رواية تحفة الفصول من الرابع للسابع بقلم الكاتبة الرائعة

 
_ آه ..آه آه طبعا 
أومأت هنا برأسها قائلة 
_ طيب أنا هروح أشوف ماما فى المطبخ هتيجى معايا !
هزت فرح رأسها نافية فأستكملت الأولى طريقها إلى الخارج بينما الأخرى ظلت ماكثة أعلى أريكتها لم تتحرك قيد انملة لفترة من الزمن بعد أن أنشغل تفكيرها بكلمات شقيقتها المبهمة وسؤالها عن هشام بل بإنكارها هى لشعورها نحوه وهى التى كانت تنتظر قدومها بفارغ الصبر للبوح لها مما تعانية من لوعة الحب تجاهه ...
تمتمت بخفوت داخلها محاولة تبرير ذلك الشعور الذى راودها 
_ أصلا أنا مش هقولها دلوقتى على أى حاجة لحد ما أتاكد أنه بيحبنى .. وأكيد يعنى لو هو قالها حاجة عنى فهى هتقولى وساعتها ممكن هحكيلها عن كل اللى جوايا وأنا متطمنة ..
لم تشعر بالراحة لقرارها ذلك فهناك هاتف بداخلها يستحثها لمصارحة توأمتها بأسرع وقت ممكن ..

مر اليوم سريعا وسط ذلك التجمع العائلى الذى شمل التوأمتان اللتان توسطا والديهما بإرتياح .. 
أنشغل الوالدان بالتفكير والتحدث بحماس عن مستقبل أبنتهما الغائبة بينما هى أنشغلت بهاتفها واكتفت بإيماءة صغيرة برأسها وإبتسامة مجاملة كل حين لأبويها اللذان لم يعلما بأنها قد وضعت أولى أهدافها وتسعى لتحقيقها فى ذلك الوقت الذى يضيعانه هم بالحديث عن مستقبلها ..
أما فرح شرعت فى مشاهدة التلفاز بعد أن سيطر عليها الشعور بالوحدة والملل من جديد حتى فى وجود هنا المنشغله كليا بمراسلة شخص ما على هاتفها والذى يبدو أنه هو مصدر تلك الإبتسامة على شفتيها ..
بعد عدة لحظات من التأفف بداخلها تصاعد صوت هنا بحماس قائلة إلى والدها  
_ طيب أنا خارجة شويه يا بابى 
ربت والدها على رأسها بحنو قائلا  
_ طيب ياحبيبتى نازلة انتى وفرح ولا إيه ..
لكنها أجابته هى على الفور وهى تهم بالمغادرة 
_ لا نازلة مع ناس صحابى ..
ثم أضافت على عجل ناظرة إلى شقيقتها 
_ بس لو حابة تيجى يافرح اوك مفيش مشكله ..
لاحت علامات الفتور على قسمات فرح والتى كادت أن ترفض دعوتها لولا تدخل والدتها فى تلك اللحظة قائلة بتبرم  
_ وانتى لحقتى تكونى صحاب عشان تنزلى معاهم أنتى لسة يادوب جاية إمبارح ..
أجابتها هنا بنظرات مسلطة على شقيقتها والتى تابعت شاشة التلفاز بغير إكتراث  
_ يعنى مش كتير .. هو حد واحد بس اعتقد تعرفوه .. هشام اللى فى الفيلا اللى قدامنا ..
تنبهت جميع حواسها وبدا عليها الإهتمام فور أن ألتقطت أذناها حروف أسمه الأربعة فثبتت نظراتها على شقيقتها وأجابتها فى الحال  
_ فعلا أنا حاسة انى زهقانة ومحتاجة أخرج شوية معنديش مانع أنزل معاكوا ..
لم تكد تنتهى فرح من جملتها حتى بدأت فى التحرك بالفعل إلى خارج الغرفة متجهة إلى الدرج بحماس بينما تبعتها نظرات شقيقتها والتى بدا عليها التفاجؤ من رد الفعل السريع ذلك وموافقتها بهذا الشكل دون إلحاح خاصة بعد أن أمتلأ وجهها بعلامات الفتور منذ قليل ..
وهى التى ظنت أنها لن ترغب بالإنضمام إليها فقامت بعرض الأمر عليها من باب المجاملة ليس أكثر ..
لكنها الآن لن تجد مفر من إصطحابها إلى ذلك الموعد الخاص الذى كان من المفترض أن يشملها هى وهشام فقط ...
تأففت بعصبية قبل أن تراسل هشام من جديد لإخباره بقدوم فرح ومن ثم اتجهت للإستعداد هى الاخرى ..
بسرعة وحماس زائد أنتهت فرح من الإستعداد وأرتداء ملابسها فى أقل من ثلث الساعة بينما شقيقتها لازال صوت غنائها يعلو من داخل حمامها مما أضطر الأولى للطرق على بابها عدة طرقات خفيفة لتنبيهها بمرور الوقت فأجابتها الأخيرة بقرب إنتهائها ..
فى ذلك الوقت ومن فرط حماسها لرؤيته آثرت فرح التوجه إلى حديقتها علها تجده فى إنتظارهم فتستطع الإنفراد به قليلا قبل إنتهاء شقيقتها وأنضمامها إليهم فتجلس معه قليلا لإصلاح ماحدث بالأمس ..
تحمست لتلك الفكرة وأسرعت إلى الأسفل أثناء إرتدائها الجاكت الجينز خاصتها لكن قبل خروجها توقفت لهندمة ملابسها للمرة الأخيرة أمام المرآة بالأسفل وتأملت مظهرها بإبتسامة واسعة حيث أرتدت بنطلون جينز فاتح اللون يعلوه توب وردى اللون ومن فوقه الجاكت الجينز خاصتها وبالأسفل أنتعلت حذاء رياضى أبيض أما عن شعيراتها فقد قامت برفعهم للأعلى كعادتها لتعقصهم على شكل كعكة بسيطة قبل أن ترتدى نظارتها الطبية ..
ذلك هو المظهر الذى تفضله فهو مريح بعيد كل البعد عن التكلف ولم التكلف من أجل نزهة أو تمشية قصيرة فى أماكن قريبة داخل ذلك المجمع السكنى كمثل عادتها معه ..
حسنا وحتى إذا ماكانت السهرة تلك المرة فى إحدى الأماكن الهادئة أو الكلاسيكية أو حتى الراقصة فلن تتغير تلك الملابس كثيرا فخزانتها تحتوى فقط على مجموعة من البناطيل الكلاسيكية وقليلا من الجينز والعديد من السترات القماشية ..
بالإضافة إلى بعضا من القمصان القطنية والتى لا تتعدى ألوانها الأبيض والاسود واللون الوردى الهادىء أما الغير معتاد بداخلها هو بعضا من الملابس الكاجوال ذات طابع