الجمعة 15 نوفمبر 2024

رواية كاملة قوية الفصول من التاسع وعشرون للثاني وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

لاحظت نظراته الغاضبة التي انصبت عليها منذ تعالت ضحكاتها مع إياد الذي صافحهم بدوره سريعا ثم استئذن على الفور ليتابع أعمال المعرض حين هتفت صبا
ايوه كده روح شوف أكل عيشك..
ضحك إياد بغيظ ووخزها بقوة في خصرها فانتفضت بقوة صاړخة لټرتطم بكتف حسن الذي كان يجاورها وقوفا.. فامتدت يده تلقائيا لتحيط بخصرها محاولة منه لابعادها عنه..
لم يفهم لما ارتعش جسده لتلك الملامسة البسيطة.. لما تأهبت حواسه لرائحتها الغريبة.. مزيج من رائحة الفانيلا وزهر المشمش.. نعم لقد أصبح يميز الروائح ببراعة بعد زواجه من لورا.. فهي تغرقه كل يوم بعبق جديد ورائحة مختلفة.. ولكن صبا كانت مختلفة.. عبق أنوثة مختلط بطفولية محببة.. هزته بقوة..
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ارتجافة جسده المتأثر بها سببت له الڠضب الشديد.. ڠضب من نفسه ومنها أيضا.. وخاصة حينما تعالت ضحكتها العابثة وهي توبخ إياد
عيب عليك في السن ده!!..
وانطلقت ضحكاتها الرائقة لتتوقف فجأة حين اصطدمت بنظرات حسن التي تحولت من الڠضب إلى الاحتقار وهو يشيح بوجهه عنها وكأنها مجرد النظر إليها يؤذيه ويغضبه..
ازدادت وتيرة تنفس صبا وڠضبها يتصاعد لعڼان السماء وهي تلمح تلك النظرات التي لم تجد لها تفسيرا وكادت بالفعل أن تصرخ به مطالبة بتوضيح فوري لسلوكه المنفر.. ولكن ما لم تدركه صبا البريئة بسنواتها العشرين هو الصاعقة التي أصابت حسن فور تلامسها معه سماعه لضحكاتها مع إياد رؤيته لها.. لم يصدق نفسه.. وكادت عينيه تقفزان من محجريهما وهو يرى صبا الصغيرة ذات الضفيرة الطويلة المشعثة وتقويم الأسنان المعدني وقد تحولت إلى فراشة رقيقة الألوان بداية من خصلاتها الكستنائية الداكنة والمتموجة إلى عينيها الرماديتين الشقيتين والحزينتين في مزيج غريب لم يلمحه إلا في نظراتها.. مرورا بضحكتها الناعمة وبشرتها البرونزية والتي تحسدها عليها نجمات السينما حتى قوامها الممشوق والذي أوضح ثوبها الفضي والذي إلتصق به كم تتمتع من رشاقة ونعومة تتهافت عليها أعين الرجال.. كما كان يفعل ذلك المدعو إيدي.. لقد صعق حسن من التحول الذي أصاب الفتاة الصغيرة لتتحول إلى تلك المرأة التي هزت كيانه بشدة.. نعم.. فبقدر مفاجئته بجمال صبا البري بقدر انزعاجه لذلك التأثير الذي امتلكته على مشاعره.. على رجولته.. وقلبه..
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
نظراتها الحزينة الشقية اخترقت الدرع الفولاذي الذي شيده حول قلبه ليجده يرتجف نشوة لسماع ضحكاتها اللذيذة ومزاحها مع ذلك البغيض إيدي..
تبا.. تبا.. ماذا يحدث!..
هو لا يتأثر بالنساء.. لا يلتفت لدلالهن وضحكاتهن وصخبهن ومحاولتهن لجذب الانتباه.. قلبه توقف عن الدق بعد منى.. عينيه عميت عن رؤية غيرها وأذنيه صمت عن سماع تنهدات وضحكات سواها من النساء.. إذا لما رجفة القلب الآن.. لم يستجيب كيانه وجسده.. عقله وقلبه لفتاة لطالما رآها كأخت صغيرة.. وفي أحسن الأحوال طفلة رقيقة محببة ووديعة.. متى تحولت الوداعة إلى تلك الأنوثة المتوحشة التي تهاجمه بضراوة..
غاب حسن في أفكاره وفي محاولاته لتفسير مشاعره المختلطة ولم يدر بنفسه إلا وهو جالسا على مائدة العشاء ولورا بجواره ترمقه بقلق وقد لاحظت شروده.. وتواجهه من شتت أفكاره وبعثرت كيانه وهي مندمجة في حديث طويل مع مازن حيث بدا أنه أخبارها بإنفصاله عن دنيا فاتسعت عيناها الرماديتين دهشة وارتعشت شفتيها المكتنزتين تأثرا وهي تعض على السفلى منهما بحزن كاد ينتزع تأوها منه.. فأغمض عينيه وهو يطلق على نفسه أحقر الأسماء والأوصاف.. بل كاد يشك أنه تناول عقارا أصابه بلوثة ما أو في أسوأ الأحوال منشط ما أثار هرموناته الذكورية..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
هل ابتعد عن زوجته فترة طويلة لتلك الدرجة حتى تصبح نفسيته ومقاومته بتلك الهشاشة.. كلا.. لم يحدث.. فلورا امرأة دافئة وعاطفية وتتفنن في ارضائه ومنحه السعادة.. إذا ماذا!!.. ماذا به..
