رواية منة من 19-23
كل شيء بالنسبة لك تشعر بأنك بلا قيمة بالنسبة له وجودك لا يشكل أي فارق لديه عندها تشعر بأن عالمك ينهار
فأنت جعلته محورا تدور حياتك حوله فمن أجله تفعل أي شيء وكل شيء
نهاية الفلاش باك
أكمل سمير بهدوء متذكرا كل لحظة ألم مر بها
من وقتها معرفناش عن ناهد أي حاجة
لو إنتي مكاني بعد ما عرفتي كل ده وواحدة جت قالتلك إن حفيدتك هربت وماكنتش نايمة في البيت
وده كله وهي مخبية على جدها وكل ما يسألها
تقوله ما فيش حاجة والشاب ده يأكد فعلا إن في بينهم حاجة متوقعة
ردة فعلي وقتها المفروض تبقا عاملة إزاي وخصوصا بعد ما روحت لجوزك بعدها وكلمته هو حتى مبررش أي حاجة ولا قالي أي حاجة
حتى بعد جوازكم
في اللحظة كانت أسوأ من أي شيء صډمتها بأن والدتها لم تمت بعد ولادتها هي فقط مصډومة محتارة لا تعلم ماذا من المفترض أن تفعل كيف ستتخطى صډمتها هل عليها أن ترضى بالأمر الواقع
وإن كانت والدتها مازالت حية لماذا لم تحاول الوصول لها لماذا لم تحدثها حتى الآن هل تعلم والدتها بوجودها وأنها على قيد الحياة
أصبحت على ما يرام تدمر كل شيء في لحظة أمام عينيها
قطع تفكيرها صوت جدها
سمير بهدوء
وزي ما أنا قلت قبل كده أنا عندي استعداد أطلقك منه دلوقتي
لم ترد عليه إكتفت فقط بالصمت وهي تنظر ليامن
پألم حاله لم يختلف كثيرا عنها فهو يتألم لألمها
كانت تعلم أنه يمنع نفسه بصعوبة من إطلاق غضبه
بهدوء لكنها لم ترفع حتى يدها لتبادله العناق
منعت نفسها بصعوبة من البكاء وهي تفكر كيف حال والدتها هل هي بخير أم مريضة مازالت على قيد الحياة حتى الآن أم لا وأهم سؤال في كل هذا لماذا تركتها لما لم تأخذها معهاهل تكرهها ولو تحبها لما تخلت عنها
ابتعد عنها جدها بهدوء
سمير بمواساة وشفقة عليها من صډمتها
عضت ليل على شفتيها بقوة تمنع دموعها من النزول
ليل بصوت ضعيف
بتمنى إني معرفتش حاجة ولا سمعت الكلام ده
سمير بهدوء محاولا دعمها
ناهد كانت بتحبك يا ليل لحد آخر لحظة كانت متمسكة بيكي حتى لما عرفت إن حملها هيبقى خطړ عليها أصرت إنها تحتفظ بيكي
أظن كفاية لحد كده يا سمير بيه كنت عايز تتكلم معاها واتكلمت أول لما تهدى وتستوعب هخليها تكلمك
نظر له ببرود وهو يقترب منه
سمير پغضب شديد
مظنش إنك هتحدد المفروم أعمل إيه ومعملش إيه
يامن بهدوء محاولا استجماع كل صبره وهدوئه
مظنش إن هي هترد على حضرتك دلوقتي وأنا بوعدك إنها لما تهدى هجيبها لحد عندك
لم يكلف نفسه بالرد عليه بل توجه مسرعا للخارج وهو يلقي نظرة أخيرة على تلك التي تجلس پانكسار وحزن شديد
بمجرد سماعها لإغلاق الباب كأنها كانت إشارة لها
لتطلق سراح دموعها تبكي بحړقة شديدة سامحة له بأن يرى ضعفها واڼهيارها فهذه ليست أول مرة يراها هكذا ويبدو أنها لن تكون الأخيرة
اقترب يامن منها بخطوات حذرة جالسا على ركبتيه أمامها
مد يده بهدوء يمسح دموعها وهو يشعر بروحه تتمزق من أجلها
ضمھا لصدره بقوة يحتويها عله يسحب ألمها
عناقه لها كان أبلغ من أي كلمات قد يقولها في مثل هذا الموقف
أما هي فكانت تشعر بالتخبط الألم الصدمة والإحباط من هذه الحياة
يامن بهدوء وهو يشعر بتأنيب الضمير فهو من أجبرها على هذا الزواج
آسف أنا السبب في كل ده لو مكنتش ظهرت فحياتك أكيد كل حاجة كانت هتبقى أحسن
ليل بهدوء وصوت مبحوح من كثرة بكائها
أنا متلغبطة ومش عارفة أفكر في حاجة بس الحاجة الوحيدة اللي متأكدة منها إنك لو مكنتش في حياتي أكيد كنت هبقا متدمرة
ابتعد عنها ناظرا لملامح وجهها
ومع كل دمعة تنزل من عينيها يشعر پألم في قلبه
بينما أغمضت عينيها بهدوء
يامن پألم وصوت أجش
كان المفروض مخلهوش يشوفك مكنش المفروض تقابليه أصلا بس هو اللي أصر
ليل بابتسامة صادقة ودموعها لم تجف
على قد ما زعلت بس فرحت إن ماما ممكن تكون لسه عايشة
يامن بهدوء مقسما على إيجادها
متقلقيش إن شاء الله هعرف كل حاجة عنها وهنوصلها
واستطرد بهدوء نظرا لعينيها يتأمل فتنتها محاولا أن ينسيها أو على الأقل يصرف انتباهها
وعينيه ترسل النظرات الحانية العاشقة لعينيها كأنه يضمها بنظراته
ألم أخبرك قبلا أن الدمع لم يلق يوما بعينيك
وإن ذرفت عيناك دمعة سأضمها
فيا قرة القلب تعالي إلي حضڼي لتكون ساكنته
ألقي برأسك على كتفي
فهمومك هي همومي
غمك هو غمي
وحزنك هو حزني
فيوما ما سينتهي كل هذا وما سوف يبقى هو عشقي لكي
كانت كلماته كالبلسم تطيب چروح قلبها هذا الرجل لا يستحق منها أن تؤلمه ولو بكلمة فابتسمت بهدوء تنفض عنها حزنها فهي تعلم أنه يتألم لألمها
ليل بمزاح وهي تبتسم بهدوء
والله إنت فايق وأنا المفروض أروح دلوقتي أقعد مع الضيوف أكيد نينا اتضايقت إني سيبتهم ومشيت
يامن بابتسامة هادئة يمرر منديله على وجهها ليمسح أي بقايا لدموعها
لو إنتي حابة متقابليش حد وعايزة ترتاحي شوية
إطلعي وأنا هعتذرلهم بدالك هقولهم إنك تعبانة شوية
ليل بهدوء وهي تشعر بقلبها يكاد ينفجر من عشقه
فهو يراعي مشاعرها بشدة
لا أنا كويسة جدا هغسل وشي بس وهروح ليهم
تمام بس خلي بالك من نفسك ولو حسيتي إنك مش مرتاحة اطلعي على الأوضة وأنا هجيلك على طول
أومأت بابتسامة هادئة وقبل توجهها للخارج عانقته بقوة كأنها تستمد منه قوتها
مرر يده على ظهرها بحنان
يامن بهدوء وحنان جارف
متقلقيش هفضل جنبك لآخر نفس فيا
اقتربت منه مقبلة خده برقة متناهية علها ترد بها ولو جزءا بسيطا من الشعور الذي يشعرها به ثم فرت من بين يديه بسرعة متجهة للخارج
.........
فور خروجها قابلت الحاجة فاطمة وهي في طريقها لمكتبه
الحاجة فاطمة بهدوء معاتبة لها
ينفع تتأخري الوقت ده كله والناس جاية تشوفك وتسلم عليكي
ليل باعتذار وهي ترد عليها بصوت هادئ
آسفة يا نينا بس اتشغلت مع يامن شوية وجدو كان موجود فكنت بسلم عليه
الحاجة فاطمة بابتسامة هادئة
خلاص مفيش مشكلة روحي المطبخ للبنات قوليلهم يبدأوا يحطوا الأكل ويجهزوا الحلويات والعصير وتعالي بعدها سلمي على الكل
وإحنا كلنا هنبقا قاعدين مع بعض على الغدا
أومأت ليل بهدوء
ليل بهدوء
حاضر بس المطبخ فين
الحاجة فاطمة بهدوء
بعد أوضة السفرة على إيدك الشمال
أومأت بهدوء متجهة نحو المطبخ تحمد ربها أنها لن تضطر للحديث ولو لبعض الوقت
عند دخولها للمطبخ تفاجأت بوجود لبنى تصرخ بصوت عالي وهي تلقي الأوامر هنا وهناك
ليل بهدوء للخدم متجاهلة وجودها
ابدأوا حطوا الغدا دلوقتي وجهزوا الحلويات والعصير
لبنى پغضب وصوت عالي
وإنتي مين علشان تقولي إيه اللي المفروض يتعمل ولا ميتعملش أنا هنا اللي أقول وبس
لم ترد ليل عليها واكتفت بتوجيه حديثها للخادمة
طلعي السلطات الأول