رواية كاملة قوية الفصول من السادس عشر للواحد والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
الخير.. اجهزى بعد ما تخلصى صلاة عشان ننزل انا وانتى ومريم نشترى حاجتها هزت رأسها موافقة.. فاتجه هو الى الاسفل بعدما فتح باب غرفة ياسين فلم يجده.. حضر فطور خفيف من الجبن والسلطة وعصير ليمون.. أقبلت عليه ياسمين مرتدية جيبة سوداء وبلوزة رمادية بأكمام طويلة ومكتوب عليها كلمات إنجليزية باللون الأبيض.. وخمار أبيض وكوتشى باللون ذاته.. كانت قد اشترت ذلك الطقم برفقة حنين.. ابتسم لها فبادلته الابتسامة قائلة بمزاح يوسف باشا بنفسه عامل لى فطار ضحك قائلا باستفزاز انا عامله ليا على فكرة ألقت قطعة من الخيار بفمها قائلة حبيبى والله عارفة انك عامله عشانى ضربها بخفة على جبهتها.. جلسا يتناولا فطورهما.. انتهى أولا فأمسك هاتفه واتصل بمريم.. لم ترد بالمرة الأولى فاتصل مرة ثانية.. كانت هى تجلس على فراشها يبدو على ملامحها الشرود الكبير.. لم تنتبه لرنات هاتفها المتتالية.. رن الهاتف للمرة الثالثة فانتبهت له وأمسكته.. رأت رقم يوسف فردت ببرود نعم تجاهلها قائلا وعليكم السلام.. اجهزى عشان هاخدك بعد شوية ومعايا ياسمين ثم أغلق الخط.. نظرت للهاتف پغضب شديد.. أرادت عدم الذهاب لكنها تعلم أنها لو عاندت لن ينولها إلا صڤعة من والدها.. فزفرت بحنق ثم قامت وارتدت فستان باللون الوردى الهادئ.. عليه جاكيت جينز أسود وحذاء اسود مفتوح ذو كعب عالى وحقيبة صغيرة سوداء.. عقصت شعرها على هيئة كحكة بعدم اهتمام.. فسقطت بعض الخصيلات على وجهها زادتها جمالا.. هبطت الى الأسفل وجدت والدها أمامها نظرت له پخوف أن يضربها لأنها لا ترتدى الحجاب.. لكنها اندهشت عندما رأته يدلف الى غرفة مكتبه دون الاهتمام بها.. زفرت بارتياح ثم خرجت.. وجدت يوسف يقف أمام سيارته واضعا يديه فى جيبه.. كان يبدو وسيما بوقفته الواثقة.. وياسمين تجلس بالخلف.. عندما رآها سحرته بجمالها.. أراد احتضانها بقوة.. لكنه تمالك نفسه أمام جمالها الساحر.. شعر بالغيرة القاټلة.. يريد هذا الجمال له وحده.. لا يريد أن يراها أحد ويفتتن بها.. صبرا يا حوريتى.. سأروضك وسترين.. فتح لها الباب الأمامى فجلست ملقية التحية على ياسمين متجاهلة اياه.. فأغلق الباب والتف الى كرسى السائق.. قاد السيارة متجها الى المول.. انتبه إلى يدها لم يجدها ترتدى الدبلة.. شعر بالڠضب.. لكنه كتمه داخل نفسه.. كانت تجلس شاردة ولا تشاركهما الحديث.. انتبه يوسف لها لكنه لم يعلق.. وصلوا بعد عشر دقائق.. قبل أن يترجلوا من السيارة.. فتح يوسف درج صغير وأخرج منه حجاب أبيض.. أعطاه لمريم قائلا بهدوء البسيه نظرت له بسخرية وكادت تفتح الباب لتنزل لكنه أغلق جميع الأبواب.. قال ببرود مفيش نزول لحد ما تلبسيه.. انا مش هسمح لحد يبص لك وانتى قمر كدة نظرت له مندهشة.. إنه مچنون.. ألديه انفصام في الشخصية.. دقيقة يتغزل بها والدقيقة التالية يرميها بكلماته الباردة ويتجاهلها.. أخذته منه مغيبة ثم ارتدته فزاد من جمال بشرتها البيضاء.. فتح الأبواب فترجلوا منها ودلفوا للداخل.. اتجهوا الى الكثير من المحلات.. ابتاعت الكثير من الأشياء.. كانت تشعر بالاندهاش من صبر يوسف.. لقد كانت تقول على كل شئ إنه لا يعجبنى.. لكنه يبتسم لها ويقول لها أنه لا بأس وسيجد شيئا آخر أجمل منه.. لم يكل او يمل من سيرهم لمدة 4 ساعات متواصلة.. حتى تنتقى ما يعجبها.. مرت ساعة أخرى وكان يوسف كلما تمتلأ ايديهم