رواية اياد الفصول من التاسع عشر للخامس وعشرين
انت في الصفحة 1 من 32 صفحات
الفصل الثامن عشر
_
كانت أميرة قد حضرت إلى المشفى برفقة سلطانة .... وبصعوبة تمكنت من الوصول لمكان دعاء ... حتى وجدتها تبكى فى اخر الرواق ... خفت سرعة أميرة كثيرا ... حتى باتت تشبه خطوات طفل صغير ... وهى تمشي ببطء خوفا من التقدم ... والاصطدام بالحقيقة ... أى حقيقة ... ترى وهل مۏته من حياته تعنيها ! ... ومنذ متى كان ذلك ! ..
ظلت تتقدم .. حتى انقضت المسافة بينهما ... بينما وقفت أميرة تنظر لها .. بعينى كبحت دموع الخۏف فيها ... حتى ابصرتها دعاء ... فارتمت فى احضانها باكية ... وكأنما جاء دور أميرة لتحتويها ... كما فعلت معها مسبقا ... ربتت أميرة على كتفها... بينما دعاء تتفوه بهمهمات غير مفهومة ... أدركت أميرة منها القليل اخويا بيروح منى ... مالك بېموت ..
حتى ... هالها ما رأت ... هو نعم هو ..
بكامل هيئته ... خارجا من الغرفة بوجه شاحب ... بينما يده تحكم إغلاق أزرار كم قميصه... رأسه محنيا لأسفل ... حتى رفعها ... وأتى وقت اللقاء ... والذي لطالما انتظره ... بينما كانت هى من تخشاه...... وحين نظرت فى عينيك ... لاح الچرح والأشواق والذكرى ... تعانقنا تعاتبنا ... وثار الچرح فى الأعماق شلالا ... تفجر فى جوانحنا .... فأصبح شوقنا نهرا ... زمان ضاع من يدنا ....ولم نعرف له أثرا ... تباعدنا تشردنا ...
بالقوة وهى تدرى لما كرهه لاخيها ... همست بترجى
اقدر اشوفه ..
نظر اليها بتعاطف بينما خفقات قلبه تزداد بحماقة ... وكأنه يحيا مراهقة متأخرة تتنافى مع عمره والذى بلغ الثامنة والثلاثين .... ثم همس بخفوت .. وبداخله تتزايد تلك المشاعر التى كبحها ... وارغمها ارغاما على السكون بقلبه ... مش هينفع دلوقتى ... لما يجى الوقت أنا هوديكى عنده ...
وفى هذه اللحظة ... دارت بعينيها على وجهه ... وهى ترفع وجهها عاليا لتجارى طوله الفارع ... بينما لاحظت شحوب وجهه كالامۏات ... ربما هو من يعانى فقر ډم وليس مالك ... شعر بقدميه تتخاذلان ... وهو غير قادرا على الوقوف بعد الآن ... فانسحب من أمامها بسرعة ولكن بهدوء ... إلى غرفة مكتبه بهذه المشفى ... وبينما دعاء هائمة فى فراغه ... وكل الذكريات تلوح فى ذاكرتها الآن .. بينما هى مرغومة على الانحدار لطريق تأباه ... وهى محاطة بنارين .. ومنذ زمن ... ڼار عمار ... وكرهه لمالك ... وقاطعتها .. خروج الممرضة من غرفة العمليات وهى تتسأل عمن سيقوم بنقل الډم ... فتقدمت أميرة منها ... فأخذتها للتعقيم وتوجهوا لغرفة العمليات ... بينما سلطانة صدح هاتفها الصغير ... طالعته باستغراب ... ثم أخذته