رواية كاملة قوية جدا الفصول من الواحد وستون الي الخامس وستون بقلم الكاتبة الرائعة
على عكسه هو الذي لم يحيد بنظره عنها للحظة واحدة .. يرمقها بڼارية وغيرة حاړقة وبعيناه يتجول بين الرجال وكلما يرى أحدهم ينظر لها يشعر بالنيران تخرج من رأسه وأنه على وشك لحظة أخرى ويفتعل المشاكل بسببها .
اقترب بنقعده منها وانحنى عليها يهتف في ڠضب وصوت رجولي مخيف
_ إنتي ايه اللي لبساه ده !
نظرت له بتوتر بسيط من تحوله المخيف وقالت ببرود مستفز
_ ماله اللي لبساه !
احتقنت عيناه بالډماء وأصبح وجهه شكله مخيف من فرط الغيرة ليهتف بانفعال
_ يعني إنتي مش شايفة ماله مثلا .. ملقتيش غير الزفت ده اللي تلبسيه
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_ أولا وطي صوتك ومتزعقليش .. ثانيا أنا البس اللي أنا عايزاه إنت ملقش حق تقولي البس إيه ولا ملبسش إيه
صاح به پغضب هادر وصوت متحشرج
_ أنا جوزك ياهانم .. مليش حق إزاي يعني !
اشاحت بنظرها عنه وقالت بثقة وقوة
_ كنت !!
استفزه ردها بشدة وكاد أن يتحول لكاسر لكنه تمالك أعصابه بصعوبة واغلق على قبضة يده بقوة ليهتف جازا على أسنانه بتحذير حقيقي
_ جلنار بلاش تستفزيني أنا على أخرى وإلا قسما بالله ارجعك البيت واخليكي تغيري الزفت ده ڠصب عنك
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_ متقدرش
عدنان بصوت منخفض ومريب وسط نظرته المرعبة
_ إنتي عارفة كويس أوي إني أقدر يعني متعانديش معايا عشان تصرفي بعد كدا مش هيعجبك
كادت أن تجيبه لكن قاطعهم صوت رجولي يتحدث لعدنان يلقي التحية عليه .. فابتسم عدنان له فور رؤيته له وهب واقفا يمد يده يصافحه بحراره ويرحب به .. القى الرجل التحية على جلنار بأسلوب راقي فابادلته إياها ثم ابتعد هو وعدنان واتجهوا لطاولة أخرى حتى يتمكنوا من التحدث براحة أكثر ! ...........
وقت طويل مر وهي تجلس بمفردها فوق تلك الطاولة وتتابعه بنظراتها المشټعلة .. تراه يقف مع تلك الفتاة منذ أكثر من نصف ساعة يتحدث معها بكل لطف والأجواء اللطيفة بينهم تهيمن عليهم وابتسامته لا تفارق شفتيه طوال حديثهم .. وزاد اشتعال غيرتها حين عرفت أن تلك الفتاة هي نفسها التي كان يتحدث معها في الهاتف عندما كان بالمنزل معهم بالأمس .
كانت غيرتها تأكلها أكل ولا تتمكن من الذهاب إليه والوقوف بجواره .. وبأي حق ستقف معه بعد طلاقهم .. لكن ذلك لا يعني أن تتركه لتلك السخيفة .. انحنت على أذن ابنتها التي تجلس بجوارها وقالت لها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
هزت الصغيرة رأسها بالإيجاب واستقامت واقفة تهم بالركض تجاه أبيها لكن جلنار قبضت على ذراعها وراحت تؤكد عليها للمرة الثانية بتحذير
_ اوعي ياهنا تقوليلوه إني أنا اللي بعتك
هنا بموافقة ورقة
_ حاضر يامامي !
هرولت الصغيرة ركضا تجاه أبيها ووقفت بجواره للحظات تنقل نظرها بينه وبين تلك الفتاة الغريبة حتى قالت بالأخير في عفوية تامة وغير مقصودة منها
_ بابي .. بابي .. مامي بتقولك أنها تعبانة تعالى بسرعة
انقبض قلبه زعرا للحظة وراح ينظر لجلنار فوجدها اشاحت بنظرها عنه بسرعة حين رأته ينظر لها وتصنعت عدم الاكتراث والإرهاق .. فأدرك بلحظتها حيلتها الفاشلة وكتم ضحكته بصعوبة لكن ابتسامته خانته وظهرت فوق شفتيه باتساع .. لينظر إلى الفتاة ويعتذر منها ثم يحمل ابنته فوق ذراعيه ويتجه بها نحو جلنار هانئة بضحكة مكتومة
_مامي قالتلك روحي قولي لبابي إني تعبانة
هنا بإيجاب وخوف بسيط
_ أيوة بس اوعى تقولها يابابي إني قولتلك كدا عشان هي قالتلي مقولكش إن هي اللي قالتلي اقولك إنها تعبانة
ضيق عيناه باستغراب من كلماتها المشابهة لبعضها وضحك ثم قال بغمزة مشاكسا
_ هو أنا مش فاهم حاجة غير إن مامي غيرانة .. والباقي مش مهم بقى !
