رواية مريم الفصول من 6-11
عليك العجز يابني !
يحيى صائحا بإنزعاج
في إيه يا رفعت هتعدد زي الستات و لا إيه !
رفعت و هو يحدجه بعدائية
إنت ماتتكلمش معايا خالص .. ليك عين تتكلم و إنت السبب في إللي حصل لأبني !
يحيى بحدة
إنت إتجننت صح أنا السبب أزاي يعني شكل زعلك علي إبنك لسا مأثر عليك.
إنت السبب ! .. هتف رفعت بإنفعال و تابع
إنت و إبنك السبب في إللي حصل لأبني . إنتوا الإتنين السبب في رميته دي . بس و رحمة أبوك و أمك ياخويا لو إبني ماقمش و وقف علي رجليه من تاني ه آا ..
هتعمل إيه يا رفعت قول .. و شرع في الإقتراب منه لتقف فريال بوجهه و تقبض علي ذراعه قائلة
يحيى ! .. من فضلك خلاص .. ثم إلتفتت إلي رفعت و قالت
و إنت يا رفعت .. إهدا صالح هيبقي كويس ماتقلقش.
و أضافت صفية بسأم ممزوج بالدهشة
يعني بجد مش وقتكوا خالص .. صالح جوا تعبان و إنتوا واقفين هنا بتتخانقوا بجد مش مصدقاكوا !!
بينما وقفا الأخوين يحدقان ببعضهما في ڠضب و تحد ...
في مكان أخر .. تحديدا في كاڤيتريا الجامعة
يجلس فادي مع رفاقه علي طاولة في الوسط كان شارد منذ جلوسه معهم إلي أن أنتشله صوت أحدهم
إييييه ياعم فاادي فينك من الصبح !!
إنتبه فادي لصديقه و أدار وجهه قائلا
إيه يا كيمو .. أنا معاكوا أهو يا معلم كنتوا بتقولوا إيه
معانا إيه يابني ! إنت من ساعة ما جيت و إنت سرحان مالك يا فادي إنت كويس
رد عليه الأول
ياعم ما هو قدامك زي الفل أهو .. تلاقي بس في حب جديد و لا حاجة !
فادي بضيق
حب إيه ياخويا إنت كمان . أنا فاضي أهرش في راسي !
أومال مالك طيب !
فادي و هو يفرك عينه بأرق
مافيش بس حاسس إني مرهق شوية .. يمكن من السهر و المذاكرة .. ثم قام فجأة ليسألونه رفاقه
فادي و هو يخرج هاتفهه من جيب بنطاله الخلفي
هعمل مكالمة بس.
صديقه المشاكس
أيوه ياعم . و عملنا فيها برئ.
فادي بتهكم
أنا هتصل أطمن علي أختي يا ذكي زمانك.
أختك ماااشي .. إبقي سلملي عليها بقي.
فادي بحدة
إنت هتستعبط ياض !
ضحك الأخير بإرتباك و قال
ياعم بهزر إيه !
رماه فادي بنظرة غاضبة ثم إستدار مبتعدا ليجري مكالمته ...
بردو مش عايزة تقوليلي في إيه .. قالها بتساؤل و إلحاح لترد صفية بشيء من الضيق
قولتلك مافيش حاجة يا صالح . لو في حاجة أكيد هقولك هخبي عليك ليه يعني !
صالح و هو يرمقها بشك
أنا كنت سامع بابا عمو يحيى زي ما يكونوا بيتخانقوا .. قوليلي يا صافي حصل إيه عثمان عمل حاجة تاني !
تنهدت صفية تنهيدة طويلة ثم أمسكت بيده و ضغطت بحنان قائلة
صدقني.
صالح متسائلا بحيرة
طيب كانوا بيزعقوا ليه
ما إنت عارفهم ساعات بيشدوا مع بعض لأسباب تافهة . الإتنين عصبيين مش أول مرة يتعصبوا علي بعض يعني.
رمقها بعدم إقتناع و كاد يتكلم مجددا فسبقته قائلة بإبتسامة رقيقة
قولتلك إطمن .. مافيش حاجة تقلق صدقني !
في مؤسسة البحيري للتسويق و التجارة .. إستلمت سمر مكتبها مرفق بمكتب عثمان مباشرة و لكن من الخارج
كانت منخرطة في إستكشاف تفاصيل عملها الجديد و التعرف علي كل صغيرة و كبيرة و إنهمكت أيضا في إعداد الرسائل التي طلبها عثمان و طباعة بعض الأخر المرسل منها ..
