رواية جديدة رائعة الفصول من 1-5
انت في الصفحة 1 من 14 صفحات
البارت الأول
بعض النساء مدائن فاضلة ما كان ليسكن أراضيها ويعمرها إلا صفوة الفرسان والنبلاء الصادقين في عشقهم لترابها يرونها أجمل المدن وان لم تكن كذلك.
ارتدت مريلة المطبخ وشرعت في جلي ما أمامها من اطباق وملاعق لكن ملامحها عابسة بطفولية وغيظ.
اقترب منها بخطوات متلهفة فقد اشتاق إلى مشاكستها ويعلم انها لن تمرر الأمر هكذا دون جدال
ايه اللي جابك هنا خليك مع ضيوفك
احتضنها برغبة لكنها لم تتركه يقترب بل باغتته بدلو من الماء البارد ألقت به فوق ملابسه
شهق فيصل پصدمة قائلا
همس ايه اللي عملتيه ده
صاحت بوجهه وقد فاضت ملامحها بغيرة واضحة وحزن زين مقلتيها قائلة
قولتلك مليون مرة أنا مبحبش الستات الوقحة دي يعني ايه نبقى في مكان وتيجي واحدة تكلمك بوقاحة وتتجاهل وجودي لو انت مش عامل حساب ليا اعمل حساب لولادك
ولادي مالهم!
تعلقت عيناها بخاصته وكأنها تشكو إليه ألم تعجز عن تحمله ناتج عن عشق يزداد كل لحظة تقضيها في كنفه فاقترب هو إلى أن باتت بين ثنايا قلبه وتحدث بصدق
أنا لو هعمل حساب لحد هيكون لهمسي ميهمنيش حد تاني أزال برفق دموعها المنهمرة وقبل وجنتيها بحب وأوضح لها حقيقة الأمر قائلا
شهقت همس بفزع قائلة
ازاي يا فيصل حماته ازاي طب ورضوى!
فيصل أنا بكلمك ومتأكد إنك مستحيل تجيبي سيرة لرضوى الحقيقة ان مصطفى ماشي ورا كلام والدته بشكل غريب وشكله هيضيع نفسه.
همس بجدية بس انت صديقه وواجب عليك تنصحه وتقفله
فيصل انصحه أه طبعا لكن اقفله معتقدش مصطفى عنيد وأنا بطبعي مبحبش أدخل نفسي في حياته الشخصية.
قهقه فيصل لكنها وكزته بقوة طفيفة وأشارت إليه تحذره قائلة
بتضحك على ايه تلاقيك عاجبه الفكرة
احتضنها بقوة إلى أن تأوهت بدلال قائلة
اوعى كده أنا أصلا مش بحبك وبرده مليش دعوة بكل الكلام ده والله يا فيصل لو شفتك بتكلم الست دي تاني وبتاخد وتدي معاها بالشكل ده هخاصمك بجد ناس مؤذية ربنا يبعدهم عننا حبيبتي يا رضوى بقى إنت مبسوطة انه رجع مصر واستقر جنبك ومتعرفيش انه بيلعب بديله.
اوعي ياهمس أنا قولتلك أهو إياك تقولي حاجة لرضوى احنا مش عاوزين نبقى سبب في مشاكل بينهم يمكن ربنا يهديه ويبعد عن دماغه الفكرة دي لكن لو رضوى عرفت اكيد هيتخانقوا وهو هيصمم اكتر على رأيه.
همس بحزن اكيد مش هقولها حاجة بس هحاول اتكلم معاها تهتم بنفسها شوية يمكن يحترم نفسه ويراعي بيته وبناته.
همس بمكايدة ومشاكسة مفيش أكل ايه يا قلبي أنا أعصابي تعبانه وهدخل انام.
لثم شفتيها بحب وازاح تلك الخصلات الهائمة فوق عينيها قائلا
أنا بحبك بحبك لدرجة إني مبقدرش اشوف غيرك.
همس يا سلام وعلشان كده بتتعمد تضايقني وانت عارف اني بغير عليك.
ابتسم فيصل وتنهد بقوة فنظرت إليه بترقب وحذر متسائلة
مالك ياقلبي انت مخبي عني ايه
فيصل أمي يا همس أمي حالتها كل يوم بتسوء وأنا عاجز اني اعملها حاجة خاېف تسبني مړعوپ اتحرم منها وابقي لوحدي.
شبت فوق أطراف اصابعها تسعى لتقليل المسافة الفارقة بينهما وهمست إليه بحب بينما يداها تعبس بملابسه التي باتت مبتلة بأكملها فابتسم رغما عنه قائلا
انتي قصيرة كده ليه بعدين بتعملي ايه في هدومي دلقتي عليا ماية باردة وجاية دلوقتي تصلحي غلطتك انا لا يمكن اضعف قدام عيونك الحلوه دي ابدا.
ابتسمت بغرور وتحركت أمامه بخفة قائلة
أنا مش قصيرة انت مش فاهم حاجة ابدا ده انا كنت بلعب سلة.
فيصل سلة! يمكن كنتي الكورة لكن غير كده مستحيل
نظرت إليه بشړ فأسرع يبتعد عن دربها قائلا بسخرية
قال سلة قال ده أنا اوقات بحس انك طفلة صغيرة الله يسامحه اللي اخترع الكعب العالي خدعتيني يا هموس.
انتهى فيصل من كلماته وأسرع إلى غرفة نومهما مبتسما بانتشاء وهو على يقين أنها ستلحق به كي يكملا مشاكستهما التي يعشقها ولا يمل منها مطلقا.
وبعض الكلمات حروفها أفعال ليس إلا عندما أخبرك أنني سند لك لا انتظر منك سوى يد تحملني بعدما تفقدني الحياة قوتي فلا أقوى على السير.
أدمعت عينا جميلة وتعففت بخجل وسعادة من فعلة شقيقها الذي كان ومازال جدار لا يميل وظل يقيها شمس الحياة الحاړقة.
ابتسم طاهر بحب واحتواء قائلا
بتردي ايدي يا ست جميلة كبرتي عليا يا أم فارس
لم تفلح جميلة في كبح دموعها لتنهمر دون توقف وتعلو شهقاتها الباكية لتقول بصعوبة
طول عمرك شايل همي يا طاهر انت أبويا مش أخويا وبعد مۏت حسين بقيت سند وأب لفارس مش هقدر اخد الفلوس دي كلها.
طاهر دي مش علشانك دي هدية مني لخطوبة فارس
جميلة پقهر
ميستاهلش يا طاهر.
طاهر بجدية فارس ابني زي كاميليا بالظبط وكل شيء نصيب مش