رواية قصة حقيقية القصول من 12-15
لك حقيبتك.
همت ان تنهض فمنعها قائلا
ارتاحي فأنت متعبة جدا اليوم لذا انا سأفعل.. وجهزي نفسك فبعد قليل سيصطحبك غياث الى منزل اهلك وستبقين هناك ريثما اعود.. واريدك ن تعديني انك لن ترهقي نفسك بشيء.
أعدك.. ولكن آلا ينفع ان اتي معكم
همست بينما تنظر اليه كيف يوضب ملابسه بعينين دامعتين ليتنهد ويقول
لا حبيبتي.. والله لا يصح ولا ينفع.. ابقي هنا واعتني بنفسك وبطفلنا.
قبل رأسها وإستنشق عبيرها بعمق ثم همس
ابريني الذمة وسامحيني.
رفعت رأسها لتتطلع اليه ودون سبب تشعر بإنقباض غريب في قلبها فهتفت بضيق
محمد ما هذا الكلام! انت ستسافر لأسبوع فقط ومن ثم ستعود.. وانا سامحتك.
انتبهي الى نفسك حبيبتي ولا تبكي اذا كنت تحبيني.
رغم تعبها وعدم قدرتها على تناول اي شيء بسبب الحمل قررت اخيرا ان تذهب الى المدرسة..
جلست في حديقة المنزل وكماشة حديدية صلدة تعتصر قلبها.. تشعر بإختناق رهيب..
رفعت رأسها سريعا حينما شعرت بأحد يقف فوق رأسها فإنصدمت وهي ترى كريم يقف امامها ويقول
قالت آلاء وهي تتطلع اليه بهدوء
وحياتك الباقية.. لا لم اسافر الى العراق.
ها هم عشاقك كثيرون.. تقفين معه بإعتياد اما نحن فقط لا.. ممنوع!
شحب وجهها وهي تسمع كلام ليبان وكلادس اللذان اقتربا منها من حيث لا تدري.. لا يا الله! ليس امامه.. ليس امام كريم.. لا تريده ان يتحاقر معها ويتسبب لها بمشاكل جديدة عقيمة مع محمد او يستغل خۏفها لصالحه..
كرر الكلام الذي قلته!
ضحك ليبان بدناءة وحقارة لتقف آلاء سريعا بينهما كحاجز وتهتف
أتركه يا كريم.. الف مرة اخبرتك ان لا تأتي الى مدرستي او الى مكان اكون متواجدة به.
دفع كريم ليبان بقوة وصاح بعصبية
ماذا يريدان هذان الرجلان منك
هذا شقيقي وليس كما تعتقدان.
وايضا تبررين لهما
هدر كريم پجنون ليبتعدا ليبان وكلادس بعد كلامها قليلا عنهما فأغمضت الاء عينيها تناجي الله بالتحلي بالصبر حالما زلف منها كريم وتابع پغضب أشوس
من هما حتى تبررين لهما ماذا يريدان منك وزوجك اين بتركك هكذا
صمتت قليلا تحاول استجماع طاقتها لمواجهة هذا المچنون الذي يأبى الخروج من حياتها على الرغم من زواجها منذ أشهر..
ومن انت حتى أخبرك لا شأن لك! ماذا تريد مني يا كريم هذا يكفي! إبتعد عني.. الا تسمع الكلام الحقېر الذي صرت اسمعه بسببك الف مرة اخبرتك انني لا اريد ان اراك.. لو رأك محمد او شخص أعرفه معي ماذا سيقول عنا وماذا سيحدث بي
لقد أتيت لأعزيك فقط.
غمغم مبهوتا برد فعلها العڼيف فقالت بحدة
لقد وصلت تعزيتك.. شكرا لك وارجوك غادر.
رأته آلاء يغادر بصلابة رغم ترنح قلبه الموجوع المقهور لتتهاوى ارضا وتجلس على ارضية الحديقة بخور شديد..
لقد اكتفت منهم جميعا.. اكتفت من العڈاب الذي يتسببونه لها.. لماذا لا يدعونها وشأنها بحق الله اغمضت عينيها بوهن والكرب يطوق روحها المكلومة بكل قسۏة لتعزم على الحديث مع والدة كريم حتى يكف عن ملاحقتها..
الفصل الخامس عشر
كاد ان يسقط قلبها ارضا وهي تسمع الكلام الذي يقولونه.. انفجار!! غشت الدموع مقلتيها لتترنح پألم وۏجع فيتلقاها سريعا شقيقها ايلام الذي أخذ يحاول تهدئتها وطمئنتها.. ما كانوا يجب ان يخبروها بينما هي حامل في الشهور الأولى..
كان احساسها في مكانه الصحيح.. كانت تعلم ان شيئا سيء سيحدث.. سالت دموعها پخوف شديد وهي تتذكر كلماته الأخيرة قبل ان يسافر.. لا لا محال ان تصدق!
آلاء هو بخير.. اهدأي ارجوك!
هتف إيلام بأسى وهو يحاول بث الطمأنية في قلبها الا انها هزت رأسها بنفي وغمغمت پألم
انت تكذب انا اعلم.
والله هو بخير.. فقط اصابته بعض الچروح.. ان الله يحبه فالإڼفجار حدث قبل ان يدخل السوق.
قال إيلام بجدية لتتطلع اليه بعينين دامعتين تتوسلانه بعدم الكذب عليها.. فإبتسم بحنو ثم جلس بجانبها وإسترسل
لقد اخبروني انه سيتصل بك بعد ان يخرج من المستشفى.
متى
سألته بلهفة باكية فضمھا الى صدره واجابها
اعتقد بعد ساعتين.
تنهدت بۏجع وتلقائيا إرتفعت يدها لتضعها أسفل بطنها حيث يقبع طفلها الحبيب.. لا تود اي شيء سوى سلامته.. رغم كل ما حدث بينهما من مشاكل الا انها محال ان تنسى لحظاتهما الجميلة معا.. اي مكروه يصيبه فهو يصيبها بالمثل..
بعد اقل من الساعتين كان يتصل بها.. فبلهفة ردت على الإتصال ليوافيها صوته القوي رغم ارهاقه..
محمد... هل انت بخير
سألته بنبرة متحشرجة فأجابها رحمة بحالها
أجل حبيبتي انا بخير.. حمدا لله.
ما الذي حدث
غمغمت وهي تمسح دمعة انسابت رغما عنها على خدها.. ليتنهد محمد وهو يتذكر الذي حدث ليقول
ذهبت مع اولاد عمومتي لشراء الأغراض الناقصة لفاتحة جدي رحمه الله من السوق.. وبينما نحن نركن السيارة حدث الأنفجار.. وهبنا الله عمرا جديدا.. الحمد لله.
أريد ان اراك.. إتصل بي فيديو.
همست بوهن فاومأ بموافقته ونفذ لها ما ارادت لتنهمر دموعها سريعا وهي ترى الچروح التي زخرفت وجهه الوسيم فنهاها عن البكاء بنبرة حانية حازمة
لا تبكي! هذه الچروح لا تؤلم.. لا تنسي انك حامل ولا يجب ان تبكي.
هزت رأسها بنفي ثم شهقت وهي تنتبه الى الضماد الطبي الذي يحيط بيده
يدك ايضا مصاپة.. كيف أصبت هكذا
هذا بسبب زجاج السيارة.. انظري الي لولو حبيبتي.. والله انا بخير.. وان شاء الله سأعود اليك ولطفلنا قريبا.
قال بإبتسامة ثم تابع بعبث قصده حتى تبتسم
يجب ان اعود مبكرا لأبث لطفلي شوقي اليه.. يجب ان يعلم ان شوق والده حار جدا.
تألقت الإبتسامة على شفتيها لتهمس بتساؤل
متى ستعود
سأبحث عن حجز قريب وسأقول لك اي يوم.. ولكن لن اخبرك اي ساعة ستكون الطائرة.. اريد ان افاجئك.
قال بشقاوة وكأنه ليس ذلك الذي كاد ان ېموت بسبب انفجار لولا رحمة ربنا..
وفاه صوتها الرقيق المرهق لينشرح قلبه وتدوي خفقاته بصخب شوقا اليها.. رباه كم اشتاق اليها! كاليتيم في بعدها.. لقد ادمنها وكله رضى بهذا الإدمان..
سأنتظرك.
بعد بضعة ايام..
ضحكت بخبث مرح وهي تتذكر كلامه بأن تجلس قبالة الباب تنتظره غدا منذ الصباح وحتى المساء..
أيظنها غبية حتى تجلس فعلا تنتظره بجوار الباب
إتصلت بوالدتها في وقت متأخر من الليل وعرفت منها متى ستهبط الطائرة في العاصمة بروكسل.. بما انه سيصل في تمام الساعة الواحدة ظهرا فلا بد انها يجب ان تستيقظ مبكرا لتطلب من شقيقها محمود ان يقلها الى الشقة لتنظفها وتشتري حاجيات المنزل بمساعدته.. وبالفعل في صباح اليوم التالي اصطحبها شقيقها محمود لشراء اغراض للشقة وساعدها بتنظيف الشقة خشية عليها من التعب بسبب حملها..
بعد ان جهزت نفسها واغراضها جلست تدرس في الصالة.. بالتأكيد لن تجلس جوار الباب كما قال لتنتظره.. بما انه لا يود اخبارها متى سيصل اذا عليه ان يتحمل نتيجة افعاله..
جذبها تركيزها في الدراسة الى ديمومة جعلتها لا تشعر بأي شيء حولها.. اندمجت تماما بالدراسة.. ولكن العطر المميز هو الوحيد الذي سحبها اليه قسرا..
رفعت عينيها وضحكت ثم نهضت بسرعة وهي تسمعه يقول
وفقا لما اعتقد انني قلت لك ان تنتظريني بجانب الباب وان تبقى عينيك مسلطتان عليه لا على الكتاب!
ببهجة وقفت قبالته وقالت بمرح قبل ان تقترب منه وتعانقه
حمدا لله على سلامتك.. الذي لا يقول اي ساعة سيعود بالتأكيد لن أنتظره.
ضمتها يداه الى صدره بقوة ليتيح لأنفه بتنشق عطرها الأخاذ.. لا يصدق انه اخيرا عاد اليها لينعم بدفئها وعذوبة عطرها.. قبل وجنتها بنعومة نظرا لوجودهما في الصالة ثم أبعدها قليلا بقدر ما تسمح له ذراعيه ليتأمل أدق تفاصيلها بشغف وقال بإبتسامة شقية
عيب ان تنتظري زوجك.. اليس كذلك لقد اتيت خصيصا لأرى رقصك بشكل مباشر بعد كلامك.
ثم جذبها مرة اخرى الى صدره ودس أنفه في طيات شعرها القصير وهمس متأوها بلوعة
اشقت اليك پجنون.. رباه اشعر الآن فقط ان الروح ردت الى جسدي.
الا يوجد بعض السلام لنا أم انك رأيت حبيب القلب فنسيتنا
إبتعدت آلاء عنه بعد ان سمعت كلام والدتها ثم سارت نحوها وعانقتها وقبلتها وقالت بإبتسامة
كل السلام والأحضان والقبلات لك انت يا غالية.
لا لقد نسيت انني اتيت أيضا.
كفي عن الدلال أمي.. هو من الأساس الذي دخل وانا لم أكن اعلم بوجوده.
غمغمت الاء بشقاوة فضحكت والدتها وقالت
حسنا حسنا يا أم لسان.. لا أحد يقدر لك.
خالتي بما انني أوصلتك الآن سأغادر.. هيا آلاء احضري أغراضك.
قال محمد بهدوء فمنعته جميلة قائلة بإصرار
إجلس اولا وتناول الطعام وبعد ذلك غادر.
حاول الإعتراض الا ان جميلة أصرت فوافق قائلا
اذا سأذهب لأرتاح في غرفة آلاء ريثما يجهز الطعام.
سارت آلاء خلفه كما قالت لها والدتها وفور ان دخلت الغرفة شعرت بيديه تجذبها الى صدره القاسې ثم أوصد الباب خلفه..
همست آلاء بتوتر
محمد.. ماذا تفعل
رفع يده ليبعد خصلاتها المنسابة على وجهها بينما يده الأخرى بقيت على خصرها تعمل على تقريبها اليه اكثر.. ثم همس وهو يتأمل وجهها الفاتن بعشق
اشتقت اليك.. على الرغم من كوني مرهقا حد الجنون الا انني حالما رأيتك برح التعب من جسدي كله.. نسيت كل شيء وشعرت بجسدي كالريش يطير بي اليك بسهولة شديدة.
منحته إبتسامة رقيقة وهمست
حمدا لله على سلامتك حياتي.
طبعت شفتاه قبلة ناعمة على خدها وغمغم دون ان يبعد شفتيه عن موضعها
وماذا ايضا
لا شيء آخر.
ردت وهي تشعر بوجهها ېحترق من شدة الخجل.. رباه محمد وعاطفته التي لا تنتهي.. عاطفته سرمدية ليس لها حل ابدا.. تجتاح قلبها دون اي رحمة.. أحست بطنين قاسې يصم اذنيها وصدرها اخذ يرتفع وبهبط بلهاث لا ارادي حينما ..
إبتسم محمد مستمتعا بخجلها وإحمرارها الذي يهيج من جنونه بها
ممممم ها قد بدأنا بالخجل.
ثم تساءل
اين هي تلك الوقحة التي قالت لي عد مبكرا اذا اردتني ان ارقص لك.. لقد أخبرتك قبل قليل جميلتي انني عدت خصيصا لأرى هذا الرقص بنفسي.
شعرت بقدميها كالهلام.. ماذا ترد عليه بحق الله وهو يحاصرها هكذا