الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية سوما كاملة

انت في الصفحة 3 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز


كلام تاني .
نظرت حورية لرنا وقالت
عجبك كده هتمشي أنتي وتسبني لوحدي معاهم يتكاتلوا عليا 
ضحكت رنا و ودعت والدتها التي وقفت باكية لا تتحدث وحاولت طمئنتها ثم سلمت على خالتها 
في ظهر اليوم التالي كانت رنا وسط زملائها من العمل وقد حطت الطائرة بالمطار ثم ذهبوا للشاطئ كي يسيروا بالبحر ليصلوا للجزيرة .

وقف قائد المركب يردد
دلوقتي يا شباب احنا على بعد تلات ساعات من جزر الدهب.. هي مجموعة جزر بيحكمها الملك راموس وبيسكن أكبر جزيرة فيهم و الدخول هناك له ترتيبات و تصاريح .. أهل الجزيرة هناك ليهم نظام خاص جدا فياريت كلنا نلتزم بالتعليمات عشان نوصل للمكان إلي فيه مهمتنا لأنهم أكتر من جزيرة زي ما قولت .
ظلت رنا تستمع للتعليمات بإنصات تام وباقي زملائها كذلك لكن بعينهم نظرة خاصة لها وهي تلاحظ ذلك لكن لا تعرف ماذا هناك.
بعد مرور ساعة ونصف تقريبا وقفت المركب على أحد الشواطئ وقال القائد
هنقف هنا نريح مكنة المركب ونكمل ...تقدروا تنزلوا تريحوا شوية قبل ما نمشي.
هزوا جميعا رؤسهم بينما تقدمت أحداهن من رنا وقالت بإبتسامة واسعه ودودة
رنا ... بيقولوا الموز هنا في الجزيرة حته من الجنه .. ماتيجي نجرب .
نظرت رنا للجزيرة بريبة ثم قالت بتردد
لأ ماعلش ... أصلي...
قاطعتها الفتاه وقالت
أخس عليكي بقولك نفسي فيه هو احنا هنيجي الجزيرة هنا كام مرة في العمر يعني 
طب ما تاخدي منه
دي عيلة باردة...قولتلها و قالتلي لأ وحرجتني ..هتيجي معايا ولا هتحرجيني زيها 
زمت رنا شفتيها بحرج ثم وقفت و ذهبت معها رغم ترددها .
ظلت الفتاة تسير مع رنا حتى تعمقا داخل الجزيرة بجوار أشجار الموز فقالت الفتاة لرنا
الله شوفتي مش قولتلك الموز هنا مختلف .. لأ وفي جوز هند كمان...وااااو .
صمتت لثواني تخرج هاتفها ثم قالت بأنبهار
مش معقول ....ده في شبكة هنا... طب أستني أكلم ماما أطمنها وانتي أجمعي الموز .. ماشي.
لم تترك لها فرصه بل بدأت تتصل بوالدتها بالفعل وتتحدث معها تسير خطوة بخطوة بجوار رنا التي أنشغلت بجمع الموز كي تنتهي وتذهب من هنا قبلما تغادر المركب.
لكن لم يمر ثوى دقيقة ...هي فقط دقيقة واحدة ولم تجد أحد بجوراها .
ألتفت حولها بړعب تنادي الفتاة التي كانت معها لكنها لم تجدها .
حاولت الخروج من بين الأشجار كي تصل للشاطئ لكنها صدمت بعدم وجود المركب أو أي أحد من أصدقائها.
حاولت التماسك وألا تصرخ بأنهيار الآن وظلت تركض على طول الشاطئ لكنها لم تجد أي أثر لهم .
وقفت تلهث وقد سيطر الړعب على خيالها وجسدها لتنتفض على شئ معدني مصوب بظهرها وصوت جهوري يردد بلهجة حادة
من أنت
ماتنسوش تسيبولي رأيكم في أول فصل عشان أعرف عجبتكم ولا لأ
الفصل الثاني
سوسو سو....سوسو سو
عصفوري .
قالتها حورية ترد بها على محمود خطيبها الذي وقف خلفها قائلا
أنا جيت .
خيبة الأمل راكبة جمل.
قالتها فوزية وهي تطالعه بضيق شديد فقال
إيه يا حماتي بس في إيه مالك ...ماتروقي أمال...ماتكلمي ماما يا حورية.
تقدمت حورية من والدتها وهمست لها
جرى إيه يا ماما ... مش كده ...ده إحنا حتى في الشارع.
و هو انا مسكتني غير أننا في الشارع.
لكنها ألتفت تناظر محمود وقالت بحدة وحزم
أسمع يا أبني أما أقولك...خير في سلامة وسلامة في خير وإنت أديلك سنتين داخل خارج بالخطوبة والدبلتين بتوعك وقولنا ماشي لكن كده كتير بقا وأنت زودتها ... أسمع يا أبن الناس أخرك معايا الشهر ده لو جه يوم تلاتين منه وأنت ماتممتش الجوازة دي يبقى أعذرني.
تقدمت حورية وقالت پغضب
كلام إيه ده ياماما ما.....
قاطعها فوزية بحزم وقالت
ولا كلمة يابت.... أنا إلي عندي قولته ماذا وإلا.....
قاطعها محمود هذه المرة وقال 
ماذا وإلا إيه بس يا حماتي...ده حتى الشقة ماجهزتش .
ماهو من لاكاعتك ... وأنا ماليش فيه .. أنا إلي عندي قولته .
تطلعت لابنتها وقالت
قدامي على البيت
طب والفراخ إلي أتدبحت دي
ماشي ...تجبيها وتيجي ورايا أنتي فاهمه.
ثم غادرت وتركت محمود ينظر عليها بضيق شديد وأقترب من حورية قائلا
هي الست دي بتعمل معايا كده ليه
معذورة يا محمود إحنا بردو طولنا وأنت لا حس ولا خبر..واقف محلك سر وبتتفرج عليا.
تغيرت ملامحه على الفور وإستدار يوليها ظهره مرددا
وأنا أعمل إيه بس يعني يا حورية
ما أخوك زيدان ياما أتحايل عليك تنزل معاه الشغل .
مابحبش النجارة يا حورية.
حبها عشاني يا محمود.
تحرك حولها بضيق شديد ..كان كطفل أرعن صغير بالضبط وقال بنزق
بقا ده كلام تقوليهولي وأنا إلي جاي مزقطط وفرحان أول ما جالي الخبر.
اقتربت منه تسأل
خبر أيه
لمعت عيناه ورد
قدمت في مسابقة الغنا وبعد بكرة هروح أعمل آخر أختبار.
تهلل وجهها وقالت بفرحه شديدة
بجد يا محمود...بس أنت مابتعرفش تغني ..طول عمره صوتك وحش.
أيش عرفك أنتي.. أنتي هتفهمي أكتر منهم يعني ..هغني راب وبعدين بعرف اغني مابعرفش مش مهم .. إحنا في زمن الهجايس .. وأنا عايز أبقى غني ومشهور والفانز حوليا من كل مكان مش ابقى نجار زي زيدان طب ده كلام بالذمة .
شعر بيد قويه وضعت على كتفه وقد زمت حورية شفتيها بأسف عليه وخوف ممن خلفه لينتف
على صوت رخيم يعرفه جيدا وقد ردد 
ماله زيدان بقا مش عاجبك في إيه عشان ماسمعتش 
تلجلج محمود وأرتبك بحضرة زيدان وردد بإرتباك
ولا حاجه 
ولا حاجه أزاي مش عايز تقول.
صمت وتطلع لحورية يسألها
خليكي أنتي اشجع منه وقوليلي كان بيقول إيه 
أبتلعت رمقها بصعوبة...تتوتر بوجوده ..هي بالفعل تخاف فقالت طالما هو مصمم و كي ينتهي الموقف 
كان بيقول أن زيدان ده سيد الرجالة و أن مافيش منك أتنين .
نظر لها زيدان نظرة شاملة مطولة ثم قال
علمك الكدب
فردت بسرعة وڠضب ممزوج بالضيق الشديد
لأ طبعا..ده ...ده حتى أنا كمان رأيي كده .
نظر أرضا وهو يضحك بسخرية ثم رفع عيناه فيها لترتبك و تتوتر بوقفتها و تنسحب ناحية محمود قليلا تختبئ خلفه من خۏفها منه تسأل متى سيغادر فأشاح زيدان نظره عنها وتحدث إلى محمود 
الست فوزية لسه معدية عليا وبتقول أنها عايزة تيجي النهاردة لابوك.. في إيه 
يادي النهار الي مش فايت ..شوفتي يا أختي أمك.
لم تتحدث حورية ونظرت لمحمود بضيق فقال زيدان
في إيه يابني أنا بكلمك.
بقولك إيه يا زيدان أنا فرحان و ورايا أودشن بعد بكره ومش عايز حاجه تعكنني.
أودشن ده إيه ده بقا إن شاء الله 
فرد محمود ظهره وهو يعدل من ياقة قميصه بينما يردد بفخر
اخوك وبكل فخر هيبقى مغني.
تحولت ملامح زيدان للڠضب الشديد وسأل
أنت بتقول أيه أنت أتجننت .
تغيرت وقفة محمود وإنكمش على نفسه ثم ردد پخوف
أيه بس يا كبير مالك .
تجاهله زيدان ونظر لحورية يسألها
أنتي موافقاه على الهبل ده 
وفيها إيه هو حد....
قاطعها پغضب
يقول
الحمد لله.. أخيرا مشي... أنا بخاف منه قوي يا محمود.
ومين سمعك... أنا كمان بخاف منه والله أكتر من أبويا.
بقولك إيه يا محمود ماتجيب شقة في بيت تاني للجواز.. أنا ياخويا مش هقدر أعيش مع أخوك ده في بيت واحد ..ده انا جسمي لسه بيترعش لحد دلوقتي.
أتنيلي هو أنا عارف أشطب شقتي عشان أجيب لك واحده برا ...يالا زمان الفرارجي خلص ..خدي الفراخ وروحي لأمك احنا مش حمل لسانها
 

انت في الصفحة 3 من 24 صفحات