الجمعة 15 نوفمبر 2024

رواية كاملة قوية جدا الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة

انت في الصفحة 10 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

بيحبني ! 

ضحكت أسمهان وقالت بهدوء في نظرة تنضج بالخبث : 

_ مقالش وحتى لو مبيحبكيش بس أنا عارفة ابني كويس وعارفة هو بيعزك إزاي .. يعني لو استغليتي النقطة دي لصالحك هتكسبي قلبه بسهولة وآدم مش زي عدنان خالص آدم بأبسط الأشياء والأفعال تقدري تكسبيه وتخليه يحبك 

انطفأ اللمعان في عيناها من جديد واجفلت نظرها أرضا بحزن متمتمة : 

_ أنا مش في باله أساسا ياخالتو وخلاص مبقيش عندي طاقة أحاول تاني حاسة إني بهين نفسي ومش بعيد يكون بيحب واحدة تاني عشان كدا مش ملتفت ليا خالص 

أسمهان بحزم ونبرة جادة : 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

_ وفكرك إني هقبل إنه يتجوز واحدة غيرك

زينة بابتسامة منطفئة : 

_ أنا اللي مش هقبل لو مكنش بيحبني 

أسمهان بثقة وعينان كلها خبث : 

_ هيحبك متقلقيش 

لم تنظر لخالتها فقط استمرت في التحديق بالفراغ أمامها في بؤس وتحاول منع الأمل من التمكن منها من جديد حتى لا تعطى لنفسها آمال واهنة مبنية على حججة وهمية ! .

 

رنين الهاتف لا يتوقف منذ لحظات وهو منشغل بآخر التجهيزات لافتتاح معرضه الذي سيكون بعد يومين لكن الرنين الصاخب يشتت ذهنه وبدأ يزعجه فترك ما بيدها واتجه نحوه والتقطه وكان على وشك أن يجيب على المتصل بعصبية وانفعال لكنه هدأ فور رؤيته لاسم أخيه يصدح على الشاشة .. أجاب مسرعا وتمتم : 

تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.

_ إيه الأخبار يا Boss 

عدنان بصوته الخشن : 

_ أنا وصلت مصر وجاي في الطريق .. إنت فين 

آدم باندهاش بسيط : 

_ وصلت مصر ! .. طيب اتصل بيا حتى وقولي على العموم أنا في المعرض 

_ جبت سيرة لماما ولا فريدة على حاجة 

هتف آدم ضاحكا بخفة : 

_ عيب عليك أصلا ماما كل يوم بتسألني عليك وأنا بسببك هتحدف في ڼار جهنم من الكدب اللي بكدبه عليها 

ثم استكمل وهو يسأله بجدية واهتمام هذه المرة : 

_ المهم طمني جلنار وهنا كويسين 

كان يقف مستندا بظهره على السيارة فالټفت برأسه للخلف حيث كانت جلنار تجلس في المقعد المجاور لمقعده الخاص بالقيادة بينما صغيرته فقد غفت بالمقعد الخلفي ونامت .. عاد يشيح بنظره عنهم وأجاب على آدم : 

_ كويسين .. استناني في البيت عشان عايز نتكلم شوية 

آدم باقتصاب بسيط ممزوج بمرح : 

_ لازم دلوقتي ! 

انتصب عدنان في وقفته والټفت حول السيارة ليفتح باب مقعده ويجيب على أخيه بصرامة : 

_ دلوقتي يا آدم .. سلام 

اغلق الاتصال واستقل بالسيارة بجوارها وسط نظراتها الدقيقة له وهي تقول بخفوت : 

يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.

_ آدم ده 

رد عليها دون أن ينظر لها في صوت أجش :

_ امممم .. هنروح عند ماما الأول عشان تشوف هنا وبعدين هوديكي البيت 

اشتعلت نيران الغيظ في عيناها فهتفت في صوت حاولت خفضه : 

_ مش هروح البيت ده أنا .. مامتك عايزة تشوف هنا يبقى تاجي في بيتي 

_ هتروحي ياجلنار .. أنا مش بخيرك بعدين هما كلهم كام ساعة وهتمشي 

جلنار بعصبية وتصميم : 

_ ولا دقيقة حتى مش كفاية هستحمل مامتك كمان هستحمل فريدة وحركاتها المستفزة

عدنان ببرود تام : 

_ خلاص يبقى اوصلك البيت واخد بنتي واروح بيها تشوف جدتها

ضحكت ساخرة وقالت بشراسة : 

_ بنتي مش هتبعد عني لحظة واحدة .. أنا إيه اللي يضملي إنك تاخدها ومترجعهاش ليا تاني أو مراتك الحرباية دي تعمل حاجة في بنتي 

استقرت في عيناه نظرة متقدة حدقها بها لكنها لم تكترث وهتفت باستهزاء : 

_ إيه لتكون اضايقت عشان غلطت في سفيرة الأفاعي بتاعت سيادتك !

أوقف السيارة جانبا وانحنى بوجهه عليها يهمس في نبرة مريبة وڠضب مكتوم : 

_ أنا مش عايز اتعصب واعلي صوتي عشان البنت نايمة .. خلي يومك يعدي علي خير ويا تيجي معايا من غير كلام كتير .. يا تروحي على البيت وتستنينا هناك

صرت على أسنانها بغيظ تحاول تمالك أعصابها وهي تطيل النظر في وجهه وبالأخص عيناه القاسېة فبادلته نظرته القاسېة بأخرى خالية من المشاعر فقط البغض الذي يظهر .. بينما هو فهدأت نفسه الثائرة قليلا وقال وهو يعود وينتصب في جلسته ليبدأ في تشغيل محرك السيارة من جديد : 

_ أفهم من سكوتك ده إنك هتيجي خلاص

لم تجيبه فقط ظلت ټضرب بمشط قدمها على أرضية السيارة في شكل متتالي بغيظ واحتدام جعل وجنتيها البيضاء إلى حمراء واستمر اهتزاز قدمها هكذا للحظات طويلة وهو يتابعها بعيناه حتى وجدته يضع كفه على فخذها يمنعها من الحركة أكثر ويقول بحدة : 

_ اثبتي عصبتيني !! 

دفعت يده عن جسدها ورمقته بنظرة شرسة لم تغضبه بقدر ما أعجبته وجعلته يبتسم بتلذذ وكانت صيحتها المنذرة فور نظرتها تماما : 

_ قولتلك مليون مرة متلمسنيش 

رمقها بنظرة جانبية في ابتسامة كانت شبه باردة لكنها في الحقيقة تضمر خلفها سخط مكتوم ووعيدا لها حين ينفرد بها بمنزلهم ستكون قد حانت لحظة عقابه الحقيقي لها ! .

 

في مساء اليوم وفقا لفرق التوقيت بين مصر وكاليفورنيا .

كان بإحدى الحانات المشهورة يجلس على المقعد المرتفع أمام البار .. وبيده كأس قصير بيضاوي يمده إلى الشاب الذي يقف على البار فيملأ جزء صغير منه ليعود هو بالكأس إلى فمه ويبتلع النبيذ كله دفعة واحدة .

لا يأتي إلى هنا إلا نادرا واليوم شعر بأنه في حاجة ليتغيب عن الواقع لساعات ويتناسى همومه وصلته الأخبار برحيلها صباح اليوم معه .. لم تخبره حتى ومنذ آخر مقابلة بينهم أو بالأحرى منذ عودة ذلك الشيطان لم تسأل عنه وتجاهلت وجوده تماما هل كل ما فعله من أجلها ذهب هباءا هكذا بلحظة واحدة ! .. لكنه هو المخطئ كان عليه أن يتفهم من البداية حنينها وعشقها الدفين للرجل الذي كان سببا في ټدمير زهرته المتفتحة هو من أوهم نفسه ومنح ذاته آمال حمقاء مثله وصدقها .. والآن يتسكع ويتخبط في أحزانه الساذجة.. كما وصفها !! .

بدأ يفقد توازنه شيئا فشيء وكذلك وعيه من فرط كمية النبيذ التي تناولها وكان على وشك أن يمد الكأس مرة أخرى حتى يملأه له لولا اليد الرقيقة التي قبضت على رسغه أولا ثم انتزعت الكأس من قبضته وهتفت في عتاب باللغة الإنجليزية : 

_ حاتم .. لقد بحثت عنك بكل مكان ماذا تفعل هنا ! 

رفع نظره لها وابتسم ببلاهة ثم أمسك بالكأس مرة أخرى ورفعه أمامها يريها ما الذي يفعله وهم بأن يقربه من فمه لكنها انتشلته من يده بحدة وقالت : 

_ يكفي .. يبدو إنك شربت كثيرا هيا سأصطحبك للمنزل 

أجابها بصوت ثملا بعدم اكتراث وهو برفض النهوض : 

_ سأبقى لبعض الوقت .. اذهب إنت

اخرجت من حقيبتها نقودا ودفعتهم لصاحب الحانة ثم أمسكت بذراع حاتم تساعده على النهوض وهي تهتف پغضب : 

_ هيا سنذهب لن

10  11 

انت في الصفحة 10 من 16 صفحات