وصل إلى مسامعه صوتها وهي تحادث مازن
اديها فرصة يا مازن.. أنتوا الاتنين غلطانين.. نيرة اتغيرت كتير بس أنت مش ملاحظ.. أو مش عايز تلاحظ.. بتدوروا حوالين مشاعركوا وبتهربوا من المواجهة.. لحد امتى هتقدروا تتحملوا الحياة كده!
غمغم مازن من بين أسنانه
صبا.. أنت ما تعرفيش..
قاطعته بسرعة
مين قالك!.. السنة الي عدت دي أنا قربت من نيرة قوي.. هي بتحاول.. يمكن مش هتتحول لملاك زي عليا.. ولا ست دافية زي دنيا.. بس هي بتحسن من نيرة.. نيرة اللي أنت حبيتها..
دوى صوت حسن بسخرية
نيرة اللي اتهمت بنت بريئة ظلم عشان ټنتقم بس!..
التفتت له صبا پغضب لتلمح نفس النظرات الغاضبة تقفز من عينيه فهتفت به بالفرنسية
أعتقد أنه يفضل الحديث بالفرنسية حتى تفهم زوجتك ما تقوله!
تكلمت لورا برقة وبعربية ضعيفة
لا.. صبا.. لا.. أنا أفهم كل اللي أنت قولوه.. وموافق معاك كتير..
ضغط حسن على أسنانه بغيظ بينما ابتسمت صبا بانتصار والتفتت لمازن لتكمل حوارها
صدقني يا مازن.. نيرة محتاجة وجودك جنبها.. وأنت خلاص حسمت أمرك وطلقت دنيا.. يبقى ايه اللي يمنع تبدأوا من جديد..
غمغم حسن ساخرا
اللي يمنع أنها نيرة غيث.. والنمر مش بيغير جلده..
هتفت صبا بغيظ
هو أنت لا بترحم ولا بتسيب رحمة ربنا تنزل.. في ايه!.. ما أنت اتجوزت وخلفت تاني بعد..
قطعت كلماتها فجأة وهي تنتبه إلى شحوب وجه لورا.. فاعتذرت منها
آسفة قوي يا لورا.. بس جوزك خرجني عن مشاعري..
أومأت لورا بلطف
مش تضايق صبا.. حسن مش يقصد.. هو منفعل كتير..
ربت حسن على يد لورا بهدوء
لورا.. آسف.. لكن أي كلام عن نيرة بيسبب لي إزعاج..
ثم الټفت إلى شقيقه
آسف يا مازن.. بس..
أخفض مازن رأسه متفهما
خلاص يا حسن.. أساسا.. أي موضوع يخصني أنا ونيرة هناقشه ما بينا..
ثم الټفت نحو صبا مغيرا الموضوع
أنت طمنيني.. أخبارك ايه.. هتتخرجي السنة دي صح..
أومأت صبا موافقة بهدوء
إن شاء الله.. أنا مش مصدقة امتى أخلص بقى.. نفسي بجد اشتغل في مجالي..
تردد سؤال حسن
اللي هو ايه بقى..
ضحك مازن ببشاشة محاولا التغافل عن الجو المتوتر حول المائدة
ايه يا حسن أنت مش عايش معانا على الأرض!.. صبا هتكون مدرسة أطفال خطېرة.. ولاد يزيد العفاريت دول بيموتوا فيها..
أطلق حسن صفيرا صغيرا قبل أن ترتفع إحدى شفتيه مستهزئا
مدرسة أطفال!.. يعني حتى ما أخدتيش موهبة مامتك ولا احترافية باباك.. هتعملي ايه بوظيفة مدرسة أطفال في مؤسسة العدوي_غيث..
غمغمت صبا بسخرية مريرة وقد اشټعل وجهها ڠضبا
هقول لدادي يشتري لي حضانة مليانة أطفال ويخليها جزء من المؤسسة..!
تعالت ضحكات مازن القوية واحتقن وجه حسن ڠضبا وقبل أن يجيب على وقاحتها وصله صوت فريدة التي وصلت للتو ويرافقها ذلك اللزج المسمى إياد وهي تعتذر بلهفة
آسفة اتأخرت عليكوا.. بس كان في شوية شغل كده بخلصهم مع إياد..
جلست فريدة بجوار مازن وقبل أن يجلس إياد.. جذبته صبا من يده هاتفة
قوم خلينا نرقص.. الموسيقى حلوة قوي وأنا محتاجة اهدي أعصابي.. الجو هنا خنقة..
تحرك معها إياد نحو حلقة الرقص وظلا يرقصان معا طوال السهرة وبدا أن صبا تمتلك طاقة لا تنضب فلم تدع إياد يعود لمائدة العشاء إلا بعد مرور أكثر من ساعة كاملة.. وكان الجميع بدأ بتناول العشاء بالفعل.. وما كادت تجلس على المائدة حتى نهض حسن فجأة معتذرا من الجميع ومتعللا برغبته
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات