الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قصة حقيقية القصول من 16-20

انت في الصفحة 1 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السادس عشر
اتألم وېصرخ الخۏف في مضجعي..
يستغيث متأوها ولا احد لديه البلسم..
اتألم وكلما يزداد ۏجعي وتتدلهم ظلمتي..
خۏفي يتسرب الى عظامي فيكسرني..
يضعفني.. يبعثرني.. وېخنقني..
أتقصى بين السواد الحالك عن غايتي..
فلا اسمع الا صدى صوت بعيد يطالبني..
تهفو روحي اليه متوسلة والى القعر تجذبني..
زمت شفتيها بضيق بسبب توبيخ والدتها وخالتها لها على اهمالها بنفسها وبحملها امام محمد.. متى أهملت بنفسها بحق الله لا تعلم! والآن لا بد ان محمد ايضا سيؤنبها بعد ان يعود..

حتى الآن ملامحه كلها مبهمة.. لا تقرأ منها شيئا وهذا يشعرها بالعجز والتوجس.. ولكنها على يقين بكونه غاضبا..
ولج محمد الى الغرفة قائلا بهدوء
احضرت لك الطعام.
ليست لدي شهية!
غمغمت آلاء بصدق فهتف محمد بعصبية
من الأفضل لك ان تأكلي.. لم تضعي شيئا بفمك منذ الفطور وهذا الذي في رحمك ليس ذنبه انك والدته.. فتناولي الطعام بصمت لآجله!
محمد.. ما خطبك
تساءلت بضيق فأجابها بإقتضاب بينما يفتح اكياس الطعام ويضع اطباق الطعام امامها.. شوربة خضار وصدر دجاج وسلطة وبطاطا مقلية.. يبدو شهيا في الواقع!
لا شيء وهيا كلي.
ما باله يعاملها هكذا بدأت تتناول طعامها بتوتر بينما تنظر اليه.. ثم همست بأسمه وهي تراه واضعا كل تركيزه في هاتفه فقال بنفاذ صبر
آلاء لماذا تحبين التكلم كثيرا
أريد ان افهم ما الأمر ما الذي يجري معك
هتفت آلاء بجدية ليقول
انتبهي لنفسك آلاء.. ملابسك كلها ضيقة وانت الآن حامل وهذا ليس جيدا لصحة الطفل.. غير ذلك رقص وحركة ومشي طيلة الوقت فبالتأكيد الطفل سينزل.
لا تلق اللوم علي وحدي ولا تنسى نفسك ايضا فقربك مني هو السبب الرئيسي من الأساس.. لا تلمني لوحدي.
هدرت بضيق شديد.. لماذا يلومها وحدها وكأن ليس له اي علاقة فيما حدث لها.. صحيح انها ترتدي ملابس ضيقة بالإضافة الى حركتها الكثيرة ولكن ماذا عنه بالتأكيد هو ليس بريئا مما حدث لها..
للحظات تطلع بنظرات عميقة الى اغوارها الا انه لم ينبس بحرف واحد بل اكتفى بإعادة نظره الى هاتفه ولا تعلم اذ كان صدقا منشغلا بهاتفه ام أنه فقط ينفث عن ضيقه في هذا الهاتف المسكين..
بعد ان انهت طعامها قام محند بالنداء على الممرضة لتفحصها..
كانت حرارة جسدها مرتفعة قليلا عن المعدل الطبيعي فأعطتها الممرضة دواءا خافضا للحرارة قبل ان تخرج..
اغتاظت الاء من عودته للتركيز في هاتفه بعد خروج الممرضة.. محمد يبدو ليس طبيعيا.. منذ متى يتشبث بهاتفه هكذا ويأبى تركه
رغما عنها رأف قلبها بحاله وهي تحس بضيقه الشديد وتأنيب الضمير الذي غزى جوارحه خاصة بعد لومها له..
نادته آلاء بنعومة ليرفع رأسه ويتطلع اليها فأردفت
إقترب واجلس بجانبي.. اريد الحديث معك.
زلف بمقعده من سريرها وتساءل بهدوء
ما الأمر
أتشعر بالحزن لأنني أهملت صحتي قليلا ويجب ان انتبه واكون حريصة اكثر على نفسي بما ان هناك في داخلي روح محمد اذا الله يريد ان يمنحنا هذا الطفل سيفعل واذا لا مهما فعلنا وتلقيت علاجات ولم أتحرك ابدا من مكاني فلن يكون من نصيبنا او انني قد أنجبه ليومين اسبوع أو شهر ويكبر امامنا ونتعلق به وبعد ذلك يأخذه ربنا منا لأن ليس مقدرا لنا.. نحن لا نعلم ماذا كتب الله لنا.
غمغمت آلاء بحنو ليسرح فؤاده خفقة مؤلمة متولها لآجلها.. رباه بدلا ان يسندها ويطمئنها هو تفعل هي.. أي رجل هو ليستحقها وان كان بالإجبار!
همس وهو يتأمل العسل المنصهر في مقلتيها فبدلا ان يراها بحدقتيه مرهقة شاحبة يراها مشعة كورد الربيع الأصفر..
انت كيف تكونين هكذا
ماذا تعني
تساءلت بحيرة ليجيبها بحب
يعني بدلا ان اقول لك انا هذه الكلام انت التي تقولينه.. بدلا ان اطمئنك انت التي تفعلين على الرغم من كونك اكثر شخص بحاجة ان يخفف احد عنك.. ولكن ها انت الآن جالسة تفكرين بي وتحاولين التخفيف عني كي لا احزن.. انا موجوع عليك انت يا آلاء لا على الطفل.. لا يهمني اذا عاش او ماټ.. جل ما يهمني هو انت وان لا ټتأذي.
اذا هل ستأتي معي لنبقى في منزل أهلي
كانت هذه رغبة والدتها بل إصرارها على ان تبقى في منزلهم عدة أيام لتعتني بها وطلبت من محمد ان يأتي برفقتها وحتى ولو لم يوافق كانت مصرة على اخذها مغها للإعتناء بطفلتها الكبرى..
بالتأكيد.. لن أتركك لوحدك.
قال محمد بجدية لتبتسم آلاء
رائع.. لأن ليس امامك اي خيار آخر
إرتفع حاجبه الأيسر بإستمتاع وتمتم
يعني
يعني محال ان ادعك تبقى في الشقة لوحدك او حتى في منزل اهلك.. انت مخير ما بين المجيء معي او المجيء معي فقط.
غمغمت بحزم فقهقه بمرح وقال قبل ان يتوسد السرير بجانبها ويضمها بين ذراعيه بناءا على طلبها
لم أحبذ الخيار الآخر ولذلك سأتي برفقتك.
خمر مجددا.. انقبض قلبها پعنف وكأن احشائها تتمزق وهي تفكر انه ربما مدمن على الخمر.. تود الإستفراد به لتفهم ما الذي يحدث.. تلك المرة لم تتمكن من سؤاله ولكن الآن محال ان تصمت.. لا تستطيع ان تتغاضى عن امر ضخم كهذا..
كانت قد خرجت من المستشفى صباح اليوم بعد تعليمات الطبيبة الصارمة وبعد ان أوصلها الى منزل اهلها غادر ليفعل بعض الأشياء الهامة كما قال وها هو يعود الآن برفقة عائلته.. تجمهر الجميع في منزل أهلها لآجلها وهذا الشيء قيدها ومنعها من لومه على ما يفعله بنفسه وبها وبطفلهما..
أخرجها من زوبعة افكارها القاټلة صوت شقيقها إيلام الذي قال بعبث
لقد بدأت منذ الآن يا عريس.. كنت فرحا بزوجتك لأنها حملت بهذه السرعة فجرب اذا طعم المعاناة على أصولها.
لماذا كم مرة جربت قبلي انت
لقد شبعت انا.. فقط أصبر قليلا.. يؤلمني قلبي عليك لأنك لم تستطع ان تستمتع الا قليلا.
قال إيلام ضاحكا فتمتم محمد بغيظ
هذا ليس من شأنك.. وركز فقط بما لديك.
قال غياث متباهيا بنفسه
إبقوا بهذه الأحاديث المملة.. لا يوجد اجمل من الحرية دون زواج وقيود ودون حليب وحفاظات.
بعد نصف ساعة كانوا يغادرون وسط ضحكاتهم على ايلام الذي اراد البقاء والنوم في منزل اهله كحال محمود ولكن تم طرده بسبب الفوضى الذي يتسبب بها هو وعائلته..
نهضت آلاء اخيرا وتوجهت الى غرفتها لتتمدد على سريرها فتبعها محمد ثم جلس بجوارها على السرير وتساءل بتذمر
كيف سأنام مع ضجة الشارع هذه وكأنني لا اجلس في منزل!
ستعتاد.
قالت بهدوء ليردف بتساؤل
ألا زلت تتألمي
تغاضت الرد على سؤاله وهتفت
سوف اسألك سؤالا وأتمنى ان تجيب دون كڈب.
اسألي.. متى كذبت عليك من الأساس
هل انت تشرب الخمر
تساءلت وهي تحاول تحليل تعابير وجهه فرد عليها بهدوء وان كان إستغرب سؤالها
ليس كذلك تماما ولكن اذا احد قدم لي كأسا أشرب.. ما الذي حدث حتى تسألين سؤالا كهذا
الذي حدث هو انك احتسيت الخمر اليوم وقبل فترة قصيرة ايضا احتسيت الخمر.
هتفت آلاء بعصبية فإعتدل محمد سريعا بجلسته وتفرست حدقتاه النظر بها بقوة بينما هي تسترسل پقهر
انت تعلم ان احتساء الخمر حرام وان الله سيعاقبك وربما سيعاقبك بي وبطفلك الذي يرقد داخل احشائي.. انت لا تخف لن يحدث لك اي شيء لان الله سيعاقبك بنا نحن.. ومن ثم الخمر شيء مقرف ومثير للإشمئزاز فلماذا تتحتسيه
قال محمد بجدية
انا لست مدمنا يا آلاء او أحتسي كل يوم .. كنت في منزل صديقي اليوم وقدم لي البعض فشربت كأسا واحدا فقط.. والمرة السابقة التي تتحدثين عنها كنت غاضبا ومخڼوقا فشربت.. واعتقد انني لا أعود يوميا الى المنزل ثمل او ان الكأس في يدي طيلة الأربعة وعشرين ساعة فلذلك اغلقي هذا الموضوع.
لن أغلقه ابدا اذا لم تتوقف نهائيا عن تناول هذا السم.
هتفت بعناد ليزفر بحنق
انا لا اتناوله يوميا حبيبتي ولست مدمنا لذلك أغلقي هذا الموضوع.
غمغمت أسمه بإعتراض وتحذير فقال بضيق
كفى آلاء.. لقد فهمت.
حسنا بما انك فهمت المرة القادمة اذا شربت سأخبر والدك وسأدعه يتصرف معك لوحده.
هتفت آلاء بجدية ووعيد ليهدر بعصبية وټهديد
حاولي فقط ان تجلبي هذا الموضوع على لسانك حتى ولو بمزاح امام والدي وسأدعك ترين شيئا في حياتك كلها لم تري مثله قط ..هل تفهمين
اذا كنت تخاف الى هذا الحد فلماذا تشرب من الأساس اتركه.
قالت بحزم رغم خۏفها من غضبه فهتف
ها هي تقول مرة أخرى أتركه.. انا ماذا قلت قبل قليل هل أكرر حتى تفهمين
بإصرار وتحدي قالت بينما تنظر الى احمرار وجهه الغاضب بتوجس
حتى ولو قدموا لك لا تشرب والا والله سأخبر والدك.
آلااااااء!!!!
صاح محمد بحدة اجفلتها الا انها تماسكت وكادت ان تنهض وتقبل الذي طرق الباب لينقذها من الشرار الذي يطلقه من عينيه.. 
فتح محمد الباب دون ان يسأل حتى من الطارق فوجد شقيقتها الصغرى لمار فسألها بخشونة
ماذا تريدين
اريد ان اتحدث مع شقيقتي.
قالت ثم دلفت الى الغرفة ليرتفع حاجبه وهو يرى ماذا تفعل هذه الصغيرة التي لا تختلف عنها زوجته بشيء الا بالعمر والجسد..
تساءلت لمار وهي تنظر الى شقيقتها الكبرى
انت ستنامين هنا اليس كذلك
اومأت آلاء بإبتسامة لتردف لمار بجدية مضحكة
اذا انت تعرفين القوانين واين يجب ان انام اذا كنت في منزلنا.
ضحكت آلاء بحنو وقالت
اجل تعالي ونامي بجانبي.
ومحمد اين سينام
تمتمت لمار بضيق فهمست آلاء بتفكير
بجانب أمير.. ما رأيك
لا والله! تخطط هي وشقيقتها اين انام! ما هذا الذل حمدا لله ان لدي منزل اذهب وانام به.
هتف محمد بسخط فنظرت آلاء اليه بطرف عينها وقالت بصرامة
ممنوع ان تطئ قدميك باب الشقة ما دمت لست موجودة برفقتك.
عبد انا لديكما! هيا نامي اليوم ولكن غدا ممنوع.. هل تفهمين
قال محمد وهو يتطلع الى لمار فوضعت يدها على خصرها وهتفت بإستفزاز
ما دامت شقيقتي هنا فمكاني بجانبها وهي تعرف هذا الشيء واذا لم يعجبك بإمكانك الذهاب والنوم في اي مكان ترغب به.. لن نعترض.
هذه الطفلة تستفزه حقا اكثر من شقيقتها نفسها! 
هتف محمد بغيظ شديد
وماذا ايضا الضعيف هنا انتم تأكلونه وتفعلون به الويل! الآن اخبريني فقط ماذا سيحدث اذا صفعتك بسبب لسانك الطويل هذا
لن يحدث اي شيء غير انني سأذهب الى الشرطة وأشكوك لهم وانت محامي وتعلم ان هذا يعتبر تعدي على حقوق الطفل ومؤكدا ايظا تعلم جيدا ما هي حقوق الطفل ام انك تريدني ان أخبرك بها بنفسي اولا ممنوع ان ټضرب طفلا.. وممنوع ان تعاقبه وممنوع ان...
قالت الصغيرة البالغة من العمر ثمانية سنوات فقط كلماتها بقوة وجراءة لتتسع عيناه بذهول من حذاقة هذه الطفلة وقوتها فهتف
كفى!!!!
ثم دنى منها

انت في الصفحة 1 من 12 صفحات