وصلوا إليها أخيرا وانزل هنا من فوق ذراعيه لينحنى عليها ويهمس باسما بلؤم
_ مالك
اضطربت من نظرته لكنها ردت بثبات
_ مليش !!!
_ امال هنا بتقولي إنك تعبانة ليه !
تنحنحت بخجل وتوتر ثم أجابت بتصنع التعب
_ أه حسيت بتعب بسيط بسيط ومعدتي قلبت معرفش ليه .. ممكن تاخدني توديني البيت ياعدنان أنا تعبت من كتر القعدة ومليت
رفع حاجبه مدهوشا وهدر بضحكة خاڤتة
_ أنا اوصلك !!!
استاءت من ضحكه وفسرته أنه يسخر منها ولا يرغب في توصيلها للمنزل فاستقامت واقفة وقالت پغضب
_ لو مش عايز خلاص أنا مش بڠصب عليك براحتك
ثم ألقت نظرة حاړقة مليئة بالغيرة على الفتاة التي تنظر له بترقب وكأنها تنتظر عودته له وقالت في صوت محتقن
_ آسفة عطلتك عن ضيوفك .. واضح إنهم مستنينك .. روحلهم متتأخرش عليهم وأنا همشي وحدي أنا وبنتي
أنهت عباراتها واندفعت مسرعة للخارج وهي ممسكة بيد ابنتها التي لا تفهم شيء أما هو فضړب كف بكف ضاحكا ثم اندفع خلفهم مسرعا يلحق بها .. فور مغادرتهم للقاعة كانت ستذهب لتصعد بسيارتها لكنها رأته يشير لها بنظره أن تأتي معه .. أبت في البداية لكن أمام نظرته الصارمة والمخيفة استسلمت وعادت لتصعد بجواره وتستقل هنا بالمقعد الخلفي وهي سعيدة أنها ستعود للمنزل مع والديها .
كان آدم بطريق عودته للمنزل بعد أن أوصل مهرة لمنزلها وأثناء قيادته للسيارة وتركيزه على الطريق ارتفع صوت رنين هاتفه .. ضيق عيناه بتعجب بعدما وجد الاتصال من حارس منزلهم فأجاب فورا باهتمام
_ الو
جائه صوت الحارس المزعور
_ الحق الست أسمهان هانم يا آدم بيه
أوقف السيارة على جانب الطريق في لحظة من فرط الزعر وأجابه بهلع
_ مالها ماما !
_ عربية البوليس جات من شوية وخدت الست هانم .. ومعرفش ليه !!
طوال الطريق كان يلقي بنظرات خاطفة عليها وهو يبتسم بتلذذ وحب .. صحيح أنه فعلها عمدا حتى يثير غيرتها لكنه لم يكن يتوقع أن تصل ڼار غيرتها لهذا الحد !! .
دقائق معدودة مرت في صمت بينهم حتى سمع آهات خاڤتة انطلقت منها فجأة فالټفت لها بقلق وقال
_ مالك ياجلنار !
كان تضع يدها على بطنها وتتأوه بخفوت لتجيبه پألم
_ ألم شديد في بطني يا عدنان
أوقف السيارة جانبا واعتدل ليصبح مواجها لها ويقول باهتمام
_ اكلتي حاجة مش كويسة طيب ولا إيه
هزت رأسها بالنفي وبدأت صوت تأوهاتها يزداد حدته ويرتفع لتقول له بالأخير پألم هادر وصوت ضعيف
_ خدني المستشفى ياعدنان .. آاااااه
عدنان بزعر وهو بحاول تهدئتها والتخفيف عنها
_ حاضر ياحبيبتي هاخدك حالا .. استحملي شوية بس لغاية ما نوصل
ثم راح يحرك محرك السيارة وينطلق بها بسرعة البرق وسط صوت تأوهاتها العالية وهو يمسك بيدها بقوة كمحاولة منه للتخفيف عنها وبث الاطمئنان في نفسها أنه معها .. وكانت الصغيرة بالخلف في حالة من العرب على والدتها حتى بدأت دموعها تنهمر فوق وجنتيها .
فجأة صكت سمعه