط الرسول عليه الصلاة والسلام لما كان بيجيله ضيف كان بيخدمه بنفسه رغم انه كان عنده ساعتها سيدنا أنس بن مالك اللى كانت امه وهبته لخدمة النبى عليه الصلاة والسلام
رمقتها ام وليد بنظرة جانبيه وهى تقول عليه الصلاة والسلام ياختى
عانقها اخاها مره اخرى وهو يقول وحشنا كلامك والله يا ايمان
بعد الانتهاء من تناول الطعام قالت وفاء موجهة حديثها لايمان قوليلى بقى يا ايمان لما روحتوا المدينه المنورة ووقفتى قدام قبر النبى عليه الصلاة والسلام حسيتى بأيه
أشرق وجهها وهى تقول بعيون لامعه يا يا وفاء مقدرش اوصفلك احساسى ابدا حسيت بسکينه وراحه فى قلبى وخصوصا وانا بقول السلام عليك يا رسول الله
قلبى ارتجف كأنى واقفه قدامه عليه الصلاة والسلام ثم تابعت وكأنها انتبهت لشىء وقالت بس تعرفى يا وفاء حجرة النبى اللى كان عايش فيها وادفن فيها كانت صغيرة اوى يمكن المظله دى أكبر منها فى الحجم مع أن النبى اكرم خلق الله على الله وحبيب الرحمن ورغم كده كان بيته بالحجم ده وبالتواضع ده وأحنا بيوتنا كبيرة اوضتين وتلاته ويمكن اكتر ورغم كده نقعد نشتكى ضيق الحال وضيق الرزق واللى ساكنه فى شقه عاوزه فيلا واللى عندها فيلا عاوزه قصر..سبحان الله
نظر الحاج حسين الى عبد الرحمن نظرة ذات معنى وكأنه به يقول له شوفت بقى انا اخترتلك ايه
جلست مع مريم وايهاب فى غرفة المعيشه فى شقتهم وهى تحكى لهم تفاصيل رحلتها الروحانيه الجميلة وهما يستمعان فى انتباه والابتسامه مرسومه على شفتيهما الى ان قال ايهاب الله يا ايمان شوقتينى اروح عمره