الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جديدة الفصول من 17للاخير

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السابع عشر
أصابك عشق أم رميت بأسهم فما هذه إلا سچية مغرم
هذا ما كان يستمع إليه حازم أثناء جلوسه بشرفة منزله شاردا تعلو وجهه ابتسامة طفيفة و إمارات السعادة بادية على وجهه فهو قد ارتبط بمن ملكت قلبه و بقي أمامه أن ېحطم الحواجز التي تضعها هي بينهم
دلفت شقيقته إسراء إلى الشرفة فلم يشعر بها اقتربت منه ببطء و قامت بدغدغة جانبه الأيسر فانتفض من مكانه صارخا بها اكبري بقى و بطلي هزارك الثقيل دا

جلست في الكرسي المقابل له ضاحكة أعملك ايه إنت اللى بتركب الهوا
انتبهت إلى ما كان يستمع إليه بس إيه يا عم الرومانسية دي دا الموضوع كده شكله كبير
ضربها حازم بخفة على مؤخرة رأسها بس يا حشرية ملكيش دعوة
أمسكت بيده و ترجته بطفولية لا عشان خاطري يا زوما قولي الحقيقة إنت اتعرفت على نسمة إزاي سيبك من الكلام اللى قلته إنها جارة واحد زميلك و هو اللى رشحهالك دا الكلام دا تقوله لماما انما أنا عايزة الحقيقة
كان حازم قد قرر أن ما حدث ل نسمة في السابق يخصهما وحدهما ولا يحق لأحد من أسرته أن يعلم بشأنه فقرر أن يخبر شقيقته حكاية أخرى تحمل نصف الحقيقة شوفتها في المستشفى اللى كانت شغالة فيها الاول كنت بزور واحد صاحبي راقبتها و عرفت عنوانها و سألت عنها
ابتسمت إسراء بسعادة لحال أخيها فهي تعشق الروايات الرومانسية بل تتمنى أن تكون أحد بطلاتها يوما ما الله عالرومانسية عيني هتطلع قلوب
ضحك حازم لطريقتها
أغار عليها من أبيها و أمها إذا حدثاها بالكلام المغمغم و أحسد كاسة تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم بالفم 
سألت إسراء شقيقها طب بتغير عليها فعلا
كانت تلمح لذلك المقطع الذي سمعاه للتو ابتسم حازم قائلا بحسدهم على إنهم دايما معاها
غمزت له بعينيها يا عم خلاص هانت و هتبقى إنت اللى معاها على طول بس الصراحة كده يا حازم أنا بحس إن نسمة منطوية وواخدة جنب أو مش عايزة تاخد علينا
بهت حازم لكلام شقيقته فهي على حق فيما تقوله ف نسمة تشيد حواجز بينها و بين كل ما يخصه ولكن عليه أن يبرر موقفها هي بس تلاقيها محروجة و مكسوفة منكم بس لما تاخد عليكم هتبقى على طبيعتها
ثم أتته فكرة بقولك إيه يا إسراء ما تحاولي انتي تقربي منها ابدأي انتي بالخطوة الأولى 
وافقته قائلة يا سلام إنت تؤمر يا برو يالا بقى أسيبك لهيامك و أروح أنا أعملي طبق فاكهة معتبر 
أمسكها حازم من رسغها ممازحا انتي قضيتي عالفاكهة اللى في السوق يا إسراء 
شهقت إسراء بتبصولي في الأكل انتو مستحيل تكونو أهلي لالالالالالا أنا هشوف حد يتبناني 
رحلت و ظلت تتمتم بكلمات مازحة جعلت أخيها ينفجر ضاحكا
مذبذبون دائما بين العقل والقلب لحماية من تحب ترجح كفة العقل اعتقادا منا بأنه الصواب فيكون الفراق اختياري و لكن أن تحرم من رؤية من تحب و يكون الفراق إجباري فتبا للعقل و ليستيقظ القلب بحثا عن من يحب
خرجت من منزلها مسرعة وجهتها مطار القاهرة الدولي و الحجة لوالديها صديقة على متن الطائرة المنكوبة و لأول مرة هي كاذبة فهي ليست صديقة ولا صديق أيضا بل حبيب