سمعت رنين هاتفهها فتناولته و نظرت لأسم المتصل
إبتسمت بخفة ثم أجابت
ألو يا حبيبي !
رد فادي
إيه يا سمر . مش قلتلك إبقي إتصلي طمنيني عليكي !
كنت هخلص الشغل إللي في إيدي ده و كنت هكلمك و الله.
إيه الشغل لحق يرف فوق دماغك !!
ضحكت سمر بمرح و قالت
الله أكبر في عينك ياخويا هتحسدني !
فادي بحدة
وطي صوت ضحكتك دي . فاكرة نفسك في البيت و لا إيه !
حاضر ياسيدي مش هضحك خالص أهو . ممكن تقفل دلوقتي بقي عشان ألحق أخلص الحاجات إللي في إيدي مديري عايزهم بسرعة.
فادي بضيق
طيب هترجعي إمتي
علي الساعة 4 أو 5 بالكتير.
ماشي .. خلي بالك من نفسك.
سمر بحب
ماشي يا حبيبي .. يلا باي !
و أغلقت معه
و ما كادت تعود لمتابعة عملها إلا آتاها هذا الصوت الرجولي الجذاب
لو سمحتي يا أنسة !
9
مفاجآت !
رفعت سمر رأسها بسرعة لتنظر إلي محدثها
كان شابا في مقتبل عمره ملامحه نبيلة و جذابة يرنو إليها بعينان بنيتان تتسمان بالجرآة و الثقة و علي فمه إرتسمت إبتسامة خفيفة جدا ..
نعم حضرتك ! .. قالتها سمر بإستفهام
أقدر أساعدك في حاجة !
تحدث الأخير بإتزان ممزوج بالهدوء
أنا جاي أقابل المدير.
في معاد سابق طيب
لأ .. قوليله بس مراد أبو المجد.
أومأت سمر بينما أرسلت يدها إلي موضع الهاتف الذي يصل بين مكتبها و مكتب مديرها
رفعت السماعة ليأتيها صوته بعد ثوان
في إيه يا سمر
سمر بصوت ثابت و رقيق
آسفة يافندم . بس في واحد عندي هنا طالب يقابل حضرتك . بيقول إسمه مراد أبو المجد !
عثمان بسرعة
دخليه حاالا !
حاضر يافندم.
و وضعت السماعة ثم نظرت إليه و قالت بإبتسامة
إتفضل حضرتك .. عثمان بيه منتظرك جوا.
و أشارت نحو مكتب المدير
شملها مراد بنظرة فاحصة سريعة ثم حيد عنها و توجه صوب غرفة المكتب ..
ولج بإبتسامة واسعة و هو يهتف
أنا قلت أعملهالك مفاجأة و أطب عليك يوم الإفتتاح علي غفلة منها أخضك و منها أباركلك !
قهقه عثمان بمرح كبير و هو ينهض من خلف مكتبه و يتجه نحو صديقه المقرب قائلا
مش أنا إللي أتخض ياض يا
ده أن أخض عشرة زيك و أنا واقف هنا مكاني.
و فتح ذراعاه ليحتضنه بقوة
إحتضنه مراد هو الأخر و ربت بقوة علي كتفه و هو يقول
واحشني يا عثمان.
عثمان بغبطة
و إنت كمان ياض .. عامل إيه
و تباعدا ليجيبه مراد
تمام الحمدلله . إنت إيه أخبارك
عثمان و هو يلوح بيده في حركة دائرية
أهو زي ما إنت شايف . مطحون في الشغل الجديد .. تعالي نقعد.
و جلسا في الجهة الأخري من الغرفة فوق آريكة عصرية الشكل ..
قولي بقي يا سيدي . جاي في إيه .. قالها عثمان بتساؤل و هو يرمق صديقه بنظرات فرحة
بينما قال مراد
مش في حاجة . أنا نويت بس إستقر هنا.
عثمان بغرابة
لا و الله ! ليه كده يابني أوام زهقت من أوروبا و
من بنات أوروبا
نطق جملته الأخيرة مبتسما بخبث ليرد الأخير ضاحكا
يابني أنا راجل صحتي علي أدي مش أد الحاجات دي ده أنا ماشي بالبركة.
عثمان بغمزة
علي بابا يالا .. إطلع منهم ده أنا عاجنك و خابزك.
طب يا عم أنا لسا في ليڤل المبتدئين إنما إنت دكتور في الموضوع.
عثمان ببراءة مصطنعة
ده أنا أستغفر الله العظيم !
مراد رافعا أحد حاجبيه
لا يا راجل إسم الله عليك قال يعني قلبت شيخ جامع في 7 شهور ! ده إنت حرمجي أد الدنيا.
