الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية اميرة الجزء الاول

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

المشهد الأول  
انتفض قلب ظافر بين ضلوعه لأنهيارها المفاجئ أسرع نحو الدرج بخطى راكضة حتى وصل إلى غرفة شقيقته والتي تقبع آسيا بداخلها جلس على طرف الفراش وأمسك بكفها يفركه بين راحتيه هامسا لها بقلب مرتجف
آسيا سمعاني آسيا ردي عليا 
هتف يوسف بلهجة حاسمة
تعالي معايا يا ام يوسف نجيب نمره الدكتور مصطفى 

وبالفعل تحركا سريعا لتقول بسمة پخوف
أسترها يارب هتعمل إيه دلوقتي يا ظافر  
أستدار ظافر لها قائلا بصوت قلق
هاتي بسرعة أي برفان من عندك 
ركضت نحو التسريحة لتسحب قنينة عطر ثم ناولتها له ف اخذه منها دون أن ينبس بكلمة واحدة في حين قالت بسمة لوالدة آسيا التي بدا عليها التعب من كثره الخۏف على إبنتها الوحيدة
ماتقلقيش يا طنط إن شاء الله خير 
همست برجاء
يارب يا حبيبتي 
نثر العطر على كفي يده حرك كف يده ناحية أنفها مجبرا إياها بالإستنشاق لتخرج من الغيبوبة المؤقتة ومع مرور الوقت   أرتجفت شفتاها وتحركت رأسها لا إراديا مع تلك الرائحة التي أخترقت أنفها بدأت تستعيد وعيها ليقول ظافر لوالدتها
من فضلك يا طنط ممكن كوباية مايه  
ردت عليه وهي تومئ برأسها
طيب لحظة 
وبالفعل غادرت على الفور بينما قالت بسمة
أنا هاروح أقول لبابا أنها فاقت 
أنتظر حتى غادرت من المكان وحينما ألتفت برأسه نحوها وجدها تفتح عينيها وما إن فتحتها حتى أنتفضت من مكانها پخوف وهي تقول پصدمة
إنت إيه إللي جابك هنا وبتعمل إيه   وبعدين إيه إللي حصل  
قالتها وهي تتأكد من أرتداء حجابها بينما قال بصوت أجش
إنتي أغم عليكي يا آسيا وأنا هنا عشان كنت بفوقك 
نظرت له بحدة قائلة
طب أتفضل من هنا مش عايزة أشوفك ولا أسمع صوتك 
تقوس فمه بإبتسامة عابثة وهو يقول
حد يقول الكلام للشخص إللي هتجوزه قريب 
صړخت فيه بإنفعال
مش هتجوزك يا ظافر حتى لو حصل إيه إنت ليه أناني كده    مش فارق معاك مراتك   مش فارق معاك حړقة القلب إللي هتحسها    وبعدين أنا منفعكش 
نظر لها بتهجم هو يسألها
ليه يعني   في حد دخل حياتك بعد ما أتجوزت وسافرت  
ردت عليه پغضب منفعل
لأ مفيش ولا هيبقى فيه وبعدين إنت مالك إيه إللي فكرك بيا   و  
قبض على فكها بطريفة مفاجئة وجذبها نحوه حتى شعرت بأنفاسه تلهب وجهها حدق في عينيها مباشرة وهو يهمس بصوت قاټل
أسمعي بقا أنا هتجوزك يعني هتجوزك يا آسيا جهزي نفسك   كتب كتابنا وليلة الډخلة آخر الأسبوع الجاي أستعدي يا آسيا 
قالها وهو يترك فكها ثم تحرك بخطوات سريعة نحو الخارج بينما هي أنهمرت دموعها الحارة وهي تتمنى المۏت أكثر من أي شئ 
تفتكر يا حج إللي إنت بتفكر فيه ده هينجح  
قالتها فوزية ل يوسف الذي بدا عليه الشرود فأجاب بعد أن تنهد تنهيدة حارة
الجوازة دي لازم تحصل يا فوزية بأي شكل وإن شاء الله بالترتيب إللي فدماغي الموضوع هينجح 
هتفت بحزن
طيب ومراته ذنبها إيه   دي لو عرفت هتطلب الطلاق 
قال بصوت جاد
أنا هتكلم معاها وهوضحلها كل حاجة 
إيه!!   هتتجوز   هتتجوز عليا يا ظافر  
قالتها إيمان پصدمة بعد أن أتسعت عينيها وفغرت شفتيها قليلا بينما هو يحاول التماسك مرددا بخفوت
لازم أتجوزها يا إيمان أنا  
هبطت دمعة حارة من عينيها وهي تهمس
أنا عارفة إنك كنت بتحبها بس إللي أعرفه أن علاقتكم أنتهت من قبل ما نتجوز بفترة ليه ترجع تفكر فيها   ليه تتجوز عليا وأنا معملتش حاجة تخليك تاخد تصرف زي ده  
ننظر لها برجاء وهو يقول
أرجوكي يا إيمان بلاش الكلام ده إنتي زوجة كويسة وكل حاجة بس أنا فعلا مضطر 
نظرت له بإستنكار وهي تسأله
مضطر!!   ليه مضطر  
لم يستطع أن يخبرها فظل صامتا   في حين قالت بإبتسامة مريرة
مبروك يا ظافر 
أضافت بكبرياء
بس أعمل حسابك اليوم إللي هتتجوز فيه هو اليوم إللي هطلقني فيه 
لمشهد الثاني ونصف المشهد الثالث  
في تلك اللحظة وقبل أن يتحدث ظافر أستمعا إلى طرقات على باب غرفتهما أذن بالدخول ليجد والدته تدخل بهدوء نظرت له بجدية وهي تأمره
ظافر روح أقعد ما أبوك وسبني أنا مع إيمان 
أومأ ظافر رأسه بطاعة وغادر المكان بخطى سريعة في حين سارت فوزية نحو زوجة إبنها لتجذبها إلى الأريكة ثم قال لها بحنو مثير 
إيمان أنا حاسه بيكي جدا بس يا بنتي فعلا ظافر مضطر وهي كمان مضطره 
هتفت إيمان بإستنكار
إزاي يعني  
سحبت نفسا عميقا وزفرته على مهل لتهتف بصوت جد 
السبب أن آسيا متعرضة للخطړ يا إيمان وهي لازم تتجوز يبقى ليها سند وجوزها عشان يقدر يحميها 
إبتسمت بتهكم وهي تقول 
ده مش سبب مقنع بالنسبالي 
هزت فوزية رأسها إيجابيا
يا حبيبتي والله العظيم هي في خطړ جامد وهو كده كده هيطلقها بعد ما الخطړ ينتهي 
تنهدت بعمق وهي تسألها 
إيه الخطړ إللي متعرضاله  
أرتسمت بسمة صغيرة على شفتيها وهي تقول 
هو ده الكلام بس توعديني إنك متطلبيش الطلاق لأن الجوازة دي جوازة مؤقتة 
اخفضت عينيها عدة لحظات ثم رفعتهما مجددا إليه لتقول بإنقباض
أوعدك 
بعد مرور يومين  
ظلت آسيا جالسة بداخل غرفتها لم تخرج من الغرفة منذ ذلك اليوم الذي فقدت فيه وعيها بل دائما تجلس على فراشها تأكل قليلا جدا وتبكي كثيرا وتهرب من الواقع عن طريق النوم حالتها النفسية تدمرت تماما بداخلها خړاب كبير   من الصعب أن تعود كما كانت بعد ما حدث لها ولكن ذلك اليوم دخلت عليها بسمة وهي تنظر لها بشفقة كبيرة جلست بجانبها على الفراش لتهمس لها بحنان 
آسيا آسيا قومي كفاية نوم 
فتحت عيناها بتثاقل شديد ولكن حينما أستوعبت الأمر سحب الغطاء لتغطي عنقها المشوه شعرت بسمة بطعم صدئ بحلقها لكنها قالت بحزن عميق 
أخبارك إيه دلوقتي  
ردت عليها بسخرية 
إنتي شايفة إيه 
همست بسمة بخفوت 
ليه بتعملي كده في نفسك يا آسيا   حرام عليكي إنتي كده بټموتي ببطء 
همست آسيا بصوت بل حياة فيه 
أنا أصلا مېتة يا بسمة أنا واحدة أتشوهت مش فالشكل بس روحي أتشوهت وكياني أتشوه بعد إللي حصل 
هبطت دموع بسمة وهي تقول 
أنا السبب أنا السبب في إنك أتشوهتي يا آسيا 
دفنت بسمة رأسها بين كفيها بيأس هاتفة 
ياريت ما كان حصل إللي حصل أنا بتعب أوي كل ما بشوفك وخصوصا وأنتي متدمرة كده 
قالت آسيا بإبتسامة مهتزة 
لا يا بسمة مش إنتي السبب ارجوكي متعيطيش أنتي الحاجة الوحيدة إللي مهونة عليا عيشتي في البيت ده 
مسحت دموعها وهي تقول بإختناق 
هتفضلي في الحالة دي لحد إمتى   إنتي كده لازم تروحي للدكتور نفسي 
قالت آسيا پغضب منفعل
أنا كويسة يا بسمة أنا متجننتش عشان أروح لداكترة 
همست لها برفق 
طب خلاص أعتبري كأني مقولتش حاجة 
صمتت قليلا قبل أن تضيف
بالمناسبة   إبن عم ظافر وصل بعد ما عرف إنك إنتي وظافر هتتجوزو 
أخفضت رأسها وهي تقول بلهجة تقطع نياط القلب 
ظافر!!   زمان كنت بحلم باليوم إللي هتجوزه وكنت بقول ده هيبقى أحلى حلم وأهو هتجوزه بس حاسه أن ده أوحش كابوس مريت به في حياتي كنت هتجوزه عشان بنحب بعض دلوقتي هنتجوز عشان يحميني 
مرت الأيام وأت اليوم الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر ماعدا آسيا وإيمان فهذا اليوم ثقيل عليهم في صدورهم كالجبل وكلا منهم يشعر بالإختناق ولكن يحاولون أن يظهروا الآمبالاه 
وقفت آسيا بداخل الغرفة وهي تفرك يديها بتوتر أستدارت فجأة وبينما سمعت صوت فتح باب الغرفة وجدته يدخل بخطى هادئة خلع ربطه عنقه   سترته تخلص من زر قميصه بل أثنين بل ثلاثة ثم سار نحوها وعلى وجهه إبتسامة صغيرة وقبل أن يقترب منها كانت تصرخ فيه بإنفعال 
أبعد عني إياك تقرب 
وكأنه لم يسمعها بل ظل يقترب منها بتحدي حتى أخرجت فجأة سلاح ذو شفرة حادة ووضعتها على عنقها بتوحش وهي تصرخ فيه 
أبعد عني وإلا ھموت نفسي وإنت عارفني كويس يا ظافر 
عقد حاجبيه محاولا تقويه قلبه قبل أن يقول بحذر 
سيبي السکينة يا آسيا بطلي جنان 
رفعت آسيا وجهها منتفضة وهي تقول بعينين تقدحان شررا
أنا أبقى مچنونة لو خليتك تقرب مني يا ظافر 
هتف بحذر أشد 
مش هقرب منك يا آسيا بس أهدي أهدي أرجوكي 
أقترب منها سريعا ليجذب رسغها فجأة الممسك إياه وهي تدفعه بقوة لتصرخ فيه پغضب 
لأ سيب إيدي 
لم يجيبها لتصرخ وهي تجتهد لتتحرر منه حتى أنه أصيب بخدش وبرزت بقعة دماء على ثوبه الأبيض أفلتها فإرتدت للخلف قذفت السلاح من يدها فوجدت أنها أصيبت بچرح غائر في بطن كفها وإنسالت خيوط الډماء أغرورقت عينيها بالدموع وهي تقبض كفها لتمنع نزيفه نظر لها نظرات غريبة جذب يدها المصاپة ليصيح فيها 
إنتي أتجننتي يا آسيا   أتجننتي خلاص!!   
المشهد نصف الثالث والرابع  
جلست إيمان على فراشها منكمشة على نفسها أسفل غطاء أحكمته على جسدها بشدة جفناها متعانقان بقوة والدموع الصامتة تسيل من بينهما رغما عنها لتبث شكواها لوسادتها دقائق   وكانت أطلقت لأنين فؤادها وروحها العنان تركت نفسها ټنهار باكية من ألم قلبها الحارق ولا تعلم أن هناك شخص كان يمر من باب غرفتها صدفة وسمع صوت نحيبها ليكون شاهدا على أنهيارها ونشيجها والذي أوجع قلبه ب قوة 
في ذات الوقت كانت آسيا تصرخ فيه بإنفعال قائلة
آه أتجننت سبني في حالي مش كفاية إني أتجوزتك!!  
حدق فيها بذهول مرددا بهمس
إنتي للدرجادي مش طيقاني!!  
هزت رأسها پجنون وهي تقول
ده أنا بكرهك مش طياقك وبس أنا بكرهك يا ظافر 
أصابتها رعشة ناتجة عن إنخفاض السكر في جسدها وهي تتابع
كفاية إنك ظلمتني كفاية إإنك چرحتني كفاية إللي إنت عملته في مراتك أنا عارفة أنك أتجوزتها عشان تغظي وټنتقم مني بس هي ذنبها إيه حرام عليك أنا بكرهك يا ظافر بكرهك 
وضع رأسها بين راحتيه ثم قال بإختناق شديد
أنا آسف يا آسيا وجعتي قلبي يارتني كنت مۏت قبل ما أسمع منك الكلمة دي 
كانت أصابعه تضغط على مناطق حسية معينة أسفل رأسها وبالقرب من عنقها ف أصابها بالدوار أرتخت قواها ثم فقدت الوعي جذبها إليه ووضع ذراعه أسفل ركبتيها أستقام ليرفعها بين ذراعيه تحرك بها إلى الفراش ثم وضعها عليه رمقها بحزن قبل أن يجلس بجانبها على الفراش تمتم بأسى وبعينين صادقتين
أنا لسه بحبك يا آسيا والله عمري ما كنت أقصد إني أجرحك 
أخفض عينيه وهو يغمغم
إنتي أتغيرتي أوي يا آسيا بس أنا مش هسيبك إلا لما ترجعي زي آسيا إللي كنت أعرفها 
تنهد تنهيدة حارة وهو ينحني برأسه ليقبل جبينها قبلة عميقة فكر أن يخلع حجابها حتى تستطيع النوم بإريحية ولكن تراجع عن الفكرة سريعا حتى يجعلها تطمئن بأنه لم يمسها أنتبه إلى يدها المصاپة ف زفر بإختناق وهو يمسح على وجهه پعنف نهض من مكانه متوجها نحو الكومود ليجلب حقيبة الإسعافات الأولية 
في صباح يوم التالي جلست إيمان على الأريكة وهي تمسك قدح من القهوة أرتشفت منها عدة قطرات ثم تركتها على الطاولة

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات