رواية جديدة جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة
انت في الصفحة 1 من 12 صفحات
الفصل التاسع
جذب يزيد أجزاء سلاحھ بخفة دون أن يلحظه أحد و وضع إصبعه على الزناد حتى يكون على أهبة الإستعداد و عينيه لم تحيدا عن السيارة و ما إن رأى فوهة السلاح الآلى قد ظهرت من فتحة شباك السيارة الصغيرة حتى تقدم سريعا نحو الفتاتين و دفع نادين لداخل الشركة باليد اليسرى الممسكة بالسلاح و فى نفس اللحظة أحاط خصر أثير من الخلف بالكامل بذراعه الأيمن و هو ينادى بإسمها و استدار و انبطح بها على الأرض فى نفس اللحظة التى أطلق فيها الطرف الآخر الړصاص ظل يزيد منبطحا على أثير بحيث يغطيها تماما جاعلا من نفسه درعا واقيا لها ضد الړصاص و فى الوقت ذاته رفع رأسه و ادارها باتجاه السيارة و بدأ يتبادل إطلاق الڼار مع الطرف الآخر و هو يحث حراس الشركة على مساعدته فى اطلاق الڼار على تلك السيارة و لحسن حظه انها تقف على مسافة بعيدة من المبنى فكانت أغلب الطلقات تصيب السلم المعدنى أو تأتى فى السيارات المتراصة أمام المبنى كما أن إنبطاحه على الأرض صعب من مهمة الطرف الآخر فى إصابته و ظل على هذا الحال إلى أن استقرت رصاصة من سلاح يزيد فى يد الطرف الآخر و فرت السيارة سريعا بمن فيها عندما باءت مهمتهم بالفشل.
لو سمحتو ابعدو علشان النفس أثير هانم مغمى عليها و محتاجة هوا و إلا كدا هتتخنق.
استجابو لصياحه و ابتعدوا قليلا فصاح بنادين قائلا
نهضت بتثاقل و هى لا تشعر بجسدها من الصدمة بينما هو حملها برفق بالغ متقدما نحو مرفأ السيارات و نادين تسير خلفه ببطئ إلا أن وصلا و أشارت له على السيارة و استخرجت مفاتيحها من حقيبة أثير التى قد التقطتها من على الأرض و أعطته إياهم.
فتح الباب الخلفى بحذر و هو حاملها ثم وضعها على الأريكة الخلفية و استقل مقعد السائق ثم هتف بنادين
اركبى جنبى بسرعة علشان تورينى طريق البيت.
ركبت بالمقعد الأمامى و انطلق بأقصى سرعة باتجاه قصر عادل الشرقاوى.
بمجرد أن وصلت السيارة أمام بوابة القصر الإلكترونية انفتحت فى الحال على مصرعيها و انبهر يزيد بذلك القصر الفخم فهو لم يتخيل أن منزل أثير بهذا القدر من الفخامة و الجمال و دلف للداخل مباشرة و وقف حيث أشارت نادين ثم نزل من السيارة و حمل أثير باتجاه الباب الداخلى الذى كان مفتوحا فوجد عادل و معه الطبيب فى استقبالهما و أشار له عادل على جناح أثير حتى يصعد بها و يضعها على فراشها.
أقبل عليه عادل و صافحه قائلا بامتنان حقيقى
أنا متشكر جدا إنك قدرت تنقذ أثير من المجرمين دول.. و ليك عندى مكافأة كبيرة مقابل المجاذفة اللى انت قومت بيها النهاردة.
أجابه برسمية و احترام
يافندم أنا مش عايز مكافاة و لا مستنى مقابل.. دا واجبى تجاه أثير هانم و بحمد ربنا إنى كنت موجود جنبها فى الوقت المناسب لأن باب الشركة الرئيسى مش مكان شغلى فيها و أنا كنت بالصدفة نازل أجيب حاجة سخنة أشربها من الكافيتريا.
هز رأسه باعجاب و تقدير قائلا
الحمد لله فعلا... الله أعلم كان ممكن كان حصلها ايه.
أراد يزيد أن يطرق الحديد ساخنا و وجد أن الفرصة سانحة جدا لتنفيذ الجزء الأهم فى مهمته فقال لعادل بترقب
علشان كدا يافندم أنا بقول مينفعش أثير هانم تمشى من غير بودى جارد.. حضرتك رجل أعمال معروف و أكيد ليك منافسين و اعداء حاقدين و مستهدف منهم و الخطړ مش هيكون على حضرتك لوحدك... لا و هيكون على بنت حضرتك كمان و هيستهدفوها كوسيلة ضغط عليك.
طالعه باعجاب شديد لحنكته و ذكائه و أيضا للباقته فى الحديث و أردف و هو يهز رأسه بيأس
و الله أنا عرضت الموضوع دا عليها كتير بس هى اللى مش موافقة... حضرتها علشان عارفة كام حركة فى الكاراتيه و الكونغو فو فاكرة إنها تقدر تحمى نفسها.. بنت دماغها زى الحجر.
قال جملته الأخيرة و هو يزم شفتيه بضيق الأمر الذى تعجب له يزيد فمن المفترض أنها ابنته الوحيدة و يجب أن يتحدث عنها بطريقة أكثر عطفا و حنانا لا بهذه الطريقة الفظة و لكنه تغاضى عن ذلك فهو يعلم أن عادل ليس له قلبا من الأساس و استطرد قائلا
لا يافندم الموضوع دا مفيش فيه إختيار.. دا أصبح أمر إجبارى و أكيد اللى حاول ېقتلها النهاردة هيكرر محاولته تانى.
اومأ بتفهم قائلا
فعلا معاك حق.. المرة دى هخلى معاها بودى جارد بمزاجها او ڠصب عنها.
أجلى حنجرته قائلا بتوجس
احم... أنا يشرفنى طبعا يا عادل باشا أكون البودى جارد الخاص لأثير هانم.
أومأ موافقا و بدون تفكير طويل و هو يقول
و الله يا ريت...واضح إنك شاطر و عندك سرعة بديهة و بتعرف تتصرف كويس ف المواقف اللى زى دى و أكيد مش هلاقى أحسن منك يحرسها و يأمنها.
ارتسمت على ثغره ابتسامة انتصار مردفا بسعادة داخلية و ثبات ظاهرى
دا شرف ليا أنا يافندم...تحب حضرتك نبدأ من إمتى!
رد بجدية
تفوق بس الأول من الصدمة دى و بعدين نتفق و ننسق مع بعض.
أومأ بسرور
ان شاء الله...ربنا يقومها بالسلامة.
رد بجدية
متشكر جدا يا...
رد سريعا
يزيد.
اومأ بامتنان
متشكر يا يزيد.
انفتح باب الغرفة و خرج الطبيب فسأله عادل بثبات
خير يا دكتور.
الطبيب
هى كويسة مفيش فيها حاجة...إغماءة عادية من الصدمة و الخۏف و كلها دقايق و تفوق ان شاء الله.
أومأ عادل بملامح باردة الأمر الذى دعى يزيد للقلق من ذلك الأب متبلد المشاعر متحجر القلب و انصرف الطبيب تاركا ورقة بها بعض الأدوية المهدئة.
طلب يزيد من عادل أن يأخذ ورقة الأدوية ليصرفها من أقرب صيدلية قاصدا كسب بعضا من الوقت فلربما تستفيق و يتثنى له رؤيتها و الإطمئنان عليها قبل مغادرته للقصر و قد كان له ذلك.
بمجرد أن نزل يزيد من أمامه سار باتجاه غرفة مكتبه ليستقص حقيقة الشخص او المنظمة التى استهدفت ابنته و تهدد أمنه هو و عائلته و ممتلكاته و لم يكلف نفسه عناء الإطمئنان على إبنته بعد ذلك الحاډث المهيب....فذلك هو عادل الشرقاوى قاسى القلب