رواية روعة جامدة الفصول من السادس للعاشر
انت في الصفحة 1 من 14 صفحات
الفصل السادس
منذ عادت سهى للداخل ورغم أنها تجلس بنفس الوضعية وتشعر بنفس الحزن لفراق أبيها المفاجئ والذى كان كضړبة قوية تلقتها أثرت على تركيزها بشكل مؤكد إلا أن رؤيتها احتراق عثمان ترضيها ولا تهتم للسبب الحقيقي وراء هذه الثورة التى اشتعلت بكيانه يكفيها ويرضيها هيئته تلك.
ظلت دون أن تقترب من والدتها كما كانت طيلة النهار فهى تحمل أمها وزر زواجها من عثمان فلولا ما أقدمت عليه لما فكرت في الرضوخ وقد كانت قمة في السذاجة بالفعل ويحق له التهكم عليها كان يجب أن تتمسك بموقفها ما كانت أمها لتؤذيها وما كان أبيها ليفعل . ظنت أن عثمان يمثل لهما أهمية تفوق أهميتها لكنها كانت مخطئة وتهاونت في حق نفسها وحق الوعد الذي منحته لمحسن ولن تقبل من هذه اللحظة سوى بالمقاومة هى لن تكون لعثمان يوما.
أوقف محسن السيارة فورا منصاعا لرغبة وفاء في المغادرة وما إن همت لتفعل حتى نظر لها بحدة
_ لا هو الحقيقة غلط في حقى لما فكر في سهى وهى تخصنى
زادت حدة وفاء ونبرة صوتها أيضا
_ هو ماكنش يعرف أنها تخص حد افهم بقا مفيش حد غلط في الحكاية كلها غير سهى انت مش عاوز تشوف غير اللى يريحك ما هو كل واحد بيشوف الحقيقة من وجهة نظره هو اللى توافق ظروفه ومالوش دعوة بالناس.
التقطت نفسا عميقا وتابعت بنبرة أهدأ قليلا
_ محسن انا ساعدتك لانى كنت فاكرة سهى هتحارب علشانك بس هى ماحاربتش وحكايتكم خلصت افهم ده كويس .
ستظهر كل الخبايا قريبا فقد قرر أن يضع الصورة كاملة أسفل مكبر بصرى لن يتجاهل اي تفاصيل. حرك سيارته مجددا فما هى سوى أيام وتتأكد أو تنفى كل أفكاره.
....................
ساعده الحزن على طمر غضبه حتى مرت الليلة بكل ما حملته من ضغوط وتفرق الجمع ولم يظل ببيت أبيه سوى أسرتهم التى فقدت عمودا قويا لينذر فقده بترنح كيان العائلة أجمع.
نهضت هنية من مكانها بضعف واضح تترنح فى خطواتها لتسرع نحوها هالة بفزع
_ رايحة فين يا هنية
_طالعة شقتى يا هالة رايحة بيت خيرى وهنام في سريره
_ انا جاى معاكى يا خالتى يلا يا سهى وانت يا ماما ابقى هاتى البنات من عند الجيران ماتقومى يا سهى
تحركت سهى ببطء ارجعه والديه لحالة الحزن التى تنهك أرواح الجميع لكنه رأى بوضوح كراهية سهى لصحبة أمها يبدو أن هناك الكثير من الإصلاح الذي تحتاجه ابنة عمه.
أغلقت هنية باب غرفتها فور أن دخلتها معلنة رغبتها في الانفراد بنفسها وفى نفس اللحظة قبض عثمان على ذراع سهى وسحبها خلفه بقوة نحو غرفتها دفعها للداخل حتى سقطت دون أن يهتم لتلك السقطة وهو يغلق الباب ويقترب ليشرف عليها من علوه بهيئة نجحت في افزاعها لتنكمش على نفسها لكنه بدأ توبيخه بنبرة صوت خفيضة محملة بالڠضب
انتفضت مع جذبه لها مجددا لتستقيم أمامه وهى تحاول تبرير موقفها
_ انا ماكدبتش عليك ولا غشيتك انا قولت لك الحقيقة
دفعها عنه برفض واضح
_ قولتى الحقيقة بعد ايه بعد ما بقيتى مراتى قدام الناس بعد ما أمنى ابوكى عليكى ابوكى اللى الصبح كان بيوصينى عليكى وانت ..
قاطعته صاړخة دون أن تعبأ بصوتها الذى خرج من الغرفة
_ وانت عملت بالوصية وأسهل حاجة عندك تمد ايدك عليا ما انت همجى لا تعرف تعاشر ولا تعرف تتفاهم
_ انا همجى!!
أشار إلى صدره مستنكرا رؤيتها له بهذه الصورة
_ انا مش هوريكى الھمجية دلوقتى لا ده مكانه ولا وقته بس انا هوريكى عثمان زى ما انت شيفاه اصبرى عليا تربيتك من أول وجديد على ايدى أخفى من وشى وغورى نامى
عقدت ساعديها بتحدى وهى تظهر له مدى كرهها له وعزمها على تحديه ومقاومته متحدثة بقوة بالغت في إظهارها
_ لو فاكر انك تقدر تتحكم فيا يبقى بتحلم .
نظر لها بتركيز وكأنه يراها لأول مرة وهو بالفعل يفعل لم ير هذا الجانب السطحى التافه منها سابقا فمنذ ودعت عهد الطفولة ووضعت بينهما الحواجز حافظ هو على الصورة البريئة المدللة التى كانت عليها بينما برعت هى في تشويه نفسها واوشكت على النجاح
_ بلاش تستفزينى يا سهى لأنى مش طايقك ولو عرفت انك قابلتى الباشا لو صدفة هتندمى
_ انا من أول الأسبوع هنزل شغلى في شركة محسن و..
ابتلعت ما تبقى من هراء كلماتها مع الصڤعة التى اشعل بها وجنتها واطفأ بعضا من احتراق صدره
_ كلمة زيادة ومش هضمن نفسى
لم تعتد هذه المعاملة القاسېة لطالما كانت مدللة أبيها ومدللة الجميع حتى هذا الذى أصبح زوجها لتكتشف أنه لم يعد عثمان