من حمل الأكياس يذهب الى السيارة ويضعهم بها ثم يعود إليهم.. كانوا يسيرون وقالت ياسمين بتعب تعالوا نقعد فى الكافيتريا نشرب حاجة ونكمل هز يوسف رأسه موافقا.. أخذهم يوسف الى المطعم.. طلب لهم البيتزا بأكثر من طعم مختلف.. همس لمريم التى كانت تجلس بجانبه دون أن تسمعه ياسمين كلى براحتك انا عارف إنك جعانة نظرت له ببرود ولم ترد.. بعد قليل انتهوا من تناول البيتزا وكانت تأكل مريم بنهم شديد.. قامت مريم من كرسيها فكادت تصطدم بشاب إلا أن يوسف حاوطها بذراعه وأبعدها فقال الشاب أنا آسف رد يوسف بحدة ابقى خد بالك شعر بالڠضب لمجرد فكرة أن يلمسها رجل ما.. كان لايزال يحاوط مريم فابتعدت عنه وهى تضربه قائلة متلمسنيش نظر لها ببرود ثم أمسك يدها وجذبها لخارج المطعم وياسمين وراءه.. أكملوا تسوقهم فابتاعت الكثير من الأشياء..انتهوا ثم ذهبوا الى السيارة.. شعر يوسف بالإرهاق يحتل جسده بأكمله.. قال لياسمين وهو يناولها المفتاح افتحى العربية واقعدى فيها.. هاخد مريم شوية وجاى هزت رأسها بتفهم وذهبت بينما هو أمسك يده واتجه الى كافيتيريا قريبة.. طلب عصير فراولة لها فهو يعلم أنها تعشقه وكوبا من القهوة له.. بدأ حديثه قائلا مالك نظرت له ولم ترد.. أصر على موقفه وكرر سؤاله فقالت بحدة وانت عايز تعرف لية.. انا لو فيا حاجة هتبقى انت آخر واحد أقول له كانت تحتمى وراء غلاف الڠضب والحدة.. لكن بداخلها كانت تتمنى لو ترتمى بأحضانه وتبكى مثل ما كانت تفعل وهى طفلة لكن كبرياءها يمنعها.. ولا تعلم أنه يود ذلك الآن وبشدة.. قال بهدوء انتى مهما عملتى انا مش هبطل اقرب منك يا مريم.. بطلى كلامك اللى ملوش لازمة دة.. انا عارف ان فيكى حاجة.. مالك تنهدت بحرارة والتمعت الدموع بعينيها.. قام وجلس بجانبها ثم احتضنها بقوة.. بكت هى بشدة.. أخرجت كل همومها فى بكائها.. كان يعلم أنها بحاجته..وقد نفذ لها طلبها.. ظلت تبكى فترة ليست بالقليلة.. وكان لايزال يحتضنها.. قال بهدوء انتى لو مش عايزة تحكى انا مش هجبرك.. بس خليكى عارفة انى جنبك دايما سواء كنتى عايزة كدة او لا اكمل بتنهيدة انا مبعدتش عنك بمزاجى يا روما.. انتى اللى بقيتى تتجاهلينى من اول ما دخلتى ثانوى.. ورغم كدة كنت جنبك دايما من غير ما تحسى ابتعدت عنه ونظرت له بعيون متسعة من الدهشة.. مسح دموعها بحنان ثم قال بمزاح وهو يناولها كوب الفراولة اشربى انا عارف انك مش هتقدرى تقاوميها ابتسمت ابتسامة صغيرة ثم شربته.. وجدته يقول بهدوء ممكن اعرف دبلتك فين نظرت تلقائيا الى يدها فلم تجد الدبلة..ردت بلا مبالاة أغاظته معرفش كتم غضبه وقال بعصبية خفيفة يعنى اية متعرفيش.. دبلتك فين يا مريم ردت بضيق سيبتها فى البيت حاول ان لا تنفلت أعصابه كى لا يقول شيئا ويندم عليه فقال ببرود معلش هتعبك واطلب منك تلبسيها ردت مبتسمة حاضر نظر لها بدهشة من تغيرها المفاجئ ولكنه أحب ابتسامتها فنسى ما يغضبه منها.. أمسك يدها ووضع الحساب على الطاولة ثم ذهبا للسيارة.. وجد ياسمين قد نامت من التعب فاستقلا السيارة وانطلق للفيلا.. أيقظ ياسمين فترجلت من السيارة ودلفت للداخل.. بينما ابتسم هو لمريم بحنان فبادلته الابتسامة ثم دخلت.. بينما هو استقل السيارة مرة اخرى واتجه الى شقته.. حمل نصف الأكياس ووضعها بها ثم هبط وحمل النصف الآخر ثم وضعه أيضا وذهب للسيارة.. ثم اتجه عائدا الى الفيلا.. شعر بالصداع يغزو رأسه بدرجة كبيرة.. كما شعر بخدر فى يديه.. اوقف السيارة حتى تعود إلى طبيعتها..