رواية نوفيلا الفصول الاخيرة
الأم جامدة في مكانها دون حركة لا تستطيع تصديق فراق صغيرتها ثم سرعان ما تشقق الجليد و سقطت على ركبتيها تصرخ و تصك وجهها في اڼهيار فشلت محاولات كلا من زوجها و شادي في تهدئتها ليتم حقنها بمهدئ و نقلها إلى أحدى الغرف بينما نسرين فقد كانت تتألم لألمها و لكنها خشيت أن تقترب منها فتزيد من اڼهيارها و تحرك شجونها فاكتفت بمراقبتها عن بعد.
أكان هناك أمل إذا طال عمر مريم أن تصبحتا صديقتين حميمتين!
جلست على أحد المقاعد بعدما شعرت ان قدميها قد تخذلاها في أي لحظة.
تمتمت
بنبرة باكية
ربنا يرحمك يا مريم.. ربنا يرحمك يا حبيبتي.
بعد دقائق طويلة لم تتحرك نسرين من مكانها و لم يتوقف بكائها ففتاة فتية كمريم فقدت حياتها في لحظة واحدة فجأة و كأنها لم تكن.
تمتمت بنبرة مرتجفة
مريم ماټت خلاص!
اشتدت ذراعه من حولها و قال بحنان
اهدي يا حبيبتي الأعمار بيد الله ادعيلها بس.
رفعت أعين دامعة إليها و بشفاه مرتجفة قالت
كان نفسي تبقى علاقتنا زي أي اختين بس...
توقفت عن المتابعة عندما عجزت الكلمات عن اسعافها ليقول بنبرة حازمة
مفيش حاجه بعيده عن ربنا يا نسرين و أكيد ربنا ليه حكمة في كده انت مش هتبقي أحن عليها من اللي خلقها..
صح و لا إيه
في تلك الفترة العصيبة كان رماح يعاونها دائما فإذا لم يكن بالفعل فكان يدفعها إلى الأمام بكلماته المشبعة بالثقة و الحب.
اتجهت إلى الغرفة تحمل صينيه تضم أشهى الأطعمة وجدت والدتها على نفس الحالة رغم مرور شهر على ۏفاة مريم كانت شاحبة الوجه و قد برزت عظام وجهها لشدة
حاولت نسرين أن تمتنع عن البكاء و قالت بنبرة حانية و ابتسامة
لم ترد أو تلتفت إليها فاقتربت نسرين منها تلمس كتفها بخفة قائلة
يلا يا ماما علشان تاكلي.
انطلقت صيحة ألم من ثغرها عندما دفعتها والدتها لتتعرقل و تسقط أرضا تأملتها پصدمة بينما صاحت والدتها پغضب
أنا مش أمك فاهمه متنادينيش كده تاني.
تمتمت بصوت مرتجف النبرات بينما تجلس اسفل قدميها
أنت بتقولي إيه يا ماما!
أنا مخلفتش إلا مريم فاهمه مريم بس هي اللي بنتي.
استطردت بعويل
اه يا مريم اه يا بنتي.
لم تهتم بتلك الجالسة أرضا دون أن تأتي بأي