رواية قوية المقدمة والفصل الاول والثاني
انت في الصفحة 1 من 15 صفحات
المقدمة والفصل الأول
مقدمة
وقفت حور جانبا بعيدا عن أنظار الجميع تتلصص على المشهد المؤلم الذي يكاد يفتك بها فها هو ذا زوجها العزيز يصطحب معه زوجته الثانية في رحلة عمله.. شهقة مكتومة خرجت منها ودموعها تتساقط بغزارة كما لم تنزل من قبل وتنهدت بحسرة فهي قد خسړت كل شيء فهي وهو متزوجان منذ أربعة سنوات ما أن تخرجت من الجامعة .. ولم يعرض عليها مرة واحدة أن يصطحبها معه لرحلات عمله التي تدوم بالشهور ألم يكن يشتاق لها وهل يشتاق لتلك المرأة التي تقف بجانبه وكأنها تمتلك العالم !!..يبدو أنه لن يقدر على ابتعادها عنه لذا سيصطحبها معه لتبعد عنه الضجر ليلا في أيام العمل الطويلة ويقضي معها ليال ساخنة لا يمكنها تصورها .. تسللت صور شنيعة في عقلها تتخيلهم سويا وهو يقبلها بشغف كما قبلها هي وحدها دوما و.. وضعت يدها حول فمها تكتم أصوات بكائها التي تعالت.. رأت أوس ينهى توديع الجميع له هو و نهى زوجته قائلا بحسم وبفراغ صبر لوالدتها
قالت والدة نهى وهى تبكى
متى ستعودان يا بني.. سأشتاق لنهى كثيرا
وهنا قاطعتها فاديه والدة أوس قائلة
ومنذ متى نعرف متى يعود أوس يا محاسن أن العمل هو العمل وعليه متابعة أعمال العائلة هيا كفى عن النحيب فهذه ليست أول مرة تبتعد عنك نهى فهي كانت بالمدينة الجامعية أثناء دراستها
تدخل سالم الهلالي والد نهى قائلا
توقف يا محاسن عن هراء النساء هذا وهيا اصعدي غرفتك فأوس تأخر وعليه الرحيل الآن
ثم أضاف قائلا لأوس
هيا يا أوس خذ زوجتك واذهبا
لا تقلقي يا أمي سأتصل بكى كل يوم
ثم عانقتها سريعا وبعدها ركبت السيارة وبعدها رحلت كلا محاسن وفاديه ودخلوا القصر أما سالم وضع يده على كتف أوس قائلا له بامتنان
أنا أعرف يا ولدى أنني أثقلت عليك كثيرا و..
لكن أوس رد عليه مقاطعا بجدية مفرطة
لا بأس يا عمى لا تقلق فلن يحصل سراج الأحمدي على تلك الصفقة وستكون قطعا وبلا شك من نصيبنا فأنا قد أخذت احتياطاتي جيدا فذلك الوغد لا ينفك يحاول جاهدا التنافس معنا لكنى أعرف جيدا كيف يفكر لذا أسبقه دوما بخطوات و..
لم أكن أقصد العمل يا أوس
فتنهد أوس بفراغ صبر وربط على كتف عمه وقال بحسم
حسنا سأذهب لا تقلق
وركب السيارة وانطلق أما عمه نظر في أثرهم وهو يفكر. فتابعت حور كل هذه الحوارات المؤلمة بالنسبة لها ثم نظرت لحقيبة السفر المعدة التي بجانبها بأسى يا لسخرية القدر فهي منذ عشرة أعوام قد جاءت مع والدتها بحقيبتها ودخلت هذا القصر الشؤم وها هي اليوم تخرج منه فإن كان دخوله كان صعبا سابقا فالخروج منه أسهل بكثير .. فوالدتها المسكينة ظنت أنها ستكون بأفضل حال داخل جدران هذا القصر ومستقبلها سيكون الأفضل لذا داست على كرامتها وأتت ذليلة تطلب السماح لتعود مجددا تحت جناح عائلتها ...تذكرت حور حياتهما الدافئة مع والدها الذي كان يعمل ليلا ونهارا كادحا من أجلهم