وقفت بصالة الانتظار بالمطار تتلفت حولها ترى جمع من الناس منهم من يبكون و منهم من يولولون جميعهم بانتظار جثامين ذويهم يلوح بالافق رائحة المۏت دماء حزن من جاء ليودع حبيب أو قريب أو صديق و هي وقفت تائهة تنساب دموعها الغزيرة بصمت على وجنتيها لا تعلم من تسأل عنه هي الصحافية المرموقة قد توقف عقلها عن العمل بحثت بعينيها في الأرجاء اتجهت لمجموعة من أمن المطار لتسألهم عنه و عند وصولها إليهم لمحته يجلس بأحد المقاعد واضعا رأسه بين راحتيه نادته و هي تهرول ناحيته رفع رأسه متعجبا من مجيئها وقف لاستقبالها وهي تسمرت قدماها أمامه تريد احتضانه لتتأكد من وجوده أمامها سليم معافى ولكن لا يحق لها
سألها متعجبا إيه جابك يا نيرة 
كفكفت دموعها و تحدثت بصوت لم يفارقه آثار البكاء إنت كويس يحيى أنا أسفة أنا موافقة أنا كنت ھموت لو جرالك حاجة
جمل غير مرتبة تنطق بها و كان عليه تهدئتها اهدي يا نيرة أنا كويس أنا تعبت قبل الرحلة و ضغطي وطى مسافرتش
قاطعته كأنها لا تستمع إليه من الأساس أنا غبية كنت مفكره إني هبقى مرتاحة وإنت بعيد عني وعن تهديدات شغلي بس اكتشفت إني ھموت لو جرالك حاجة اكتشفت إني بحبك يا يحيى و مقدرش استغنى عنك
شعر بالذهول من تصريحها لم يعرف بم يجيبها ولا كيف يتصرف قاطع لحظتهم صوت نداءات بصالة المطار تعلن وصول جثامين الضحايا
نظرت إليه تعالى نخرج من هنا
وافقها مصطحبا إياها إلى خارج المطار جلسا بسيارته يخبرها بما حدث تعبه المفاجئ و عدم قدرته على السفر نبرته يشوبها الحزن
سألته بفضولها الصحفي
الطيارة وقعت ازاي
رفع كتفيه ثم أسدلهما لسه مش عارفين بس في الأغلب عطل فني 
أدار سيارته قائلا هوصلك البيت و افوق بس من اللى حصل دا و هيبقى فيه بينا كلام كتير
أومأت برأسها دون حديث طالما اطمأنت عليه فلا داعي لأي حديث آخر
جلس مالك بغرفته شاردا يفكر فيما طلبته منه ندى فليس بمقدرته شراء شقة جديدة و تجهيزها يرى أنها تعجزه بطلبها
دخلت عليه والدته تسأله بابتسامة مش هتتعشى يا مالك 
أجابها بضيق مليش نفس
تعجبت والدته من حاله فمنذ عودته من الخارج وهي تشعر بتغييره علمت أن هناك ما يضايقه ولكنها فضلت أن تتركه حتى يتحدث معها بنفسه ولكن نبرته الآن أقلقتها
توجهت إليه لتجلس بجواره على الفراش ثم سألته باهتمام مالك يا حبيبي 
زفر بضيق مفيش يا ماما مخڼوق شويه
ابتسمت له قائلة طب فضفض معايا جايز ترتاح
تنهد مالك ثم قص على والدته ما دار بينه و بين ندى أخبرها بضيقه من طلبها و عدم مراعاتها لظروفه 
لكزته والدته بكتفه و أخبرته ضاحكة يا عبيط إنت كده مفهمتش دي كده بتحبك
نظر مالك إلى والدته يحاول مداراة غضبه داخله انتي بتضحكي يا ماما و بعدين هو اللى بيحب حد يعجزه بالطلبات كده
ابتسمت له يا بني افهم دي كده تبقى دايبة فيك كمان غيرانة يا عبيط هي حاسة إن وجودكم في شقتك هيخليك دايما تفتكر ذكرياتك مع ياسمين الله يرحمها عشان كده عايزة تبعد عن الشقة
تنهد مالك طب و الحل إيه دلوقتي و بعدين هتغير من واحدة مېتة 
ربتت والدته على كتفه و تغير عليك مني كمان ومن جنس أي انثى تعدي من جنبك حتى لو قطة 
ضحك مالك لكلام والدته مش للدرجة دي يا ماما المهم دلوقتي إيه الحل للمشكلة دي
فكرت والدته قليلا ثم أخبرته والله أنا عندي حل مش عارفة إزاي مجاش في دماغك
سألها مالك بلهفة حل إيه 
أخبرته والدته بيع شقتك مفروش و اشتري واحدة غيرها
فكر مالك بكلام والدته هو حل كويس بس هياخد وقت أنا أكيد مش هلاقي مشتري لشقة مفروشة في يوم و ليلة دا غير إني أدور على شقة جديدة و افرشها من أول و جديد هياخد وقت
