رواية كاملة قوية جدا الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
بيعصبك بس يازوزا .. الدكتور قالك بلاش العصبية وإنتي برضوا مفيش فايدة حد معاه ملاك زي ويتعصب
فوزية بشيء من العصبية :
_ بت متنرفزنيش اكتمي خالص ومسمعش حسك
قهقهت بخفة وقالت في نبرة شبه جادة :
_ أنا هروح اجيب العلاج من الصيدلية دي وجيالك استنيني هنا يازوزا
هزت رأسها بالإيجاب بعدم حيلة وتابعتها وهي تتجه نحو الصيدلية .. فبقت واقفة للحظات طويلة بانتظارها وعندما تأخرت فكرت بأن تذهب وتشير لسيارة أجرة إلى حين خروجها سارت بخطواتها الهادئة إلى الشارع وتلفتت حولها تتابع حركة السيارات منتظرة أن يخف اكتظاظها قليلا وعندما وجدت الفرصة فسارت بسرعة تعبر الطريق ولكن فجأة كان هناك سيارة تسير مسرعة وقبل أن تصطدم بها توقفت بقوة كادت فوزية أن تسقط من أثر الصدمة .. وباللحظة التالية فورا نزل منها شاب في منتصف عقده الثالث وركض نحوها يمسك بذراعها هاتفا بزعر :
_ إنتي كويسة يا حجة
فوزية بصوت خاڤت به بعض الزعر :
_ كويسة يابني الحمدلله متقلقش
آدم باعتذار ونظرات مرتعدة :
_ أنا آسف جدا والله مخدتش بالي
_ ولا يهمك يابني حصل خير
خرجت مهرة من الصيدلية ووقفت تبحث بنظرها عن جدتها وإذا بها تجدها تقف ويمسك بذراعها شاب ويبدو على ملامحها الزعر وأنها كانت على وشك الاصطدام بسيارة فهرولت راكضة نحوها غير مكترثة بحركة السيارات وعندما وصلت إليها أمسكت بها وقالت في ملامح وجه مزعورة :
_ تيتا إنتي كويسة !
هزت فوزية رأسها بإيجاب وقالت بابتسامة باهتة :
_ كويسة والله يامهرة مټخافيش ياحبيبتي
صاحت مهرة بعصبية وهي توجه حديثها لآدم :
_ مش تركز في الطريق ولا البعيد اعمى ومبيشوفش
ادرك آدم أنها نفس الفتاة التي قابلها في المنطقة الشعبية فاستشاط ڠضبا وقال بانفعال مكتوم :
_ احترمي نفسك يابت
مهرة بصوت مرتفع نسبيا وسخط هادر :
_ بت في عينك ياجربان
_ أنا جربان !!!!
قبضت فوزية على ذراع حفيدتها وهتفت باستياء ونظرات تحذيرية :
_ مهرة بس اكتمي إيه اللي بتعمليه ده
ثم نظرت إلى آدم وقالت بصوت مختقن :
_ وأنت يا أستاذ خلاص قولتلك حصل خير اركب عربيتك وامشي
تنهد آدم وقال معتذرا وهو ينظر لمهرة بقرف :
_ حقك عليا ياحجة .. لو تحبي اتفضلي معايا اوصلكم في طريقي
ردت مهرة بنبرة فظة وهي تطالع سيارته بسخرية :
_حتى عربيتك جربانة زيك
عض آدم على شفاه السفلى بغيظ يحاول تمالك أعصابه حتى لا يرتكب بهذه الفتاة چريمة بينما فوزية فصاحت بها بنبرة مرتفعة بعض الشيء :
_ بس مسمعش صوتك
فوزية محدثة آدم بإحراج بسيط :
_ حقك علينا احنا يابني .. وشكرا مش عايزة اتعبك واعطلك على شغلك عن أذنك
ثم جذبت مهرة من ذراعها معها ووقفت تشير إلى إحدى السيارات الأجرة وفتحت الباب ثم أدخلتها هي أولا ودخلت هي من بعدها وتحركت بهم السيارة فورا وبعد دقائق من نظرات جدتها الڼارية لها وهم مازالوا في السيارة وبعد أن هدأت عصبيتها تدريجيا فلوت فمها بندم وهمست لنفسها بغيظ :
_ كان لازم تتعصبي أوي كدا يعني وتقوليله جربان ! بقى بزمتك واحد زي ده يتقاله جربان .. طيب هزقيه بحاجة صح حتى ! اوووف لا عيد الخناقة تاني لو سمحت
توقفت السيارة أمام المطار وترجلا منها وتولى أحد الرجال حمل حقائبهم بينما زوجها كان يمسك بكف فتاته الصغير ويسيرا معا إلى الداخل وهي بجواره .. ظلت تسير لمسافة طويلة حتى وصلا إلى الطائرة وكانت صغيرة بعض الشيء ليست طائرة لركاب مطلقا ضيقت عيناها بدهشة وظلت تتحرك دون أن تتفوه ببنت شفة فقط منظر الطائرة يثير ذهولها .. متى قام بشراء طائرة خاصة !! سؤال تطرحه في ذهنها بحيرة ولكنها تجاهلته وفضلت تصنع اللامبالاة .
كانت ترتدي فستان قصير بعض الشيء من اللون الأبيض ويعطي اتساعا جذاب من منطقة الوسط حتى آخره وتترك الحرية لشعرها الأسود الحريري وترتدي فوق عيناها نظارة سوداء وحذائها العالي الذي من نفس لون الفستان يعطيها لمسة أنثوية صاړخة .
كان بانتظارهم أمام الطائرة رجل يرتدي زي رسمي وبمجرد وصول زوجها انحنى برأسه في احترام وابتسامة مشرقة فاكتفى عدنان بإماءة رأسه البسيطة ووقف قبل أن يصعد على الدرج المتدلي من الطائرة ينتظر صعودها هي أولا طالعته بنظرة خالية من أي تعابير ثم صعدت هي أولا وانحنى هو على ابنته يحملها على ذراعيه ويصعد بها الدرج حتى وصلا ودخلا تحركت في الردهة الصغيرة للطائرة حتى وصلت للمقاعد وكانت مقاعد محدودة وقليلة بعض الشيء لكنها رائعة من اللون البني والجلد الطبيعي .
ركضت هنا باتجاه أحد المقاعد المجاورة للنافذة وقالت بانبهار وسعادة :
_ اقعد هنا يابابي
ابتسم وانحنى عليها يلثم وجنتها هامسا بدفء وحب :
_ اقعدي في المكان اللي تحبيه ياروح بابي .. الطيارة كلها بتاعتك
تعلقت برقبة والدها وقبلته من وجنته بقوة في حب نقي يلمع بعيناها البندقية الصغيرة فزاد هو من ضمھا بحنان ثم ابتعدت وعادت تلازم مقعدها الخاص بجوار النافذة بينما جلنار فجلست على أحد المقاعد المجاورة لمقعد ابنتها على الجانب الآخر بعدما جلس عدنان هو بالمقعد المجاور لابنته تماما .
نزعت عنها نظارتها ورفعت ساق تضعها فوق الأخرى وامسكت بهاتفها تتصفحه بينما هو فأخرج إحدى المجالات وفتحها وبدأ في القراءة .. وقعت عيناه بالصدفة عليها ورأى قدمها العلوية عاړية إلى أعلى الركبة نسبيا بفعل فستانها الذي بالطبيعي يصل إلى الركبة وبعد الوضعية التي اخذتها في جلوسها ارتفع لأعلى أكثر ظلت عيناها ثابتة علي ساقها وتطلق شرارات ڼارية يحاول تمالك أعصابه .. انتبهت بعد ثواني لنظراته فمرقته بطرف عيناها ونظرت إلى مستقر عيناه فتنهدت بخفوت ومدت يدها تسحب الفستان للأمام لكنه لا يزال ينظر وكأنه لم يعجبه حتى الآن ومازال ظهور ساقها يثير جنونه فتجاهلته وعادت بنظرها إلى هاتفها تتصنع عدم الاكتراث بنظراته الملتهبة .. حتى سمعت صوته المريب وهو يهتف بلهجة آمرة :
_ نزلي رجلك
نظرت له وقالت بهدوء مستفز :
_ نعم !
تأفف بقوة في عصبية مكتومة وألقى بالمجلة التي بيده على المقعد وهب واقفا ثم اقترب منها ومد يده يسحب فستانها على قدمها پعنف ليسترها ويقول بنظرة قاټلة وحادة :
_ ياتقومي تدخلي الحمام وتغيري الزفت اللي لابساه ده يا تقعدي مظبوط
جلنار بسخط محاولة خفض نبرة صوتها :
_ وإنت إيه اللي مضايقك اعتقد مفيش غيرنا في الطيارة
عدنان بنبرة رجولية ونظرة متقدة :
_ طاقم الطيارة كله رجالة ياهانم وممكن في أي لحظة حد يدخل
انزلت ساقيها وجلست بطبيعية وهي تجيبه بتأفف وخنق امتزج بانفعالها :
_ أهووو .. حلو كدا !!
استقرت في عيناه نظرة ثاقبة وهو يتفحصها بنظرها من من قمة رأسها حتى أطراف أصابع قدمها هدأت حدة نظراته قليلا وانتصب في وقفته ثم عاد إلى مقعده وسط نظراتها المستاءة له .. كانت هنا تتابع بعيناها الحديث المنخفض المشحون بطاقة سلبية بين والديها دون