رواية مازن الجزء الاول
انت في الصفحة 1 من 18 صفحات
الفصل الاول
فيلا راقية تقع في قرية صغيرة تبعد عن المدينة بمسافة كبيرة نوعا ما ... اسوارها عالية بعض الشيء وتحوي حديقة واسعة مزينة بافضل انواع الورود وأزكاها ... كان هناك فتاة تمشي لوحدها في الحديقة تبدو في العشرينات من عمرها ...كانت ترتدي جينز ازرق وفوقه بلوزة خضراء وشعرها البني الطويل منسدل على ظهرها من الخلف ...
ما ان استدارت الفتاة حتى شهق الطفل بړعب من وجهها المشوه ! اطلق صړخة فزع ثم ما لبث ان ركض باقصى سرعته هاربا منها وصورة وجهها المخيف تطارده ...
تكونت الدموع داخل عينيها وملأ الالم قلبها من هذا الموقف الذي وضعت به ... سارت متجهه الى داخل الفيلا والدموع تغطي وجهها ... ارتقت درجات السلم متجهه الى غرفتها والتي ما ان ولجت اليها حتى ارتمت على سريرها تبكي بمرارة ...
مدام علياء الست سالي مش عارفة مالها ... سمعت صوتها وهي بټعيط في اوضتها ...
استدارت لها علياء وهي تقول بدهشة
ايه !!! بټعيط ليه ...!
هزت الخادمة رأسها نفيا وهي تقول بجدية
معرفش والله ... انا سمعتها بالصدفة وانا بمشي جمب اوضتها ...
سالي حبيبتي ... مالك ... بټعيطي ليه ...
رفعت سالي وجهها ثم اجابتها بنبرة باكية
اټرعب مني اول مشافني ... هرب على طول قبل حتى ما اتكلم او اقول اي حاجة ...
سألتها علياء بعدم فهم لتجيبها سالي بصوت متحشرج
طفل صغير ... رمى الكرة فالغلط عندنا ... وجه عشان ياخدها ولما شافني خاف وهرب على طول من غير حتى ياخدها ...
شعرت علياء بالشفقة على سالي ولم تعرف ماذا تقول الا انها ربتت على كف يدها بحنان وقالت
حبيبتي متعمليش بنفسك كده ... ده طفل صغير واكيد مش قصده ...
انا مش زعلانة منه ... انا زعلانه على نفسي ... ليه بيحصل معايا كده ... اشمعنا انا اللي اټشوهت وبقيت أخوف الناس بالشكل ده ...
متقوليش كده يا سالي ... ده قضاء ربنا ولا اعتراض عليه ... استغفري ربك يا حبيبتي ...
كفكفت سالي دموعها باناملها ثم قالت
استغفر الله العظيم ...
نهضت علياء من مكانها وهي تقول بابتسامة مصطنعة
يلا قومي معايا وساعديني فالطبيخ ... النهاردة هعمل ليكي كيك الشوكولاتة اللي بتحبيه ...
ابتسمت سالي بضعف ثم قالت بخفوت
بجد ...
ايوه بجد يلا قومي بقى...
نهضت سالي من فوق سريرها وخرجت مع علياء من غرفتها متجهة الى المطبخ لتساعدها في الطبخ ...
سالي الشناوي في الخامسة والعشرين من عمرها ... متوسطة الطول نحيفة ... تمتلك شعر بني طويل يصل الى منتصف ظهرها ... عيناها زرقاوتان بلون البحر ... وجهها مشوه بالكامل بسبب حاډث تعرضت له منذ ان كانت طفلة صغيرة ... تعيش لوحدها في هذه الفيلا مع علياء مربيتها والخدم ... منعزلة عن المحيط الخارجي ولا تفضل الاختلاط بأي احد
دلفت الى داخل غرفته بعد ان طرقت الباب لتجده واقفا امام المرأة يعدل ربطة عنقه ... تقدمت ناحيته بخطواتها الأنثوية الأنيقة وهي تقول
صباح الخير ...
استدار ناحيتها ما ان اكمل ما يفعله واجابها قائلا
صباح النور ...
سألته بتردد
هتروحله النهاردة ...
اجابها بجدية
ايوه ...
استطردت في حديثها قائلة بتحذير
خد بالك منه ... ده شخص مش سهل وعصبي جدا ...
زفر بضيق ثم قال بحنق
عارف ... سمعت عنه حاجات كتير كلها لا تبشر بالخير ...
احنا مضطرين نستحمله ... عشان خاطر فلوسنا وأملاكنا ...
تتوقعي هيتساهل معايا ...
سألها باضطراب لتجيبه بأمل
طالما وافق يقابلك يبقى ممكن يتساهل معاك ويساعدك ...
تنهد بصمت بينما أردفت هي بنبرة جادة
حاول تقنعه يا مازن ... دي فرصتنا الوحيدة ... لو ضيعناها من ايدنا هنعلن افلاسنا ... وانا مش مستعدة بعد العمر ده كله اتفضح وسط اهلي وصحابي ...
ربت على كتفيها بكفي يده وهو يقول بثقة