أخبرته والدته والله لما تاخدو وقت و تكونو متفاهمين أفضل ما يحصل بينكم مشاكل بسبب إنها مش قابلة تقعد في شقتك
ابتسم مالك مقبلا رأس والدته ربنا يخليكي ليا يا ماما ادعيلي بقى بالتيسير
ربتت والدته على وجنته بدعيلك دايما يا حبيبي يالا بقى اتصل على خطيبتك و فرحها
أومأ لها برأسه و ما إن خرجت والدته من الغرفة حتى التقط هاتفه و اتصل ب ندى
أجابته ندى بفتور السلام عليكم 
ابتسم مالك فهو يعلم أنها غاضبة حتى وانتي زعلانة صوتك حلو
ابتسمت ندى بخجل عايز إيه يا مالك لو بتسأل على أنس فهو نام و كويس الحمد لله 
شاكسها قائلا طب ما تيجي نستغل الفرصة بقى و اقولك كلمة سر
تصنعت الڠضب قائلة لم نفسك يا مالك 
ضحك قائلا طب خلاص يا ستي طب ينفع اقولك حقك عليا و متزعليش أنا لقيت حل لمشكلة الشقة
أخبرها بالحل الذي توصلت إليه والدته فوجد منها القبول شعر بالسعادة لأنه استطاع ارضاءها
ظلا يتحدثان لفترة و كاد أن يغلق مالك الهاتف حتى أوقفه نداء ندى باسمه مالك أنا آسفة عالطريقة اللى كلمتك بيها
ابتسم بهدوء تصبحي على خير يا هدية ربنا ليا
ابتسمت و شعرت بالسعادة من اللقب الذي أطلقه عليها أغلقت الهاتف و ظلت تفكر بحالها منذ تمت خطبتها له خجلها بقربه سعادتها بالحديث معه شوقها لرؤيته و التفسير الوحيد إنها تحبه
ارتدت نور ملابسها للتوجه إلى العمل فبعد انتظار أسبوع أتاها الرد بالأمس بالقبول في العمل و حينها افتعلت والدتها مشكلة معها كالعادة وهما الآن لا تتحدثان
جهزت همس لإيصالها للحضانة قبل ذهابها إلى العمل و عند خروجها من غرفتها ألقت على والدتها تحية الصباح صباح الخير يا ماما 
لم تجيبها والدتها إشعارا بالخصام تنهدت نور بأسى ثم توجهت للخروج من المنزل عندما أوقفها نداء والدتها إعملي حسابك إنك هترجعي تطبخي لنفسك لأني مش هعمل أكل لحد
شعرت بالڠضب من حديث والدتها فجاء ردها جافا براحتك يا ماما و كمان ممكن ترجعي بيتك عشان انتي سيباه بقالك فترة كبيرة و كده كفاية أوي
أنهت جملتها و خرجت من المنزل لامت نفسها على ما تفوهت به من حديث لوالدتها أرادت العودة و الاعتذار لها ولكنها تعلم أنها ستعتبره ضعف و رضوخ لرغبتها كما أنها لا تريد أن تتأخر بأول يوم عمل لها عزمت على التحدث مع والدها بشأن الموضوع بعد عودتها
شجارها مع والدتها أنساها فرحتها بقبولها بالعمل فهي تشعر أنها إنسانة أخرى ولدت من جديد دعت إلى الله أن يهدي والدتها و ييسر لها أمورها بالعمل
جلس أمجد بمكتبه يحادث سارة على الهاتف يشعر بالسعادة فقد حدد والدها موعد ذهابه لخطبتها ظهرت سعادته بحديثه بس
قوليلي يا سرسور 
قاطعت سارة حديثه بغتة إيه سرسور دي! شوفلك دلع غيره 
أراد مشاكستها أكثر ليه بس يا سرسور
تصنعت الڠضب بنبرتها أمجد!!! 
ضحك أمجد ثم أخبرها طب ينفع حبيبتي! 
توردت وجنتيها خجلا ولم تجيبه فناداها قائلا سارة انتي نمتي وأنا بكلمك ولا القطة كلت لسانك دلوقتي! 
أجابته بصوت مبحوح لم تقو على خروجه قويا عايز إيه 
سألها أمجد هو مينفعش باباكي يخلي الميعاد النهارده لأني بصراحة مش قادر أستنى لبكره
ضحكت سارة لطريقته فهي تشعر بحبه لها في حديثه أجابته من وسط ضحكاتها دا كان عايزه الأسبوع الجاي لولا أنا

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات