رواية جديدة الفصول من الواحد والعشرين الي الخامس والعشرون بقلم صديقة الحروف
انت في الصفحة 1 من 21 صفحات
بارت 21
زئرت مكابح سيارته ما إن سمع ما قالته للتو لتتوقف السيارة وعلت أصوات أنفاسه التي حاول أن يسيطر على غضبه من خلالها حتى لا يعرضها إلي ما لا تتخيله أو تتحمله فقد توعدها قبلا وحذرها ولكنها تبدو أنها قد نسيت ما وعدته به هي الأخرى قبل شهرين. بدأ في تخليل شعره الطويل بيداه الإثنتان وكي ينفث عن غضبه شرع في تدخين السچائر التي كان يلتهمها وسط الصمت ودموع شيرين المنهمرة لم يكترث لكي يفتح النوافذ بل ترك كل شيء كما هو وبرأسه مليون طريقة كي ېقتل بها أمل على ما قالته فهي السبب لما هو به الآن.
تذكر قبل مۏت والده بقليل عندما كانت أمل فتاة جديدة لم يرها من قبل وبدأت بالعمل معه بأحدى أفلامه فهي كانت المسئولة عن مستحضرات التجميل الخاصة به لم يهتم لوضع مستحضرات التجميل إلا قليلا وكالعادة كان يفرض رأيه على الجميع فأمضى بعض الوقت برفقتها ولم يحمل لها أي مشاعر فظنت أنها قد تغيره وتجعله يقع في حبها فلم تستطع..
تذكر ما قالته عنها وقد استمع لحديثهما معا فلا تدري أحداهما ماذا تعني له شيرين ولا كيف تمزق قلبه عندما سمع أمل تتحدث عنها هكذا.. والآن تأت من ينهار أمامها كليا لتخبره بأنها راحلة مرة أخرى!!
تبعها آدم لخارج السيارة فقد تأجج عقله مجددا بفكرة مغادرتها اياه ألقى سيجارته بعيدا وتوجه نحوها ليحاول التحكم فيما تبقى من أعصابه ونظر لها متفحصا اياها نظر لعيناها الممتلئتان بالدموع لتتلألأ كما لم تفعل من قبل شعر بأنها قد جرحت بعد ما سمعته من تلك العاهرة منذ قليل حدق لوجنتاها اللتان تحولتا للإحمرار الشديد ولا يدري لما عليها أن تكون بهذا الجمال وتلك البراءة عندما تبكي! وما إن لاحظ شفتاها الكرزيتان وهي تلتهمهما بين اسنانها حتى توقف نفسها عن البكاء فجن جنونه ولم يفكر إلا بتقبليها.
عايزة تمشي وتروحي فين احنا مش خلصنا من الموضوع ده سألها پغضب بالرغم من ملامحها التي تمزق فؤاده وتقتله ببطئ
أنا.. مقصدتش.. كل اللي عايزاه أن.. أرجع بيتي .. أنا هاكمل وكل حاجة هتفضل زي ما هي بس أرجوك أنا عايزة أرجع بيتي همست بكلمات مرتجفة ثم أجهشت بالبكاء الشديد فقد تغيرت تماما.. منذ قليل كانت تدمع فقط ولكن الآن لماذا تفعل هذا زاد غضبه وحنقه ليهز كتفاها
مش عارفة همست لتجده يحتضنها ووجدت نفسها تبادله العناق هي الأخرى
اهدي بس دلوقتي وهنشوف هتعمل ايه بعدين.. بطلي عياط أخبرها بلين محاولا أن يجعلها تهدأ ليشعر بإماءة رأسها وهي ملتصقة بصدره ولم يرد أن تبتعد عنه.. بدأ في المسح على رأسها بحنان وأغلق عينه رغما عنه لا يعلم كيف حدث ذلك ولم يلاحظ أنهما بطريق عام يستطيع أي أحد أن يراهما هكذا ولكنه لم يكترث إلا بمن تقتله يوميا ألف مرة.
احنا مش هانروح الشركة! سألته بهدوء ليهز رأسه بالإنكار وتنهدت هي ولم تريد أن تبدأ جولة أخرى من الجدال معه لتواجه موجة من موجات غضبه.
لم يلبثا الكثير حتى وصلا قصره وصف سيارته بالمرأب ثم توجها للداخل في صمتها وغموضه الذي دائما ما يحمل أمرا خلفه. شرد عقلها بكيف ومتى قابل تلك الفتاة وإلي أي حد وصلت بينهم العلاقة لتنزعج من مجرد الفكرة ولا تدري لماذا وهي كل ما يجول بخاطرها أن تغادره اليوم قبل غدا.
توجه لمكتبه حاملا زوبعة أفكاره الغاضبة بداخل رأسه وتبعته هي دون جدال صب كأسا وتجرعه بسرعة فابتعدت عنه وجلست على الكرسي بجانب الأريكة وللحظة تذكرت كيف كان نائما عليها من قبل وهي تتطلعه أول يوم أتت إلي منزله لم تعلم حينها إلي أين ستؤول بها الأوضاع معه وشعرت بالحزن الممزوج بحيرتها من كل شيء يتعلق به مشاعره تجاهها شخصيته التي لن تتغير وعدم تنازله وعناده وحتى مشاعرها هي فهي بمجرد سماعها إلي ما قالته أمل شعرت بالغيرة ولكنها ستتركه لماذا تشعر هكذا الآن أم تشعر بالخۏف مما قد يقوله الناس وظنهم بها
لم تدري متى أتى وجلس على الأريكة بصمت تام بدون أن ينظر إليها ببروده المعهود ومظهره الذي تعرفه تماما كلما كان غاضبا لم تلاحظ متى خلع سترته وقميصه مرفوعا أكمامه بإهمال ورائحة الخمر تفوح منه ممزوجا برائحة دخانه التي لم تتوقف منذ أن غادرا نظرت له ولشعره الفوضوي وملامحه التي تتحول لشكل مخيف عند غضبه لتسأل نفسها لماذا أعشق هذا الۏحش الجالس بجانبي أين كان عقلي وقتها شردت بأفكارها وتأرجحت مشاعرها بين خفقات قلبها له وفكرة مغادرته للأبد.
عايزة تمشي همس بجمود لتفيق على صوته الرخيم ولكنها تعجبت من هدوءه الزائد عن اللازم الذي لم تعهده من قبل خاصة عندما تناقشه بمغادرتها اياه فقد توقعت ثورة أخرى من ثورات غضبه ولكنها تعلم جيدا إن لم تنتقي ما ستجيب به سترى ذلك الوجه المخيف الذي حاولت أن تتجنبه بشتى الطرق الشهرين الماضيين.
أنا هاقولك الحقيقة اجابته ثم نظرت له بتوتر وتنهدت كل الناس ملاحظة