آه يابن ال !
ده إنت إللي فسدت أخلاقي ملفاتك السودا كلها معايا.
طب أسطر عليا.
و إنفجرا في الضحك معا ليكمل مراد
نسيت عملت إيه في العجمي الصيف إللي فات إنت يا صاحبي مابتعرفش حريم لأ . ده إنت بتفطر و بتتغدي و بتتعشي حريم.
خلااااص الله يخربيتك هتجبني الأرض بعين أمك دي . يا صديق السوء .. ثم إبتسم و قال
و الله يابني بقالي كتير مانزلتش الملعب .. زهقت تصدق محتاج أجدد نشاطي ! محتاج أعمل .
و هنا صاح مراد بإستذكار
آاااه صحيح كنت هتنسيني .. إنت إيه إللي هببته مع چيچي ده إنت كنت في وعيك لما عملت ده كله !!
عثمان و قد تجهم وجهه فجأة علي إثر سيرة زوجته السابقة ..
عثمان بإقتضاب
إفتكرلي حاجة حلوة ونبي .. ماتعكرش مزاجي في يوم زي ده.
مراد بحذر
إيه إللي حصل بس يا عثمان ده إنتوا إتجوزتوا !!!
ما زال علي صمته فتنهد مراد بثقل و حاول مرة أخري ..
مراد بلهجة هادئة
عثمان .. إحكيلي يا صاحبي . طول عمرنا بنحكي لبعض .. قولي بس ليه طلقتها ليلة جوازكوا شفت عليها حاجة !
خاېنة ! .. قالها عثمان پغضب شديد ليرتد مراد متمتما
خاېنة .. إنت . إنت إتأكدت كويس طيب مش يمكن تكون بريئة مش يمكن إنت ماخدتش بالك من حاجة !
عثمان و هو يقول بإستهجان
هو أنا تلميذ و لا إيه .. ثم أردف بعدم إهتمام
و بعدين أنا مالمستهاش أصلا.
مراد بدهشة
الله ! طب بناءا علي إيه بتقول خاېنة !!
نظر إليه عثمان في صمت لبعض الوقت ثم بدأ يسرد عليه كافة التفاصيل ...
في قصر آل بحيري ... يصلا كلا من يحيى و فريال إلي المنزل أخيرا و بمفردهما
يعبرا البوابة الضخمة بتلك السيارة الفارهة يصفها يحيى بإهمال وسط الساحة الداخلية ليأتي البستاني و يأخذ مكانه ليدخلها إلي الكراچ ..
تتجه فريال في هذه الأثناء إلي الدرج المؤدي لباب المنزل يلحق بها يحيى مسرعا ثم يمسك بذراعها و يديرها إليه مغمغما بغلظة
إنتي كده بتزويدها أوي يا فريال .. مش شايفة إنك مكبرة الموضوع
فريال بجفاء و هي تحاول أن تخلص ذراعها من قبضته
الموضوع كبير يا يحيى . إنت فعلا مش مهتم بإللي حصل لإبن أخوك و فوق كده رايح تشد معاه في المستشفي إنهاردة.
يحيى بعصبية
عايزاني أعمل يعني ما أنا علي إيدك روحت قابلت رئيس النيابة عشان أقدم بلاغ في رشاد بس قالي طالما مافيش دليل يبقي ماينفعش يتوجهله إتهام عشان عضو زفت مجلس شعب.
بردو إنت مش عايز تتعب نفسك في الموضوع . و مش مقدر إن صالح فدا إبننا يعني لو ماكنش هو إللي أخد العربية و طلع بيها في الليلة دي كان عثمان هو إللي ركبها و كان زمانه مكانه دلوقتي .. الله لا يقدر طبعا !
يحيى متآففا بضيق
أنا مابقتش عارف أرضي مين و لا مين في البيت ده . مهما بعمل محدش فيكوا بيحس . بفضل أصلح في غلط
كل واحد و في الأخر كلكوا بتضغطوا علي أعصابي بطريقة مستفزة !
و كاد يتجازوها إلي الداخل فأمسكت بيده قائلة
خلاص .. خلاص يا يحيى . أنا آسفة.
أغمض عيناه لبرهة و هو يتنفس بعمق ثم إستدار إليها و قال بهدوء
أنا مش فرحان في إللي حصل لإبن أخويا يا فريال . صالح ده إبني . زيه زي عثمان و صفية بالظبط .. رفعت بس إللي طول عمره واخد مني موقف و لا مرة قدرت أفهمه !
إبتسمت فريال